كان لنا زميل يتميّز بخفة الظل، عندما يطلب منه أحدنا، أن يعطيه الموسي؛ ليبري به قلمه الرصاص، أو يقشط به شيئاً ما، فإنه يرد عليه بأحد ردّين: إن كان عنده الموسي، يقول: "موس.. ممكن"! وإن لم يكن عنده، يقول: "موس.. تحيل"، أي "مستحيل"! وبين الممكن والمستحيل، بين النعم واللا، شفرة حادة قاطعة وواضحة، تؤكد موقفنا بدقة وأمانة. لكن يحلو للبعض أن يقدم لنا وجبة فاترة نكاد نتقيأها، وهي "نعم لا.. وبينهما لعم"! أنه شخص يفتقد الشجاعة الأدبية، ويعرف جيداً كيف يستخدم تعبير "لعم".. في وقت الشدة؛ لكي يوقع المستمع في الحيرة.. فلا يُعرف ما إذا كان قد قال "لا".. ولا يُعرف إذا كان قد قال "نعم"! وهذا هو غير الممكن، وهذا هو المستحيل!... عـادل عطيـة