إن كان العمود الفقري للبني أدم هو السبب للمشي والسعي في الإنسان!... فالألياف النباتية هى أيضاً بمثابة العمود الفقري للأكل الصحي! هل تعلم عزيزي القارئ أن جدود جدودك، يعني ماقبل عصر الصناعة وما هدانا به من إختراعات رائعة لا يمكن حصرها ولكن أيضا إبتلانا نفس العصر عينه بالأكل الصناعى الذي أنا شخصيا أسميه "أكل سريع مريع" وكما هو فعلاً أكل سريع في تحضيره هو أيضاً سريع وحقاً مريع في كثرة الأمراض الناتجة عن الإعتماد علىه، أكل هزيل ضعيف معدم الفائدة وخالى من المواد النباتية المغذية الصحية ويتربع على عرش هذه القائمة المفيده صحياً الألياف النباتية! وطبعاً فاقد الشيء لا يعطيه! وأهم نواقص هذا الأكل هو "الياف جدودنا" وقد تتساءل لماذا التأكيد على العلاقة بجــدودنــا؟ لان أكلهم كان غنياً بهذه الألياف وكان يحتوي على ١٠ أضعاف الياف أكلنا اليوم! للاسف الكثير منا يتخيل انه يأكل أكلاً صحياً لمجرد إدعاءات كاذبة على غلاف أو كيس أو زجاجة المنتج! ولكن الحقيقة المريرة هو إنه أكل ميت لأنه ينتقص نفخة الخالق التي منحت الحيوانات والنباتات الحياة! أكل صناعي يعني إضافات لابد من وجودها من الوان ومواد حافظة ومكسبات طعم "مخسرات صحة" وسكر لزوم رجوع الزبون عن طريق الإدمان وأكثر من هذا قد تصل الإضافات لمواد كيميائية لاثارة الأعصاب مثل الملح الصيني MSG تخيل معى عزيزي القارئ أن حب الأكل الهزيل الضعيف الميت ما هو إلا مجرد إدمان! ياحضرات "جدود جدودنا" لو اعطيناهم هذه الاشياء لن يتعرفوا عليها كأكل وسيكون مصيرها الى… حيث فعلا تنتمي إلى الزبالة Trash Can! هذه الأشياء المسماة تجارياً وعنوة أكلاً وهي أبعد ما تكون عن هذا المسمى السامي! التي وليس عن إستحياء أدعوها مجرد "منتجات أكل" لا ترتقى إلى تصنيف المأكولات ولا ينبغي دخولها أجسامنا لاننا كما يقول المثل الإنجليزي "أنت ما تأكله"! هل فعلاً نحن ما نأكله هذه الايام؟! دي تبقى مصيبة!! لان أكلنا ميت!! للاسف نعم ولهذا زادت معدلات السكر الثاني والسمنة وإرتفاع الضغط وأمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطان وهذا لسرد القليل من النتائج المباشرة وغير المباشرة عن إعتماد الكثير منا على "أكل ميت" ومرة آخرى فاقد الشيء لا يعطيه! ومن أهم نواقص "الأكل الميت" الصناعي الهزيل السريع المريع هو الألياف التي هي فعلاً كما العمود الفقري لاجسامنا هي أيضاً العمود الفقري لاكلنا ودون وفرته أصبح الأكل فعلا "فقري"! وأصبح أكلاً ميتاً ولا أتعدى حدود الأدب حينما شخصياً أدعوه "أكل قليل الأدب" لان من أهم مؤهلات الأدب هو الحديث الراقى! وهذا ما لا يستطيع أن يفعله ولم ولن يفعله ومصنعيه لا يريدون منه حتى أن يفعله! بل فقط تصديقك بانه جيد لصحتك "الاكل الميت" لانه مفتقد لكل المكونات التي تجعل الأكل أكلا "مفعماً بالحياة" لانه لا يحتوي على: الفيتامينات -الإنزيمات - مضادات الأكسدة -المعادن - وأخيراً وليس آخراً الألياف التي لفت يد الخالق كل هذه المكونات فيها بطريقة منظمه عجيبه إعجازية تمنع حتى السكر الكثير في الفاكهة من أذية أجسامنا وتعمل هذه الألياف بمثابة صمام ينظم دخول كل هذه المغذيات النباتية عبر خلايا المعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة بعد حديث راقى شيق عبق الرائحة يدور بين البكتريا النافعة وجدار الأمعاء والدم من ناحية والأكل من ناحية أخرى! بشرط وجود الألياف بوفرة وبنظام وبنسبة لها علاقة وطيدة حسابية عجيبة بكمية المغذيات النباتية! (مش مجرد حبوب وكبسولات الياف!!) "كفاية بقى"... نرجع بقى لالياف جدود جدودنا كانوا يأكلون أكلاً يحتوي على معدل ١٥٠ جم من الالياف! وقد أحزنني جداً أن أعرف أن المعدل اليوم بسبب الأكل الصناعي الهزيل الضعيف وصل إلى ١٥ جرام وهذا فعلاً عُشر الكمية المطلوبة لصحة جيدة! وقد تتساءل ماهي تداعيات هذا النقص الرهيب في الألياف الطبيعيه في أكلنا؟! ولإجابة على هذا السؤال قد نحتاج إلى كتابة سلسلة مقالات لتغطية هذا فقط ولكن عموماً عدم التحكم في دخول السكر للجسم؛ فهذا يسبب سرعة عالية جداً في دخول السكر مما يؤدي لمقاومة الإنسولين مما ينتج عنه الإصابة بمرض السكر النوع الثاني، والدهون على الكبد، وإرتفاع الكوليسترول وضغط الدم مما يؤدي للسكتات الدماغية والأزمات القلبية! والسرطانات بمختلف أنواعها! وأمراض الجهاز الهضمي والمناعة وأخيراً علاقة غير مباشرة بمرض الزهايمر! وفي مخيلتي الألياف هي أيضاً بمثابة الأرفف في مكتبة أكلنا وأطعمتنا بمختلف انواعها ويحتاج الجسم تلك الألياف عينها لقراءة "الكتب" بهذه المكتبة مجازياً طبعاً! ولكن هذا أقرب ما يكون لواقع عملية الهضم والإمتصاص لجميع أنواع المغذيات في الأمعاء، وعلى هذه الأرفف "الألياف" تكون الفيتامينات والإنزيمات ومضادات الأكسدة والمعادن موضوعة بنظام وترتيب مذهل تعجز الكلمات عن وصفه دون ميكروسكوب! وبدون هذه الأرفف بداخل مكتبة أكل حياتنا وبدون هذا النظام الإلهي العجيب تصبح عملية الهضم والإمتصاص بمثابة سطو مسلح على البكتيريا النافعة وجدار الأمعاء وأخيرا الدم وينتهي الأمر بدخول ما لا نحتاجه من سكر وفيتامينات وسعرات وإنزيمات الخ.. وعدم تحكم كامل من جسمك "المهذب" المعذب بوجود هذا الكم من الحديث غير المهذب وعملية "السطو المسلح" على بطوننا! والنتيجة دمار شامل وكأنها صورة من صور مابعد المروع Post Apocalyptic مما يؤدي لكل الأمراض المذكورةأعلاه، وبالتالي لحياة معذبة بأمراض مزمنة مهددة بشبح الموت مندس ومتواري حول كل ركن من عقود شباب حياتنا! عزيزي القاريء: الألياف هي كاربوهيدرات نباتية أيضاً ولكنها صحيه جداً! ومنها القابل للذوبان أو للتقصير الذائب Soluble ومنها غير الذائب Insoluble وهذا الأخير مثل الــ Cellulose رغم انه فعلياً قليل القيمة الغذائية الفورية لانه يمر بجسمك "مرور الكرام" ولكن تعددت فوائده ومنها التحكم بعملية الهضم وسرعتها ومنع مرض السكر والبواسير وسرطان القولون! والمساعدة على الشعور بالشبع!.. نعم شعورنا بالشبع له علاقة وطيدة بتناول الألياف بوفرة! فتخيل مايحدث لشهيتنا عندما نأكل عُشر الكمية التي كان يأكلها جدودنا؟! النتيجة مرض مرتبط به ٢٣٦ مرض آخر ناتجا عن هذا الأخير!! محققاً "مرض العصر" والمدعو (أم لجميع الأمراض) "السمنة" الذي كان حوالي ١٪ من قبل ١٥٠ سنة (قبل تصنيع الأكل وقتله) والآن يناهز ٤٠٪! ولكنها تلك الالياف الذائبة مثل Pectin & Gums التي تملك العصا السحرية Magic Wand أو بالأحرى عصا قائد أوركسترا Baton الأكل لتوجيه فرقة الأوركسترا (البكتيريا) بأوبرا بطوننا وأمعائنا لتوجيهها لتقديم أحسن أداء موسيقي ممكن لهم! وقد تتعجب عزيزي القارئ لو علمت ان هذه الألياف القابلة للذوبان نفسها هي غذاء عيد الشكر Thanksgivings Dinner بالنسبة لهذه التريليونات من البكتيريا والتي بدون صحتهم وسعادتهم؛ لا سعادة ولا صحة ولا سلام لأجسامنا التي تعتمد جزئياً ولكن بدرجة مهمة وكبيرة للغاية على صحة عمل وأداء هذه الأوركسترا الموسيقية لتقديم أروع سيمفونية عزف مع كل لحن ومعزوفة لوجبة نأكلها كتشجيع منا كجمهور. هل تعلم عزيزي القاري أن كل ١ جرام من البراز يحتوي على حوالي ١٠٠ بليون (١٠٠ مليار) خلية بكتيرية؟! ياترى يا هل ترى ما نوعية هذه البكتيريا والأوركسترا الموسيقية ؟ وهل هم راضيون عنك أم خسرتهم بسبب إيذائهم اليومي بصورة منتظمة مروعة! بالمواد الصناعية الكيماوية والمبيدات الحشرية والكلور والهورمونات والمواد الحافظة وهذا لسرد القليل مما يهدد بقاء هذه البكتيريا التي تقطن أحشاك وتدفع إيجار المأوى بعد كل أكله بتزويدك بمواد لا توجد في أكلك بوفرة دونهم وتعتمد عليها صحتنا مثل SCFA الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي هي بمثابة بلسم لجدار الأمعاء لمنع ارتشاح أو تسرب الأمعاء (مرض العصر) ومنع السرطان والسكر والزهايمر وأمراض كثيرة أخرى تنتج عن عدم توفر هذه الــ SCFA والتي هي فعليا ًفضلات أكل البكتيريا وتخميرها للكاربوهايدرات التي هي الألياف الذائبة من فاكهة وبذور وبقول! وهذه الــ SCFA الناتجة عن أكل الألياف الذائبة قد تعالج وبالتالي تمنع حدوث أمراض التهابات الجهاز الهضمي مثل التهاب القولون التقرحي Ulcerative Colitis ومرض كرون Crohn’s Disease وطبعاً منع القولون العصبي Irritable Bowel Sybdrome! ومن الــ SCFA مادة البيوتيرات Butyrate التي هي تحمي من التهابات الأمعاء ومرض السكر وسرطان القولون والزهايمر والسمنة وإرتفاع الضغط والكوليسترول في الدم والكبد الدهني ويحافظ على تمام وكمال وظيفة جدار الأمعاء كما قصدها لنا الخالق!! ماهي المأكولات الغنية بالألياف؟! التى ننصح بوجودها بصفة يومية في مأكولاتنا؟! القابـلـة للذوبـان منها: الشوفان - الجزر - التفاح - الشعير - سيلليوم - بازيلاء (بسلة) - الفول - الفاكهة الحمضية. وبالنسبة للألياف الغير قابلة للذوبان: قمح كامل الحبة - بران القمح - مكسرات - فول أيضا (يحتوي على النوعين) - القرنبيط - البطاطس - الفول الأخضر. عزيزي القاريء لاتنسى في زحام وصخب الحياة المعاصرة أن تعتني بصحة مستأجري بطنك بتغذيتهم والإهتمام بإحتياجاتهم اليومية من "الياف جدودنا" لتفادي حركة عصيانهم Mutiny التي هي بكل بساطة إحتجاج على محاولتك التي لطالما باءت بالفشل وهي تغذيتهم بأكل صناعي سريع مريع هزيل ميت وهم على تمام العلم أكثر مني ومنك أن الأكل الصناعي "فاقد الألياف لايعطيه"! د. باسم أيوب طبيب ألياف جدودنا يمكنكم زيارة موقعنا المتخصص فى التغذية بإسم www.eat4healthy.com