اخبار عالميةامريكا بالعربيتقاريرحواراتعاجلوائل لطف الله
كاتدرائية القديس نيقولاوس في لوس أنجلوس تحتفل بمرور 75 عامًا كمنارة روحية وحضارية للجالية العربية في أمريكا
كاتدرائية القديس نيقولاوس الأنطاكية في لوس أنجلوس… منارة روحية وحضارية للجالية العربية منذ عام 1950

في قلب مدينة لوس أنجلوس، حيث تتلاقى الثقافات وتتعدد الهويات، تقف كاتدرائية القديس نيقولاوس الأنطاكية الأرثوذكسية شامخة كمعلم روحي وتاريخي يعكس عمق الحضور العربي المسيحي في الولايات المتحدة، ويجسد ارتباط الجالية بجذورها الروحية والإنسانية الممتدة لقرون في الشرق.
البدايات والتأسيس:
يعود الأصل التاريخي للكاتدرائية إلى عام 1924 عندما تأسست أول رعية أنطاكية في جنوب كاليفورنيا تحت اسم كنيسة القديس جاورجيوس لخدمة العائلات العربية المهاجرة من سوريا ولبنان وفلسطين. ومع تزايد عدد أبناء الجالية، تقرر إنشاء كنيسة جديدة تحمل اسم القديس نيقولاوس، ليتم وضع حجر الأساس في موقعها الحالي عام 1948، ويُستكمل البناء عام 1950 ليُشكل بداية فصل جديد من الحضور الأنطاكي في أمريكا الشمالية.
تصميم معماري يجمع بين الأصالة والحداثة:
تميّزت الكاتدرائية بتصميم فريد وضعه المعماري الشهير بول ويليامز، أحد أبرز المهندسين في تاريخ العمارة الأمريكية. اعتمد التصميم على الطراز البيزنطي الشرقي الذي يعكس التراث الأنطاكي الأرثوذكسي، فبرزت القبة المركزية رمزًا للسماء، والأيقونسطاس المصنوع بدقة فنية من الفسيفساء الإيطالية القادمة من فلورنسا، بالإضافة إلى الزخارف الداخلية التي تحمل قصص القديسين وتعاليم الكنيسة الأولى.
إعلانها ككاتدرائية للأبرشية الغربية:
في 5 مايو 1964، أعلن المتروبوليت أنطوني (باشير) اعتماد الكنيسة كـ كاتدرائية للأبرشية الغربية ومقر رسمي للأسقف الذي يشرف على شؤون الكنائس الأنطاكية الأرثوذكسية في ولايات الغرب الأمريكي وكندا. وقد كان المطران فيليب صليبا من أبرز الشخصيات التي قادت مسيرة الكاتدرائية، إذ عمل على ترسيخ وجود الكنيسة الأرثوذكسية في المجتمع الأمريكي وربط الأجيال الجديدة بجذورها الروحية واللغوية.
أما المتروبوليت الحالي، الأبريسيبكوس يوسف (زهرا)، فيواصل اليوم هذه الرسالة من خلال دعم العمل الرعوي والتعليمي، والتأكيد على الهوية الأرثوذكسية الأصيلة بروح معاصرة تخاطب العقول والقلوب.
الدور الروحي والمجتمعي:
منذ تأسيسها، لعبت الكاتدرائية دورًا محوريًا في خدمة الجالية العربية الأرثوذكسية، ولم تقتصر رسالتها على أداء الصلوات والطقوس الليتورجية، بل امتدت لتشمل:
•مدارس تعليم اللغة العربية والتراث الكنسي
•برامج للشباب والطفولة لتعزيز الهوية والإيمان
•مبادرات اجتماعية لدعم العائلات والمحتاجين
•نشاطات ثقافية تحفظ التراث العربي المسيحي وتقدمه للأجيال الجديدة
وبفضل هذا الدور، أصبحت الكاتدرائية مركز إشعاع حضاري يجمع بين الروحانية والأصالة والانفتاح على المجتمع الأمريكي المتعدد الثقافات.
من هو القديس نيقولاوس؟
القديس نيقولاوس، المعروف في التقليد المسيحي باسم “صانع العجائب”، هو أسقف ميرا في آسيا الصغرى (القرن الرابع الميلادي)، ويُعد من أشهر قديسي الكنيسة الجامعة شرقًا وغربًا. تميّز بحياته المملوءة بالمحبة والعطاء، واشتهر بمساعدة الفقراء والدفاع عن المظلومين، وكان من آباء مجمع نيقية الأول الذي حارب التعاليم المنحرفة وحمى العقيدة الأرثوذكسية.
وترتبط شخصيته عالميًا بشخصية “سانتا كلوز” التي استُلهمت من قصص عطائه وحنوه على الأطفال والمحتاجين، مما جعله رمزاً للعطاء والمحبة المسيحية عبر العصور.
القيادة الروحية الحالية للكاتدرائية:
صاحب الغبطة بطرير أنطاكية وسائر المشرق يوحنا العاشر
• سيادة المتروبوليت جوزيف زحلاوي
المتروبوليت رئيس أبرشية أنطاكية الأرثوذكسية لأميركا الشمالية، والمشرف الروحي العام على الكاتدرائية.
✅ الأسماء الرسمية للكهنة كما وردت في الموقع:
الأب ميشيل نجم Very Rev. Father Michel Najim
الأب نبيل حنا Rev. Father Nabil Hanna
الأب أندرو أندراوس Rev. Father Andrew Andraos
الأب بول أرسو Rev. Father Paul Aruso (تُكتب رسميًا هكذا في الموقع)
الأرشيدياكون أنطوني نجم Archdeacon Antony Njeim
🎉 المهرجان السنوي لكاتدرائية القديس نيقولاوس… احتفال بالتراث العربي والإيمان الأرثوذكسي:
تقيم كاتدرائية القديس نيقولاوس الأنطاكية الأرثوذكسية سنويًا مهرجانًا ثقافيًا واجتماعيًا كبيرًا أصبح علامة بارزة في مدينة لوس أنجلوس، ويجذب آلاف الزوار من مختلف الخلفيات العرقية والدينية. لا يقتصر المهرجان على كونه فعالية كنسية، بل يمثل جسرًا حضاريًا يعرّف المجتمع الأمريكي على غنى التراث العربي المسيحي وروح الضيافة الشرقية.
✨ أهداف المهرجان:
•تعزيزالروابط بين الكنيسة وأبناء الجالية والمجتمع المحلي
•تعريف الجيل الجديد بالثقافة العربية الأرثوذكسية
•دعم المشاريع الخدمية والتعليمية والإنسانية التابعة للكاتدرائية
🍽 مظاهر الاحتفال:
يتضمن المهرجان فعاليات متنوعة تشمل:
• الأطعمة العربية التقليدية مثل الكبة، الفلافل، التبولة، الشاورما، الحلويات العربية
• عروض فلكلورية ودبكات لبنانية وسورية وفلسطينية على أنغام الموسيقى التراثية
• جولات تعريفية داخل الكاتدرائية لشرح الطراز البيزنطي والأيقونات الأرثوذكسية
• معارض للحرف الشرقية والفنون القبطية والأنطاكية
• أركان مخصصة للأطفال والشباب لتعزيز الهوية واللغة والتراث
🎶 البعد الروحي والثقافي:
يمتزج البعد الروحي بالمهرجان من خلال:
• تراتيل كنسية وأغانٍ روحية بلغات متعددة
• محاضرات تعريفية بتاريخ الكنيسة الأنطاكية
• لقاءات مفتوحة بين رجال الدين والزوار لتعزيز الحوار والإيمان
🌍 رسالة عالمية:
أصبح المهرجان السنوي بمثابة منصة سلام وتواصل ثقافي بين الشرق والغرب، حيث يستقبل زوارًا من مختلف الديانات والخلفيات، مما يجعل الكاتدرائية سفيرًا للحضارة العربية المسيحية في قلب المجتمع الأمريكي.
هذه هي أسماء خُدّام/لجنة المعرض السنوي (Festival Committee) كما وردت في موقع الكاتدرائية:
•Ehab Dahabreh — Issa
•Pierre Bitar
•Lamia Qafaiti
•Ziad Saleh
•Mikhail (Mike) Zeeb
نتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى جميع الخدام، ومقدمي الفقرات، والمغنيين الذين أثروا المهرجان بعطائهم المميز وروحهم المحبة الخادمة. فقد أسهم كل منهم بدوره في رسم صورة مشرّفة للكاتدرائية، وعكسوا قيم الرسالة الروحية من خلال التنسيق الراقي، والأداء الرفيع، والأصوات التي لامست القلوب ورفعت التسبيح إلى السماء.
إن ما قدموه من جهدٍ مخلص وعطاءٍ ملهَم كان سببًا رئيسيًا في نجاح فعاليات المهرجان وإخراجه بأجمل صورة، فكل الشكر والتقدير لهم على ما بذلوه من تعبٍ بمحبة، وما زرعوه من فرح وإيمان في نفوس الحضور، ليكون هذا المهرجان علامة مضيئة تعكس وحدة الخدمة وجمال العمل الجماعي.
“وكل التقدير والعرفان للإعلامية المتألقة الأستاذة سلوى حريري، التي أبدعت في تقديم فقرات المهرجان على مدار يومين متتاليين بأسلوب إعلامي رفيع المستوى يجمع بين الاحترافية والجاذبية. فقد أضفت بحضورها الطاغي وروحها الودودة أجواءً من الألفة والبهجة والتفاعل الإيجابي، وأسهمت في إبراز جمال هذه المناسبة وترسيخ رسالتها الروحية والاجتماعية في قلوب الحضور، كما مثّلت الكاتدرائية خير تمثيل أمام الجالية باعتبارها وجهًا إعلاميًا مشرقًا يعكس أصالة الكنيسة ورقي رسالتها.
وختامًا، نتوجه بخالص الشكر والتقدير للأستاذة سلوى حريري على عطائها المتميز وإخلاصها في الخدمة الإعلامية، متمنين لها دوام التألق والنجاح في مسيرتها المباركة لخدمة المجتمع والرسالة الإنسانية الراقية.”