يُعد وجود الأطفال في كل بيت نعمة من نعم الله التي لا حصر لمميزاتها و آثارها الإيجابية في حياة الأب و الأم. لذلك لابد من الإعتناء بأولادنا في مراحل أعمارهم المختلفة كثيراً و على أفضل طرق الرعاية والإهتمام. طرق تنمية مهارات الطفل و خاصة المهارات الإجتماعية: 1- الحديث مع الطفل: يعتبر الحديث مع الطفل و التواصل معه من أهم الطرق التي تساعد على تنمية قدراته من خلال تشجعه للكلام و الإستماع جيداُ و تعليمه التحدث بحرية و بطريقه مهذبه. أيضاً تعليمه المشاركة في اللعب مع أطفال آخرين أو الإشتراك في نشاطات جماعية مثل لعب كرة القدم ليعرف قيمة و أهمية المشاركة. كما يمكنك تعليم طفلك طلب الأشياء بطريقة مهذبة و شكر الآخرين عليها و التصرف مع الآخرين بشكل أقل توتراً. 2- اللعب: ينجذب الطفل في كثير من الأحيان إلى اللعب لذلك يمكن عمل لعبة تعلمه بعض القدرات، مثل: لعبة البازل Puzzle هذه اللعبة تنمي القدرات البصرية و الإدراكية للطفل و تساعده على زيادة قدرته على التركيز. 3- الرياضة: من المُتعارف عليه و المُؤكد أن العقل السليم في الجسم السليم لذلك لابد من تعويد الأطفال على ممارسة رياضة واحدة على الأقل يومياً. فالرياضة تعمل على تنشيط الدورة الدموية و بالتالي وصول الدم و الأوكسجين و الغذاء الكافي للمخ مما يؤدي إلى نمو صحيح بشكل مُتعافي. أيضاً تساعد الرياضة على تقوية جسم الطفل. كما أن التعود على ممارسة الرياضة يفرض على الطفل الإلتزام بالعادات الصحية السليمة فكلما صح البدن صح العقل. 4- الكتب و القراءة: تحتل القراءة مكان صدارة الإهتمام للإنسان بإعتبارها الوسيلة التي من خلالها يستكشف الطفل الكثير و الكثير عن العالم و عن البيئة المحيطة به. و تساعده على فهم مواده الدراسية و تعزيز القدرة الإبداعية الذاتية لديه. فلابد من شرح أهمية القراءة للطفل و مساعدته في حب القراءة و الإطلاع و ينتج عن ذلك فتح أبواب الإستطلاع و مدارك الطفل يقلل من الشعور بالوحدة في حالة إنشغال الأب و الأم عنه و تغيير أسلوب حياة الطفل. و الهدف من القراءة هو جعل أطفالنا مفكرين و باحثين و مثقفين و يساعدهم على تنمية قدراتهم الإبتكارية بإستمرار. 5- الإبداع: هو خليط من الاستكشاف مع الرغبة في الوصول و الإنجاز و حل المشكلات، فالأطفال بطبيعة الحال دائموا السؤال عن الأشياء غير المعروفة بالنسبة لهم و يحاولون حل المشكلات لذلك يجب أن نعطيهم الوقت الكافي و الأدوات المناسبة لهذه المشكلات. مرحلة الطفولة تمتدّ مَرحلة الطفولة منذ الميلاد وحتى بداية مَرحلة المُراهقة أي حتى سن الثانية عشر، تتسارع فيها العمليّة النمائية عند الطفل في جميع مجالاتها، فهي مرحلة حسّاسة تتبلور فيها شخصية الطفل ومهاراته. إنّ للأسرة الدور الأكبر في التكوين السليم للطفل، وتقديم المثيرات البنَّاءة مع التوجيه المُناسب، بالإضافة إلى توفير الألعاب التعليميّة التي تُنمّي كافة جوانب الطفل الجسمية والعقلية، وبالتالي تَهيئة الطفل للخروج بقدرٍ عالٍ من القُدرات والمهارات إلى المراحل العمريّة المُتقدّمة ليكونَ بذلك فرداً مُنتجاً وسويّاً. مراحل الطفولة وتطوير مهاراتها قُسِّمت مرحلة الطفولة إلى أربع مراحل، وكان الغرض من هذا التقسيم معرفة الخصائص النمائية لكل مرحلة والمُشكلات المتوقّع حدوثها، بالإضافة إلى ضرورة الإلمام بطرق التربية والتعليم المتدرّجة والمناسبة، التي تُساعد على تنمية مهارات الطفل وقدراته في مُختلف مجالاتها العقليّة والانفعالية والجسمية الحركية والاجتماعيّة، وكان هذا التقسيم كالآتي: مرحلة الرضاعة: منذ الولادة وحتّى عمر السنتين. - مرحلة الرضاعة - مرحلة الطفولة المبكرة :من سن السنتين وحتى ستّ سنوات. - مرحلة الطفولة المتوسطة :من ست سنوات وحتى تسع سنوات. - مرحلة الطفولة المتأخرة :من سن تسع سنوات وحتى سن الثانية عشر. مرحلة الرضاعة: ينمو الطفل في هذه المرحلة بشكل سريع، ويكتسب الكثير من المَهارات الحركيّة كالمشي، والحبو، والوقوف، والجلوس، وتبعاً لذلك فيجب على الوالدين توفير بعض الألعاب التي تُصدر الأصوات وذات الألون الزاهية والمُختلفة، فيُطوّر الطفل قدرته على إمساك الأشياء وتحريكها وتقليبها بين يديه، بالإضافة إلى الكتب المصنوعة من الفلّين أو الكرتون المقوى، ومن المُمكن أن تروي الأم القصص بطريقة التلوين الصوتي مع اختلاف نبرات الصوت؛ فكلّ ذلك يجذب انتباه الطفل ويستدعي انتباهه، فسماع الطفل لصوت أمّه يساعده على تعلّم اللغة المَنطوقة والتعبيريّة، كما توجد هناك الكثير من الأنشطة التي يُمكن تقديمها للطفل لتقوية مَهاراته وتطويرها. مرحلة الطفولة المبكرة: تظهر في هذه المرحلة أهميّة تَنمية المَهارات الحركيّة ومهارات التآزر البصري الحركي بالإضافة إلى المهارات اللغويّة والإدراكية، وتتمّ تنمية هذه المهارات بعدّة طرق وأنشطة تُمارسها الأم في المَنزل أو المعلّمة في المدرسة؛ وذلك بعرض المهارة وتَدريب الطّفل عليها ليَصل إلى مرحلة إتقانها، أمّا هذه الأنشطة فتكون إمّا باللعب بالمشابك وتَصنيف ألوانها، وتطوير حاسة اللمس بعرض عدد من خامات الأقمشة أو الأسطح المُختلفة والتفريق بين الناعمة والخشنة وغيرها، والربط بين أكثر من مهارة في نفس النشاط؛ كأن يُميّز الطفل بأن الكرت الأصفر خشن الملمس والكرت الأحمر ناعم الملمس للمساعدة في تطوير القدرة على التفريق بين الأشياء، كما أنّ تقديم الألعاب التي تحتوي على الحركة أو اللعب بالرمل تدفع بالطفل لاستعمال إمكانيّاته الابتكاريّة وقدراته التخيليّة. مرحلة الطفولة الوسطى: يحدث في هذه المرحلة الخروج الفعلي للطفل إلى المدرسة ومسؤولياتها وواجباتها، واتّساع البيئة الاجتماعية، واتساع دائرة الاستقلال عن الوالدين، كما يتعلّم الطفل المهارات الحركيّة اللازمة للمشاركة بالأنشطة العامة والألعاب الجماعية، بالإضافة إلى بداية اكتساب الطفل في هذه المرحلة القِيم والمعايير الخارجية التي تُشكّل بنية شخصيّته الاجتماعية، وتتمّ تنمية مهارات الطفل بإشراكه ببعض الأعمال المنزلية التي تُناسب قدراته الجسمية، وتوفير مكعّبات الفك والتركيب وصلصال اللعب والبازل المناسب، كما يجب على الطفل القيام بمهاراته الاستقلالية بمفرده كارتداء ملابسه ووضعها في مكانها، وتناول طعامه وحده، والاستحمام، وربط الحذاء. يجب أيضاً تعليم الطفل في هذه المرحلة على الكتابة وتحسين خطه، ومحاولة إتاحة الفرصة له لحلّ مشكلاته من دون تدخّل أحد. مرحلة الطفولة المتأخرة: يسعى الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة إلى زيادة توكيده لاستقلاليّته وتكيّفه الاجتماعي، كما يُكوّن الصداقات والعلاقات خارج نطاق الأسرة، ويَتآلف الطفل مع الجماعات، ويُمكنه الانطواء تحت ظلّها، كما يترسّخ مفهوم الأخلاق والضمير، واكتمال التوجه الذاتي نحو الذات والجماعة، بالإضافة إلى مُمارسة الطفل الكثير من الأنشطة الجسمية على نطاق أوسع وبنشاط أكبر من المَراحل السابقة، فيجب تعليم الفرد اللعب المحكَم الذي يَسير حسب قوانين مُعيّنة يضبطها الحكم، وتشجيع العمل الجماعي وتحقيق التوافق مع الأقران، وتشجيع الطفل في توظيف اللغة المنطوقة في الأداء التمثيلي وانتحال الأدوار، ومساعدة الطفل على إتقان الألعاب الشائعة بين أقرانه وتشجيعه على مُمارستها والاستمتاع بها. إرشادات عامة في تعليم المهارات للأطفال: على الـوالـديــــن القيـــــــام بالعديد مــــــن الأمـــــــور التي تعمل على تنميــــــــّة قدرات طفلهما، فالطفل لا يحتاج فقط للعـنـــايــــة المتمثّلــة في تلبية حاجيّاته من طعام، وشراب، ومسكن، ودواء، وإنما يجب تربيته، وتعليمه كل ما يفيده الآن، وفي المستقبل، وبهذا الخصوص نقدّم للوالدين بعض النصائح: التشجيع والتحفيز المستمر للطفل، بالإضافة إلى التعزيز اللفظي والثناء على الطفل عند نجاحه، وتجاهل التجارب الفاشلة له، وحثّه على الاستمرار حتى النجاح. القدوة الحسنة والبنَّاءة؛ فالطفل يُراقب من حوله من المُعلّمين والأهل الأقران ممّن يُتقنون مهارة مُعيّنة، فهو يتعلّم بالمُلاحظة والتقليد. تقديم المهارة المناسبة لعمر الطفل وقدراته الجسميّة والعقلية، وتقديم اللعبة أو النشاط المُناسب لتجنّب تعرّض الطفل للفشل المستمر والإحساس بالإحباط، ومراعاة الفروقات الفردية. عدم إجبار الطفل على المُشاركة في نشاطٍ مُعيّن إذا كان لا يَرغب بذلك. مُراقبة الطفل أثناء لعبه وحده أو مع أقرانه في الألعاب الجماعية، وتَحديد السلوكيّات التي تنقصه، أو السلوكيّات السلبية ومُحاولة تعديلها في وقتٍ آخر. تدريب الطفل على القراءة منذ الصغر، لما تعود عليه بالعديد من الفوائد حينما يكبر على الصعيد المهني والاجتماعي، فدور الأهل هنا هو جعل طفلهما يكبر على حب القراءة، والمطالعة، ومن أبسط الطرق وأحبها للطفل هي حكايات قبل النوم، فإنها تلعب دوراً كبيراً في تنمية مهاراته اللغوية واللفظية والتحليلية. تعليم الطفل كيفية إيجاد الفروق بين الأشياء من حيث الشكل، واللون، والحجم، والملمس وغيرها. تدريب الطفل على إيجاد الحلول المناسبة من خلال طرح الأسئلة عليه، كسؤاله عن كيفيّة تصرفه إذا عاد إلى المنزل ولم يجد والديه، أو تعرّض لضرب من أحد زملائه، وهكذا، وبذلك سيعتاد الطفل على التفكير لحلّ مشكلاته، كما أنّ الوالدين سيعطيانه حلولاً يمكنه اللجوء إليها. تأهيل الطفل لدخول للمدرسة، من خلال إحضار كتب التلوين، وتدريبه على كيفية إمساك القلم، والتلوين دون الخروج عن الإطار المحدد، وشرح له طبيعة النظام في المدرسة، كوجود صفّ يحتوي طلاب، ومعلّم يشرح الدروس، وأنه باسطاعته مراجعة المعلم في أي مشكلة تواجهه، ووجود وقت للدراسة، وآخر للاستراحة، ووجوب الالتزام بها. الاستعانة بألعاب التركيب فهي تنمّي مهارة الانتباه والربط للطفل، وتركيب الأجزاء ببعضها. التحدّث له بشكل مستمرّ وبلغة سليمة، كي يعتاد التحدّث بشكل صحيح. تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة، وذلك لتقوية عضلات جسمه، وتحسين صحّته بشكل عام، وتحسين قدراته العقليّة. تكليف الطفل بالقيام ببعض المهام البسيطة، مثل إحضار شيء ما، والثناء عليه عند قيامه بالعمل على النحو الصحيح. تعويد الطفل على ارتداء ملابسه بنفسه، وكذلك تناول الطعام. الاهتمام بتغذية الطفل، وتقديم طعام صحي يحتوي على جميع العناصر التي يحتاجها وبالكميّات المناسبة، لينمو جسده، ويتطور عقله على النحو السليم. محاولة اكتشاف مواهب الطفل وتنميتها. الإجابة على جميع تساؤلات الطفل بأسلوب مبسّط وجميل، والثناء عليه لحبه للمعرفة، وتشجيعه على السؤال عن كل ما يدور في ذهنه. سؤال الطفل عن نفسه، وعن ماذا يحب، وماذا يكره لتمنية قدرته على التعبير عن نفسه، وتكوين شخصيته برفض ما لا يريد، وقبول ما يريد، وليس اتّباع الآخرين.