تربية الأطفال يُنصَح الأهل بتعلّم وسائل وطرق تربية الأطفال من أبحاث ونظريّات علم النفس، التي من شأنها أن تُساعدهم على استيعاب أطفالهم من جهة، والتعرّف على كل ما يلزم لتطوّرهم عاطفيّاً من جهة أُخرى، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ تطبيق أسُس علم النّفس في حياتنا اليوميّة يُساعد الأطفال على خلق سعادتهم بأنفسهم، وكبداية، يُمكن اتباع نظريّة الاختيار للدكتور ويليام جلاسر (Dr. William Glasser) في التعامل مع الأطفال كخطوة بناءة لبداية العلاقة معهم، إذ تنص هذه النظريّة على ضرورة إفساح المجال للأطفال لاتخاذ بعض القرارت التي تخصّهم بأنفسهم، ويعتمد الأمر على المرحلة العُمريّة للطفل. تربية الطفل بشكل صحيح يُمكن إتباع النصائح الآتية: -تعزيز تعاطُف الطفل مع الآخرين. -تشجيع الطفل على رفع معنويات الآخرين، وتجنُّب جرحهم. - تشجيع الطفل على الأعمال التطوعيّة. -تجنّب مكافئة الطفل على كل أفعاله وسلوكياته، وإن كانت حسنةً. -تعليم الطفل مزايا التحلّي بالأخلاق الحميدة. - التعامل مع الطفل باحترام ولطف. - عدم التردّد عند الحاجة إلى تأديب الطفل. - تعويد الطفل على شكر الله على نعمه باستمرار. - تعويد الطفل على تحمّل المسؤوليّات، وإتمام المهمّات المنزلية. -تحلّي الأهل أيضاً بالخصال الحميدة، ليكونوا قدوةً حسنةً للطفل. بناء رابطة مع الطفل الرضيع يبحث الدماغ دائماً عن الأمان فإذا لم يشعر به، فإنّه لن يتمكّن من التعلّم، ووفقاً لتريسي كتشلو مُحرّرة كتاب قواعد الدماخ للطفل، فإنّ تعزيز الإحساس بالأمان لدى الطفل الرضيع أمر في غاية الأهميّة، وذلك من خلال مُلامسة البشرة الذي يساعد على تكوين هذا الشعور، بالإضافة إلى تدليك الطفل والتحدّث إليه، ومن جهة أخرى، قد يكون بناء هذا الشعور بالأمان أمراً صعباً عندما تكون تجربة تربية الأطفال جديدةً على الوالدين؛ فيُعاني الأهل من الحرمان من النوم والعزلة الاجتماعية وتحمُّل المزيد من المسؤوليّات الجديدة، والجدير بالذكر أنّ العلاقة القويّة بين الشريكين، أو أفراد العائلة كاملةً هي من أفضل الطرق لجعل الطفل يشعُر بالأمان. كيف أقضي وقت ممتع مع أطفالي؟ قراءة الكتب والقصص للأطفال يمكن استغلال قراءة القصص للأطفال لقضاء وقت ممتع معهم إلى جانب الاستفادة من جوانب أخرى؛ فالقراءة تعزّز مهارات القراءة والكتابة لدى الطفل في سن مبكر، وتحفز فضوله وتفكيره، وتساعده في تنمية المهارات الاجتماعية ومهارات الاتصال، والتفريق بين الصدق والواقع وبين التظاهر والخيال، كما تمكّن الطفل من فهم المواقف الجديدة والمتغيرة والمشاعر المرتبطة بها، ويُشار إلى أنّ الأمر لا يقتصر على القصص المكتوبة؛ فيمكن أيضاً ترديد الأغاني والشعر، وسرد قصص قصيرة من إنشاء الوالدين..، وأخيراً يجب اختيار القصة التي تتناسب مع الطفل من حيث سنّه واهتماماته. التنزه مع الأطفال: لقضاء المزيد من الوقت الممتع مع الأطفال يمكن التخطيط للخروج معهم في نزهة، مع الانتباه إلى اختيار مسار ملائم لهم بحيث يوفر المتعة والراحة للطفل مع التحلي بالصبر واستغلال الرحلة لتعريفه بالعالم المحيط به؛ فعند المرور بأحد الحيوانات البرية مثلاً يمكن الانتظار قليلاً لمراقبته قبل مواصلة السير كما يجب اختيار مسار رحلة يحتوي على عدة ميزات أو أمور يحبها الطفل كمروره بالبحيرات، أو البرك أو الشلالات، ويُنصح بالاطلاع على ظروف الطقس قبل الخروج؛ حيث يُصاب الأطفال بالبرودة بشكلٍ أسرع من الكبار، وهذا قد يوجد الحاجة لأخذ ملابس دافئة إضافية، وأخيراً يجب إحضار مستلزمات الرحلة الضرورية، وهي: الإسعافات الأولية، وواقي الشمس، ومبيد الحشرات، والوجبات الخفيفة، والملابس الإضافية وغيرها. ممارسة التمرينات الرياضية: يمكن تشجيع الأطفال على أداء التمرينات الرياضية وممارستها إلى جانبه، ومنها الجري؛ حيث يمكن الركض في الهواء الطلق أو في نادي الألعاب الرياضية أو محيط المنزل، ويمكن الانتقال من الجري إلى القفز، أو الجري مع رفع الركبتين قدر الإمكان باتجاه الصدر وغيرها، أما التمرين الآخر الذي يمكن ممارسته هو تمرين القرفصاء، بحيث يتم الوقوف وثني الركبتين ليهبط الجسم نحو الأسفل قليلاً قبل العودة للوضعية الأولى. كيف أنظم وقت أطفالي؟ تنظيم الوقت من الأمور التي تعزز الإيجابية في الحياة، فالعيش بطريقةٍ غير منظّمة يجعل الشخص يعيش في فوضى وعدم استقرار، كما أنّه سينسى الكثير من الواجبات؛ لأنّه سيعتمد على عقله المليء بالأوامر، والعقل البشري لا يستطيع استيعاب جميع الأمور وترتيبها إذا لم ينظّم الشخص وقته ويجعل لكل شيءٍ موعداً، كما أنّ تنظيم الوقت ينعكس عى حياة الفرد مع أسرته، ومن أهمّ الواجبات التي تقع على الشخص الاهتمام بالأطفال وتلبية حاجاتهم ولكن مع تزايد عدد أفراد الأسرة ستعمّ البيت فوضى عارمة إن لم يتمّ تنظيم أوقات هؤلاء الأبناء. كيفيّة تنظيم وقت الأطفال خلال العام المدرسي؟ الأطفال تحت عمر الخمس سنوات: في هذه المرحلة العمريّة لا يكون هناك واجبات أو التزامات على الطفل، ويحتاج إلى العناية بالطعام والشراب واللعب فقط، ولكن يجب على الأم مراقبة الطفل جيداً حتى لا يؤذي نفسه، وأن تخصّص أوقاتاً معيّنة لتعلب بدورها مع الطفل وتوجه تركيزه إلى اللعب المنتج والإيجابيّ. الأطفال فوق عمر الخمسة سنوات: في هذا العمر يبدأ الطفل بالدخول إلى المدرسة وتزيد مسؤولياته وواجباته، ويمكن تنظيم الوقت للأطفال الذين في هذا العمر كالتالي: على الطفل الاستيقاظ في الصباح الباكر والذهاب إلى الحمام وغسل اليدين والوجه وتنظيف الأسنان والوضوء لصلاة الفجر وتأدية الصلاة. على الطفل لبس ملابس المدرسة وتناول وجبة الإفطاروالتأكد من حقيبته المدرسيّة ووضع الساندويشة وأي أطعمة إضافية فيها. على الطفل لبس الحذاء والاستعداد لوصول باص النقل أو إذا كان يذهب مع العائلة في السيارة فعليه الانتظار لحين خروج العائلة معهاً، وإذا كان في عمرٍ يسمح له بمساعدة أخوته فليقدم ما يستطيع من مساعدة وعلى الأم عدم رفض مساعدته مهما كانت صغيرة. بعد العودة من المدرسة على الطفل الدخول إلى غرفة تبديل الملابس ولبس ملابس البيت، ثمّ يذهب إلى الحمام لينظّف يديه ووجهه ورجليه ويتوضأ لتأدية الصلاة. على الطفل تجهيز كتبه لليوم الدراسي التالي وإذا كان لديه أي واجبات فليؤدّ ما يستطيع. بعد الانتهاء من تناول وجبة الغداء يتأكّد الطفل من إكماله لجميع واجباته. يمكن السماح للطفل بالذهاب ليلعب سواء داخل البيت أو خارجه ولكن ليس لساعاتٍ طويلة. عند حلول الليل على الطفل غسل أسنانه، ثمّ ارتداء ملابس النوم وتأدية صلاة العشاء، ثم الذهاب إلى السرير ليستطيع الاستيقاظ في الصباح الباكر نشيطاً. في أيام العطل المدرسية يمكن اصطحاب الطفل إلى النادي أو الحديقة ليلعب ويغير من نفسيته فهذا يزيد من قدراته الإبداعية واستعداده لبداية أسبوع جديد. كيف أنظم نوم أطفالي؟ نوم الأطفال تعاني كثير من الأُمهات من مشكلة عدم النوم بشكل كافي وصحّي وذلك بسبب إستيقاظ أبنائهن في الليل بسبب الجوع أو الحاجة إلى تغيير حفاضته أو أذا كان مريض ومتألم مراراً وتكراراً وبالتحديد إذا كان الطفل حديث الولادة عدا عن أنّ الأطفال بطبيعتهم لا ينامون بشكل متواصل لفترات طويلة بل يكون نومهم لفترات قصيرة ومتقطعة، لذلك الكثير من الأمهات يبحثن دائماً عن أساليب تساعدهن في تنظيم نوم أطفالهن وتحديداً خلال فترة الليل. لتنظيم نوم الطفل يجب اتباع الطرق التالية: إنّ النوم ضروري للطفل حديث الولادة أي في الأشهر الأولى لمدة تتراوح من 16 إلى 20 ساعة نوم، وهذا لا يمكن اعتباره بالأمر السهل لكونه يختلف من طفل إلى آخر بحسب طبيعة الطفل نفسه وكذلك يرجع الأمر إلى الأم، فالأمهات الجديدات يعانين من هذا الموضوع، لذلك هناك مجموعة من النصائح التي يمكن اتّباعها للمساعدة في تنظيم عدد ساعات النوم لطفلكِ، ومنها: حاولي أن تجعلي طفلكِ مشغولاً طيلة ساعات النهار وذلك باللعب معه، أخذه إلى منتزه للّعب ولتفريغ طاقته. -حاولي أن تختاري الوقت الواقعي والملائم لنوم طفلكِ فمثلاً إذا كان الطفل نشيطاً ويستيقظ باكراً على الساعة السادسة صباحاً، حاولي أن تجعليه ينام عند السابعة أو الثامنة. - إذا لاحظتي أن طفلكِ ينام في ساعات متأخرة من الليل فحاولي أن تبقيه مستيقظاً في النهار لأطول فترة ممكنة لتتجنّبي ذلك. - حاولي أن تتبعي معه أسلوب يجعله ينام تدريجياً، كأن تقومي بملاعبته في السرير حتى يتعب وينام تلقائياً. -إذا اتبعتي أسلوب معين في تنظيم ساعات نوم طفلك، لعبه، طعامه فلا تتراجعي في أسلوبكِ هذا، كأن تزيدي له عدد ساعات لعبه. -عليكِ أن تخلقي له بيئة مريحة، هادئة للنوم كسرير مرتب ونظيف، إضاءة هادئة ووضع لعبته المفضلة بجانبه. - حاولي أن تكوني هادئة وصبورة، فالطفل يحتاج دائماً إلى حنان أمه، قبليه، والمسي شعره واحتضنيه. - تحاولي أن لا تغلقي باب غرفتك أو غرفة الطفل عليه ليبقى شاعراً بالآمان وبأنه يستطيع أن يجدكِ ويذهب إليك في أي وقت. وضعيات النوم للأطفال - لنوم الأطفال عدة وضعيات منها: أمّا عن وضعيات النوم لدى الأطفال فتختلف من طفل إلى آخر، فبعضهم يحب أن ينام مستلقياً على ظهره، بعضهم على بطنه، بعضهم الآخر لا يستطيع النوم مثلاً إلى بجانب والدته فمن الأفضل أن تنيميه بجانبكِ إلى أن يغفى وبعدها قومي بنقله إلى سريره وإحدى النصائح التي يشجع عليها المختصون هي أنه في حال إستيقاظ طفلك في الليل قومي بإسماعه صوتك بشكل هادئ ولطيف فهذا سيزيد من فرصة عودته للنوم بدلاً من الذهاب ركضاً لحمله وعلى الأغلب سيزيد بكائاً حتى من دون سبب.