في حين ليس هناك وصفة لتربية الأطفال بطــريقة ناجحة، أشـــارت ابحاث علم النفـــس الى عـدد من العوامل التي تساعد على التنبؤ بالنجــاح. والكثيـــر من هذه العوامل التي تعمل على زيادة ذكاء الطفل تعود الى الوالدين. وهذه هي الامور المشتركة بين الابـــاء والامهــــات الناجحين: 1- مشاركة الاطفال بالأعمال المنزلية إذا كان الأطفال لا ينظفون الأطباق، فهذا يعني ان هنالك شخص يقوم بالعمل عنهم. وهنا فانهم لا يحرمون من القيام بالعمل فقط، بل من تعلم حمل المسؤولية ومن ان الجميع يجب ان يقوموا باعمالهم وذلك من اجل مصلحة الجميع. ويعتقد ان الأطفال الذين ينشاؤن على القيام بالأعمال يصبحون اكثر تعاونا وتعاطفا مع زملاء العمل، لأنهم يعرفون معنى العمل، ويكونون قادرين على القيام بالمهام بشكل مستقل. من خلال القيام بالأعمال المنزلية - اخراج القمامة، وغسل الملابس الخاصة بهم، وترتيب الفراش - سيدركون كيفية تحمل المسؤولية من أجل أن يكونوا جزءا فاعلا وليس خاملا من الحياة. 2- يعلمون اطفالهم المهارات الاجتماعية باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا و جامعة دوك تتبعو اكثر من 700 طفل من جميع انحاء الولايات المتحدة من عمر الروضة الى 25 سنة، حيث ووجدو علاقة بين المهارات الاجتماعية في الروضة وتاثيرها علـى الكبـــار بعـــــد مـــــــرور عقديــــن من الزمن. اظهرت دراسة حديثة ان الاطفال الاجتماعيين المتعاونين مع نظرائهم، يساعدون الاخرين، ويتفهمون مشاعرهم، ويحلون المشاكل بمفردهم، فرصتهم اكبر في الحصول على درجة جامعية او وظيفة في عمر 25 عاما من محدودي المهارات الاجتماعية، محدودى المهارات الاجتماعية تزداد احتمالية اتكالهم على الاخرين، وخرقهم للقانون والقبض عليهم، شرب الخمر، والسكن في الاسكانات العامة. هذه الدراسة تظهر ان مساعدة الاطفال على تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية من اهم الاشياء التى يجب القيام بها لمواجهة مستقبل واعد فى سن مبكرة، وان هذه المهارات يمكن ان تحدد ما اذا كان الطفل سيذهب الى الجامعة او السجن او ان ينتهي به الحال عاطلا عن العمل اومدمن. 3- لديهم توقعات عالية باســـتخدام بيانــــــــات من دراســـــة استقصائية للاطفال المولـــــودين فى عـــــــام 2001 وعددهم 6600 طفلا، تم التوصل الى ان توقعات الاباء من اطفالهم لها اثر كبير على التحصيل العلمى. الاباء الذين رأوا ان الدراسة هي الاساس عملوا على توجيه ابنائهم في هذا الاتجاه للوصول الى التعليم الجامعي بغض النظر عن اي شيء اخر. يجب على الاباء ان يحافظوا على امالهم الكبيرة متماشية مع نظرية نفسية اخرى: ان ما يتوقعه شخص من شخص اخر ممكن ان يصبح نبوءة قابلة التطبيق. 4- تحقيق مستويات تعليمية عالية فى عام 2014 وجدت دراسة داخلية في جامعة ميتشيجان ان الامهات اللاتي انهين الدراسة الثانوية او الجامعية على الارجح ان يربين اطفالهن على فعل نفس الشيء الذي نجحن في تحقيقه. وقد وجدت دراسة شملت مجموعة من اكثر من 14 الف طفل دخلوا دار حضانة من عام 1998 الى عام 2007 ان الاطفال الذين يولدون لامهات مراهقات (18 سنة او اقل) لديهم فرصة اقل لانهاء الثانوية او الذهاب الى الكلية. فى عام 2009 وجدت دراسة شملت 856 شخصا، ان المستوى التعليمى للاباء يؤثر بشكل كبير على النجاح التعليمي والمهني للطفل. 5- تدريس الاطفال الرياضيات فى وقت مبكر اظهر تحليل شامل عام 2007 اجري على 35000 طفل فى سن ما قبل المدرسة فى جميع انحــــــاء الولايــــــات المتحدة وكندا وانجلترا ان تطويـــــر مهــــارات الريـــــاضيات والحساب فى وقت مبكر يمكن ان يتحول الى ميزة كبيرة. الاهمية القصوى لمهارات الرياضيات فى وقت مبكر، معرفة الارقام وترتيبها وغيرها من مفاهيم الرياضيات البســيطة - هو احد الالغاز لهذه الدراسة، حيث ان اتقان مهارات الحساب والرياضيات في وقت مبكر لا يتنبا فقط بتحصيل الرياضيات بل بالقراءة فى المستقبل. 6- تطوير العلاقة مع أطفالهم وجدت دراسة في عام 2014 على 243 شخصا ولدوا فقراء أن الأطفال الذين حصلوا على، الرعاية الحساسة، في سنواتهم الثلاث الأولى لم يكونو أفضل فقط في الاختبارات الأكاديمية في مرحلة الطفولة، ولكن كانت علاقاتهم صحية وكان لديهم زيادة في التحصيل الدراسي في عمر 30. الآباء الذين يقدمون، الرعاية الحساسة، يستجيبون لإشارات أطفالهم على وجه السرعة وبشكل مناسب و يوفرون قاعدة آمنة للأطفال لاستكشاف العالم. وهذا يشير إلى أن الاستثمار في العلاقات بين الوالدين والطفل في وقت مبكر قد يؤدي إلى نتائج وعادات طويلة الأجل تتراكم عبر حياة الأفراد. 7- انهم أقل توترا وفقا لبحث أجري مؤخرا ،فان عدد الساعات التي تقضيها الامهات مع الاطفال الذين يتراوح أعمارهم بين 3 و 11 لم يساعد بشكل كبير بالتنبؤ بسلوك الطفل، أو مستوى السعادة، أو الإنجاز. ومن الممكن ان تاتي الامومة المتشددة بنتائج عكســــية. فـــارهاق الأمـهـــــات، وخصوصا مع ضغوطات العمل ومحاولة ايجاد الوقت مع الاطفال، قد يؤثر على أطفالهن بطريقة سيئة. العــــدوى العاطفيـــة ظاهــرة نفســـــية حيث يشعر الناس ببعضهم البعض تســـــاعد على الفهم. تظهر الأبحــــــاث أنه إذا كان صديقك سعيد، او حزين فسـوف تتاثر بحالته. اذا كان احد الوالدين متعب أو يشعرالإحباط، فان الحالة العاطفية يمكن أن تنقل للأطفال. 8- عمل الأمهات خارج المنزل وفقا لبحث من كلية هارفارد للأعمال، هناك فوائد كبيرة تتأتى للاطفال اذا كانت الام تعمل خارج المنزل. ووجدت الدراسة بان بنات الأمهات العاملات يذهبن إلى المدرسة لفترة أطول، ولديهن فرصة اكبر للحصول على وظيفة في عمل اشرافي وكسب المزيد من المال بنسبة 23٪ أكثر مقارنة مع نظرائهن اللواتي يتربين مع أمهاتهن في المنزل. أبناء الأمهات العاملات يميلون أيضا الى المشاركة بالأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، وجدت الدراسة انهم يقضون سبعة ساعات ونصف أكثر في الأسبوع في رعاية الأطفال و 25 دقيقة أكثر في الأعمال المنزلية، ان تكوني قدوة هي وسيلة لارسال الإشارات بما يتعلق بكيفية التصرف، وما يجب فعله، والنشاطات التي يجب المشاركة بها، وماذا تعتقدين. هناك عدد قليل جدا من الامورالتي نعرفها حول هذا التأثير الواضح على الاختلاف بين الجنسين من قبل الأم العاملة. 9- وضعهم الاجتماعي والاقتصادي ممتاز من المؤسف أن خمس الأطفال الأميركيين يتربون في الفقر، الأمر الذي يحد بشدة من إمكانياتهم. ووفقا للبـــاحث في جامعة ســــــتانفورد شون ريردون، فان الفجوة في الانجاز للاطفال الذين هم من عائلات عالية الدخل مقارنة باولئك الذين هم من عائلات منخفضة ايضا ذات تأثير واضح. كلما ارتفع الدخل بالنسبة للوالدين، ارتفعت علامات الأطفال الدراسية. 10- تعليم الصفة الذاتية في عام 2013، فازت عالمة النفس أنجيلا داكويرث من جامعة بنسلفانيا بمنحة ماك آرثر(العبقرية) لكشفها سمة شخصية قوية محفزة للنجاح. تعرفهذه السمة بأنها (الميل للحفاظ على التركيز والجهد نحو تحقيق أهداف طويلة المدى)، وقد ارتبط بحثها بالتحصيل العلمي، المعدل التراكمي، الحفظ، والترتيب في المسابقة الوطنية الامريكية للتهجئة. هذه السمة تعلم الاطفال التخيل والالتزام بالمستقبل الذي يريدونه. 11- اعطاء أطفالهم أسماء لا تحيز فيها الأبحاث تظهر مدى كم يمكن أن تؤثرالاسماء على النجاح في حياتـــك. مـــــن ناحية مهنية، الاطفال اصحـــــــاب الاســــماء الشعبية وسهلة النطق على سبيل المثال، لديهم المزيد من النجاح. 12- ادراك أهمية التغذية الجيدة وعادات الأكل يدرك الاناس الناجحون أن عادات الأكل الجيدة يمكن أن تساعدك على التركيز والانتاجية طوال اليوم، الدكتورة كاثرين شـــــتاينر أديــــــر، عالمة النفس السريري للعائــــــلة والأطفــــــــال ومؤلفــــــة كتــــب مثــــــــــــل الانقطاع الكبـــيــــر:، حمـــاية العلاقات بيـن الطفولة والعائلــة في العصـــــر الرقمـــــــــي. ترى أن تطويــــر العـــادات الغذائيـــة لـــدى الأطفال عقليا وجسديا يتطلب المشاركة من أولياء الأمور. لمساعدة أطفالهم تنمية شعور تقبل الجسم، و صورة الجسم الإيجابية عن الذات، فان الآبـاء بحاجة ان يكونوا القدوة الجيدة لانفســـهـــم والاخرين، والعادات الصحية الخاصــة بهـــم للاكل، واتخاذ موقف ايجابي تجاه الطعام.