لماذا يستمتع الأطفال باللعب بالكبريت؟!.. لماذا نطلب، نحن الكبار، المساعدة، قائلين: "ولّع لي"؛ فتصير السيجارة ناراً لممارسة المتعة على الشفاة؟!.. لماذا نردد في كثير من أغانينا، مثل هذه الكلمات المشتعلة: "نار يا حبيبــي نـــار"، و "النـــار النار النار.. أنا قلبي قايد نار"؟!.. ولماذا لا تزال من أقوال كلمات الانتقام، التي يرددها أهل الصعيد في مصـر، قولهـــم: "الله يقيد أمواتك"؟!.. لماذا الإصرار على اقامة جحيم أرضي بنار مستعرة في حروب لا تهدأ بين الإنسان وأخيه الإنسان، ولماذا ـ رغم علمنا بأن الله أوجد الجحيم أساساً؛ ليكون مستقراً للشيطان، ولزمرته المردة ـ .. لا يزال الإنسان يتسابق للحصول على المراكز الأولى في النار، بـل ويحاول جاهــداُ انتزاع كرسي عذاب الشيطان؛ ليكون هو المُعذّب الأول؟!.. تصوّر واحد فقط في مخيلتي، يحاول أن يجد إجابة مقبولة على هذه التسـاؤلات، ان الإنسان المخلوق من التراب، يحسد الملائكة المخلوقين من نار، وهو يـريــد أن يكــون في النار؛ ليعيش كالملائكة. ولكن أي عقل هذا، الذي يصوّر لنا، أن اللعب بالنــار؛ يجعلنــا من الملائكة؟!.. عـادل عطيـة