كانت تبكي بالدموع عندما إتخذ قرار الرحيل بمفرده وبدونها، قرار رحيل… أم قرار هروب؟! كانت تترجاه أن يبقي معها… يبقي عندما تجده وتشتاق إلي حضنة العميق الدافئ، يبقى عندما تشعر إنه سندها وقوتها ومحبوبها وكل دنياها فى هذه الدنيا القاسية. إتخذ قراره بمفرده دون جدوى، دون أن يبكي علي الأيام المنقضية بينهم وهو يتظاهر بالصلابة والكتمان واللامبالاة. كيف كانت الأيام قاسيه عليه وعليها وكان كل شئ من حولهم أصبح ثراباً وذكرى، هل كانت الأيام أقوى منهما وأين ذهبت الأحلام؟! يُعرّف الحب على أنه مجموعة من المشاعر المعقدة التي تنتج عنها العديد من التصرفات والأفكار المنسوجة بعواطف قويّة تحكم المرء وتُسيطر على كيانه وإحساسه، فتجعله يرغب بحمايّة الشخص الذي يُحبّه ويتمسك به بقوة ويشعر بمودة وألفة وعطف كبير إتجاهه ولا يستغنى عنه، فيحترمه ويُحافظ عليه ويُراعي مشاعره ويرغب بإسعاده وحمايته من أي تهديد أو خطر قد يُلحق الضرر به… بأيّ شكل من الأشكال، فهل الإنسان من الممكن أن يتنازل عن حبه أيضاً لحماية حبيبه؟! والحفاظ عليه من تلك الحياة الصعبة وغـدر الأيام.. كيف؟!. صديقي صديقتى هل قابلت هذا الحب من قبل؟!، الحب القادم من زمن بعيد وتوقيت خطأ وفي ظروف صعبة طاحنه. من منا كانت أقداره أقوى من أفعاله، من منا حاول تخطيط وهندسة أيامه وفوجئ بشكل ورسم مختلف آخر لحياته وأيامه نتيجـة لظروف عاش بداخلها منها البيئة.. ثقافة المجتمع ..الماديات ..النفسيات ..الشهادات ..الأمنيات.. العائلات.. الصحة وما يحدث بها من تطورات.. إلخ.. كم هو مؤلم أن أحتاجك ولا أجدك، وأن أشتاق إليك ولا أحادثك، وأن أحبك وأن لا أكون معك. عزيزى القارئ كلما أحببت إنسان لا يبادلك نفس الحب ولا يوجد تكافؤ بينكم.. شعرت بألم أكثر للأسف، هجرت بعض أحبتي طوعاً لأنني رأيت قلوبهم تهوى فراقي نعم أشتاق، ولكنني وضعت كرامتي فوق إشتياقي وأرغب في وصلهم دوماً لكن طريق الذل لا يهوه قلبى وساقى "أحمد شوقى." أن تحبّ شخصاً يعني أن تسعى إلى سعادته حتى ولو لم تكن جزءًا من هذه السعادة… يُعتبر الحب واحداً من أسمى المشاعر الإنسانيَّة وأكثرها صدقاً على الإطلاق فبالحب وحده يحيا الإنسان بسعادة وتوافق مع حبيبه وأسرته ومجتمعه وأصدقائه ومعارفه، حتى بينه وبين نفسه في حبه لذاته. سألت نفسى والمقربين فى يوم من الأيام: هل كل من تزوج كان دافعه الحب؟!! بصراحة كانت الإجابة بــ لا، فكثير جداً يجرى الـزواج بصورة تقليدية. وأستطيع أن أؤكد كرجل يعيش مشكلات الناس، أن معظم الزيجات التقليدية ناجحة وأصحابها سعداء. على عكس كثير من الزيجات التى قامت على الحب إنتهت بالفشل للأسف... ترى ما السبب؟ ربما كان السبب أن المحبين لا ينظرون بعيونهم وإنما ينظرون بقلوبهم. والقلوب حين تضج بالمشاعر ترتجف شوقاً وهى فى هذه الحالة أبعد ما تكون عن الموضوعية والواقعية... إنها ترى فى معشوقها أجمل الناس وأكمل الناس وبذلك ترى ما لا يرى نتيجة للحب الطاغى علي كيان الشخص كله، وحتى إذا راحت السكرة وجاءت الفكرة وانقشع ضباب الخيال الجامح وعادت العيون إلى محاجرها لترى الواقع… إذاً الصورة غير الصورة فترى الشخص تبدل تماماً وإذا ثبات الحال فهو من المحال. هل يعنى ذلك أن القلب يجب أن يسير فى ظل العقل؟ وهل يعنى ذلك أن المشاعر خادعة أحيـانـاً؟ الحقيقة أن الإنسان لا يستطيع أن يحكم عقله طول الوقت، لأن للعقل منطقه الجامد وإذا ساد هذا المنطق حوّل الحياة إلى آلة تديرها القوى المحركة الخارجية وهذا أمر مرهق للغاية وجاف. لذا لا مفر للإنسان إلا واحة القلب يأوى إلي ظلاً لها الوارفة فيتنفس الدفء والراحة وبدون هذا لن يستطيع مقارعة الحياة فى زمام العقل… يعنى لابد لنا من حكمة العقل واتزانه ولا غنى لنا عن رقة القلب وإفتتانه، وكلما كان المزج بينهما ناجحا كلما كانت النتائج مبهرة. عندما يكون الحب متكافئ ومتوازن ومنطقى وعقلانى، وبه العناصر والمقومات التى تؤدى إلى نجاحة وإستمراره… مثل الإحترام المتبادل والتقدير ومراعاة المشاعر وعدم التعامل بندية والإحتواء والتفاهم، والإهتمامات المشتركة والثقة المتبادلة والعطف والحنان والتكافؤ النفسى والمادى والثقافى والأسرى والمهنى وإذا تم فقد لعنصر أو أكثر من هذه العناصر يحدث الخلل، ووقتها نكتشف وللإسف إنه )ليس بالحب وحده يحيا الإنسان( هناك تظهر مشاكل ستنهى هذه العلاقة سريعاً وتجعل الحب مسخ… نعم مسخ لا وجود له ولا طعم… للأسف، وبالطبع هذه الكلمات والأحكام لا تعمم على كل التجارب فلكل قاعدة شواز كما يقولون، ولكن الأغلب والأعم يصل فى آخر المطاف لهذه النتيجة المحزنة وللأسف. لابد أن يتوفر الإحترام المتبادل والشفافية والتواصل وهذا ما يغذى الحب بكل أنواعة وليس فقط الحب العاطفى بين الرجل والمرأة ولكن الحب بمفهومه العام بين جميع البشر، وهناك فرق كبير بين الحب والعطف أو الشفقه… الحب هو فرصتنا الوحيدة وسلاحنا الوحيد لمواجهة تحديات الحياة، وهو الطريق الوحيد الذي يمكننا من خلاله مساعدة بعضنا البعض وقبول الآخر بكل العيوب والمميزات وتكملة نواقصنا بعضنا لبعض، كما تموت أجمل الورود بإنقطاع الماء… هكذا تموت أجمل مشاعر مع قله التواصل والإهتمام والإحترام والتقدير. عزيزي القارئ… أتمني لك أن تتمتع بحياة مليئه بكل الحب والإحترام والموده والتقدير مع كل من تحبهم فى هذه الحياة فلكل فعل فى هذه الدنيا له رد فعل! يكون مفرح وأحياناً يكون مؤلم على حسب الفعل نفسه، ولكن… سيبقى الحب الحقيقى بأفعاله وحكمته ونضوجه العقلى… وسيبقى الأمل رغم كل الذكريات، كل عيد حب وأنتم بكل حب وخير وأمل وصحة وسلامة مع من تتعاملون ومن تعيشون ومن تحبون، فمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ 1) يو .(8 : 4