عندما نتحــدث مع السفيرة لميـاء مخيمـر وتجربتــهـا في الحياة الدبلوماسية، فــإنـنـــا نتحــدث عــن شخصيــة دبــلــومــاســيـــة مخــضــرمــة من الطــراز الأول، صاحبــة كاريزمــا مميزة مثقفة سياسية إجتماعية متطورة و مُحبة للفنون وكل ما هو جديد ومميز. الإسم :السفيرة لمياء على حمــادة مخيـمــر ولدت في 2 أبريل من مواليـد الاسـكنــدريــة المنصب الحالي :قنصل عام جمهورية مصر العربية في لوس أنجلوس فى 4 سبتمبر 2015 المناصب السابقة: - مـدير إدارة التخطـيــط الســياسي وإدارة الأزمــات الــدوليــــة بــــوزارة الخــارجــيــة. - نــائـــب مســــاعــد وزيــــــر الخــــارجـيـــة للشئون القانونية الدولية. - ســفيــر جمهوريــة مصـر العربيــة لــدى الفــاتــيــكــان 6 نوفمبر 2008. - وزير مفوض بمكتب وزيــر الخـارجيـــة. - مستشار بالبعثـة الدائمـة لجمهورية مصر العربية لدى الأمم المتحدة. - سكرتير أول بالادارة القــانــونيــة بـوزارة الخارجية. - نــــائــــب قنصــل عـــام جمهـــورية مصر العربية في رومــــــا. - سـكرتيـر ثـالث بالادارة القـانونيــة بوزارة الخارجية. المؤهلات الدراسية: ليسانس حقوق مــن جامعــة الإسكنــدرية. مــاجيســتــيــر في الدراسات القـانونيــة من جامعة نيويورك. مشاركة المرأة في العمل الدبلوماسي وشغلها لمناصب دبلوماسية قوية أسوة بالرجال مظهر إيجابي، تشهد مصر لتمكين المرأة والاستفادة من قدراتها، فالسفيرة المصرية لمياء علي حمادة، أثبتت نجاحها في ترقيتها من منصب لآخر، لتكون شاهداً على نجـاح المرأة المصرية في العمل الدبلوماسي. فتلك المرأة التي تم اعتماد أوراقها في 6 نوفمبــر 2008 لتصبــح ســفيــرة جمهورية مصــر العــربــيــة لــدي الكــرســي الــرسولي بالفـاتـيــكـــان تحملــت مسـؤوليــة كبيـــرة. استدعتها الحكومة المصريــة في ينايــر 2011 للتشاور على خلفية تصريحات من بابا الفاتيكان بنديكتــوس السـادس عشــر، التي تمس الشأن الداخلي المصري بعــد الحادث الإرهابــي بتفجيــر كنيســة القــديســين في الإسكندرية، حيث طالب بابا الفاتيكان قادة العالم بحماية المسيحيين من التجاوزات ومظــاهــر عــدم التســامح الــدينــي، ولكن بعــدهــا أرســلت الفاتيكــان رسائل إيجابية وتطلعت إلى طي صفحة الخلاف مع مصر فقررت الخارجية المصرية إعادة السفيرة لميــاء لمواصلة عملها في 20 فبراير 2011. وفـي حـركـــة ترقيـــات شمـلــت 204 من السفراء والـوزراء المفوضيـن والمستشارين والسكرتـــاريـــة الأول والثـــواني والثوالث والملحقين، أصدرتها وزارة الخارجية، في 12 فبراير 2012، تم ترقيتها من درجة وزيراً مفوضاً إلى درجة سفير، لتنهي فترة عملها كسفيرة لدي الفاتيكان في 31 أغسطس 2012 بعد تحملها المسؤولية كبيرة على عاتقها. وفي إطـــار خطــــة لإعــــادة الهيكلة لوزارة الخــارجية، أصــــدر نبــيــــل فهمـــي، وزير الخــارجيــة الأسبق حــركــــة تســــكيــــن لمساعديــن، قــرر خلالــهــا في 19 أغسطس 2013، تســكيــن السفيــرة لميــــاء مخيمر كمدير لإدارة التخطيط السياسي وإدارة الأزمات ثم تولت بعدها منصب قنصل عام جمهورية مصر العربية فـي لــوس أنــجــلــوس فى 4 سبتمبر 2015. - برجـــاء القـــاء ضوء على أهـم محطـــات النشـــأة وتأثيـــرهــا على حياة السفيرة لمياء مخيمر الدبلوماسـيـة، بالإضـافة إلى النقـاط الفارقة في مسيرتك المهنية؟ الـســفـيـــرة: بــــدأ مشـــــوار حياتي المهنية بإنضمامى للسلك الدبلوماسي فى ديسمبر 1986 بعــد تخــرجــي فى كليـــة الحقوق جامعــة الاسكنــدرية، الدبلوماســي، حيث بدأت رحلة إثبات الذات كبنت مصرية من الاسكندرية، وكنت أقطع الطريق بين القاهرة والاسكندرية يومياً بحيث أسافر إلى القاهرة فجراً وأعود فى المساء بعد الانتهاء من عملى إلى بيت أسرتى. وظللت أقوم بهذا المجهود لأكثر من ثلاث سنوات أثبت فيها لنفسي ولأسرتي ولرؤسائي اننى على قدر المسئولية. ولم يكن د. نبيل العربي -وهو من اختارنى للعمل معه فى الإدارة القانونية بالوزارة- يعلم بموضوع سفرى اليومي. وما ان علم حتى استدعاني، وطلب مني أن أخذ بعض الملفات لدراستها " على البحر" على حد تعبيره، وهو ما لم يحدث، وإن كان دلالة كافية على أسلوب الإدارة الراقي والذي يعتني بتفاصيل حياة المرؤسين ومشاكلهم. وتعــد نيــويــورك من أهم محطات حياتي المهنية نظراً لأن تجربة الأمم المتحدة تشكل الدبلوماسي مهنياً وتجعله على صلة وثيقة بما يدور على الساحة الدولية، حيث استمر عملى فى الوفد الدائم ما يقرب من خمس سنوات. تفاوضت على عشرات القرارات والاتفاقيـــات لكن تبقـى اتفاقيــة إنشــــاء المحكمة الجنائية الدولية - وهي ما يطلق عليها النظام الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية- هى من أثرى وأروع التجارب التى عشتها سواء على المستوى العملى أو الإنساني. فقد كنت المفاوض الأساسي لمصر في تلك الآلية التى كانت حلماً يراود الإنسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وظلت بندا على بنود اللجنة القانونية للأمم المتحدة تتم مناقشته كل عام منذ سنة 1946 ولا يتوصل في شأنه إلى اتفاق. وظل الوضع كذلك إلى أن انتهت الحرب الباردة وأصبح المناخ الدولي مهيئاً لإنشاء آلية دولية قضائية دائمة يكون لها نوع من الاختصاص العالمى فى مسائل القانون الجنائي الدولى. وقد توجت تجربتي الثرية في نيويورك بحصولي على درجة الماجستير فى القانون الدولى من جامعـة نيــويــورك LLM والتي كنت أعد لها أثناء عملى بالوفد. عدت بعدها للقاهرة لأعمل فى مكتب السيدة فايزة أبو النجا وزيرة الدولة للشئون الخارجية لمدة أربع سنوات، فيها عملت لأول مرة بموضوعات ذات طبيعة الاقتصادية. فى عـــام 2008 عيــنــت سفيــراً لمصــر لــدى الفـاتيــكــان وحتــى 2012 وكانــت مهمــة ليست بالهينة. تعرفت فيها على الفكر الكاثوليكي إلى جانب بالطبع العمل السياسي. فمصر لها مكانة كبيرة لدى الفاتيكان بوصفها الدولة المسلمة الأكبر والأهم والأكثر محورية فى الشرق الأوسط. أما مصر فتتعامل مع الفاتيكان على أنه دولة أى من منطلق سياسي وليس ديني. ولدينا علاقات دبلوماسية معه منذ عام 1947 فنحن أول دولة مسلمة وأول دول فى الشرق الأوسط تقيم علاقات مع الفاتيكان، ولا تسبقنا إلا لبنان، فقد بدأت علاقتها قبل مصر بشهرين فقط، أخذا فى الاعتبار الوضعية الخاصة للعلاقة بينهما. كما توليت بنشاط ملف الأراضي المقدسة وهو من الملفات الهامة مع الفاتيكان لوجود نقاط اتفاق كثيرة بيننا حول موضوعاته. وأيضاً ملف حوار الأديان وهو من الملفات الرائـجة فى هــذه الأيــــام. -الســـفيـــرة لميـــاء مخيـمـــر شـــخصيـــة دبلومـــاســـية رفيعـة ذات خبـــرة متميـزة ومتنوعة في العمـل الدبلـــومـــاسي، برجـاء التفضـــل بإلقـــاء الـــدور التـــي تلعبه المـرأة المصرية في العمل الدبلوماسي؟ الـســفـيـــرة: بدايةً أود أن أشير إلى ان عمل المرأة في السلك الدبلوماسي المصري يرجع إلى عام 1962، أي مـا يـزيد على نصف قرن استطاعت أن تثبت فيها المرأة المصرية انها إضافة حقيقية للعمل الدبلومـاسي من خلال العمل الدؤوب وما تميزت به دبلوماسياتنا في مقاربات هادئة للمشكلات وصولاً إلى أنسب الحلول، من خلال معالجة متأنية للقضايا. ومنذ اليوم الاول، أكدت المرأة المصرية أن دورها في العمل الدبلوماسـي ليس دوراً تجميلياً أو مستحدثاً، إنما هو دور أصيل وركن أساسي من أركان الدبلوماسية المصرية، التي اعدت وأهلت العشرات من الدبلوماسيات المصريات النابهات اللاتي ارتقين في سلك العمل الدولي أو الدبلوماسي وصــولاً إلى المنــاصــب الــوزاريــة والــدوليـة المرموقة، في شهادةً عملية بمدى فاعلية دورهن في المنظومة الدبلوماسية المصرية. وخلال هذا المشوار برزت شخصيات رائدة من بين الدبلوماسيات المصريات، حيث كانت السيدة السفيرة هدى المراسي هي أول دبلوماسية تلتحق بالسلك الدبلوماسي" وأود أن اشير هنا إلى ماذكره السفير جمال منصور - رحمه الله- في مذكراته، والتي أشاد فيها بأداء المراسي وشجاعتها في العديد من المواقف أثناء عملها تحت رئاسته، وقبولها للتطوع بالقيام بالعديد من المهام، التي تنصل من القائم بها الزملاء من الرجال في البعثة. وفي الحقيقة فإنه يحق لمصر أن تفخر بأن نسبة تمثيل المرأة في العمل الدبلوماسي تعد من اعلى النسب التمثيل في خارجيات العالم والتي بلغ 30% من اجمالي عدد الدبلوماسيين المصريــيــن، ولا اغفــل في هـــذه المناســـبة الاشارة الى نخبة من خيرة الدبلوماسيات المصريات اللائي لمعت أسماءهن في مجال العمل الدبلوماسي والسياسي واللائي تقلد بعضهن حقائب وزارية هامة أو مناصب دولية رفيعة على سبيل المثال لا الحصر. مثل والسفيرات هدى المراسي- كما ذكرت سابقاً- والسفيرات بهيجة عرفة وعبلة فهمي، والسيدة الوزيرة ميرفت التلاوي، السيدة الوزيرة فايزة أبو النجا السيدة الوزيرة مشيرة خطاب، والسيدة الوزيرة نبيلة مكرم، والسفيرات ماجدة شــاهـيــن، منى عمر، نـائــلـة جبــر، دولت حســـن وغيــرهــن الكثيرات ممن يضيق عن ذكرهــن المجــال، بالإضافة إلى الاجيال الجــديـــــدة مــن الــدبلوماسيات الواعدات. -من هو المثل الأعلى للسفيرة لمياء مخيمــر عـلـى المســتوى الشخصـــي والمهنـي، ومــــا هو الاثر الـذي تــركه كل منهم في حيـــاتهـــا ومسيرتهــا المهنـيــة؟ الـســفـيـــرة:عـلـى المســــــتوى الشــــخصي كــان والــدي رحمـه الله - وكان محـاميــاً نابهاً- هو النبراس الذي اهتديت على نوره، من خلال ما غرسه فيَ من إعلاء قيــــم الإنســــانية والعـــدالــــة والإحســاس بـالمســؤليــة وأمانـــــة الكلمــــة والشجــاعة الادبيــة، وهــو ما دفعنــي لاحقاً لدراسة القانون، لأســير على دربه ما استطعت. عــلــى المســتوى المهني كان الدكتور نبيل العربي، وزير الخارجية الأسبق ومندوب مصر الدائم في الامم المتحدة والقاضي في محكمة العدل الدولية ورجل القانون، هو القدوة والمثل فيما يتعلق بتلاقي معايير العمل الدبلوماسي بحرفة واقتدار، مع امتلاك لأدوات هذا العمل، بالإضافة إلى العقلية القانونية، القادرة على تحليل المواقف والوصول منها إلى نتائج منطقية. وقد علمني دكتور نبيل العربي أهمية أن يكون الرئيس في العمل إنساناً قبل اي شيء، يتفهم مشكلات من يعملون معه ويبادر إلى مساعدتهم في إيجاد حلول لها، مما يخلق بيئة إيجابية في محيط العمل، تدفع بالأفراد إلى العمل والإنتاج بأقصى طاقاتهم. أما على المستوى العلمي، فيأتي أستاذي الــدكتــور جــورج أبــي صعــب، أســتــاذ الـقــانــون الــدولــي المـعــروف علـى رأس الشخصيـــات التـي أحدثت أبلـغ الأثر في حـيــاتـي العلميــة. والـذي أعـتــبـــره أبـــاً روحياً لطالما أسهمت نصائحه لي وآراؤه في تشكيل عقليتي العلمية ما هى التحديات التى واجهت السفيرة لمياء مخيمر فى مستهل عملها في الولايات المتحـدة كقنصــل عام فى لــوس أنجلوس، وكيف تغلبت على هذه العقبــات؟ السفيرة: أود في البداية أن اعبر عن سعادتي وفخري بالجالية المصرية في الساحل الغربي للولايات المتحدة،حيث تزخر بأمثلة فاخرة من المصريين الذين حققوا نجاحات ملموسة، واندمجوا في المجتمع الأمريكي، بما حقق لهم مكانة مرموقة. وأشير إلى أنني لا أستطيع القول أنه قد واجهتني صعوبات محددة إبان تولي منصبي كقنصل عام في لوس أنجلوس، حيث كان انضباط العمل القنصلي في البعثة، هو الإرث الذي تركه لي زملائي السابقين من القناصل العامين، وهو ما مهد لي الارضية الصلبة لكي انطلق إلى آفاق أرحب في التواصل مع الجالية والإندماج في المجتمعات المصرية في الساحل الغربي. حيث كانت أهم التحديات هي كيفية التواصل مع المواطنين المصريين أينما كانوا ، وخلق رابطة حميمة تحث المواطن على اللجوء للقنصلية والتواصل معها بدون تردد، بالإضافة إلى انشاء قاعدة بيانات للمواطنين، وهي عملية صعبة، نظراً لإحجام الغالب الأعم من مواطنينا على التواصل مع البعثات القنصلية إلا في حالات الضرورة. وقد قمت ومازلت بجهود كبيرة للتواصل مع كافة أطياف الجالية، والمشاركة في كافة الفعاليات الخاصة بهم بما فيها مناسباتهم الخاصة. بالإضافة إلى اجراء اللقاءات الدورية مع المواطنين في لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، والمشاركة في الفعاليات التي تقام في الولايات الأخرى التابعة لنطاق اختصاص القنصلية العامة. كما اقوم حالياً بالترتيب للقيام بزيارات لأبناء الجالية في تلك الولايات، لمناقشة أوضاعهم وبحث كيفية تقديم أية تسهيلات فيما يتعلق بعمل البعثة. - ما هى نوعيـة الخدمـات التي تقـدمـهــا القنصليات المصرية للمواطنين في دوائر اختصاصها؟ السفيرة: في الواقع ان الخدمات القنصلية تنقسم إلى شقين أو منظورين إذا أحببت أن تسميها ، الاول وهو المنظور التقليدي المكتبي ، والخاص بقيام البعثات الدبلوماسية والقنصلية بالنيابة عن كافة مؤسسات الدولة المصرية في تقديم كافة الخدمات التي يحتاجها المواطن من استخراج مستندات رسمية أو اعتمادها والتصديق عليها، واستخراج لوثائق السفر أو بطاقات الرقم القومي، وشهادات الميلاد وغيرها، وهو الامر الخاضع بالطبع لآليات مختلفة تفرضها متطلبات الجهات الأصلية في القاهرة والمعايير الحاكمة لهذه العملية. بالإضافة إلى انهاء الإجراءات الخاصة بالزواج او الطلاق والوفاة وغيرها من الشئون الخاصة بالمواطنين، والتواصل مع السلطات المحلية لتقديم أي مساعدة للمواطنين في مواقف بعينها، وهو ما يخضع لقوانين الدولة المحلية والأطر الحاكمة والواردة في الدستور المصري والمحددة لإختصاصات وحدود تحرك السفارات والقنصليات المصرية في الخارج. وكذا تنظيم حضور وفود لجان التجنيد والرقم القومي لإصدار بطاقات للمواطنين او لمراجعة مواقفهم التجنيدية. ومتابعة مواقف المواطنين المصريين في السجون الامريكية. بجانب القيام نيابة عن وزارة التعليم بالإشراف على امتحانات "ابناؤنا في الخارج" (في حالة عدم وجود مكتب ثقافي ) وكذا الإشراف على كافة الفعاليات الثقافية التي تقيمها القنصلية أو الجالية، ومتابعة الملفات التجارية والترويج للشركات المصرية وفتح الأسواق. - تحـدثــت ســيادتـك عن المفهـوم التقـليــدي، فهل هنــاك مفهــوم غير تقليدي، وما تقصدينه بذلك؟ السفيرة :إن المنظور غير التقليدي هو الأهم في نظري ، وهو والخاص بالتواصل مع الجالية المصرية في كافة أماكن تجمعاتها وحضور جميع مناسباتها، وهو ما حرصت عليه منذ اليوم الاول، في إطار سياسة معلنة مفادها ان كل فرد من الجالية يمثل بالنسبة لي الجالية بأكملها، وقد قمت في هذا الإطار بالتواجد أينما وجدت الجالية، مشاركة في كل ما يهم أفرادها، وداعمةً ومؤيدةً لكل جهد محمود لتوحيد أطيافها، ولا يفوتني في هذا الصدد أن أشير إلى دور القنصلية في دعم حفلات جمع التبرعات سواء لمستشفى الدكتور مجدي يعقوب أو مستشفى 57357 انتهاءً بمستشفى أبو الريش للأطفال. وهو ما يأتي من منطلق إيماني باتساع دور القنصليات عما هو وارد في اوامر التكليف الرسمية أو محددات الإختصاصات المتعارف عليها. - ما هي الخدمـات التي تم استحداثها بعد توليكم منصبـكم كقنصل عام في لوس أنجلوس؟ السفيرة :كما هو معروف وذكرته من قبل في عدة مناسبات فإن الخدمات القنصلية ثابتة ومحددة طبقاً للقوانين المحلية والمصرية، إلا أنني على قناعة تامة بان هناك مجال واسع للتحرك في " كيفية تأدية الخدمة" والشكل الذي تصل به للمواطن، لتعميق احساسه بالانتماء للوطن، واهتمام الوطن بالمصريين في الخارج وحدبه على مصالحهم، وهي حقيقة واقعة ، لا احبذ الخوض كثيراً في تفاصيلها حتى لا اتهم بعدم الموضوعية بحكم منصبي. إلا أنني أود ان أؤكد على أن الدولة المصرية بكافة اجهزتها تعمل بالفعل لخدمة المواطنين المصريين ككل، بالإضافة إلى اهتمام خاص بأبناءنا المغتربين. فقد افردت لهم وزارة خاصة، ويكفي ان أدلل على ذلك بأن اشير إلى ان السيدة وزيرة الهجرة زارت لوس أنجلوس عدد مرات، كان آخرها الزيارة التي قامت بها يوم 21 الجاري بصحبة مجموعة من أعضاء البرلمان للمشاركة في الحدث الذي نظمته إحدى تجمعات الجالية المصرية لدعم مستشفى أبو الريش للأطفال. كما قمت فور تسلمي مهام منصبي في لوس أنجوس بتفعيل آليات التواصل المباشر مع المواطنين ورفع كفاءتها، حيث أصبح في إمكان أي مواطن في أي وقت على مدار الساعة بالتواصل مع القنصلية عن طريق الفيسبوك حيث يتم الرد الفوري والآلي على المواطن في موضوع سؤاله، أو باستمهاله للرد عليه تليفونياً او عبر البريد الالتكتروني، أيهما أنسب له. كما يمكن التواصل عن طريق موقع البعثة على الانترنت. ويمكن الدخول على موقع القنصلية على الفيسبوك والذي يوضح نسبة سرعة الرد على المواطنين، وكذا على تطبيقات تقييم المواقع على الانترنت مثل Yelp والتي توضح حصول القنصلية على معدلات تقييم مرتفعة "حتى بالمعايير الغربية" التي نعرف يقيناً أنها لا تعرف المجاملة. - يحدث الكثير من الخلط بيـن المواطنيــن حــول مفهــوم ووظيفــة كــل من السفارة والقنصليــة، برجــاء التفضــل بالتعريف بالفارق بين الاثنين؟ السفيرة: في الواقع أن السفارة تتولى مسئولية العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع دولة المقر وتشكل المظلة العامة التي تعمل من خلالها القنصليات ومختلف الماكتب الفنية التابعة للجهات الرسمية المختلفة في الدولة، والتي تكون ممثلة في إطار البعثة الدبلوماسية، كما تتضمن أقسام قنصلية لرعاية مصالح المواطنين السابق ذكرها، وأنه نظراً للطبيعة الخاصة للنظام الفيدرالي الامريكي، واتساع المسافات، فإن ذلك أتاح للقنصليات والقنصليات العامة تقوم إلى جانب عملها برعاية مصالح المواطنين في نطاق اختصاص جغرافي محدد، وتشمل اختصاصاتها ما سبق ان ذكرته في السؤال السابق. حريةً في الحركة لمتابعة والإشراف على العديد من الملفات الاقتصادية والثقافية، وبعض الملفات السياسية ذات الصبغة المحلية طبقاً لما تقتضيه الظروف واعتبارات الصالح العام، للدولة الأكبر في العالم. - ما هي طموحاتكـم مــن خــلال منصبكـم كقنصــل عــام سواء على المستوى المهني أو الشخصي؟ السفيرة:في الحقيقة فإن مهنة الدبلوماسي من المهن القليلة التي يتلاشى فيها الحد الفاصل بين الشخصي والمهني، فالدبلوماسي الذي يمضي عمره يتنقل من بلد لآخر للتعبير عن تطلعات بلاده وحماية مصالحها، يصبــــح بعــــد خــــدمــــة طويلة تتجاوز ثلاثة عقود ، يرى في تحقيق الصالح العام وما هو منوط به من واجبات، هو هدفه الاسمى والوحيد، وعليه فإني أطمح إلى رؤية جالية مصرية قوية ، موحدة ومتجانسة، تشمل كافة أطياف المجتمع المصري، وان أرى أبناء بلدي الأعزاء في تواصل دائم وفعال مع الوطن، فلا غنى لاي طرف منهم عن الآخر ، فالفرع يسقط بلا أصل ، والأصل عارٍ بلا فروع. كما أضع نص عيني هدفاً أعتبره أساسياً وهو دعم قنوات التواصل بين الاجيال وخاصة الجيلين الثاني والثالث من المصريين في الولايات المتحدة، سواء فيما بينهم او مع الوطن. - رجاء التفضل بإلقاء الضــوء عــلــى اتفــاق التــآخي بيـن الجيزة ولوس أنجلوس. السفيرة: قمت في إطار اتفاق التآخي بين مدينة الجيزة ولوس أنجلوس برفع علم المحافظة المصرية في احتفالية أقيمت خصيصاً لهذا الغرض. تم رفع أعلام المدن التوأم مع لوس أنجلوس، وهو ما تم بمناسبة افتتاح المنتزه الوطني الثامن والثلاثين ، في إطار التعبير عن التزام لوس أنجلوس بالاستمرار في سياسة الإنفتاح والتعاون مع دول ومدن العالم ، وأن المدينة تستمد إرثها وتقاليدها من انصهار مهاجرين من مختلف دول العالم وبما حملوه معهم إلى وطنهم الجديد من عادات وتقاليد ، شكلت الوعي الجمعي لسكان المدينة. والتي يأتي انضمام الجيزة مؤخراً إلى كوكبة المدن ذات اتفاقيات التآخي مع مدينة لوس أنجلوس كاحد حلقات هذا الانفتاح. وفي إطار حرص المدن والمحافظات المصرية على تعزيز التواصل مع كافة دول العالم ، وبما يسهل نقل الخبرات والتجارب المتبادلة ، ويعمق من أطر التواصل المجتمعي والحضاري. - كلمـة مـن قنـصـل مصـر في ولايــات الســاحـل الغــربــي للمصريين في الولايات المتحدة. السفيرة: أدعو أبناء الوطن في الولايات المتحدة وخاصةً ولايات الساحل الغربي، إلى العمل بجد وعزم على المستوى الشخصي لتحقيق كافة طموحاتهم الشخصية، وأؤكد لهم أن نجاح كل منهم هو مفخرة لوطنهم، كشان أي أم تسعد بنجاح ابنائها، أدعوهم للتواصل مع الوطن ومؤسساته، فكما ذكرت سابقاً فمصر وأبناءها في حاجة كل منهم إلى الآخر، أدعوهم إلى الحرص على ربط الابناء من الاجيال الجديدة -الجيلين الثاني والثالث- بالوطن وهمومه وقضاياه، فلا يوجد وطن بلا هموم ومشكلات، ولعلي استعير هنا كلمة البابا شنودة (مصر وطن يعيش فينا وليست وطناً نعيش فيه. فى النهـايـةً أود أن أشـيد بدور جريدة كاريزما، وإني على يقين من أنها ستكون نموذجاً يحتذى به لما يجب أن يكون عليه العمل الجماعي لأبناء الجالية للخروج بمنتج نهائي مشرف، كهذا النموذج الذي سيخرج للنـور في عـدده الأول. لتـكـون حلقــة للوصــل بين أبناء الجالية عن طريق مناقشة الموضوعات محل اهتمامهــم، وتنــاولها لكافة مشكلاتهم والعمــل علـى تقديــم حلــول لهــا، واود أن أؤكـد على أن أكثر ما يتمناه أي سفيــر أو قنصـل عــام لبـلاده في الخارج هو إمتلاك أدوات القوة الناعمة الفعالة، والتي تعد كاريزما تجسـيـــداً عمليـــاً لهـــا ... فكــل تمنياتي لهـــا بالنجاح. أسرة صحيفة كاريزما تتقدم بكل الشكر والتقدير لسعادة السفيرة لمــيـــــاء مخيمـــــر على تشجيعها وتبنيها ودعمها لفكـرة الجـريــدة وسياساتها ونشاطاتها التى تخدم الجاليــة المصــرية بأمريكا ونتمنـى لسعادتها كل النجاح والتوفيق فى مشوارها المـهــنـــى والإنســـانى.