إعتاد الناس جميعاً من كافة الدول الكذب على بعضهم بطريقة المزاح في الأول من إبريل من كل عام حتى أصبح كاحتفال يحتفل به البعض ويشعرون بالفخر لممارسته ولكن يا ترى من أطلق هذا اليوم؟ أو ما السبب وراء هذا الحدث الذي تم تداوله بين الشعوب بشكل متزايد؟ تعالوا معاً لنتعرف سوياً علي هذا اليوم المميز من كل عام ...!!!! تعد كذبه ابريل او كذبه نيسان او يوم الحمقي مناسبة تقليدية في عدد من الدول وهو في الأصل تقليد أوربي أعمى وهو ليس يوماً وطنياً أو إحتفال رسمي وإنما كنوع من الفكاهة قائم على المزاح وإطلاق أكاذيب وخدع بين الناس حيث يقوم أغلب الناس بالكذب على بعضهم والقيام بالأنشــطة العُــرفيــــــــة المستمدّة مــــن ممارسة النّكات البســيطة والمضحكــــة التي يتم مبادلتها بين الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل بطريقة مضحكة أحياناً وطريفة وأحياناً أخرى تكون بطرق مؤلمة ومحزنة من أجل إضفاء جو من المرح والضحك بحيث يطلق على الأشخاص الذين يصدقون هذه الإشاعات ضحايا كذبة أبريل..والطريف في كذبة أول أبريل أنها تساوي بين العظماء والصعاليك وبين الأغنياء والفقراء.. حيث تشارك وسائل إعلام وصحف ومجلات في الكذب أيضاً بأن تنشر مثلاً أخبارا ملفقة أو قصصا وتقارير ليست لها أي أساس من الصحة. و قد ظهرت هذه العادة خلال العصور الوسطى في فرنسا، وكان يعتقد أن بداية السنة الأقرب إلى عيد الفصح الذي يصادف أواخر مارس أو بداية أبريل. وقد وصف الكتّاب أولئك الناس الذين كانوا يعتقدون بذلك بالحمقى ..ولم يستمر ذلك حتى أعلن الملك شارل التاسع مرسوم روسيلون عام 1564 بتعديل التقويم والذي أعلن فيه الاحتفال بالعام الجديد في الأول من يناير في فرنسا. وعلى الرغم من تحول الاحتفال برأس السنة إلى الأول من يناير استمر بعض الناس بالاحتفال في أول أبريل، وكانوا يطلقون المزاح والدعابات، ومن هنا بدأت كذبة أبريل كتقليد سنوي. و قد إنتشرت بعدها على نطاق واسع في الكثير من البلدان، فأخذوا يتداولونه، و يطلقوا على ضحايا الكذبات بعض الأسماء ففي سكوتلاند أطلقوا عليها نكتة إبريل بينما إستعملوا الفرنسيين إسم السمكة للدلالة عليهم. كما أصبح أول يوم من أبريل اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع الشعوب في دول العالم ماعدا دولتي إسبانيا وألمانيا لإرتباطه باليوم المقدس دينيا في إسبانيا و لتعارضه مع يوم ميلاد الزعيم الألماني المعروف بسمارك. وكان الرومان والإغريق يحتفلون بالفترة التي تسبق كذبة أبريل والتي تُعرف بيوم الاعتدال الربيعي)أول الربيع( والذي تغادر فيه الشمس نصف الكرة الجنوبي وتعبر الاستواء السماوي فكان الأحتفال الروماني يُسمى هيلاريا وكان يُقام تكريمًا لقيامة الآلهة أتيس فقد كانت تدل نهضته الأسطورية على انتهاء الشتاء وازدهار المحاصيل الزراعية، أي أن الاحتفالات برأس السنة تبدأ من 21 مارس وتستمر إلى 1 أبريل، ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل وبين عيد )هولي( المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل . وهناك جانب آخر من الباحثين في أصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون الوسطى إذ أن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة من أجل المجانين وضعاف العقول فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من أجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين. ويعلق البعض بالقول أن شهر أبريل يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح. في عام 1686 أعلن الفيلسوف الإنجليزي جون أوبري أن الأول من أبريل هو يوم كذبة أبريل. وفي ذلك العام حصل تقليد غريب حيث كان الناس يخدع بعضهم بالذهاب إلى برج لندن للإحتفال السنوي بغسل الأسود. وبلا شك لم يكن هناك أسود لتغسل لكن أستمرت الكذبة أو الخدعة هذه حتى قرن من الزمان. ويعتقد البعض أن تلك كانت أول كذبة رسمية في تاريخ كذبة أبريل.كما يري البعض ان اصلها قديم جدا و ترجع الي نظريه وحكايه نوح والحمامة و تشير بعض القصص الواردة في مجلة هاربر الأسبوعية الأميركية إلى أن هذه المناسبة ربما بدأت مع قصة النبي نوح وسفينته وفي قصة تعود إلى 13 مارس 1769 نشرت بأحد الصحف البريطانية نجد هذه الحكاية التي تدعم هذه النظرية المزعومة أن نوح أرسل الحمامة لكي تخبره بمكان آمن ترسو فيه السفينة إذا حدث الطوفان فعادت لتقول إن الطوفان خلفها وهو ما سخرت منه باقي الحيوانات وصادف ذلك اليوم الأول من إبريل. و ربما بدأت في روسيا فيقال إن روسيا عرفت كذبة أبريل في العام 1719 عندما قام قيصر روسيا بطرس الأكبر بإشعال النار في قبة عالية طلاها بالزفت والشمع فتوهم الناس أن مدينتهم تحترق و هربوا خائفين، وكان جنود القيصر يعترضونهم قائلين "اليوم هو أول أبريل". ويرجح البعض نظريه اخري ظهرت في العديد من الآداب الأوروبية والشعر في القرون السابقة فيرد ذكر كذبة إبريل بشكل أو بآخر لكن الاعتقاد الكبير بهذه المناسبة يتعلق بما حدث عندما تم تغيير بداية العام في التقويم الميلاد ليكون الأول من يناير، وذلك على يدي غريغوري الثالث بنهاية القرن السادس عشر. وقد تم اعتماد الأول من يناير بداية للسنة بمرسوم رسمي في فرنسا سنة 1564 ليصبح هذا العرف سائراً إلى اليوم، بعد أن كان الناس في القرون الوسطى يحتفلون عادة بمطلع السنة في 25 مارس وتستمر الاحتفالات في بعض المدن إلى الأول من إبريل لمدة أسبوع كما في فرنسا. وهنا يرى بعض الناس أن المسألة بدأت هناك عندما كان الذين يحتفلون ببداية العام في أول يناير يسخرون من الذين استمروا في التصديق بأن السنة لا زالت تبدأ في إبريل ويصرون على الاحتفال بها مع مطلع الشهر الرابع. وذهبت نظريه اخري تتناول المهرجان اليهودي وهو مهرجان ذو تاريخ طويل ويتزامن حدوثه مع قدوم فصل الربيع حيث يكون الاحتفال بارتداء الملابس ووجود الكرنفالات "مدينة الملاهي المتنقلة" والعديد من النّكات والمزاح .. بعض الأكاذيب كان لها صدى المأساة حيث أختلطت بعض الحوادث الحقيقيه بكونها أكاذيب مما أدي ألي حدوث المأسي و بغضّ النظر عن أصلّ منشأ الكذب وأسبابه إلاّ أنّه من العادات والشيم غير المستحبّة بين الناس ولا بأس أن يكون له يوماً يحتفل به ،إنّ كانت كل الأيام هي للصدق لا العكس .