للشهرة والأضواء بريق خاص يتمسك بهما مشاهير ونجوم الفن والأدب والرياضة وتنطبق هذه الحالة على الساسة والحكام وعلى الأخص في دول العالم الثالث. وتظهر هذه الحاله بوضوح في تشبث حكام العرب بالسلطة قدر المستطاع وإلى أن يأتي أجلهم أو يثور الشعب أو ينقلب الجيش عليهم والأمثلة على ذلك كثيرة، فمثلا العقيد القذافي ضابط في الجيش حكم ليبيا لأكثر من 42 عاما وعلي عبد الله صالح ضابط في الجيش وحكم اليمن لمدة ٣٤ عاما وصدام حسين ضابط في الجيش وحكم العراق لمدة ٢٤ عاما وكذلك زين العابدين بن علي في تونس وبوتفليقه في الجزائر وكلاهما ظل يحكم بلده لأكثر من عشرين عاما. إن تمسك بعض القادة بالبقاء في الحكم وتطويع القوانين وتعديل الدساتير لصالح استمرارهم في السلطة يهزم حالة التعافي التي بدأت تشهدها بعض البلدان العربية. حالة الوعي لدى الشعوب ارتفعت إلى حد بعيد كما ازداد حجم تطلعاتها للأفضل من خلال تحول ديمقراطي يعزز الحرية والعدالة والتنمية وحقوق الإنسان، وأن أي نظام يحاول المضي عكس رغبة الشعب سينتهى إلى أمور غير محمودة. إن اعتماد الرؤساء على وسائل ذات طابع سلمي كتعديل الدستور للبقاء في سدة الحكم رغم أن فيه ردة عن التقدم باتجاه الديمقراطية إلا أنه يشير إلى حالة تعافٍ كبيرة إذا ما تم النظر للوسائل العنيفة في العقود الماضية كاعتماد القوة للإبقاء على الأمور كما هي. كذلك صار تعديل الدساتير لتمديد فترة الرئاسة لهذا الحاكم أو ذاك سنة عربية أصيلة. لماذا لا يحكم الحاكم العربي مدة أربع سنوات أو ثمان سنوات بأرادة الشعب , ثم بعد ذلك يترك الحكم طواعية ويذهب ليعيش حياته بشكل عادي مثل أي انسان, ويفسح المجال لغيره، أم أن البلاد قد عدمت من في حكمته وفطنته وهو الزعيم الملهم كما كان يقول حاملو المباخر والآكلون على كل الموائد على من أورد بلاده إلى التهلكة. لماذا يصرون على الاستمرار في الحكم الى اخر لحظة في حياتهم , ما الذي يدفعهم الى التشبث بالحكم مع انهم لم يقدموا اي شيء لبلادهم خلال الثلاثين او الاربعين سنة التي كبسوا فيها على انفاس الشعوب , وهم يعلمون ان شعوبهم لا ترغب ببقائهم فهذا حاكم يهدف إلى تمكين جماعة سياسية / دينية .. أو أن هذا الحاكم جاء بانتخابات نزيهة، أو ان الحاكم قام بإنقلاب عسكري واستولى على الحكم .. أو حاكم قام بالإنقلاب على إنقلاب يسبقه .. أو حاكم ورث الحكم ولم يعد عنده شي جديد ليقدمه. التفسير المعقول والمقبول لهذه الشهوة وذلك التشبث هو أن هؤلاء الحكام طغاة وحكمهم ملوث بالفساد من جهتهم وممن حولهم ويعلمون جيدا أنهم سوف يقدمون للعدالة لمحاكمتهم على ما صنعت أياديهم.