حواراتعاجلوائل لطف الله

ليلى بنس… من أطلال السويس إلى قمة وول ستريت

حوار حصري لكاريزما مع المستشارة المصرية وأيقونة الثروة والاستثمار في أمريكا - قـام بالحـوار رئيـس التحـريـر: وائــل لـطـف الله

في حوار استثنائي مع جريدةكاريزما، تكشف المستشارة المالية الأمريكية من أصل مصري، ليلى بنس، عن أسرار النجاح المالي للمهاجرين في الولايات المتحدة، وتشارك رحلتها الملهمة من شتاء نيويورك القاسي إلى تكريم رئاسي رفيع المستوى

 

السيدة التي تدير ثروات بقيمة 2.2 مليار دولار تروي قصتها: من السويس إلى قمة المشهد المالي الأمريكي

 

ليلى بنس: من تحديات الهجرة إلى قمة عالم المال في أمريكا، رائدة إدارة الثروات

تُعد ليلى بنس واحدة من أبرز المستشارين الماليين في الولايات المتحدة، وتشغل حالياً منصب رئيسة شركةبنس لإدارة الثروات” (Pence Wealth Management)، وهي مؤسسة مالية رائدة يقع مقرها في نيوبورت بيتش بولاية كاليفورنيا. وعلى مدار أكثر من 35 عاماً من الخبرة في التخطيط المالي وإدارة الثروات، استطاعت أن ترسّخ مكانتها كمرجعية مرموقة في هذا المجال.

وُلدت ليلى في السويس مصر، وهاجرت إلى الولايات المتحدة وهي في الثانية عشرة من عمرها برفقة والدتها، بعد أن فقدتا منزلهما خلال نكسة عام 1967. بدأت رحلتها في أمريكا في أواخر السبعينيات وسط ظروف قاسية، حيث استقرت في نيويورك وواجهت برد الشتاء القارس، والضغوط المالية، وحاجز اللغة، في وقت كانت تدرس وتعمل معاً لتأمين مستقبلها. ورغم هذه التحديات، تفوقت ليلى في دراستها، والتحقت بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA)، ثم حصلت على شهادة المستشار المالي المعتمد (CFP®) من كلية التخطيط المالي.

وبفضل قيادتها الطموحة، تدير شركتها اليوم أصولاً تتجاوز قيمتها 2.2 مليار دولار. وتُعد ليلى خبيرة في تقديم الحلول المالية للأفراد والشركات، مع تركيز خاص على الاستراتيجيات الضريبية والتخطيط للتقاعد. وقد نالت العديد من الجوائز الرفيعة، من أبرزها تصنيفها في المرتبة الأولى على مستوى جنوب كاليفورنيا ضمن قائمة فوربس لأفضل مستشارات الثروات في أمريكا، لمدة ست سنوات متتالية، إلى جانب حصولها على المركز الخامس على مستوى الولايات المتحدة. كما أُدرج اسمها في قائمة بارونز لأفضل 100 مستشار مالي مستقل، وتم تكريمها ضمنقاعة مشاهير بارونزللمستشارين.

ولم تقتصر إنجازاتها على الجانب المهني، إذ تُعد ليلى من أبرز الداعمين للمبادرات الخيرية والتنموية في مصر، لا سيما في مجالي الصحة والتعليم. وقد كرّمها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمرمصر تستطيع بالتاء المربوطةعام 2017، تقديراً لمسيرتها الاستثنائية وإسهاماتها للجالية المصرية بالخارج. كما تُعد من أبرز المناصرين لمبادرةحياة كريمة، وشاركت في مؤتمرمصر تستطيعبالمرأة المصرية، بالإضافة إلى دعمها المستمر لمستشفيات الأطفال في مصر.

تُجسّد ليلى بنس جوهر الحلم الأمريكيبالإصرار، والتميّز، ورد الجميل. وتبقى قصتها مصدر إلهام للمجتمعات المهاجرة، ولكل من يسعى لتحويل الصعوبات إلى فرص حقيقية.

وفي هذا الحوار الحصري مع صحيفة كاريزما، تتحدث ليلى بنس عن أبرز القضايا التي تواجه المصريين والعرب في المهجر، في ظل التحولات الاقتصادية العالمية، وتقدّم رؤى قيّمة لبناء مستقبل مالي آمن ومستقر خارج حدود الوطن.

 

1- بصفتكِ واحدة من أنجح المستشارين الماليين في الولايات المتحدة الأمريكية، ما أبرز التحديات المالية التي تواجه الجاليات المصرية والعربية عند استقرارهم في أمريكا؟

يُعدّ الحصول على وظيفة جيدة تشمل مزايا وتأمينات بداية ضرورية، يتبعها تأسيس قاعدة مالية قوية من خلال شراء منزل والبدء بالاستثمار. لكن التحدي الأكبر يكمن في فهم النظام الضريبي الأمريكي المعقّد، ومدى تأثيره المباشر على الثروة الشخصية.

2- ما هي أكثر الأخطاء المالية شيوعًا التي يقع فيها المهاجرون العرب الجدد، خاصةً فيما يتعلق بالادخار أو بناء التاريخ الائتماني في أمريكا؟

كثيرون لا يدركون مدى تأثير الضرائب على الدخل والعقارات على تكاليف المعيشة. كما أن اعتمادهم الكامل على الدفع النقدي دون استخدام البطاقات الائتمانية يُفقدهم فرصة بناء سجل ائتماني، وهو عنصر حاسم في الحياة المالية الأمريكية.

3- ما النصيحة التي تقدّمينها للشباب من أصول عربية أو مصرية، سواء وُلدوا أو يقيمون حالياً في الولايات المتحدة، لبناء مستقبل مالي مستقر؟

ابدأ بدفع راتب لنفسك أولًا. خصّص على الأقل 10% من دخلك للادخار. وابدأ بالمساهمة القصوى في حساب Roth IRA، فهو ينمو بدون ضرائب، كما أن السحب منه عند التقاعد معفى من الضرائب. أؤمن بأن الفائدة المركبة المعفاة من الضرائب هي “العجيبة التاسعة في العالم”، وأن الاستثمار طويل الأجل في سوق الأسهم هو خطوة ذكية لبناء الثروة.

4- متى يجب على الأفراد البدء بالتفكير في التخطيط للتقاعد؟ وما الأدوات أو الاستراتيجيات التي تنصحين بها؟

كلّما بدأ الشخص بالادخار مبكرًا، كان ذلك أفضل، أنصح بالاستفادة من خطط التقاعد المتاحة في أماكن العمل، وأهمها المساهمة القصوى في حسابات 401(k)، إلى جانب فتح حسابات Roth IRA الشخصية. أما من يمتلكون أعمالًا خاصة، فهناك العديد من خطط التقاعد التي يمكن تأسيسها لهم وللموظفين، مما يتيح لهم الادخار للتقاعد وفي الوقت ذاته تقليل العبء الضريبي.

5. متى يحتاج الفرد إلى مستشار مالي، وما الصفات الأساسية التي يجب أن يبحث عنها عند اختياره؟

يلجأ الأفراد عادة إلى المستشارين الماليين عندما تبدأ الأمور المالية لديهم في التعقيد، سواء بسبب توفر فائض من الأموال للاستثمار، أو الحاجة إلى تخطيط للتقاعد، أو الضرائب، أو الاستثمار، أو إدارة التركة. في هذه المرحلة، تصبح الاستعانة بخبير مالي خطوة ضرورية.

أنصح بالبحث عن مستشار مالي معتمد (Certified Financial Planner)، ويمكن الحصول على قائمة بهؤلاء المستشارين من خلال المواقع المتخصصة أو عبر ترشيحات من الأصدقاء والعائلة. والأهم من ذلك، يجب مقابلة المستشار والتأكد من أنه يضع مصلحتك أولًا وتشعر بالراحة والثقة في التعامل معه.

6. في ظل تقلب الأسواق والاقتصاد العالمي، ما هي استراتيجيات التنويع الاستثماري التي توصي بها لأبناء الجالية العربية؟

تنويع المحفظة الاستثمارية أمر في غاية الأهمية، وأوصي بتوزيع الاستثمارات بين الأسهم، والنقد، والسندات، والعقارات. هذا التنوع يحمي المستثمر من التقلبات الحادة في سوق واحد ويمنحه توازناً مالياً على المدى الطويل.

7. هل ترى حالياً فرص استثمارية معينة تناسب المصريين والعرب المقيمين في الولايات المتحدة؟

نعم، أرى أن سوق الأسهم الأمريكية على المدى الطويل يمثل فرصة استثمارية ممتازة. لكن الاستثمار الناجح يتطلب الصبر. كما قال وارن بافيت: “سوق الأسهم هو أداة لنقل المال من المتعجل إلى الصبور.”

أنا أؤمن بهذه المقولة بشدة. الزمن هو أثمن ما يملكه المستثمر، ومن يستثمر بعقلية طويلة الأجل ويمنح استثماراته الوقت الكافي سيجني ثمارها.

8. كيف يمكننا تعزيز الوعي المالي لدى أبناء الجيل الثاني من العرب الأمريكيين؟

يجب تعليمهم منذ الصغر أهمية الادخار والاستثمار. من المهم أيضاً أن يلتحقوا بدورات تعليمية تتعلق بالشؤون المالية داخل المدارس. كما يمكن للأهل أن يكونوا قدوة، من خلال فتح حسابات استثمارية لأبنائهم وأحفادهم، وغرس مفهوم التخطيط المالي المبكر لديهم.

9. برأيك، ما الدور الذي تؤديه المرأة في إدارة الشؤون المالية للعائلة، وما رسالتك للمرأة العربية في أمريكا؟

المرأة هي عماد الأسرة، ويجب ألا تخشى تعلم أساسيات الإدارة المالية. أنا أؤمن بأن القرارات المالية ينبغي أن تُتخذ بشكل مشترك بين الزوجين، وأن تشارك المرأة في تسديد الفواتير والاستثمارات وكافة الأمور المالية. هذا يمنحها معرفة كافية تحميها من الوقوع في مأزق إذا غاب الزوج لأي سبب.

10. هل هناك أدوات مالية أو خطط ادخار تنصح بها الأسر لتأمين مستقبل أبنائهم التعليمي؟

نعم، أنصح بشدة بإنشاء خطة ادخار تعليمية من نوع 529 Plan لكل طفل. هذه الخطة تسمح للأهل بالمساهمة شهرياً أو سنوياً، ويمكن للزوجين استثمار مبلغ يصل حتى 38,000 دولار سنويًا لكل طفل، أو البدء بمبلغ صغير لا يتجاوز 100 دولار شهرياً.

الأرباح تنمو دون ضرائب، وعند استخدامها في تغطية تكاليف التعليم مثل الرسوم الدراسية، الكتب، والسكن، تكون السحوبات أيضاً معفاة من الضرائب.

لكن من الضروري مراجعة مزايا الولاية التي تقيم فيها الأسرة، فقد تكون هناك إعفاءات ضريبية أو منح دراسية أو حماية قانونية خاصة بخطة الولاية التعليمية. ويُفضل دائماً استشارة مستشار ضريبي قبل البدء في الاستثمار.

11- ما مدى أهمية التأمين بمختلف أنواعهالصحي، على الحياة، أو على الممتلكاتبالنسبة للمهاجرين العرب؟ وما الأولويات التي يجب أن يضعوها في الاعتبار؟

التأمين عنصر بالغ الأهمية في حياة أي مهاجر. ويُعد التأمين الصحي في مقدمة الأولويات نظرًا لتكاليف الرعاية الطبية في الولايات المتحدة. يلي ذلك تأمين الممتلكات، لحماية الاستثمارات مثل المنازل والسيارات. ثم يأتي التأمين على الحياة والتأمين طويل الأجل، خاصةً عند التخطيط للمستقبل وضمان استقرار الأسرة في حال وقوع ظروف طارئة.

12- ماذا تعني لك عبارةالعودة إلى الجذورعلى المستوى الشخصي؟ وهل لك مساهمات في دعم المجتمع المصري أو العربي في الوطن الأم؟

العودة إلى الجذور تمثل لي ارتباطًا عميقًا بالوطن، وانعكاسًا للولاء والانتماء مهما ابتعدت المسافات. أنا أحرص على دعم عدد من المبادرات الخيرية، من أبرزها مؤسسة الدكتور مجدي يعقوب للقلب “أسوان للقلب” التي أسسها الدكتور مجدي يعقوب، إلى جانب شبكة مصر لعلاج السرطان التي تساند مستشفى 57357. كما أساهم في مؤسسات عديدة تخدم المستشفيات في صعيد مصر ودور الأيتام.

13- ما رسالتك للجالية المصرية والعربية المقيمة في الولايات المتحدة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة؟

رسالتي الأولى هي الصبر. أمريكا لا تزال أرض الفرص، والحلم الأمريكي ما زال ممكنًا — وأنا أعيش هذا الحلم بالفعل. النجاح يتطلب العمل الجاد، والإصرار، والتمسك بالأمل رغم المصاعب. من المهم أيضًا أن تُحيط نفسك بأشخاص أذكياء ومجتهدين وطموحين. قد تمر بتحديات وانتكاسات، لكنها جزء من الطريق، ويمكن تجاوزها بالإرادة والعزيمة، إذا استطعت أن أحقق ذلك، فأي شخص يستطيع.

 

عن ابنتكم سارة بنس: الجيل الثاني من النجاح:

1. كيف تصفون ابنتكم سارة على الصعيدين الشخصي والمهني؟

سارة هي بالفعل هدية من الله، وهي مصدر فخرنا وسعادتنا. تتمتع بذكاء لافت وموهبة مميزة، إلى جانب قلب طيب ونية صافية. هي لا تزال طالبة جامعية، وأتطلع بثقة إلى مستقبلها المهني، وأؤمن بأنها ستحقق نجاحاً باهراً في أي مجال تختاره.

2. هل سارت سارة على خُطاكم في المجال المالي؟ وما الذي جذبها في البداية إلى هذا التخصص؟

حتى الآن، لم تختر سارة المجال المالي كمجال مهني. فهي تدرس إدارة الأعمال ولا تزال في طور استكشاف المجالات التي تلائم طموحاتها. ومع ذلك، أؤمن تماماً بأنها ستتفوق وتنجح في أي مسار تختاره، لما تمتلكه من قدرات وشغف بالتعلم والتطور.

3. كيف تمكنتم من تربية سارة مع التوفيق بين متطلبات الحياة المهنية ومسؤولياتكم العملية؟

السر في التوازن بين العمل وتربية الأبناء يكمن في وجود نظام دعم قوي. كنت محظوظة بوجود والدتي وأخواتي على بُعد خمسة أميال فقط من منزلي، حيث تولت والدتي رعاية سارة طوال فترة دراستها الثانوية. ولم يكن ذلك مجرّد دعم عملي فحسب، بل كان أيضًا سببًا في غرس حب اللغة العربية في قلبها منذ الصغر.

4. ما أبرز التحديات التي واجهتها سارة كونها ابنة واحدة من أبرز المستشارين الماليين؟ وهل شعرت يومًا بضغط المقارنة؟

سارة نضجت لتصبح امرأة مستقلة، لكنها لا تزال تحتفظ بقيمنا وأولوياتنا العائلية. هي شديدة الالتزام بدراستها، وتتحدث خمس لغات بطلاقة، ما يعكس حرصها على التفوق والتميز بعيدًا عن أي ضغط خارجي أو مقارنات.

5. كيف تنظران أنتِ وابنتك سارة إلى مجال إدارة الثروات والاستشارات المالية؟ وهل تجمعكما رؤية موحدة في هذا المجال أم أن سارة تقدم منظوراً مختلفاً يعكس جيلها وتجربتها الخاصة؟

هذا هو دور القدوة في التربية. لقد حرصنا منذ البداية على غرس أهمية إدارة الثروة في تفكيرها، ولهذا فهي تتبنى رؤيتنا في هذا المجال وتشاركنا القيم ذاتها.

6. برأيكم، ما الدور الذي يجب أن يلعبه الجيل الثاني من أبناء الجالية العربية في أمريكا للحفاظ على الهوية الثقافية وبناء مستقبل مالي ناجح؟

عليهم ألا ينسوا أصولهم وجذورهم العائلية أبداً. مصر هي أم الدنيا، والانتماء لها يجب أن يبقى حاضراً في الوجدان حتى أثناء بناء المستقبل في المهجر.

7. هل سبق لكم التعاون مع سارة في مشاريع خارج الإطار المالي، كالمبادرات المجتمعية أو الخيرية؟

نعم، سارة تشارك في جميع المبادرات الخيرية التي نعمل عليها، بما في ذلك تقديمها لعدة فعاليات خيرية خُصّصت لدعم “شبكة مصر لمكافحة السرطان”. كما تحرص على حضور لقاءات المنظمات المصرية والعربية في كاليفورنيا، وتشارك بفاعلية في مهرجان هوليوود للفيلم العربي. وهي أيضاً تشارك بالغناء في حفلات “ليالي زمان”، ما يعكس شغفها بالثقافة والفن وخدمة المجتمع.

.8 ما الإنجاز الذي حققته سارة ويجعل قلبك يفيض فخرًا؟

من الصعب حصر إنجاز واحد فقط، لأن سارة تميزت في مجالات متعددة. فهي متفوقة دراسيًا، موهوبة في الغناء، وتمتلك قلبًا نابضًا بالطيبة. لكن إذا كان لا بد من اختيار إنجاز واحد، فسيكون قدرتها على التحدث والقراءة باللغة العربية بطلاقة، رغم أنها وُلدت في الولايات المتحدة الأمريكية، ووالدها أمريكي الأصل، ولم تزر مصر سوى مرتين فقط، الأولى عندما كانت في الثالثة من عمرها، والثانية في سن الثامنة عشرة.

.9 ما النصيحة الذهبية التي قدمتها لابنتك سارة، وتشعرين أنها شكّلت ملامح مسيرتها؟

لأنها الابنة الوحيدة، كان لديّ هاجس أن تصبح أنانية، ولذلك شددت دائمًا على أهمية العطاء وخدمة الآخرين. غرسنا فيها منذ الصغر أن أحد أهم مبادئ الحياة هو أن ترد الجميل وتساهم في خدمة مجتمعها. واليوم، سارة تجسّد هذا المفهوم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وتعيش وفق الفلسفة ذاتها التي نتبناها في شركة “بنس ويلث مانجمنت”، وهي أن يتحلى الإنسان بقلب خادم

 

سارة بنس ورحلتها الموسيقية مع أوركستراليالي زمان”: عشقٌ بدأ من الطفولة وتُوّج على المسرح:

.1  كيف بدأت سارة تكتشف شغفها بالموسيقى؟ وهل كانت الموسيقى دائمًا جزءًا من نشأتها؟

اكتشفت سارة شغفها بالموسيقى في سن مبكرة من خلال رحلاتنا اليومية بالسيارة إلى الحضانة، حيث كنت أُشغّل لها أسطوانات عربية لمطربين كبار مثل أم كلثوم وعمرو دياب. كانت تلك اللحظات الموسيقية بمثابة نوافذ على عالم ثقافي غني، وكان لنا نصيب من الغناء معًا، خاصة عندما كنت أدندن لها أغنية “جميل جمال” لفريد الأطرش. ومع مرور السنوات، لم يزدهر فقط حبها للموسيقى العربية، بل بدأت تُردد الأغاني بصوتها. ومن أوائل مشاركاتها العلنية، غنّت “جميل جمال” في حفلة عيد ميلادها الثامن أمام الأصدقاء والعائلة.

منذ طفولتها، ارتبطت سارة بالطرب الأصيل ارتباطًا وجدانيًا عميقًا، إذ ترى فيه امتدادًا لهويتها الثقافية وجسرًا يربطها بي وبوالدتي.

.2 متى انضمت سارة إلى أوركستراليالي زمان؟ وما الذي جذبها لهذا اللون من الفنون الموسيقية؟

انضمت سارة إلى أوركسترا “ليالي زمان” عام 2018 كمطربة صولو، وكان عمرها آنذاك 16 عامًا فقط. قبل انضمامها، كانت من أشد المعجبين بالفرقة، وقد حضرنا العديد من حفلاتهم السابقة. نشأت سارة على حب فن الطرب، وكانت تردد أغانيه في أرجاء المنزل، مما جعلها تحفظ معظم أغنيات عبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية التي تقدمها الفرقة.

لفت حبها العميق لهذا الفن أنظار المايسترو عادل إسكندر، خاصة بعد أن علم بشغفها بالغناء، ليمنحها فرصة للاختبار والانضمام رسميًا. ومنذ تلك اللحظة، وجدت سارة في أداء الطرب وسيلة عميقة للتعبير عن هويتها والارتباط بجذورها الثقافية، واعتبرت العمل مع “ليالي زمان” تجربة فنية غنية تُمكّنها من مزج الشغف بالغناء مع الاعتزاز بالتراث العربي.

3. كيف ساهم المايسترو عادل إسكندر في صقل موهبة سارة ودعم مسيرتها الفنية؟

يُعد المايسترو عادل إسكندر من أبرز الشخصيات المؤثرة في حياة سارة الفنية. فقد كان له دور محوري في تعزيز ثقتها بنفسها، ومنحها المساحة لتُعبّر عن هويتها الثقافية على خشبة المسرح. لطالما شجعها على الافتخار بحبها للموسيقى العربية واعتزازها بجذورها المصرية، كما يحرص دائماً على مساعدتها في اختيار الأغاني التي تناسب صوتها وتلقى استحسان الجمهور، بالإضافة إلى تعريفها بفنانين جدد. مشاركتها في أوركسترا “ليالي زمان” مصدر سعادة كبيرة لها، ونحن ممتنون للدعم المتواصل الذي يقدمه لها المايسترو عادل.

4. هل لاحظتِ تطوراً شخصياً أو زيادة في ثقة سارة بنفسها منذ بدأت الغناء على المسرح؟

بلا شك. فقد أصبحت سارة أكثر ثقة بنفسها بشكل ملحوظ. التصفيق الحار والتقدير الذي تناله بعد كل أداء غنائي كان لهما أثر كبير في جعلها أكثر راحة على المسرح، وكل عرض جديد يضيف إلى ثقتها ويُسهم في صقل صوتها وأدائها الفني.

5. ما الدور الذي لعبه الانضباط الموسيقي والعمل ضمن أوركسترا في تشكيل شخصيتها المهنية والاجتماعية؟

المشاركة في أوركسترا “ليالي زمان” غرست في سارة روح الانضباط والتعاون الجماعي. فهي تقطع مسافات طويلة من سان دييغو إلى غلينديل لحضور البروفات المسائية، ثم تستيقظ مبكراً للذهاب إلى المدرسة، مما يُعبر عن التزامها العميق بفنها وشغفها الحقيقي بالموسيقى. هذه التجربة شكلت لديها مسؤولية عالية وإحساساً بالالتزام الجماعي.

6. كامرأة وأم، كيف تصفين مشاعرك عند مشاهدة سارة وهي تؤدي على المسرح؟ وهل أضافت الموسيقى بعداً جديداً لعلاقتكما؟

أحياناً أشعر أن المشهد غير واقعي؛ أن أراها على المسرح تغني بالعربية يُعيدني إلى طفولتي في مصر. إنها لحظات مؤثرة للغاية تبكيني من شدة الفخر، خصوصاً عندما أراها تتألق وتُشع نوراً على المسرح. ولا شك أن الموسيقى أضافت بُعداً عاطفياً عميقاً وجديداً في علاقتنا كأم وابنتها

7. في رأيك، ما الذي يميز أوركسترا أكاديمية ليالي زمان عن غيرها من الفرق الموسيقية في كاليفورنيا؟

تتميز أوركسترا ليالي زمان بتقديمها تجربة غامرة تنقل المستمع إلى عبق الذكريات المصرية. فالموسيقى والحنين إلى الماضي مترابطان بشدة، وعندما أحضر حفلات ليالي زمان، أشعر وكأنني أُعاد إلى أجمل لحظات طفولتي. هذه الأوركسترا لا تقدم فقط الموسيقى المصرية الكلاسيكية، بل تسعى للحفاظ عليها ونقلها إلى الأجيال القادمة. يجب علينا الاحتفاء الدائم بعصر مصر الذهبي في السينما والموسيقى، وليالي زمان تقوم بعمل رائع في حفظ هذا التراث وتقديمه لشباب العرب، تمامًا كما حدث مع سارة التي وقعت في حب هذا الفن الأصيل.

8. هل هناك مشروع فني أو ثقافي قادم ستشارك فيه سارة من خلال الأكاديمية أو بالتعاون مع المايسترو عادل إسكندر؟

نعم، من المقرر أن تشارك سارة بالغناء في الحفل القادم لأوركسترا ليالي زمان، والمُقام في مسرح سابان بمدينة بيفرلي هيلز يوم الأحد الموافق 7 ديسمبر 2025، ونحن بانتظار هذا الحدث بكل حماس.

9. كيف تنجح سارة في التوفيق بين التزاماتها الأكاديمية أو المهنية ومسؤولياتها الموسيقية؟

سارة تعلمت فن التوفيق بين المهام، وأتقنت تعدد الأدوار. فعندما يكون لديك شغف حقيقي بشيء ما، فإنك تجد الوقت له وتضحي بالكثير من أجل تحقيقه.

10. هل تفكرون كعائلة في دعم المبادرات الثقافية العربية في كاليفورنيا من خلال الموسيقى أو الفنون؟

نعم، نحن ندعم حاليًا مهرجان “هوليوود العربي”، والذي يعرض أفلامًا من مختلف أنحاء الوطن العربي، ويمنح الجمهور فرصة للاستمتاع بهذا الإنتاج الثقافي الغني.

 

عن شريك الحياة والعملالزوج درايدن بنس:

1. يُقال إن الزواج شراكة حياة، ولكن هل كان زوجك أيضًا شريكًا في رحلتك المهنية؟ وكيف بدأتما العمل معًا؟

نعم، زوجي درايدن بنس هو شريك حقيقي في رحلتي المهنية. بدأنا العمل معًا منذ زواجنا، فقد كان يدير شركة مماثلة في نفس المجال، وقررنا أن نوحّد جهودنا ونعمل معًا ضمن كيان واحد.

2. كيف ساهمت العلاقة الزوجية بينكما في نجاح شركة Pence Wealth Management؟

العمل كفريق زوجي وزوجتي يلقى صدىً طيبًا لدى العملاء، فهم يرون فينا نموذجًا متناغمًا يسعى لتحقيق الأفضل لهم. نحن ملتزمان بإحداث فرق حقيقي في حياة عملائنا من خلال قرارات مدروسة تنبع من رغبة صادقة في خدمتهم.

3. ما الدور الذي يلعبه زوجك داخل الشركة؟ وهل يشارك في تقديم الاستشارات المالية؟

درايدن حاصل على شهادة في الاقتصاد من جامعة هارفارد، ويشغل منصب المدير التنفيذي للاستثمار في الشركة. يتولى مسؤولية إدارة الأصول اليومية بالتعاون مع فريق الاستثمار الخاص بنا.

4. هل تواجهان تحديات في الفصل بين حياتكما الشخصية والمهنية؟ وكيف تتعاملان مع ذلك؟

نحرص على الفصل بين العمل والحياة الشخصية قدر الإمكان. بمجرد خروجنا من المكتب، نترك العمل خلفنا ونمنح وقتنا الكامل للحياة الأسرية.

5. كيف يُكمل كل منكما الآخر من حيث وضع الاستراتيجيات المالية واتخاذ قرارات الاستثمار؟

هناك تكامل كبير بيننا. أنا أركّز على لقاء العملاء وإعداد الخطط المالية والاستراتيجيات، بينما يتولى درايدن وفريقه تنفيذ وإدارة المحافظ الاستثمارية بشكل يومي.

6. هل تتبنيان رؤية موحدة عند التعامل مع العملاء، أم أن لكل منكما أسلوبه وخبرته الخاصة؟

نعم، نعمل من خلال رؤية موحدة تنص على:

نحن نخدم من أجل أن نوفر لعملائنا راحة أكبر بشأن دخلهم، وثقة أعلى بشأن ثرواتهم.

هذه الرؤية تلخص فلسفتنا المشتركة التي نتمسك بها في كل تعاملاتنا المهنية.

7. كيف تنجحون في تحقيق التوازن بين الحب والشراكة وتقاسم المسؤوليات؟ ما هو سر الحفاظ على هذا الانسجام؟

يكمن السر في التواصل الدائم وتقديم مصلحة الطرف الآخر على النفس. كما أن اللفتات البسيطة كتلقي الزهور في عيد ميلادي، وعيد الحب، وعيد الأم، وذكرى زواجنا، تترك أثراً جميلاً لا يُستهان به.

8. ما هي أبرز الصفات التي يتمتع بها زوجك وساهمت في دعمك على الصعيدين المهني والشخصي؟

زوجي درايدن، بصفته رجلاً جنوبياً وأحد الضباط المتقاعدين برتبة عقيد في الجيش، يتحلى بالانضباط والاجتهاد، ويملك شغفاً حقيقياً بمشاركة خبراته. الأجمل من ذلك، أنه أب رائع لسارة، وهذا ما أعتز به أكثر من أي شيء.

9. رغم انشغالكما المهني، هل هناك عادات أو طقوس مشتركة تحرصان عليها لتقوية رابطكما كزوجين؟

نستمتع معاً بحضور العروض الموسيقية والحفلات والسفر والفعاليات الرياضية. والأهم من كل ذلك، أنه داعم كبير لي في جميع أنشطتي داخل الجالية المصرية، ويشارك فيها بكل حماس واهتمام.

10. ما النصيحة التي توجهينها، انطلاقاً من تجربتكما كزوجين ناجحين على المستويين الحياتي والمهني، للأزواج العرب المقيمين في الخارج؟

الحياة ليست سهلة، لكن دفء العائلة وقوة المجتمع هما السندان الذي نرتكز عليه لعبور التحديات. أنصح الجميع بالسعي لرد الجميل ومساعدة الآخرين، فالعطاء لا يضيع، وغالباً ما يعود إليك بأشكال غير متوقعة.

11. في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تأسس عدد من المنظمات والاتحادات المصرية والعربية بهدف دعم المغتربين، والحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز الروابط المجتمعية. من بينها الاتحاد العام للمصريين في الخارج بأمريكا، بقيادة السيد رأفت صليب، والذي ازداد حضوره في السنوات الأخيرة.

برأيك، هل لهذه المؤسسات، وخاصةً الاتحاد العام، صدى حقيقي لدى الجاليات المصرية والعربية في الولايات المتحدة؟ وهل لها دور فعّال في تلبية احتياجات وتطلعات المغتربين؟

نعم أؤمن بكل قناعة بأن المؤسسات المجتمعية، وخاصةً الاتحاد العام للمصريين في الخارج بأمريكا، تلعب دورًا محوريًا في تلبية احتياجات الجالية والتعبير عن تطلعاتها.

إذ تمتلك هذه الكيانات صوتًا مؤثرًا، وتعمل بتنسيق وثيق مع قنصليتنا المصرية المتميزة بقيادة سعادة السفير الدكتور حسام الدين علي، لحل القضايا التي قد تواجه أبناء الجالية. وأعرف شخصيًا السيد رأفت صليب، وأُدرك حجم الجهد والتفاني الذي يبذله في سبيل استمرار هذا الكيان. ولا شك أن الاتحاد، بقيادته، قد أسهم في توحيد صفوف المصريين في جنوب كاليفورنيا، ومنحهم منصة للتواصل والانتماء والاعتزاز بجذورهم وهويتهم الثقافية

12. في ختام هذا اللقاء، ما هي رسالتك إلى صحيفة كاريزما؟ وكيف ترين دورها في خدمة الجاليات العربية والمصرية في الولايات المتحدة، خاصة في ولاية كاليفورنيا؟

أعبر عن امتناني الكبير لصحيفة كاريزما، التي تقوم بدور مهم في إيصال المعلومات والخدمات المتاحة، كما تتيح مساحة صوتية للمهاجرين الراغبين في دعم مجتمعاتهم وتحقيق الحلم الأمريكي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى