كم كنت أغضب عندما يقول أحدهم عن الآخر، بأنه: "من أحفاد الخنازير"؛ غيرة مني على إنسانية الإنسان، وعلى ذلك الذي صوّره فأحسن تصويره! ومع ذلك كنت أتألم من أجل هذا الكائن المُحتقر المنبوذ، الذي لم يخلق ذاته، وإنّما أوجده الله! قد تبدو مشاعري متناقضة، لكنها مثل غيري من البشر! ففي الوقت الذي يؤمن فيه الإنسان بقذارة ونجاسة الخنازير، نجد بعض الشعوب ما تزال تقدم قرابين من الخنازير البرية للإله الذي يعبدونه! وفي الوقت الذي لا يستطيع فيه راعي الخنازير أن يتزوج إلا من بنات الرعاة مثله؛ لأن أحداً لا يرضى أن يزوج أبنته من راعي الخنازير، نجد من البشر من يتشبهون بالخنازير، فتجدهم يتمرغون في حمأة الخطية، ويأكلون من قمامة الفساد والرشوة، واستغلال النفوذ! قصة الخنازير لم تنته بعد! فعندما ألقت الولايات المتحدة الأمريكية قنبلة ذرية تجريبية على احدى السفن البحرية القديمة في جزيرة بكيني، أبادت القنبلة اللعينة كل من كان في محيط أنفجارها من حيوانات وطيور، إلا الخنزير، أنه هو الحيوان الوحيد الذي ألقى به الانفجار إلى المحيط وبعد لحظات عاد الخنزير سابحاً في الماء، متجهاً إلى الشاطيء كأن شيئاً لم يحدث! وبعد الكشف عليه، فوجيء العلماء بأن الخنزير لم يصب بأي أذى.. وقد عاش هذا الخنزير بعد ذلك سنوات عديدة في صحة جيدة! أفلا يحق للخنزير، أي خنزير، أن يضع رجلين على رجلين، ساخراً منا؛ لأنه يعرف أنه سوف يعيش على الأرض بعد خراب العالم كله؛ لأن الإنسان فضّل أن يشقى ويتعذب من أجل أن يدفن نفسه في النار "النووية"؛ لترثه الخنازير، وبدلاً من القول أحفاد الخنازير، نقول، من الآن: خنازير الأحفاد! عـادل عطيـة