كان لدي صديق يكبرني بسبع سنوات، وكان دائماً مثالاً للتفاني والعمل الجاد. مع مرور السنوات، بدأ يشعر بأن العمر يجري منه بسرعة. كان يتذكر كيف كان في شبابه مليئاً بالطاقة والطموحات، ولكن مع تقدم العمر، بدأ يشعر بضغط الزمن والمسؤوليات. تعلمت منه أن الحياة ليست مجرد سباق مع الزمن، بل هي سلسلة من التجارب والدروس التي تكتسبها على مر السنين. كان يقول لي دائمًا: "العمر ليس مجرد رقم، بل هو تجارب وحكم.” وكان يخبرنى دائماً: "ما دمت تتعلم وتنمو، فأنت لا تتقدم في العمر، بل تزداد نضجاً وخبرات وحكمة". من خلال مراقبته، أدركت أن علينا أن نستغل كل لحظة في حياتنا، وأن نعيشها بكل شغف. فالعمر قد يجري، لكن الحكمة والمعرفة التي نكتسبها تجعلنا نعيش حياة أكثر غنى وعمقًا. كان دائماً يذكرني بأن الحياة ليست في عدد السنوات التي نعيشها، بل في كيفية إستغلالنا لكل لحظة منها. لا تدع العمر يقيدك أو يجعلك تشعر بالندم على ما فات، بل إجعل كل يوم فرصة لتتعلم وتنمو وتحقق ما تطمح إليه، بغض النظر عن عدد السنوات التي مرت. للاستفادة من الوقت بأفضل شكل ممكن، هناك عدة شروط يجب الالتزام بها من وجهة نظرى العملية: 1- تحديد الأهداف :ضع أهدافاً واضحة ومحددة لما تريد تحقيقه. وجود هدف معين يساعدك في توجيه وقتك وجهودك نحو تحقيقه. 2- التخطيط الجيد: قم بإعداد خطة يومية وأسبوعية وأيضاً سنوية على المدى البعيد، تتضمن الأنشطة والمهام التي تحتاج لإنجازها. قسّم وقتك بشكل منظم بحيث تكون كل مهمة لها وقت محدد. 3- تحديد الأولويات: ركز على المهام الأكثر أهمية وتأثيراً في حياتك. إعرف ما يجب عليك فعله الآن وما يمكن تأجيله أو تفويضه للآخرين. 4- التركيز والتخلص من المشتتات: تجنب المشتتات مثل وسائل التواصل الإجتماعي أو الأنشطة غير الضرورية أثناء العمل. إحرص على خلق بيئة تساعدك على التركيز. 5- إدارة الوقت بذكاء :إستخدم تقنيات إدارة الوقت مثل تقنية "بومودورو" (Pomodoro) التي تعتمد على تقسيم العمل إلى فترات زمنية قصيرة مع فواصل قصيرة بينها. 6- الحفاظ على التوازن: لا تنسَ أن التوازن بين العمل والحياة الشخصية مهم ومطلوب. أعطِ نفسك وقتاً للراحة والإسترخاء، فهذا يساعد على تجديد طاقتك وزيادة إنتاجيتك. 7- التقييم المستمر: قم بمراجعة وتقييم استخدامك للوقت بشكل دوري. هل أنت راضٍ عن تقدمك؟ هل هناك طرق لتحسين إستغلال وقتك؟ التقييم المستمر يساعدك على التحسين والتطوير. 8- المرونة والتكيف: كن مرناً في خططك. قد تطرأ تغييرات أو تحديات غير متوقعة، لذا كن مستعداً للتكيف معها دون أن تفقد تركيزك على أهدافك الأساسية. بتطبيق هذه الشروط، يمكنك إستغلال وقتك بشكل فعال وذو قيمة حقيقية، وتحقيق أقصى إستفادة من كل لحظة. العمر يمر دون أن نشعر، وما تؤجله اليوم قد لا تجد له وقتاً غداً. يمرُّ العمرُ كالحلمِ السريعِ.. فلا تتركْ ليومٍ غيرَ صنيعِ.. كأنَّ البرقَ في ليلٍ أضاءَ.. وسرعانَ ما عادَ إلى الضياعِ.. عزيزى القارئ: يتعين علينا أن ندرك أن العمر يمضي بسرعة لا ندركها إلا بعد فوات الأوان. علينا أن نعيش كل لحظة بوعي كامل، مستغلين كل فرصة تأتي في طريقنا لتحقيق ما نطمح إليه. الزمن لا ينتظر أحداً، وما نؤجله اليوم قد لا يتسع له الغد. فلنجعل حياتنا مليئة بالإنجازات، لا بالإنتظار، لأن الحاضر هو أثمن ما نملك، والمستقبل يُبنى بما نفعله الآن، فحياتنا هبة من عند الله يجب أن نكون أمناء عليها إلى آخر لحظة نعيشها.. فكن حذر يا صديقى، لكي لا تندم فى يوم من الأيام وتقول.. عفواً.. العمر سقط سهواً..