مثل كل من تونس ومصر بدأ مايسمى بالربيع العربي وامتد إلى سوريا على شكل ثورة شعبية سلمية تدخلت فيها أيادي خارجية وأطماع إقليمية بحجج شتى لم يثبت أي منها بالدليل المادي. وطالبت كل من أمريكا والسعودية بخروج الأسد من السلطة. السعودية التي طالما اتهمت إيران بالتدخل في الشئون الداخلية للدول المجاورة، هاهي تتدخل في سوريا واليمن لأسباب طائفية لا تخفى على أحد مهما أنكرت. السعودية هي التي أججت الصراع في سوريا بتأييدها وتمويلها لجماعات مسلحة مناهضه للأسد وبتدخلها السافر في شئون بلد حر مستقر بتصميمها ومن ورائها أمريكا على رحيل الأسد وهاهي سوريا واقعة في صراع بدأ منذ سبع سنوات وقد تسبب هذا الصراع الدموي في تدمير أحياء كاملة، وتهجير ما يزيد على تسعة ملايين شخص وانجرفت البلاد إلى حرب أهلية عندما بدأت قوات المعارضة المسلحة في قتال القوات الحكومية الموالية للأسد، والسيطرة على المدن والقرى والمناطق الريفية. وبحسب تقرير أصدرته الأمم المتحدة في يوليو/تموز 3102، قُتل أكثر من 001 ألف شخص. وتوقفت المنظمة الدولية بعد ذلك عن تحديث حصيلة القتلى، التي يقول النشطاء إنها تجاوزت 041 ألف قتيل. وتطورت المعارضة المسلحة بشكل ملحوظ، حيث وصل عدد الجماعات المقاتلة إلى ألف جماعة، تضم نحو مئة ألف مقاتل. ويفوق عدد الإسلاميين المتشددين والجهاديين الموالين للقاعدة عدد القوى المدنية والعلمانية. واختلط الحابل بالنابل حتى لم تعد تعرف من يقاتل من ولماذا وسوى أموال سعودية تنفق يوميا وبلد تدمرت بنيته التحتية ومنشآته السكنية والحكومية والعسكرية في صراع لا طائل من ورائه سوى الدمار وهذا مستنقع ستغرق فيه السعودية الوهابية منبع الطائفية البغيضة.