أمومة وطفولة

كيفية علاج الخوف عند الأطفال

الخوف‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭:‬
 ‬يتعرّض‭ ‬الطفل‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المخاوف‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬تختلف‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬باختلاف‭ ‬عمر‭ ‬الطفل،‭ ‬ويبدأ‭ ‬الخوف‭ ‬في‭ ‬الظهور‭ ‬عند‭ ‬الطفل‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬حياته،‭ ‬حيث‭ ‬يخشى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬الغرف‭ ‬والأماكن‭ ‬المظلمة
وغالباً‭ ‬ما‭ ‬يُصرّ‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬تشغيل‭ ‬الإضاءة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬يخافون‭ ‬من‭ ‬صوت‭ ‬الرعد،‭ ‬أو‭ ‬الأصوات‭ ‬الغريبة‭ ‬بالإجمال‭. ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬وغيرها‭ ‬تنعدم‭ ‬عندما‭ ‬يكبر‭ ‬الطفل،‭ ‬كما‭ ‬يستطيع‭ ‬الآباء‭ ‬مساعدة‭ ‬أطفالهم‭ ‬في‭ ‬التغلّب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬والتخلّص‭ ‬منها،‭ ‬والأمر‭ ‬يتطلّب‭ ‬الحكمة،‭ ‬والصّبر،‭ ‬والتفاهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأهل
وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬تفَهُّم‭ ‬بعض‭ ‬المخاطر‭ ‬الفعلية‭ ‬التي‭ ‬تُهدّد‭ ‬أطفالهم‭.‬
خوف‭ ‬الأطفال‭ ‬بإختلاف‭ ‬العمر‭:‬
لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المخاوف‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وتختلف‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬باختلاف‭ ‬عمر‭ ‬الطفل،‭ ‬وبما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬مدى‭ ‬إدراكه‭ ‬للأمور،‭ ‬وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬أهمّ‭ ‬المخاوف‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬المختلفة‭:‬
‭- ‬المخاوف‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬الطفل‭ ‬بعمر‭ ‬سنتين‭ ‬فما‭ ‬دون‭: ‬يخشى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر‭ ‬من‭ ‬سماع‭ ‬الأصوات‭ ‬العالية،‭ ‬والأصوات‭ ‬الغريبة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للطفل،‭ ‬وكذلك‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الانفصال‭ ‬عن‭ ‬الوالدين،‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬الغرباء،‭ ‬ومن‭ ‬رؤية‭ ‬الأجسام‭ ‬والمخلوقات‭ ‬الكبيرة‭.‬
‭- ‬المخاوف‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬المدرسة‭ (‬بين‭ ‬عمر‭ ‬ثلاث‭ ‬إلى‭ ‬ستّ‭ ‬سنوات‭): ‬يتعرّض‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬للخوف‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬الأشياء‭ ‬الخياليّة،‭ ‬مثل‭: ‬الوحوش،‭ ‬والأشباح‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬على‭ ‬التلفاز،‭ ‬والكائنات‭ ‬الخارقة،‭ ‬والأقنعة
وكذلك‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الظلّام،‭ ‬والنوم‭ ‬وحيداً
وإذا‭ ‬سمع‭ ‬صوتاً‭ ‬غريباً‭ ‬وخصوصاً‭ ‬أثناء‭ ‬الليل،‭ ‬كصوت‭ ‬الرعد،‭ ‬قد‭ ‬يشعر‭ ‬بالخوف‭.‬
‭- ‬المخاوف‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬المدرسة‭ (‬بين‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬ست‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭): ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر‭ ‬يبدأ‭ ‬خوف‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬الواقعيّة،‭ ‬مثل‭: ‬خوفه‭ ‬من‭ ‬التعرّض‭ ‬للإصابة،‭ ‬أو‭ ‬جرح،‭ ‬وكذلك‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الطبيب،‭ ‬والمعلم‭ ‬الغاضب
والخوف‭ ‬من‭ ‬التّحصيل‭ ‬المدرسيّ
ومن‭ ‬الموت،‭ ‬والحوادث‭ ‬الطبيعية‭: ‬كالــــزّلازل‭ ‬والفيضــانــات،‭ ‬وغيــــرهـــــا‭. ‬
وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة،‭ ‬وهي‭ ‬خوف‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة؛‭ ‬وذلك‭ ‬لتعلّقهم‭ ‬بالوالدين،‭ ‬وعدم‭ ‬رغبتهم‭ ‬بالانفصال‭ ‬عنهم،‭ ‬وتشيع‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭ ‬الذي‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬خمس‭ ‬إلى‭ ‬سبع‭ ‬سنوات،‭ ‬ولا‭ ‬ينطبق‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬الأكبر‭ ‬سناً؛‭ ‬لأنهم‭ ‬أكثر‭ ‬وعياً‭ ‬إلى‭ ‬حدّ‭ ‬ما،‭ ‬ومن‭ ‬الأسباب‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬الطفل‭ ‬للخوف‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬هي‭ ‬المعاملة‭ ‬السّيئة‭ ‬والقاسية‭ ‬التي‭ ‬يجدها‭ ‬هناك،‭ ‬وتواجد‭ ‬المعلمين‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الزّملاء‭ ‬غير‭ ‬الودودين‭.‬
أسباب‭ ‬ودواعي‭ ‬الخوف‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭: ‬
للخوف‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭ ‬أسباب‭ ‬ودواعٍ‭ ‬مُتعددة‭ ‬منها‭:‬
‭- ‬تعرّض‭ ‬الطفل‭ ‬لأشياء‭ ‬ومواقف‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬تفسيرها،‭ ‬فيشعر‭ ‬الطفل‭ ‬بتهديد‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬له،‭ ‬وقد‭ ‬نجد‭ ‬طفلاً‭ ‬لا‭ ‬يخاف‭ ‬من‭ ‬أشياء‭ ‬تُخيف‭ ‬أخاه‭ ‬الآخر‭ ‬أو‭ ‬أخته‭.‬
‭- ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬الآخرين‭ ‬تجاه‭ ‬شيء‭ ‬ما،‭ ‬حيث‭ ‬يشعر‭ ‬الطفل‭ ‬بالخوف‭ ‬عندما‭ ‬يرى‭ ‬ردّة‭ ‬فعل‭ ‬الشخص‭ ‬الكبير‭ ‬تجاه‭ ‬أمرٍ‭ ‬ما،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬طفل‭ ‬آخر،‭ ‬عندما‭ ‬يرى‭ ‬ثعباناً‭ ‬أو‭ ‬أسداً‭ ‬مثلاً‭.‬
‭- ‬رؤية‭ ‬الطفل‭ ‬لحدث‭ ‬مُخيف‭ ‬ومؤلم
كمشاهدة‭ ‬الطفل‭ ‬لحادث‭ ‬سير‭ ‬مُخيف،‭ ‬أو‭ ‬قطة‭ ‬دهستها‭ ‬سيّارة،‭ ‬من‭ ‬الطبيعيّ‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬الطفل‭ ‬بالخوف،‭ ‬فهذا‭ ‬النّوع‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬تبقى‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬الطّفل‭ ‬حتى‭ ‬يكبر‭.‬
‭- ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬الطفل‭ ‬وانعدام‭ ‬شخصيّته
فالكثير‭ ‬من‭ ‬التصرّفات‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬الوالدين‭ ‬أو‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬قد‭ ‬تعدم‭ ‬شخصية‭ ‬الطفل،‭ ‬وتقلِّل‭ ‬من‭ ‬احترامه،‭ ‬بل‭ ‬وتجعله‭ ‬لا‭ ‬يحترم‭ ‬نفسه،‭ ‬ويفقد‭ ‬الثّقة‭ ‬بها،‭ ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬وأفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬دعم‭ ‬الطفل
وتعزيز‭ ‬ثقته‭ ‬بنفسه،‭ ‬وإشعاره‭ ‬بقيمة‭ ‬نفسه،‭ ‬حتى‭ ‬يتجنّب‭ ‬الطفل‭ ‬الخوف‭.‬
‭- ‬مشاكل‭ ‬الأسرة‭ ‬الدّائمة،‭ ‬فالمشاكل‭ ‬الأسريّة‭ ‬الدائمة‭ ‬تُعرّض‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬التّوتر،‭ ‬وتجعلهم‭ ‬عُرضة‭ ‬للخوف،‭ ‬وهذه‭ ‬مشكلة‭ ‬مهمة‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬أن‭ ‬تعالجها‭ ‬وتتجنّبها‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أطفالهم‭.‬
‭- ‬القلق‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬الطفل‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬خوفه‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬ماضية،‭ ‬ومن‭ ‬سعة‭ ‬خياله،‭ ‬حيث‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬يتَّصفون‭ ‬بخيالٍ‭ ‬جامح‭ ‬يخافون‭ ‬منه‭. ‬
نـصــائـح‭ ‬للآبـــــاء‭: ‬
التّعامل‭ ‬مع‭ ‬مشكلة‭ ‬الخوف‭ ‬لدى‭ ‬الطفل‭ ‬أمر‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهميّة،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يُراعى‭ ‬فيها‭ ‬سن‭ ‬الطفل،‭ ‬ومدى‭ ‬إدراكه‭ ‬لما‭ ‬يجري‭ ‬حوله،‭ ‬ومن‭ ‬أهمّ‭ ‬النّصائح‭ ‬ما‭ ‬يأتي‭:‬
‭- ‬التّعامل‭ ‬مع‭ ‬المشكلة‭ ‬بحكمة،‭ ‬واحترام‭ ‬شعور‭ ‬الطفل‭ ‬بالخوف،‭ ‬وتجنّب‭ ‬السّخرية‭ ‬منه‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مشاعره‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مصدر‭ ‬خوفه
ويجب‭ ‬أخذ‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجدّ‭.‬
‭- ‬عدم‭ ‬محاولة‭ ‬تجنيب‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬التعرّض‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬خوفه،‭ ‬فالتجنّب‭ ‬الكامل‭ ‬لمصادر‭ ‬الخوف‭ ‬ليس‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬للمشكلة
وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُجبَر‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يطيقه‭ ‬بسبب‭ ‬الخوف
وإنما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬خوفه‭ ‬تدريجيّاً‭.‬
‭- ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬تقبُّل‭ ‬خوف‭ ‬طفلهم،‭ ‬وتفَهُّمِه‭ ‬بشكلٍ‭ ‬منطقيٍّ
وتقديم‭ ‬الدّعم‭ ‬الكامل‭ ‬للطفل،‭ ‬والعمل‭ ‬عـلــى‭ ‬طمــأنــتــه‭ ‬ورفــع‭ ‬مـعـنـويّــاتــه‭.‬
‭- ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحدّث‭ ‬أحد‭ ‬الوالدين‭ ‬للطفل‭ ‬بثقة‭ ‬وهدوء،‭ ‬فأسلوب‭ ‬الكلام‭ ‬والحديث‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ ‬حول‭ ‬مشكلة‭ ‬خوفه‭ ‬أمر‭ ‬مهمّ‭ ‬للغاية،‭ ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬السّماح‭ ‬للطّفل‭ ‬بأن‭ ‬يتحدّث‭ ‬عن‭ ‬خوفه‭ ‬يساعده‭ ‬في‭ ‬التغلّب‭ ‬عليه‭.‬
‭- ‬بعض‭ ‬المخاوف‭ ‬جيّدة‭ ‬للطفل،‭ ‬فعندما‭ ‬يُحذّر‭ ‬الوالدان‭ ‬طفلهم‭ ‬بعدم‭ ‬مصاحبة‭ ‬الغرباء‭ -‬مثلاً‭- ‬فسوف‭ ‬يعلم‭ ‬هذا‭ ‬الطفل‭ ‬عندما‭ ‬يكبر‭ ‬قليلاً‭ ‬حقيقة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر
وسوف‭ ‬يزداد‭ ‬وعيه‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة
لأنّ‭ ‬بعض‭ ‬النّاس‭ ‬أشرارٌ‭ ‬بالفعل‭. ‬فكلّما‭ ‬كبُر‭ ‬الطفل،‭ ‬زاد‭ ‬فهمه‭ ‬حول‭ ‬الحقيقة‭ ‬والخيال،‭ ‬والسبب‭ ‬والنتيجة‭ ‬للأشياء‭ ‬من‭ ‬حوله،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬سوف‭ ‬يتغلّب‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬أغلب‭ ‬مخاوفه،‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬سوف‭ ‬تختفي‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬نفسها‭. ‬
طريقة‭ ‬مواجهة‭ ‬المخاوف‭:‬
مواجهة‭ ‬الطفل‭ ‬لمخاوفه‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬جداً
وهــــــو‭ ‬الأسلوب‭ ‬الأمــــثـــــــل‭ ‬للتغلّب‭ ‬عـلـيـهـا
وعـلــى‭ ‬الوالــــدين‭ ‬تعليم‭ ‬طفلهم‭ ‬كيفية‭ ‬مـواجــهــة‭ ‬مخــاوفــه
ويكون‭ ‬ذلك‭ ‬بإكسابه‭ ‬مــهــارات‭ ‬تـجعــلــه‭ ‬يشــعــر‭ ‬أنّــه‭ ‬قــــادر‭ ‬على‭ ‬التحكّم‭ ‬في‭ ‬مخاوفه‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬المهارات‭ ‬مـــا‭ ‬يــأتــي‭:‬
‭- ‬تعليم‭ ‬الطفل‭ ‬بطرق‭ ‬مُختلفة‭ ‬مدى‭ ‬درجة‭ ‬الخوف‭ ‬لديهم،‭ ‬كاستخدام‭ ‬التّدريج‭ ‬من‭ ‬1‭-‬10،‭ ‬حيث‭ ‬رقم‭ ‬واحد‭ ‬للمواقف‭ ‬الأقل‭ ‬خوفاً،‭ ‬ورقم‭ ‬10‭ ‬للمواقف‭ ‬الأكثر‭ ‬خوفاً،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يتعرّض‭ ‬لها‭ ‬الطفل‭ ‬لمصدر‭ ‬الخوف‭ ‬سيقلّ‭ ‬شعوره‭ ‬بالخوف‭ ‬تدريجياً‭ ‬إذا‭ ‬قام‭ ‬بتقييم‭ ‬درجة‭ ‬الخوف‭ ‬مرة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭.‬
‭- ‬تعليم‭ ‬الطفل‭ ‬أن‭ ‬يُشجّع‭ ‬نفسه‭ ‬عند‭ ‬تعرّضه‭ ‬لمصادر‭ ‬الخوف،‭ ‬كاستخدام‭ ‬جُمل‭ ‬تحفيزية‭ ‬وإيجابية،‭ ‬مثل‭: ‬‭”‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬أفعل‭ ‬ذلك‭!‬‭”‬
أو‭ ‬‭”‬ستكون‭ ‬الأمور‭  ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‭”‬،‭ ‬وغيرها‭.‬
‭- ‬تعليـــم‭ ‬الطفــل‭ ‬آليــات‭ ‬وطـــــــرق‭ ‬الاسترخاء‭ ‬المختلفة،‭ ‬كأن‭ ‬يأخذ‭ ‬نفَساً‭ ‬عميقاً،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يتخيّل‭ ‬نفسه‭ ‬يطفو‭ ‬على‭ ‬سحابة،‭ ‬أو‭ ‬مٌستلقٍ‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬البحر،‭ ‬وتعليمه‭ ‬كيف‭ ‬يحوّل‭ ‬الوحش‭ ‬المخيف‭ ‬إلى‭ ‬وحش‭ ‬مضحك،‭ ‬وهكذا‭. ‬
متى‭ ‬يُعالج‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬الخوف‭:‬
عندما‭ ‬يشعر‭ ‬الوالدان‭ ‬أنّ‭ ‬طفلهم‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬طبيعته،‭ ‬وأن‭ ‬خوفه‭ ‬يؤثّر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬حياته
وممارسته‭ ‬لنشاطه‭ ‬المعتاد،‭ ‬كذهابه‭ ‬للمدرسة،‭ ‬ولعبه‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬الأطفال
أو‭ ‬يمنعه‭ ‬من‭ ‬النوم،‭ ‬أو‭ ‬عندما‭ ‬يتعرّض‭ ‬الطفل‭ ‬لإجهاد‭ ‬كبير‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬الخوف،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬يجب‭ ‬أخذ‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬طبيب‭ ‬نفسيّ‭ ‬مختصّص‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬الأطفال‭.‬
كيف‭ ‬يُعالَج‭ ‬الخوف‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭:‬
إنَّ‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يُعالَج‭ ‬بها‭ ‬الخوف‭ ‬عند‭ ‬البالغون‭ ‬تُستخدم‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬لعلاج‭ ‬الأطفال،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الطرق‭ ‬ما‭ ‬يأتي‭:‬
تعريض‭ ‬الطفل‭ ‬للمواقف‭ ‬التي‭ ‬يخاف‭ ‬منها‭ ‬تدريجياً،‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬سجلّ‭ ‬الطفل‭ ‬القديم،‭ ‬ومعرفة‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يخافه‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬بالعلاج‭.‬
عدم‭ ‬معاقبةِ‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬خوفه‭ ‬قد‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬مخاوفه‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها؛‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬كتم‭ ‬مشاعره،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نتائجَ‭ ‬خطيرةٍ‭ ‬على‭ ‬الطفل
لذلك‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬تجنُّب‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬السيئة‭ ‬واستبدالها‭ ‬بدعم‭ ‬الطفل
وتنمية‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الخوف‭.‬
ممارسة‭ ‬الأنشطة‭ ‬التحفيزيّة‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ ‬الخائف،‭ ‬مثلاً‭: ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬الوالدان‭ ‬وطفلهم‭ ‬مع‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬يخاف‭ ‬منها
فيكون‭ ‬الوحش‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬لعبة،‭ ‬لأن‭ ‬الأطفال‭ ‬أكثر‭ ‬استجابة‭ ‬عند‭ ‬اللعب‭.‬
عندما‭ ‬يكون‭ ‬الطفل‭ ‬خائفاً‭ ‬بشكلٍ‭ ‬شديد
فعندها‭ ‬يَستخدم‭ ‬الذي‭ ‬يُعالج‭ ‬الطفل‭ ‬طُرق‭ ‬الاسترخاء،‭ ‬وكذلك‭ ‬يقوم‭ ‬بعرض‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬بحيث‭ ‬يُشجّعه‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬خوفه‭ ‬بشكل‭ ‬خياليّ،‭ ‬فذلك‭ ‬يساعد‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬تخيّل‭ ‬طرائق‭ ‬مواجهة‭ ‬المواقف‭ ‬والأشياء‭ ‬التي‭ ‬يخاف‭ ‬منها
قبل‭ ‬أن‭ ‬يتعرّض‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬واقعه‭ ‬الحقيقي‭.‬
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى