الأيام المجهولة التي تنتظر سوريا: قراءة في الواقع والمستقبل من خلال “بطلوع الروح”
بقلم: زياد كريم
منذ 3 ساعات
21 دقيقة واحدة
سوريا اليوم تقف على مفترق طرق، محاطة بالمجهول الذي يحمل في طياته ألوانًا قاتمة كتلك التي جسدتها الدراما الواقعية لمسلسل بطلوع الروح. قبل عامين، نجح هذا المسلسل في تقديم صورة دقيقة ومؤلمة لما عاشته سوريا تحت حكم تنظيم داعش. ومع اقتراب المستقبل القريب، يبدو أننا سنواجه مأساة شبيهة، ولكن بشكل أوسع وأعمق.
لن يرى الشعب السوري بعد اليوم مسؤولًا بدون لحية، فقد أصبحت تلك اللحى رمزًا لكابوس جديد قد يعشش في المدن السورية. ستتلون الحياة اليومية بألوان سوداء كئيبة، وستتحول الشوارع إلى مساحات تعكس مآسي السلطة الجديدة. إذا أمعنا النظر في تفاصيل بطلوع الروح، يمكننا رؤية سيناريو مشابه قد يلوح في الأفق؛ سيناريو تتداخل فيه المصالح الدولية مع التنظيمات الإرهابية لتترك الشعب السوري وحده في مواجهة العتمة.
لم يكن رحيل الطاغية بشار الأسد حدثًا يدعو للحزن، فقد كان مجرمًا استبد بالشعب لعقود. لكن الحزن الحقيقي ينبع من ضياع سوريا على موائد القوى الدولية والإقليمية، التي تتصارع لتحقيق مصالحها على حساب وطن بأكمله. كان بإمكان تركيا أن تتدخل بشكل يضمن مصلحة سوريا دون أن تسلمها للإرهاب أو تجعلها رهينة لإسرائيل. ولكن في ظل هذه التطورات، يبدو أن الفرح سيبقى بعيد المنال، وأن سوريا قد ضُيعت وسط هذا الربيع الأسود.
إن مسلسل بطلوع الروح ليس مجرد عمل درامي؛ إنه مرآة لما حدث وما قد يحدث، وتحذير بأن دراما بطلوع الروح، رغم اقترابها الكبير من تصوير الواقع المأساوي الذي عاشته سوريا تحت حكم داعش، تظل أقل من أن تستوعب حجم الكارثة التي قد يحملها المستقبل. إن القادم ينذر بتحديات جسيمة، وما قد تشهده سوريا يمكن أن يتجاوز كل التوقعات، حيث تتشابك خيوط المؤامرات لتعيد تشكيل مصير بلد أنهكته المآسي وما زال في انتظار المزيد.