عندما ابتكر "فيثاغورس"، لفظ الفلسفة أي: "حب الحكمة"، هل كان يتوقع أن هذه التسمية، التي تجعل الناس يقبلون على حب الحكمة، هي نفسها التـــي ستجعلهم يتبـــاعدون عـــن حكـــمـــة الحـــب؟!.. ولأن الفلسفة توصف أحياناً بأنها التفكير في التفكير، وأنها محاولة الإجابة عن الأسئلة الأساسية التي يطرحها الوجود والكون؛ فالباحثين عن الحقيقة، يتساءلون: ما هي الحكمة في اختيار المساويء، وحبها، والتعلق بها، وعدم فعل ذلك مع الأشياء ذات المعاني الجميلة والنبيلة، حتى أن ما يمكن تسميته بفلسفة "الحب من أجل الحب"، لم تظهر بعد، مثلما ظهرت فلسفة "الفن من أجل الفن"، وكما اقتحمت الغيرة الكثيرين؛ ليتبنوا هم أيضاً فلسفات متشابهة، فانتشرت فلسفة "النكد من أجل النكد"، و"الحقد من أجل الحقد"، و"العنف من أجل العنف"، و"القتل من أجل القتل".. هل لأن الحكمة في ذلك واضحة وهي أن الناس متأهلون ومستعدون لكل شيء رديء، وليس كل واحد أهلاً لكل شيء جميل ورائع كالحب.. أم أن ذلك يعود إلى التشابه الكبير بين كلمتي "الحُبْ" من المحبة، و "الحَبْ" من الحبوب؛ مما ضلل الطيور، أقصد الغربان، فألتقطــتـــهـــا، وطـــارت؟!... عادل عطية