اخبار عالميةامريكا بالعربيتقاريرعاجل

صوت فيروز يبكي… زياد في حضن الخلود…

بالنسبة لبكرا شو؟… رحل زياد وترك السؤال معلّقًا

مات زياد الرحباني… وعاش صوته فينا

المتمرّد غاب… والناس تردّد: سألوني، صوت فيروز يبكي… زياد في حضن الخلود

وداعًا زياد… صرخة الوطن التي لن تُنسى، انطفأ ضوء المسرح… وغاب صانع الجمال والوجع…

من هو زياد الرحباني؟

• الميلاد والنشأة:

وُلد زياد عاصي الرحباني في 1 يناير 1956 بمدينة أنطلياس (قضاء المتن، لبنان). هو الابن الأكبر لفنّانة الغناء اللبنانية الأسطورية فيروز، ووالده المؤلّف الموسيقي عاصي الرحباني أحد رفاق الشهرة في ثنائي “الأخوين رحباني”.

• المواهب المبكرة:

بدأ التلحين منذ صغره، وقدم أوّل أغنية لوالدته في سن السابعة عشرة بعنوان “سأَلوني الناس”، والتي لاقت نجاحاً كبيراً.

• المسيرة الفنية:

• المسرح والبدايات:

انطلق فنيًا في أوائل السبعينيات بمسرحية “سهرية”، تبعتها “نزل السرور” عام 1974، ثم مسرحيات أخرى مثل “بالنسبة لبكرا شو؟”، و”فيلم أمريكي طويل”، و”أنا مش كافر”، بالإضافة إلى برامج إذاعية ذات طابع سياسي واجتماعي.

• الأسلوب الموسيقي:

جمع زياد بين الموجات الشرقية والغربية مثل الجاز والكلاسيك، وأسس ما أصبح يعرف بـ”الجاز الشرقي اللبناني”. ورفض ببساطة القول إن موسيقاه غربية، بل قال:

“موسيقاي ليست غربية، بل لبنانية بطريقتها الخاصة”.

• تعاوناته مع فيروز:

في السبعينيات والثمانينيات، بدأ عمله الموسيقي مع والدته فيروز، وقدم لها أغاني هامة مثل “كيفك إنت” و”بلا ولا شي” و”البوسطة”، والتي جاءت بصبغة أكثر جذرية وتعبيرًا عن الواقع حينها. صاحب البصمة السياسية والاجتماعية.

•السخرية السياسية والمواجهة:

استخدم رحباني المسرح والموسيقى كأداة نقد لاذع للواقع اللبناني، خصوصًا خلال الحرب الأهلية وما بعدها.

مسرحياته مثل “بالنسبة لبكرا شو؟” تضمنت مقاطع أصبحت من التراث الشعبي اللبناني، مثل العبارة الشهيرة:

“بيقولولك بكرا رح يكون أحسن، بس بالنسبة لليوم؟”.

•انتمائه سياسي:

كان من الشيوعيين أعلن دعمه الدائم للقضية الفلسطينية. لم يتوانَ يومًا عن مهاجمة المحسوبية والفساد والطائفية، سواء من اليمين أو اليسار اللبناني.

•وفاته والوداع:

• تاريخ الوداع تُوفي زياد الرحباني يوم 26 يوليو 2025 عن عمر ناهز 69 عامًا إثر نوبة قلبية أثناء وجوده في بيروت، بعد فترة من المرضو رفضه تلقي علاج إضافي.

• التكريم والتأبين:

حضر آلاف من المحبين والجماهير جنازته في بيكفيا، وشهدت مشاركة والدته فيروز، التي ظهرت نادرة في عزائها. وصفه رئيس الجمهورية بأنه “ظاهرة ثقافية وفكرية كاملة”، ووصفه وزير الثقافة بأنه “ضمير حي”.

منح الرئيس اللبناني جوزاف عون، زياد الرحباني، “وسام الأرز” الوطني من رتبة “كومندور”، ووضع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام الوسام على نعش الفنّان الراحل، خلال حضوره لمراسم جنازته في كنيسة “رقاد السيدة”.

وشارك سلام، عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، صورتين من مراسم الجنازة، إحداها لوضعه الوسام على نعش  زياد، والأخرى له وهو يتقدم بواجب العزاء لوالدته الفنّانة فيروز.

وقال رئيس الحكومة اللبنانية متحدثًا لجموع المعزين في الكنيسة: “في وداع زياد الرحباني أتكلّم حيث تختنق الكلمات.. أقف بخشوع أمام الأم الحزينة، والعائلة، والأصدقاء… ولبنان كله شريك في هذا الحزن الكبير”.

وأضاف: زياد المبدع العبقري، كنتَ أيضًا صرخة جيلنا الصادقة، الملتزمة قضايا الإنسان والوطن. وقد قلتَ ما لم يجرؤ الكثيرون منّا على قوله. أما “بالنسبة لـبكرا شو؟”، فللأجيال القادمة، ستبقى يا زياد، صوت الجمال والتمرّد، وصوت الحق والحقيقة حين يصير السكوت خيانة”.

وأعلن سلام تقليد الراحل الوسام، قائلاً:

” قرّر السيّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منح الفقيد الغالي وسام الأرز الوطني من رتبة (كومندور)، وقد كلّفني، فتشرّفت أن أُسلّمه اليوم إلى العائلة الكريمة متقدماً منها باسم السيّد الرئيس وباسمي الشخصي، بأحرّ التعازي، سائلاً القدير أن يتغمّده بغالي رحمته، ويسكنه فسيح عليائه وأن يُلهم عائلته، ومحبّيه الصبر والعزاء”.

 

• الورثــــة:

ترك وراءه والدته فيروز، وشقيقته ريما، وشقيقه هالي.

•‭ ‬إرثه‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي‭:‬

تأثيره‭ ‬الثقافي‭… ‬أعاد‭ ‬تشكيل‭ ‬المشهد‭ ‬الموسيقي‭ ‬والمسرحي‭ ‬اللبناني،‭ ‬وقدم‭ ‬صوتًا‭ ‬نقديًا‭ ‬يلامس‭ ‬الواقع‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬واستقطب‭ ‬أجيالًا‭ ‬شابة‭ ‬اكتشفت‭ ‬أعماله‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬حركات‭ ‬الاحتجاج‭ ‬والرفض‭. ‬

• مادته‭ ‬الفنية‭:‬

النتاج‭ ‬الفني‭ ‬لزياد‭ ‬ضمّ‭ ‬ألبومات‭ ‬مثل‭ ‬“أبو‭ ‬علي”،‭ ‬“Houdou’ Nisbi”،‭ ‬و”Bema Enno…”‭ ‬و”Monodose”،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عشرات‭ ‬المسرحيات‭ ‬والبرامج‭ ‬الإذاعية‭ ‬التي‭ ‬صكت‭ ‬الهوية‭ ‬اللبنانية‭ ‬الحديثة‭ ‬بطريقة‭ ‬ساخرة‭ ‬وعميقة‭  .‬

زياد‭ ‬الرحباني‭ ‬هو‭ ‬فنان‭ ‬لبناني‭ ‬متعدد‭ ‬المواهب‭: ‬ملحن،‭ ‬عازف‭ ‬بيانو،‭ ‬كاتب‭ ‬مسرحي،‭ ‬ممثل‭ ‬وناقد‭ ‬سياسي،‭ ‬ويُعد‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الأصوات‭ ‬النقدية‭ ‬والثورية‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭.‬

فيما‭ ‬يلي‭ ‬أبرز‭ ‬أعماله‭ ‬مصنفة‭ ‬بحسب‭ ‬المجال‭:‬

• المسرحيات (التأليف والمشاركة)

حسب الترتيب الزمني:

• المسرحيات‭ ‬التأليف‭ ‬والمشاركة‭‬

حسب‭ ‬الترتيب‭ ‬الزمني‭:‬

1‭. ‬سهرية‭ ‬–‭ ‬1973

2‭. ‬نزل‭ ‬السرور‭  ‬–‭ ‬1974

مسرحية‭ ‬سياسية‭ ‬ساخرة‭ ‬تعكس‭ ‬طرائف‭ ‬المجتمع‭ ‬اللبناني‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭.‬

3‭. ‬بالنسبة‭ ‬لبكرا‭ ‬شو؟‭ ‬–‭ ‬1978،‭ ‬تناولت‭ ‬بطريقة‭ ‬ساخرة‭ ‬قضايا‭ ‬الخيانة‭ ‬والانتماء‭ ‬والوضع‭ ‬السياسي‭.‬

4‭. ‬فيلم‭ ‬أمريكي‭ ‬طويل‭ ‬–‭ ‬1980،‭ ‬أسلوب‭ ‬عبثي‭ ‬مأساوي‭ ‬يسخر‭ ‬من‭ ‬المثقف‭ ‬والسياسي‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭  ‬

5‭. ‬شي‭ ‬فاشل‭ ‬–‭ ‬1983،‭ ‬نقد‭ ‬للنظام‭ ‬التعليمي‭ ‬والفساد‭ ‬الإداري‭.‬

6‭. ‬بخصوص‭ ‬الكرامة‭ ‬والشعب‭ ‬العنيد‭ ‬–‭ ‬1993،‭ ‬الجزء‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬نقد‭ ‬السلطة‭ ‬والمجتمع‭  ‬

7‭. ‬لولا‭ ‬فسحة‭ ‬الأمل‭ ‬–‭ ‬1994،‭ ‬رواية‭ ‬مسرحية‭ ‬ضمن‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬النقدي‭.‬

8‭. ‬الفصل‭ ‬الآخر‭  ‬–‭ ‬استمرار‭ ‬لموضوعات‭ ‬“بخصوص‭ ‬الكرامة”‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬لاحقة‭.‬

• الموسيقى‭ ‬والألبومات

لمغنية‭ ‬فيروز‭ ‬أمه‭:‬

• سألوني‭ ‬الناس‭ (‬1973‭ ‬في‭ ‬المحطة‭)‬ –‭ ‬أعطاها‭ ‬شهرة‭ ‬مبكرة‭ ‬كمؤلِّف‭ ‬موسيقي‭.‬

• كيفك‭ ‬إنت؟‭ ‬–‭ ‬1991،‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬الأغنيات‭ ‬لفيروز‭  ‬

• ما‭ ‬عرفت‭ ‬فيك –‭ ‬1987‭.‬

• بما‭ ‬إنو‭ ‬–‭ ‬1995‭.‬

• Mesh Kayen Hayek Tkoun‭ ‬–‭ ‬1999‭.‬

• Wala Kif‭ ‬–‭ ‬2002‭.‬

• Eh Fi Amal‭ ‬–‭ ‬2010‭.‬

• أعماله الخاصة:

• Abu Ali – 1979 ، قطعة فنية من نوع “الفانك العربي” بطول 13 دقيقة، مثيرة للتجربة والجمع بين الطابع الشرقي والغربي 

• Houdou’ Nisbi 1985، ألبوم مثل jazz‑funk، تضمن أغنية “Bala Wala Shi” الشهيرة 

• Ana Moush Kafer – مسرحية وأغنية تحمل نفس الاسم (1985) نقدت الطائفية والعنصرية الدينية 

• Bema Enno (1995  – تعاون مع جوزيف صقر وسلمة مصفي.

• Monodose 2001 – ألبوم سلمة مصفي بالتعاون معه   

• Maaloumat Akideh 2006 – ألبوم للمغنية التونسية لطيفة، من 8 ألحان له.

• أغنيات أخرى بارزة:

“Ya Zaman El Ta’efiyeh” (1980)، “Aayesh Wahda Balak” (1978)، “Wallaat Ktir” (2001)، “El Hali Taabani”، “Prelude from Mais al‑Rim”.

• الموسيقى للمسلسلات والأفلام / المؤلفات السينمائية:

شارك كمؤلف موسيقى في كل من:

• Mutahadirat 1999 ، فيلم

• Vicious Circle of Time 1997، مسلسل

• El Ostaz Mamnoue 1986 ، مسلسل

• Al Fatena Wal Moghamer 1985، فيلم

• Wakaa El Am El Mokbl (1985)، Luebat Al Nisa (1982، وغيرها من الأعمال التلفزيونية والسينمائية.

• التأصيل الفني والتأثير الثقافي:

• جمع في أعماله بين الـArabic jazz والتجريب الموسيقي، مستخدمًا التوليف الجاز الغربي والمقامات العربية، ليصنع صوتًا لبنانيًا فريدًا.

• أعماله المسرحية تضمنت نقدًا ساخرًا لطبقية المجتمع، السلطة السياسية، والطائفية في زمن الحرب وبعدها، ويُعَد صوتًا ناقدًا للواقع اللبناني.

• استمر تأثيره لدى الأجيال الشابة رغم اعتزاله الظهور في سنواته الأخيرة، وقد أعاد الكثيرون اكتشاف أعماله في الاحتجاجات والحراك الشعبي.

• الخلاصة:

زياد الرحباني ترك إرثًا غنيًا من المسرحيات ذات الطابع السياسي والسخرية الاجتماعية، وكذلك ألبومات موسيقية جريئة تجمع بين الشرق والغرب، فضلاً عن مؤلفات موسيقية للتلفزيون والسينما. يمثل في مجمله صوت اللبنانيين الصامد، الذي لم يتراجع عن طرحه الجريء حتى بعد انتهاء الحرب.

• وداعًا لصوت الحرية والصدق الفني…

برحيل الفنان الكبير زياد الرحباني، يخسر العالم العربي قامة فنية وفكرية نادرة، وصوتًا حرًّا لم يساوم يومًا على قناعاته، ولا على انحيازه للناس البسطاء، وللقضايا العادلة، وللبنان الذي أحبّه كما لم يحبّه أحد.

إنه ليس مجرد مؤلف موسيقي أو كاتب مسرحي أو ناقد سياسي، بل حالة متفرّدة حفرت عميقًا في وجدان الشعوب. زياد الذي غنّت له فيروز فأطربنا، وكتب للمسرح ففضح عورات السياسة والمجتمع، ولحّن للناس فمزج بين الألم والضحكة، وبين الجاز والمقام، وبين الحلم والخيبة.

ببالغ الحزن والأسى، تتقدّم صحيفة كاريزما بخالص التعازي إلى السيدة فيروز، أيقونة الفن العربي، وإلى عائلة الراحل الكبير، وإلى كل اللبنانيين الذين كانوا يرونه مرآةً لقلقهم، ورفيقًا لأحلامهم، وضميرًا لا يخشى المواجهة.

نعزّي لبنان، هذا البلد الجميل القوي، الذي ما زال يُنجب القامات رغم الجراح، ويُجدّد الحياة من تحت الركام.

وداعًا زياد الرحباني… سيبقى صوتك حيًا في الذاكرة، وموسيقاك تنبض بالحقيقة، ومسرحك شاهدًا على زمنٍ أردت تغييره بالكلمة والنغمة والجرأة.

من أسرة كاريزما إلى روحك السلام، وإلى لبنان الصبر والنور.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى