اخبار عالميةامريكا بالعربيسياسةمقالات رأي

ســوريــا… إلــى أيـــن؟!

بقلم: زيــاد كــريــم - خاص لكـاريــزمــا

ما يحدث في سوريا يدمي القلب، بلدٌ عرف بجماله، تاريخه العريق، وتنوعه الثقافي، أصبح اليوم عنواناً للألم والمعاناة. السؤال الذي يفرض نفسه: هل سقوط النظام سيحقق الحرية المنشودة ويقلل من أعباء المعيشة التي أثقلت كاهل السوريين؟ أم أن المشهد القادم يحمل في طياته المزيد من الظلام والفوضى؟

المخاوف ليست من سقوط النظام بحد ذاته، بل من الجهات التي ستملأ الفراغ. المتأسلمون وتجار الدين الذين يسعون للسيطرة وتحقيق أجنداتهم لا يهدفون إلى بناء وطن أو تحقيق ازدهار. بل إنهم قد يحولون سوريا إلى نسخة حقيقية من مسلسل بطلوع الروح، حيث تُفرض الأيديولوجيات المتطرفة، وتُحلل وتُحرم الأمور وفقاً لمصالحهم وأهوائهم، مما يعيد البلاد إلى عصور الجاهلية والتخلف.

أنا كعراقي، أشعر بمرارة هذه السيناريوهات. هجرت بلدي العراق مرغماً بسبب الطائفية التي انتشرت بعد عام 2003. الطائفية التي أودت بحياة ابن أخي في العاشرة من عمره، وفي يوم نجاحه.

أعرف تماماً أن انهيار النظام في سوريا دون وجود رؤية واضحة ومستقبل مشرق سيقود إلى نفس المصير المظلم الذي عاشه العراق: فوضى، انهيار اقتصادي، واستغلال الدين كسلاح للسيطرة.

قد أكون ابتعدت عن السياسة وقطعت صلتي بكل ما يخصها بعد أن هُجرت من العراق، ولكن كيف أستطيع أن أكون كالنعامة؟ كيف لي أن أدفن رأسي في الرمل وأتجاهل ما يحدث حولي؟ ما يحدث في سوريا ليس شأناً داخلياً فقط؛ بل هو جزء من معاناة أمة عربية بأكملها، معاناة تتكرر بنفس التفاصيل، ولكن بأسماء وأماكن مختلفة.

سوريا، البلد الذي احتضنني لمدة عام بعد أن تركت العراق، سيظل في القلب.

قلبي مع أهل سوريا الذين تحملوا ما لا يحتمله بشر. الدعاء وحده لا يكفي، لكنني أقول من أعماق قلبي: يا رب احمِ سوريا وأهلها. احمها من الظلم، من القسوة، ومن أيادٍ قذرة تحاول العبث بمستقبلها.

سوريا في القلب، اليوم وغداً وإلى الأبد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى