أمسية موسيقية عالمية تضيء سماء كاليفورنيا: حفل MESTO بقيادة المايسترو د. نبيل عزّام

في عالمٍ تكثر فيه الأصوات والتنوع الثقافي، تبرز شخصيّة موسيقية تجمع بين الجذور والتجريب، بين التراث والابتكار، هذا هو الدكتور نبيل عزّام، المايسترو الفلسطيني – الأمريكي الذي أسّس “MESTO” لتكون ‎منصة تحتضن الموسيقى العربية ضمن نسيجٍ أوركسترالي غربي. في هذه المادة، نسلّط الضوء على مسيرته، مشروعه، وأهمية ما يُنجزه اليوم.

في أجواء فنية استثنائية، شهد مسرح Broad Stage في سانتا مونيكا مساء الأحد الموافق 14 سبتمبر 2025، عند الساعة السابعة مساءً، حفلًا موسيقيًا عالميًا قُدّم بمستوى رفيع من الأداء والحرفية.

قاد الأوركسترا الدكتور نبيل عزّام، الذي أدهش الجمهور بقيادته المتمكّنة وتوزيعاته البديعة، مصطحبًا معه نخبة من العازفين المحترفين الذين قدّموا عزفًا وُصف بأنه في قمّة الإتقان والانسجام.

تميّزت الأمسية بمشاركة خاصة من السوبرانو العالمية سوزانا جوزمان، إحدى أبرز نجمات الأوبرا على الساحة الدولية، التي أبهرت الحضور بأدائها القوي والآسر. كما أضفى الفنان إيد إشا بصوته العربي الأصيل لمسة وجدانية عمّقت تواصل الجمهور مع التراث الشرقي، فمزجت القاعة بين رقي الأوبرا العالمية ودفء الطرب العربي الأصيل.

احتفاءً بـ اليوبيل الفضي للأوركسترا، قدّم المايسترو نبيل عزّام أمسية خاصة مُهداة إلى موسيقار الأجيال الأستاذ محمد عبد الوهاب، في لفتة وفاء لمسيرة هذا الفنان العظيم الذي ترك بصمته على الموسيقى العربية، وجاءت لتؤكد أن إرثه سيبقى حاضرًا في قلوب وعزف الأجيال القادمة.

لاقى الحفل تفاعلًا وحضوراً غير مسبوق، حيث أعرب العديد من الحاضرين من جميع الجنسيات عن انبهارهم وسعادتهم الغامرة، بينما اعتبر البعض أن مستوى الأمسية كان “overqualified” قياسًا بالتوقعات، في إشارة إلى عظمة الأداء وعلوّ قيمة التجربة الفنية.

بهذا المستوى من الاحترافية والابتكار، أثبت المايسترو نبيل عزّام وفرقته الموسيقية أن الموسيقى تظلّ لغة عالمية عابرة للحدود، تجمع الشرق والغرب في قلب لوس أنجلوس، وتقدّم نموذجًا يُحتذى به في التلاقي الثقافي والفني.

من هو الدكتور نبيل عزّام؟:

الدكتور نبيل عزّام هو موسيقي فلسطيني–أمريكي: عازف كمان وعود، قائد أوركسترا، ومؤلف ومُوزّع، يقيم في لوس أنجلِس ودرّس في UCLA وجامعات أمريكية أخرى. عُرف برسالته في بناء جسور بين الشرق والغرب عبر الموسيقى، الدكتوراه الحاصل عليها عن مويسقى موسيقار الأجيال عبد الوهاب بالقاهرة.  

ما هي أوركيسترا MESTO ولماذا تأسست؟

MESTO اختصار لـ Multi-Ethnic Star Orchestra؛ أوركسترا غربية التكوين تُدخل آلات وإيقاعات شرقية وإثنية ضمن توزيع أكاديمي، بهدف مزج التقاليد الموسيقية المتعددة مع الكلاسيك الغربي وتعزيز التفاهم الثقافي. رسالتها المعلَنة: الجمع بين التراثات العِرقية المختلفة والتقاليد الغربية في مدينة لوس أنجلِس بما لها من تنوّع فريد.  

سنة التأسيس: 

•الدكتور عزّام أسّس MESTO عام 2000 في لوس أنجلِس.  انطلقت المبادرة تنظيمياً أواخر 2000، ثم تَرسّخ الكيان بحفل تدشين رسمي في 2001.

العناصر الفنية للتأسيس

• التركيب الأوركسترالي: قِسم أوتار ونفخ وإيقاع غربي تقليدي تُضاف إليه آلات شرقية (عود، قانون، رقّ…)، مع كتابة توزيعات أصيلة تلائم رُبع–النغم (“النوطات الحمراء”) في المقامات العربية. عزّام كتب/وزّع معظم الرپرتوار (نحو 170 عملاً).  

• الرپرتوار والاختيارات: كلاسيك عربي (عبدالوهاب، فريد الأطرش…)، أغانٍ ومقطوعات من ثقافات متعددة، تُقدَّم بصيغة أوركسترالية حديثة.  

• الرسالة الثقافية: تقديم الموسيقى العربية بوصفها “موسيقى فنّية رصينة” داخل قاعة الحفل الغربي، وإشراك عازفين من ثقافات متعددة على مسرح واحد، يعزفون نفس الروح العربية ولكن من خلال قراءة النوته الموسيقية.  

• حفل الافتتاح/الديبيو (2001): في West Los Angeles College كأول ظهور كبير للأوركسترا بقيادة عزّام.  

• نشاط دولي لاحقاً: عروض ومشاركات في عواصم عربية (القاهرة، عمّان، أبوظبي، بيروت…) ما عزّز سمعة المشروع كجسر عابر للثقافات.  

حصل عزّام على تكريمات من مؤسسات ثقافية عربية ودولية (منها افتتاح مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية 2015). هذه التكريمات جاءت بوصفه مؤسس وقائد MESTO ومُروّجاً للذائقة العربية في منصات عالمية.  

واكبت صحيفة كاريزما هذا الحدث الفني المميز منذ بروفاته الأولى وحتى لحظة رفع الستار، حيث وثّقت الأجواء بالكلمة والصورة والفيديو، ونقلت لجمهورها مشاهد حيّة من قلب الحدث، لتظل هذه الأمسية صفحة مضيئة في سجل الجالية العربية والمشهد الثقافي في أمريكا.