عاجلمقالات رأى مختلفةمقالات رأيوائل لطف الله

التشتت يقتل النجاح!!

بقلم/ وائل لطف الله رئيس التحرير

كان‭ ‬‭”‬خالد‭”‬‭ ‬شاباً‭ ‬طيباً‭ ‬يحمل‭ ‬بداخله‭ ‬طموحاً‭ ‬بلا‭ ‬حدود،‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬واحد‭. ‬كان‭ ‬حلمه‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬موسيقياً،‭ ‬وفناناً،‭ ‬وكاتباً،‭ ‬ورجل‭ ‬أعمال،‭ ‬ورياضياً‭. ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يمتلك‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المواهب‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يصنع‭ ‬لنفسه‭ ‬هوية‭ ‬متعددة‭ ‬الأوجه‭ ‬جعلته‭ ‬يركض‭ ‬بلا‭ ‬توقف‭ ‬خلف‭ ‬كل‭ ‬حلم‭ ‬يلوح‭ ‬أمامه‭.‬

بدأ‭ ‬خالد‭ ‬مشواره‭ ‬بمحاولة‭ ‬تعلم‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬البيانو،‭ ‬فاشترى‭ ‬الأدوات‭ ‬وقرأ‭ ‬الكتب‭ ‬وشاهد‭ ‬الدروس‭. ‬لكنه‭ ‬بعد‭ ‬عدة‭ ‬أشهر،‭ ‬أدرك‭ ‬أن‭ ‬أنامله‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬مجاراة‭ ‬الإيقاعات‭ ‬السريعة،‭ ‬وأنه‭ ‬ليس‭ ‬بالموهبة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتخيلها‭. ‬ترك‭ ‬البيانو‭ ‬وقرر‭ ‬أن‭ ‬يجرب‭ ‬الرسم‭. ‬جلب‭ ‬الألوان‭ ‬والأوراق،‭ ‬وجلس‭ ‬لساعات‭ ‬يحاول‭ ‬خلق‭ ‬لوحات‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬روحه،‭ ‬لكن‭ ‬الفرشاة‭ ‬بدت‭ ‬ثقيلة‭ ‬في‭ ‬يده،‭ ‬وخطوطه‭ ‬كانت‭ ‬مشوشة‭ ‬وغير‭ ‬مترابطة‭. ‬

ترك‭ ‬الرسم‭ ‬وتوجه‭ ‬إلى‭ ‬الكتابة،‭ ‬متوقعاً‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬في‭ ‬الكلمات‭ ‬مخرجه‭. ‬كتب‭ ‬قصصاً‭ ‬قصيرة،‭ ‬ومقالات‭ ‬متعدده‭ ‬لكنه‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬أدرك‭ ‬أن‭ ‬قصصه‭ ‬ومقالاته‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تحمل‭ ‬العمق‭ ‬الذي‭ ‬أراده‭. ‬كان‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ينهار‭ ‬أمامه،‭ ‬فانتقل‭ ‬إلى‭ ‬التصوير‭ ‬الفوتوغرافي،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬الرياضة،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬تصميم‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وبعدها‭ ‬الى‭ ‬المونتاج‭ ‬وتقديم‭ ‬البرامج‭ ‬وإعدادها‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬كان‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬النتيجة‭: ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يمتلك‭ ‬الموهبة‭ ‬الفطرية‭ ‬الحقيقية‭ ‬أو‭ ‬الشغف‭ ‬العميق‭ ‬للاستمرار‭ ‬والتفوق‭ ‬والمنافسه‭.‬

ومع‭ ‬مرور‭ ‬السنوات،‭ ‬بدأ‭ ‬خالد‭ ‬يشعر‭ ‬بثقل‭ ‬الفشل‭. ‬كل‭ ‬مشروع‭ ‬كان‭ ‬يبدأه‭ ‬بحماس‭ ‬ينتهي‭ ‬بالإحباط‭. ‬كان‭ ‬يرى‭ ‬أصدقاءه‭ ‬يحققون‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬مساراتهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬بينما‭ ‬هو‭ ‬يتنقل‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينجز‭ ‬شيئًا‭ ‬يذكر‭. ‬أصبح‭ ‬محاطاً‭ ‬بمشاريع‭ ‬غير‭ ‬مكتملة،‭ ‬وأدوات‭ ‬لم‭ ‬يستخدمها‭ ‬لأشهر،‭ ‬وكلمات‭ ‬مبتورة‭ ‬لم‭ ‬يُكتب‭ ‬لها‭ ‬نهاية‭.‬

في‭ ‬يومٍ‭ ‬ما،‭ ‬جلس‭ ‬خالد‭ ‬في‭ ‬غرفته‭ ‬المليئة‭ ‬بالآلات‭ ‬الموسيقية،‭ ‬واللوحات‭ ‬غير‭ ‬المكتملة،‭ ‬والكُتب‭ ‬المكدسة،‭ ‬وأدرك‭ ‬فجأة‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يهرب‭ ‬منها‭ ‬لسنوات‭.‬

نظر‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬التجارب‭ ‬ووجد‭ ‬نفسه‭ ‬ضائعاً‭ ‬بينها،‭ ‬بلا‭ ‬إنجاز‭ ‬يُذكر‭. ‬فهم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬لم‭ ‬يصبح‭ ‬أي‭ ‬شيء‭.‬

كان‭ ‬يسعى‭ ‬خلف‭ ‬أحلام‭ ‬كثيرة،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يُحقق‭ ‬أياً‭ ‬منها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭.‬

خالد‭ ‬شعر‭ ‬بالصدمة،‭ ‬وكأن‭ ‬الحقيقة‭ ‬ضربته‭ ‬فجأة‭: ‬لقد‭ ‬ضيع‭ ‬سنوات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬مطاردة‭ ‬أوهام‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تناسبه‭ ‬أبداً،‭ ‬في‭ ‬تجارب‭ ‬سطحية‭ ‬لم‭ ‬تمنحه‭ ‬أي‭ ‬فائدة‭ ‬حقيقية‭.‬

كان‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬بصدد‭ ‬بناء‭ ‬هويته،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬كان‭ ‬يتهرب‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬نفسه،‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يناسبه‭ ‬فعلاً‭.‬

مع‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬أدرك‭ ‬خالد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬هوية‭ ‬ثابتة‭ ‬ولا‭ ‬موهبة‭ ‬مميزة‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عبقرياً‭ ‬في‭ ‬العزف‭ ‬أو‭ ‬مبدعاً‭ ‬في‭ ‬الرسم‭ ‬أو‭ ‬كاتباً‭ ‬موهوباً‭. ‬كان‭ ‬شخصاً‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬غير‭ ‬مناسبة‭. ‬والأسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أنه‭ ‬أضاع‭ ‬وقتاً‭ ‬ثميناً‭ ‬كان‭ ‬بإمكانه‭ ‬أن‭ ‬يستخدمه‭ ‬لاكتشاف‭ ‬شغفه‭ ‬الحقيقي‭ ‬أو‭ ‬تطوير‭ ‬مهارة‭ ‬واحدة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التشتت‭.‬

في‭ ‬النهاية،‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬خالد‭ ‬نفسه‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يأمل،‭ ‬ولم‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬حلم‭.‬

بل‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬محاصراً‭ ‬بالندم‭ ‬على‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬مضى،‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعتقد‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬يسير‭ ‬نحو‭ ‬هدف‭ ‬ما،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬كان‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬من‭ ‬الضياع‭ ‬حول‭ ‬نفسه‭ ‬فقط‭.‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬صديقى‭ ‬لديه‭ ‬طموحات‭ ‬كبيرة‭ ‬ويرى‭ ‬نفسه‭ ‬كشخص‭ ‬بارز‭ ‬ومتعدد‭ ‬المواهب‭ ‬والقدرات،‭ ‬وكأنه‭ ‬أصبح‭ ‬‭(‬Brand‭) ‬أو‭ ‬نموذج‭ ‬يؤثر‭ ‬فى‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ويتأثرون‭ ‬به‭ ‬بالفعل‭.‬

هذا‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬نابعاً‭ ‬من‭ ‬شغفه‭ ‬الكبير‭ ‬بتجربة‭ ‬أشياء‭ ‬جديدة‭ ‬ورغبته‭ ‬في‭ ‬إثبات‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال،‭ ‬وإيمانه‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬سيجعله‭ ‬نموذج‭ ‬أو‭ ‬‭(‬Brand‭)‬‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬لى‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬صديقى‭ ‬العزيز‭ ‬أن‭ ‬تنمية‭ ‬المواهب‭ ‬والنجاح‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬يتطلب‭ ‬تركيزاً‭ ‬وتفانياً‭ ‬فى‭ ‬العمل‭.‬

محاولة‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬الشخص‭ ‬بارعاً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬التشتت‭ ‬وعدم‭ ‬التميز‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬المواهب‭ ‬يتطلب‭ ‬الوقت‭ ‬والمجهود،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬لصديقى‭ ‬وهذه‭ ‬نضيحتي‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬يحدد‭ ‬أولوياته‭ ‬ويختار‭ ‬مجالاً‭ ‬أو‭ ‬اثنين‭ ‬يركز‭ ‬عليهما‭ ‬لتنمية‭ ‬مهاراته‭ ‬فيهما‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬وجيد‭.‬

يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الطموحات‭ ‬مفيدة‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬توجيهها‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭. ‬ربما‭ ‬يمكنك‭ ‬تخصيص‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬لاستكشاف‭ ‬مواهبك‭ ‬المختلفة،‭ ‬لكنك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬التفوق‭ ‬الحقيقي‭ ‬يتطلب‭ ‬تركيزاً‭ ‬وعمقاً‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬موهبة‭ ‬أو‭ ‬مجال‭ ‬محدد‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬بالفهلوه‭.‬

اكتشاف‭ ‬الموهبة‭ ‬وتنميتها‭ ‬يا‭ ‬صديقى‭ ‬يتطلب‭ ‬منك‭ ‬رحلة‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬الداخلي‭ ‬والتجربة‭ ‬المستمرة‭ ‬ولكن‭ ‬لفتره‭ ‬محدده‭ ‬من‭ ‬الزمن‭  ‬لإكتشاف‭ ‬الموهبة‭ ‬الحقيقية‭ ‬بداخلك‭.‬

إليك‭ ‬خطوات‭ ‬عملية‭ ‬تساعدك‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬ما‭ ‬أنت‭ ‬موهوب‭ ‬فيه‭ ‬وكيفية‭ ‬تنميته‭:‬

١- ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬اهتماماتك‭ ‬الطبيعية‭:‬

‭- ‬ ابدأ‭ ‬بسؤال‭ ‬نفسك‭: ‬ما‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬تشعر‭ ‬بالشغف‭ ‬تجاهها؟‭ ‬ما‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تستمتع‭ ‬بها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬فيها‭ ‬نتائج‭ ‬مبهرة؟

الموهبة‭ ‬غالباً‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬اهتمامات‭ ‬بسيطة‭ ‬تصبح‭ ‬شغفاً‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭.‬

‭- ‬ تذكر‭ ‬تجاربك‭ ‬السابقة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الدراسة،‭ ‬أو‭ ‬الهوايات،‭ ‬أو‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وفكر‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬تجده‭ ‬ممتعاً‭ ‬وسهلاً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لك‭ ‬مقارنةً‭ ‬بالآخرين‭.‬

٢- جرب‭ ‬مختلف‭ ‬الأنشطة‭ ‬لوقت‭ ‬محدد‭:‬

‭- ‬ لا‭ ‬يمكنك‭ ‬معرفة‭ ‬ما‭ ‬أنت‭ ‬موهوب‭ ‬فيه‭ ‬دون‭ ‬تجربة‭ ‬أشياء‭ ‬مختلفة‭. ‬قم‭ ‬بتجربة‭ ‬أنشطة‭ ‬متعددة،‭ ‬مثل‭ ‬الرسم،‭ ‬الكتابة،‭ ‬الرياضة،‭ ‬البرمجة،‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬آلة‭ ‬موسيقية،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬يثير‭ ‬إهتمامك‭ ‬ولكن‭ ‬لفتره‭ ‬محدده‭.‬

‭- ‬ قد‭ ‬تكتشف‭ ‬أن‭ ‬شيئاً‭ ‬ما‭ ‬يجذبك‭ ‬أو‭ ‬يثير‭ ‬حماسك‭ ‬بمجرد‭ ‬ممارسته‭ ‬لفترة‭.‬

٣- ‬ابحث‭ ‬عن‭ ‬الملاحظات‭ ‬وردود‭ ‬الفعل‭:‬

‭ – ‬اسأل‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬حولك‭ ‬وخصوصاً‭ ‬المتخصصين،‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬أصدقاء،‭ ‬عائلة،‭ ‬أو‭ ‬زملاء،‭ ‬عن‭ ‬رأيهم‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬جربتها‭. ‬أحياناً‭ ‬تكون‭ ‬الموهبة‭ ‬واضحة‭ ‬للآخرين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ندركها‭ ‬نحن‭ ‬أنفسنا‭.‬

‭- ‬ استمع‭ ‬إلى‭ ‬النقد‭ ‬البناء‭ ‬وحاول‭ ‬معرفة‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬يلاحظها‭ ‬الآخرون‭ ‬في‭ ‬أدائك‭.‬

٤-  ‬تحليل‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬والضعف‭:‬

‭ – ‬بعد‭ ‬تجربة‭ ‬عدة‭ ‬أنشطة،‭ ‬قم‭ ‬بتحليل‭ ‬أدائك‭. ‬اسأل‭ ‬نفسك‭: ‬ما‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬شعرت‭ ‬فيها‭ ‬بأنك‭ ‬تتقدم‭ ‬بسرعة؟‭ ‬ما‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تلاحظ‭ ‬فيها‭ ‬تحسناً‭ ‬كبيراً‭ ‬مع‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬التدريب؟

‭ – ‬الموهبة‭ ‬قد‭ ‬تظهر‭ ‬عندما‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬إتقان‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬بسرعة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬وفى‭ ‬الغالب‭ ‬الموهبة‭ ‬تظهر‭ ‬عليك‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة

فلا‭ ‬تحاول‭ ‬فجأه‭ ‬بإقناعى‭ ‬وإقناع‭ ‬الآخرين‭ ‬مثلاً‭ ‬بأن‭ ‬صوتك‭ ‬حلو‭ ‬وتحتاج‭ ‬أن‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬الغناء‭ ‬لمجرد‭ ‬إنك‭ ‬تجيد‭ ‬برنامج‭ ‬لتحسين‭ ‬الأصوات‭ ‬فإكتشفت‭ ‬فجأه‭ ‬بأنك‭ ‬تستطيع‭ ‬الغناء‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬حلاوة‭ ‬صوتك‭ ‬من‭ ‬الأصل،‭ ‬فهذا‭ ‬أسميه‭ ‬تضييع‭ ‬للوقت‭ ‬يا‭ ‬صديقى‭ ‬فهى‭ ‬مجرد‭ ‬نكته،‭ ‬فكن‭ ‬أمين‭ ‬مع‭ ‬نفسك‭ ‬قبل‭ ‬أمانتك‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭.‬

٥- التحلي‭ ‬بالصبر‭ ‬والمثابرة‭:‬

‭- ‬ اكتشاف‭ ‬الموهبة‭ ‬الحقيقية‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬وصبر‭ ‬ومجهود‭ ‬كبير‭.‬

قد‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬الأول‭ ‬أو‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬تجربه‭. ‬استمر‭ ‬في‭ ‬البحث،‭ ‬ولا‭ ‬تتوقع‭ ‬أن‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭.‬

‭- ‬ المثابرة‭ ‬والتفاني‭ ‬هما‭ ‬مفتاح‭ ‬تنمية‭ ‬الموهبة‭. ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كنت‭ ‬موهوباً‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬ما،‭ ‬فإنه‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬لتطويره‭.‬

٦- ‬استثمر‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬نفسك‭: ‬

‭ – ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬تحدد‭ ‬مجالًا‭ ‬تشعر‭ ‬فيه‭ ‬بالشغف‭ ‬أو‭ ‬ترى‭ ‬أنك‭ ‬موهوب‭ ‬فيه،‭ ‬قم‭ ‬بتطوير‭ ‬نفسك‭ ‬فيه‭. ‬يمكنك‭ ‬حضور‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية،‭ ‬قراءة‭ ‬كتب،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مرشد‭ ‬يساعدك‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬مهاراتك‭.‬

‭ – ‬التعلم‭ ‬المستمر‭ ‬والتدريب‭ ‬هما‭ ‬العامل‭ ‬الأساسي‭ ‬لتحويل‭ ‬الموهبة‭ ‬إلى‭ ‬مهارة‭ ‬قوية‭.‬

٧-  ‬تقبل‭ ‬الفشل‭ ‬وتعلم‭ ‬منه‭: ‬

‭- ‬ لا‭ ‬تيأس‭ ‬إذا‭ ‬واجهت‭ ‬صعوبات‭ ‬أو‭ ‬إخفاقات‭ ‬في‭ ‬البداية‭. ‬الفشل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الرحلة‭ ‬نحو‭ ‬اكتشاف‭ ‬الموهبة‭ ‬وتطويرها‭.‬

‭- ‬ تعلم‭ ‬من‭ ‬أخطائك‭ ‬وحاول‭ ‬تحسين‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭.‬

‭ ‬٨- ‬راقب‭ ‬كيف‭ ‬تشعر‭ ‬أثناء‭ ‬ممارسة‭ ‬النشاط‭: ‬

‭- ‬ واحدة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬المؤشرات‭ ‬على‭ ‬الموهبة‭ ‬هي‭ ‬مدى‭ ‬شعورك‭ ‬بالراحة‭ ‬والسعادة‭ ‬أثناء‭ ‬القيام‭ ‬بنشاط‭ ‬معين‭. ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬تستمتع‭ ‬بالقيام‭ ‬بشيء‭ ‬ولا‭ ‬تشعر‭ ‬بالوقت‭ ‬أثناء‭ ‬ممارسته،‭ ‬فهذه‭ ‬إشارة‭ ‬قوية‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬يناسبك‭.‬

‭- ‬الموهبة‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬يمكنك‭ ‬فعله‭ ‬بشكل‭ ‬جيد،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬ما‭ ‬يجعلك‭ ‬تشعر‭ ‬بالرضا‭ ‬الشخصي‭ ‬والسعادة‭ ‬والإنجاز‭. ‬

٩-  ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الإلهام‭ ‬والقدوة‭: ‬

‭- ‬ حاول‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أشخاص‭ ‬قدوة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تهمك‭. ‬معرفة‭ ‬قصص‭ ‬نجاحهم‭ ‬وتجاربهم‭ ‬قد‭ ‬تلهمك‭ ‬وتساعدك‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬طريقك‭.‬

‭- ‬تأمل‭ ‬كيف‭ ‬حققوا‭ ‬نجاحاتهم‭ ‬وكيف‭ ‬استطاعوا‭ ‬تنمية‭ ‬مواهبهم‭.‬

‭ ‬١٠- ‬تحديد‭ ‬أهداف‭ ‬واضحة‭: ‬

‭ – ‬بعد‭ ‬اكتشاف‭ ‬ما‭ ‬أنت‭ ‬موهوب‭ ‬فيه،‭ ‬ضع‭ ‬أهدافاً‭ ‬واضحة‭ ‬ومحددة‭ ‬لتنمية‭ ‬موهبتك‭. ‬

يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أهدافًا‭ ‬(قصيرة‭ ‬المدى) مثل‭ ‬تحسين‭ ‬مهارة‭ ‬معينة أو (طويلة‭ ‬المدى‭ (‬مثل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬احترافي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ما‭.

‭ – ‬تحديد‭ ‬الأهداف‭ ‬يجعلك‭ ‬تركز‭ ‬جهدك‭ ‬ويمنحك‭ ‬إحساساً‭ ‬بالإنجاز‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬تحققها‭.‬

الخلاصة‭:‬ لا‭ ‬توجد‭ ‬طريقة‭ ‬سحرية‭ ‬لاكتشاف‭ ‬الموهبة،‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬منك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منفتحاً‭ ‬على‭ ‬التجربة،‭ ‬مثابراً‭ ‬في‭ ‬البحث،‭ ‬ومستعداً‭ ‬لتطوير‭ ‬نفسك‭. ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬الأمر‭ ‬بعض‭ ‬الوقت،‭ ‬لكن‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬ما‭ ‬أنت‭ ‬موهوب‭ ‬فيه،‭ ‬ستشعر‭ ‬بأنك‭ ‬في‭ ‬طريقك‭ ‬الصحيح‭.‬

لا‭ ‬تقارن‭ ‬نفسك‭ ‬بالآخرين‭ ‬وركز‭ ‬علي‭ ‬نفسك‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬أصبح‭ (‬Brand‭) ‬أو‭ ‬نموذج‭  ‬يؤثر‭ ‬فى‭ ‬الآخرين‭ ‬فهو‭ ‬يصنع‭ ‬كل‭ ‬شئ‭ ‬من‭ ‬المواهب‭  ‬المتاحه،‭ ‬فقط‭ ‬فهو‭ ‬يركز‭ ‬علي‭ ‬موهبة‭ ‬أصيلة‭ ‬حقيقية‭ ‬فيه‭ ‬وتميزه‭ ‬ولا‭ ‬ينظر‭ ‬للآخرين‭.‬

هذا‭ ‬صحيح‭ ‬تماماً،‭ ‬ومهم‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬اكتشاف‭ ‬الذات‭ ‬وتطوير‭ ‬المواهب،‭ ‬مقارنة‭ ‬نفسك‭ ‬بالآخرين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فخاً‭ ‬محبطاً،‭ ‬لأنها‭ ‬تشوش‭ ‬رؤيتك‭ ‬وتجعلك‭ ‬تشعر‭ ‬بأنك‭ ‬لست‭ ‬كافياً‭ ‬أو‭ ‬أنك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مثلهم‭. ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬شخص‭ ‬مواهبه‭ ‬الفريدة،‭ ‬وتطوره‭ ‬الشخصي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬تلك‭ ‬الموهبة‭ ‬الأصيلة‭ ‬والتركيز‭ ‬عليها‭.‬

فإليك‭ ‬بعض‭ ‬النصائح‭ ‬يا‭ ‬صديقى‭ ‬لتعزيز‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭:‬

١-  ‬ركز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬موهبتك‭ ‬الفريدة‭:‬

‭- ‬ كل‭ ‬شخص‭ ‬لديه‭ ‬موهبة‭ ‬خاصة‭. ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬تقليد‭ ‬الآخرين،‭ ‬استغل‭ ‬وقتك‭ ‬وجهدك‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬ما‭ ‬تجيده‭ ‬حقًا‭ ‬وما‭ ‬يجلب‭ ‬لك‭ ‬السعادة‭.‬

٢-  ‬لا‭ ‬تشتت‭ ‬نفسك‭ ‬بتقليد‭ ‬الجميع‭:‬

‭- ‬ ليس‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬أو‭ ‬بارع‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬واحد‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

النجاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬الإتقان‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬مجال‭ ‬محدد‭. ‬التميز‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬واحد‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

٣- احتفل‭ ‬بتقدمك‭ ‬الشخصي‭:‬

‭- ‬ بدلاً‭ ‬من‭ ‬مقارنة‭ ‬نفسك‭ ‬بالآخرين،‭ ‬قارن‭ ‬نفسك‭ ‬بما‭ ‬كنت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الماضي‭. ‬ركز‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬تحققه‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراتك‭ ‬الخاصة،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬بطيئاً‭.‬

‭ -٤‬التعلم‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬دون‭ ‬التقليد‭:‬

‭ – ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للآخرين‭ ‬دور‭ ‬ملهم،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أنك‭ ‬بحاجة‭ ‬لتقليدهم‭. ‬تعلم‭ ‬من‭ ‬تجاربهم،‭ ‬لكن‭ ‬ابحث‭ ‬عن‭ ‬طريقة‭ ‬تميزك‭ ‬وتناسبك‭ ‬أنت‭.‬

٥- ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭:‬

‭ – ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬نفسك‭ ‬وفي‭ ‬موهبتك‭ ‬الفطرية‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬النجاح‭. ‬عندما‭ ‬تؤمن‭ ‬بنفسك‭ ‬وتعرف‭ ‬قيمتك،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬لديك‭ ‬حاجة‭ ‬لمقارنة‭ ‬نفسك‭ ‬بالآخرين‭.‬

فى‭ ‬النهاية‭ ‬رسالتى‭ ‬لك‭ ‬صديقى‭ ‬العزيز‭ ‬الطيب‭ ‬الخلوق‭ ‬خالد‭: ‬أن‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬موهبتك‭ ‬الأصيلة‭ ‬وتجنب‭ ‬إضاعة‭ ‬وقتك‭ ‬في‭ ‬مقارنة‭ ‬نفسك‭ ‬بالآخرين‭ ‬وما‭ ‬وصلوا‭ ‬إليه‭. ‬الموهبة‭ ‬الحقيقية‭ ‬وإنك‭ ‬تصبح‭ (‬Brand‭) ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬لى‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬الشغف‭ ‬والالتزام‭ ‬والمجهود‭ ‬المضاعف‭ ‬فيما‭ ‬تتقنه‭ ‬بالفعل‭ ‬وبشكل‭ ‬حقيقى‭ ‬وعملى،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬إتقان‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬أو‭ ‬إرضاء‭ ‬الجميع،‭ ‬وهذه‭ ‬هى‭ ‬كلماتى‭ ‬أيضاً‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يبحث‭ ‬بداخله‭ ‬عن‭ ‬موهبته‭ ‬الحقيقية‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى