أكل ولا فرانكنشتاين ( (Frankenstein لعبة سعرات ولا مغالطة دهون شريرة؟! من هو فرانكنشتاين(Frankenstein)؟! شخصية خيالية ألفتها المؤلفة الشهيرة ماري شيللي Mary Shelley في عام ١٨٢٨ وهي تـروي عن عـالم إسمه فكتور فرانكنشتاين الذي بطرق غير سوية خلق و صنع مسخًا آدميا ووحشاً قبيح الصـورة فاقـدا الروح الآدمية! وهذا عزيزي القاريء هو ما أتخيله كل مره أرى فيها مأكولات ومشروبات منزوعة الدسم أو قليلة الدسم أو حتى أي أكل صناعي فاقد نفخة الحياة من خالقه! منزوع الدسم وقليل الدسم وخالي الدسم - مشروب غازي بدون دهون مشبعة و%0 دهون مشـبعـة و %2 دهون فقط. ماذا حدث للدنيا؟! فعلاً هرم الأكل في العالم كله إنقلب منذ الثمانينيات وليتنا أن نحاول عدله لأن الثمن باهظاً وهو صحتنا! ما هو الحليب خالى الدسم : هو ببساطه الحليب المنزوع منه زبدة الحليب وهو غالبا ما يحتوى على 0 % الى 0.1 % من الدهون! وكامل الدسم معناه نسبة دهون %4-3 وهي كما سنعرف لاحقا أساسية للطعم والإشباع والفائده! وبنزع وتقليل الدسم بحجة أن الدهون شريرة ثبت خطأه علمياً وأودى بصحة الكثيرين منا وأصبح بالعامية "كلام قديم عفى عليه الزمن"! اعتقد انك عزيزي القاريء على علم جيد بكل هذه العبارات "الخالية من الصحة والمعنى والأمانة العلمية" خصوصا في الآونة الأخيرة وبعد الأبحاث الجديدة التي أثبتت عكس النظرية! التي كانت مجرد نظرية! لو حتى كنت على كوكب الأرض فقط زائرا لأسبوع واحد وسوف ترجع إلى مركبتك الفضائية سريعا مفزوعا لتأخذك إلى عالم آخر يتواجد فقط في مخيلتي وهو عالم ليس فيه أمراض سمنة ولا سكر ولا إرتفاع ضغط ولا سرطان ولا أمراض قلب وأوعية دموية وعجز جنسي مبكر ولا حتى اكتئاب! عالم شبيه بذاك الذي غنانا عنه المغني الشهير چون لينون John Lennon في أغنية (تخيل Imagine)، لكن هذه المره عن الصحة الجسدية والنفسية! ستتعجب ككائن فضائي وقد تقطع إجازتك على الأرض هارباً مسرعاً إلى عالمك المثالي والطبيعي على الأقل في الطعام والشراب، ومن أكثر من ٤ عقود من الزمان كان عالمنا الغذائي مثاليا بدون شخصية فرانكنشتاين المتربصة لنا في كل ركن سوبر ماركت ومطعم أكل! أصبح عندي شعور أننا نعيش في فيلم رعب! ولنخرج من فيلم الرعب هذا ينبغي علينا فهم الحقائق المتعلقة بموضوع الدهون الشريرة والتي تذكرني أيضا بشخصية محمود المليجي في أفلامنا المصرية القديمة الجميلة! وبما أن مشوار الـــ 1000 ميل يبدأ بخطوه... لابد أن تعرف عزيزي القارئ أن هذه الخطوة قد تكون تغيير الفكر عن ماهية الأكل الصحي على الرغم من كل الإشاعات والعلم المزيف والكلام الذي نسمعه ونراه ونقرأه يوميا في التلفزيون وفي الإعلانات وفي السوشيال الميديا وفي الجرائد والمجلات وعلى الأخص الذي نقرأه على ظهور المنتجات التي نأكلها يومياً بإدعاء كاذب مغرض أنها صحية وبأختام "عالمية السمعة" World Renowned & Reputable للبيع لمن يدفع أكثر! وأشعر بغصة شديدة بحلقي عند تخيلي أن رؤساء مجالس أدارة هذه الهيئات والشركات لا يأكلون هذه المأكولات في بيوتهم! ولدي أسباب عدة لعدم الثقة في كثير من هذه الهيئات العالمية التي هي من المفروض أنها منوطة بتعليمنا وإرشادنا الى كل ما هو صحي لنا ولكن ليس من الصعب في هذه الأيام الصعبه التي لا يجب الثقة فيها بأي هيئة علمية بدون تقصي الحقائق وبدون قراءة جيدة ودراسة موضوعية، فهدف هذه الشركات كالمعتاد هو أخذ كل ما هو متاح من أموالك في الصرف على الأكل السيء الآن، ولاحقاً في العلاج من الأمراض الناتجه عنه!، وأنا أعرف أنك عزيزي القارئ تعرف جيدا ما اتكلم عنه وهو أنك قد تجد هذه الأختام على علبة "فيها صحتك" و"جيدة لأمراض القلب" و"جيدة للعظام" و"غني بالكالسيوم" بغض النظر عن النتيجة الفعلية في أجسامنا! لا تنخدع عزيزي القاريء لمجرد أن أكلاً أو شرباً معيناً يحتوي على مادة أو مركب قد يكون جيداً للصحة حينما كان في سياق الأكل الطبيعي على سبيل المثال فيتامين سي Vitamin C الذي يتمتع بفوائد كثيرة إذا اكلناه في سياقة الرباني وهو البرتقال أو الليمون أو الكيوي إلخ أو لو كان ناقصا في مرض الأسقربوط Scurvy الذى كان يعاني منه البحارة بعد سفرهم لشهور عديده إلا الإنجليز منهم لأنهم يأكلون الليمون في السفن لمنع هذا المرض القاتل الذي ينتج عنه النزيف ولذلك لقب العالم بحارة الإنجليز ب “لايميز Limeys” لشربهم وأكلهم الليمون! ولكن إذا تم إضافته إلى أكل غير صحي هذا لا يجعل هذا الأكل صحياً بل قد يكون مؤذيا أيضاً! وهذا ليس ببعيد عن ما أريد أن اتكلم معكم فيه اليوم وهو موضة خالي الدسم وقليل الدسم وقليل السعرات وكأن هذا دليلا على أنه هذا الأكل صحياً ولكن للأسف هذا أبعد ما يكون عن الصحة وفي خلال العقود الثلاثة التعيسة صحياً الاخيرة أثبتت الأبحاث العلمية الجديدة أن هذه المأكولات والمشروبات منزوعة الدسم أو قليلة الدسم غير صحية تماماً وعندما أرادت الشركات أن تقلل نسبة الدهون من 40 %إلى 30 % في الأكل اليومي كنسبة دهون عموماً من السعرات اليومية كان من المتوقع أن النتيجة المباشرة هي ان كل أمراض الضغط والكولسترول والسكر والقلب و تصلب الشرايين لابد أن تتحسن! ولكن للأسف ما حدث كان مذهلا وعكس هذا على طول الخط، فقد زادت بل تضاعفت السمنة واصبح %40 من المجتمعات الغربية وبالذات الأمريكية تعاني من مرض السمنة، وواحد من كل ثلاثة مواطنين أمريكيين يعاني من الدهون على الكبد، مرض صامت لكنه قد يقتل فريسته في هدوء السنين وقد تتعجب ويجب أن تتعجب كيف يكون هذا! كيف لنا أن نقلل وننزع الدسم من الأكل فترتفع نسبة مرض دهون الكبد إلى ما يقترب من ١٠٠ مليون مواطن أمريكي! وفي معظم الدول التي أصبح أكلها للأسف أمريكياً صناعياً وتخلت عن مطبخها الصحي الذي قد يناهز عمره آلاف السنين Their Own Old Healthy Cuisine. وما هي مشكلة نزع الدسم او تقليله في الأكل؟! المشكلة بسيطة جداً وأنا أتعجب انه اخذنا 30 او 40 سنة حتى نعرف أن المشكلة هي أن الأكل يفقد جزءا كبيراً من طعمه وبالتالي بيعه وبترويجه أصبح مستحيلا فكان لابد من التحايل على هذا المشكلة العويصة! بأن هذه الشركات التي تصنع هذه المأكولات! ولقد تحايلت هذه الشركات بصلف وكبرياء معملي منقطع النظير على هذا بإضافة Refined carbs وهي أسوأ انواع الكاربوهيدرات وبالذات المحتوى منها على الفروكتوز Fructose الذي إن كان في خارج سياقه "الأكل الطبيعي والفاكهة" بتوع ربنا! ما هو إلا سم زعاف يذهب إلى الكبد وهذا الأخير لا يعرف ما يفعل به، غير الجلوكوز تماما! فيخزنه سريعا في هيئة "دهون" مما يؤدي إلى مرض الدهون على الكبد وهذا ياحضرات يعرفنا بكل أسف ويسلط الضوء على ظلام العلاقة الوطيدة ما بين السكريات والكاربوهيدرات الصناعية منها بالذات بمرض العصر وهو "مرض الكبد الدهني" والذي يؤدي بنسبة حوالي 6 % إلى تليف الكبد وهذا الأخير قد يؤدي إلى NASH/NAFLD/Cirrhosis مما قد يؤدي لفشل الكبد والوفاة بسبب هذا أو السرطان الناتج أحيانـاً عن تليف الكبد! من الفم للخصر From the Lips To The Hips: عن الدهون المشبعة وغيرها من دهون الأكل الصحية التي توجد في الزبدة وزيت جوز الهند المشبع او الدهون غير المشبعة بالذات الأحادي عدم التشبع منها التي نعرفها الآن أنها صحية مثل زيت الزيتون وزيت الأفوكادو! هذه الدهون رغم الإدعاءات الكاذبة المغرضة بأنها تذهب مباشرة إلى دهون الجسم ودهون الكبد ولابد التخلص منها كتلوث بيئي!، ولكن هذا لم يحدث والبعد عن هذه الدهون الصحية وتبديلها بالكاربوهيدرات المصنعة هو ماأدى بطريقة مباشرة إلى معظم هذه الأمراض وبالذات تخزين الدهون المرضي! اعتماد الأكل صناعي المحتويات على الكاربو هيدرات اكثر بكثير من النسبة التي أرادتها لنا الطبيعة وخالقها ونزع الدهون او تقليلها لعلم مغرض أو جهل قاتل أدى إلى وباء السمنة في عصرنا الحـالي مـرض معروف أن لها علاقة وطيدة حتى الآن بــ 236 مرض آخر وقد تكون السمنـة كما يقـول البعـض The mother of all diseases أو أم جميع الامراض! وأأسف جداً كطبيب ممارس لمهنة الطب النبيلة لأكثر من 20 سنة أن أناس كثيرين ومنهم أطباء وعلماء يقبلون العجز الجنسي المبكر في الاربعينات وتصلب الشرايين وأمراض القلب والسكتات الدماغية وألزهايمر في الخمسينات والسكر النوع ٢ في الأطفال!والموت المبكر بسرطانات كثيرة لم يعرفها العالم من قبل أكل فرانكنشتاين وكأنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كبر السن وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة وقرأت في كتاب الكاتب الشهير جون روبنز (ابن مالك سلسلة باسكن روبنز Baskin Robbins John Robbins الذي يدعى صحة جيدة عند الــ ١٠٠ عاما Healthy at 100 ولقد استمتعت بقراءة هذا الكتاب الذي شاركنا فيه بأمثلة كثيرة من بلاد كثيرة في بقاع مختلفة من العالم لمسنين في أوكيناوا Okinawa في اليابان وهونزا Hunza في باكستان! ان أولئك "المسنين" فوق سن 90 و 100 بل اكثر قد يتمتعون بصحة وافرة يحسدهم عليها أولئك منا الذين في عقدهم الخامس او السادس! لدرجة أن الكثير منهم كان نشيطا جنسيا بعد سن 100 وقادر على إنجاب أطفال حتى في سن بعد 100 سنة كرجل وهو شيء قد لا يصدقه الكثيرون واعتبرناه شيئا نقرأ عنه فقط في الكتب الدينية أو كتب التاريخ! وما الحل؟! ياعزيزى القارئ؟! الحل في أيدينا وهو عدم الثقة بادعاءات أي مأكولات صناعية فلا تدخل بيوتنا إلا المأكولات الطبيعية ومنها "كاملة" الدسم! سأترك لك عزيزي القاريء هذا القرار الحاسم الذي قد أتخذه الملايين قبلك وأصبحت صحتهم أحسن كثيرا بدون أي أمراض وأيضا تخلصوا تماما من شبح "السمنة"! ولنتذكر دائما أن الأكل الطبيعي ليس محتاجا ل"مكملات" نواقص! لانه كامل فلا يحتاج إضافات ولا مكسبات طعم ولا حتى نزع الدسم ولا إضافة فيتامينات ولا إضافة مضادات أكسدة ولا إنزيمات ولا تخصيب! الأكل "المنزوع الضمير" قبل الدهون! عزيزي القارئ كيف اقنعونا أن نثق في يد البني آدم التي فشلت أن تخلق أصبعا بشريا واحدا للبني آدم أو قلبا أو كبدا أو كلية و إلى يومنا هذا نضطر الى التبرع و"زرع" وليس "تصنيع" هذه الأعضاء من أقاربنا والمتبرعين بها لنضعها في أجسام مرضانا المحتاجين إليها عندما تفشل هذه الأعضاء وإن كنا نعرف فشلنا ونعترف به في أن نخلق هذه الأعضاء "الحية" فلماذا سلمنا تسليما كاملا لمصانع الأكل وكأنها قادرة أن تخلق اكلا "حياً" حينما تجد نفسك تلجأ إلى الفيتامينات والإنزيمات ومضادات الأكسدة ومكملات الأكل في أقراص وكبسولات والذي هو في خارج سياق الأكل وهو المعروف بمبدأ الإختزالية Reductionism !حينها تحقق يقينا أنك تاكل أكلا فقيرا ميتا! وهذا مجرد إعتراف صريح منك أن فقر أكلك المنزوع الدهون والصحة والحياة والروح والعافية! يحتاج طبعا إلى مكملات غذائية وأشياء كثيرة أخرى منزوعة منها "ضمير الإنسان" وليتنا "ندع الخلق للخالق"! د. باسم أيوب .. طبيب كامل الدسم وقاتل فرانكنشتاين