ليس خافيا على أحد أن حكومة السودان برمتها ورئيس جمهوريتها عمر لبشير ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين يدعمونها ويقومون بإيواء أعضائها وهم يجاهرون بذلك ويتفاخرون به. في تصريح كاشف عن حجم الأزمات التي يواجهها السودان مع عدد من جيرانه، قال الرئيس السوداني، عمر البشير إن قواته المسلحة في أعلى درجة استعداد لصد عدوان خارجي محتمل على البلاد. وأضاف، في كلمة أمام حشود كبيرة، أن الجيش والقوات النظامية والمجاهدين مستعدون لصد كل من يحاول الاعتداء على البلاد. ولقد دأب البشير مؤخرا على الهجوم على مصر بدعوى احتلالها لحلايب وشلاتين، وكان عقبة كؤد في مشاورات الحل السلمي لمشكلة سد النهضة الأثيوبي برغم أن الضرر الواقع على مصر من جراء بنائه هو نفسه الواقع على السودان، لكنها عقدة الغيرة من السيسي وشهوة الانتقام لحلايب وشلاتين لدرجة أنه قال في خطاب علني مصر تحتل حلايب وشلاتين التي يدعي البشير ملكية بلاده لها. ومتهما ما وصفه بـ "تدخل الدولة المصرية ومؤسساتها العسكرية والأمنية في الشأن السوداني وتاكيده دعم المخابرات المصرية لمعارضين له". مع الوضع في الاعتبار أن مطالبات البشير دوما بقضية حلايب وشلاتين، لم تكن تمثل أولوية لنظامه، بل كانت فقط مجرد ورقة مناورة للحصول على امتيازات مصرية، أو مهرب للأمام من أزمات نظامه الدائمة، وأخرها انفصال الجنوب وأزمة دارفور، وكثيراً ما تراجع نظام البشير عن المطالبة بحلايب وشلاتين، في سنوات شهدت ازدهار العلاقات بين القاهرة والخرطوم، وبالتالي غير منطقي -حسب نمط تلك العلاقات- أن تتطور مسألة حلايب وشلاتين إلى التلويح باستخدام القوة من جانب البشير، دون عامل خارجي!. "البشير" يهدد مصر بمجلس الأمن تحدث البشير عن دعم سياسي دبلوماسي سعودي لقضية حلايب وشلاتين، وهو الموقف الذي تجسد في تصريحات الرئيس السوداني "البشير" في أوائل نوفمبر من العام 2015 حول عزمه استخدام كافة الطرق "السلمية وغير السلمية"، لاسترداد ما يسميه "حق السودان في حلايب والشلاتين" ثم عاد وأكد الرئيس السوداني أن بلاده لا تحرص على تدهور العلاقات مع مصر مجددا، مشيراً إلى أن الخرطوم مستعدة للتعاون مع القاهرة لأقصى الحدود. ولسنا نعلم على وجه اليقين نية البشير أو توجهاته، لكنها بلا شك لا تحمل الخير لمصر.