من قال: أننا نخاف الموت، ونخشى من سيرته غير الحسنة؟!.. ألسنا، نردد مثل هذه العبارات الموحية: "أحبك موت".. و"أموت فيك".. و "تقبرني"..؟!.. وألسنا، نؤرّخ بالموت، تذكارات رحيل: فنانينا، وعلمائنا، وشهدائنا؟!.. لن أتحدث عن الذين يشتهون الموت تخلصاً من متاعبهم، وآلامهم المبرحة.. ولا عن الذين يعتبرونه جسراً معتبراً إلى حياة أبدية. انّما أتحدث عن الذين يجدون في الموت، رداً لاعتبارهم، واظهاراً لقيمتهم الإنسانية الموءودة! فقد تعوّدنا، أن نتذكر محاسن موتانا، وأن نحترم الوصية، ونعتبرها ثابتة على الموتى، وأن نكتشف موهبة ما كنا نتجاهلها في حياة صاحبها! وأقول ـ بثقة ـ للذين يعتقدون أنهم بلا كرامة في أوطانهم: لو أن واحداً منهم قتل غدراً ـ لا سمح الله ـ؛ فإن السلطات المعنية لن تألوا جهداً في تعقب الجاني، والامساك به، وتقديمه إلى العدالة للقصاص منه!... عـادل عطيـة