البعض، ممن أوتوا التعصب الرحب، يعتقدون أن تهنئة الآخر بعيد من أعياده الدينية، يعني اعتراف المهنيء بإيمانيات الآخر، التي لا يعترف هو بها! ألا يدرك هؤلاء، أن رئيس أي دولة ـ بحكم منصبه ـ، يهنيء كافة رؤساء دول العالم، وشعوبهم، بأعيادهم. وقد تكون دينية، وهذه الدينية لا يعترف بها، ومع ذلك يبقى الرئيس المهنيء على معتقده! وألسنا نلقي بالتحية على أشخاص قد لا نعرفهم، ولا نعرف معتقداتهم، ومع ذلك فهذه التحية لا تعني تأييدنا لشخصيته، ومعتقداته، وتصرفاته! تهنئة الآخر، أو تحيته، هي اعتراف بوجود الآخر، واحترام الآخر، الذي هو إنسان، مثلنا، يشاركنا الحياة على وجه البسيطة، وكواجب ديني، وكواجب إنساني، يجب أن نشاركه وجدانياً، فنفرح لفرحه، ونحزن لحزنه. إن إيماننا لن يغيّره تهنئة الآخر!... عـادل عطيـة