فادى يوسف

 تابوهات التعصب والتطرف فى بلادنا 

بقلم/ فادى يوسف

أزمة‭ ‬البشرية‭ ‬التعصب‭ ‬الاعمى‭ ‬والتطرف‭ ‬المفرط‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬مشاكل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬أنهم‭ ‬يسجنون‭ ‬عقولهم‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬ضيقة‭ ‬من‭ ‬المعرفة‭ ‬والاهتمامات‭ ‬والمعلومات‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬ما‭ ‬وراءها‭ ‬من‭ ‬حقائق‭ ‬ومعارف‭ ‬ربما‭ ‬لو‭ ‬عرفوها‭ ‬لتغيرت‭ ‬مسارات‭ ‬حياتهم‮ ‬وعقلياتهم‭.‬

إن‭ ‬التطرف‭ ‬والتعصب‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬ونتيجة‭ ‬طبيعية‭ ‬وتكون‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬لأسباب‭ ‬عرقية‭ ‬ودينية‭ ‬ومذهبية‭ ‬وجنسية‭ ‬ولون‭ ‬البشرة‮ ‬‭ ‬واقتصادية‭ ‬وثقافية‭ ‬أخرى‭ ‬تدعو‭ ‬لها‭ ‬وتبشر‭ ‬بها‭ ‬فلسفات‭ ‬ونظريات‭ ‬فكرية‭ ‬وايديولوجيات‭ ‬متطرفة‭ ‬وتأتي‭ ‬أحياناً‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬نتيجة‭ ‬لقصر‭ ‬النظر‭ ‬وللفهم‭ ‬الساذج‭ ‬والسطحي‭ ‬للمعتقدات‭ ‬التي‭ ‬يدعو‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬يمارسون‭ ‬التطرف‭ ‬والتعصب‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ .‬‮ ‬

ظاهرة‭ ‬التطرف‭ ‬والتعصب‭ ‬تولدها‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة‭ ‬وتنميها‭ ‬الظروف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يروجون‭ ‬لظاهرة‭ ‬التطرف‭ ‬والتعصب‭ ‬ويمارسونها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬والذين‭ ‬هم‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬نتاج‭ ‬التحولات‭ ‬والتغيرات‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬الى‭ ‬رفض‭ ‬وعدم‭ ‬قبول‭ ‬الآخر‭ ‬والتعايش‭ ‬معه‭ ‬بسلام‭ ‬متساوين‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الأنتماء الإنساني.

إن‭ ‬ظاهرة‭ ‬التطرف‭ ‬كظاهرة‭ ‬التعصب‭ ‬وليدة‭ ‬أسباب‭ ‬داخلية‭ ‬وعوامل‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬تربية‭ ‬خاطئة‭ ‬وتعليم‭ ‬آحادي‭ ‬منغلق‭ ‬لا‭ ‬ينمي‭ ‬العقلية‭ ‬النقدية‭ ‬ولا‭ ‬ينفتح‭ ‬على‭ ‬الثقافات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وخطاب‭ ‬ديني‭ ‬لا‭ ‬هم‭ ‬له‭ ‬إلا‭ ‬تصوير‭ ‬العالم‭ ‬متأمرا‭ ‬علينا‭ ‬وإعلام‭ ‬محرض‭ ‬على‭ ‬الآخر‭ ‬يزرع‭ ‬الكراهية‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬وعقول‭ ‬الناشئة‭ ‬وسياسات‭ ‬غير‭ ‬رشيدة‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬ولا‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬سياسة‭ ‬المواطنة‭ ‬لجميع‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة.

ومن‭ ‬أنواع‭ ‬سجون‭ ‬العقل‭ ‬التطرف‭ ‬والتعصب،‭ ‬لأي‭ ‬فكر‭ ‬أو‭ ‬دين‭ ‬أو‭ ‬عقيدة‭ ‬سياسية‭ ‬لأن‭ ‬التعصب‭ ‬يجعل‭ ‬الإنسان‭ ‬أعمى‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬تبريرات‭ ‬لأي‭ ‬حقيقة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬مخالفة‭ ‬للمصالح‭ ‬الإنسانية‭ ‬والعقل‭ ‬والعدل‭ ‬والتقليد‭ ‬والاتباع‭ ‬للاخرين‭ ‬في‭ ‬تصرفاتهم‭ ‬التدخين‭- ‬شرب‭ ‬الخمر‭- ‬الإسراف‭- ‬الديون‭- ‬التفاخر‭‬‭ ‬والعنصرية‭ ‬لجماعة‭ ‬أو‭ ‬طائفة‭ ‬أو‭ ‬عرق‭ ‬وهي‭ ‬تلبس‭ ‬ثوب‭ ‬الوطنية‭ ‬أحياناً‭ ‬وتلبس‭ ‬ثوب‭ ‬الدين‭ ‬أحياناً‭ ‬حتى‭ ‬تعطي‭ ‬لنفسها‭ ‬شرعية‭ ‬وتبريراً‭ ‬لممارسة‭ ‬العنصرية‭ ‬والتسلط‭ ‬والعنف‭ ‬والإقصاء‭ ‬والاضطهاد‭ ‬ويتفرع‭ ‬من‭ ‬التعصب‭ ‬الديني‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬سجون‭ ‬العقل‭ ‬هو‭ ‬احتقار‭ ‬العقل‭ ‬والتفكير‭ ‬والمنطق‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬واحتقار‭ ‬حضارات‭ ‬وأديان‭ ‬وثقافات‭ ‬وانجازات‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬وقوتها‭ ‬وأثرها‭ ‬وفضلها‭ ‬على‭ ‬العالم.‮ ‬

وعلى‭ ‬المتعصب‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬عالة‭ ‬على‭ ‬منتجات‭ ‬الحضارات‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬أدوية‭ ‬وسيارات‭ ‬وأجهزة‭ ‬ونظم‭ ‬ووسائل‭ ‬اتصال‭ ‬وعلوم‭ ‬وبعض‭ ‬الناس‭ ‬يسجنون‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬شعارات‭ ‬لا‭ ‬يحاولون‭ ‬مناقشتها‭ ‬علمياً‭ ‬مثل‭ ‬أن‭ ‬أهل‭ ‬الغرب‭ ‬يملكون‭ ‬وحدهم‭ ‬حل‭ ‬مشاكل‭ ‬العالم‭ ‬وان‭ ‬الحضارة‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة‭ ‬وحدها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬صاحبة‭ ‬الفضل‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬الأرض‭ ‬وان‭ ‬العرب‭ ‬وحدهم‭ ‬في‭ ‬الكون‭ ‬أهل‭ ‬العدل‭ ‬والأخلاق‭ ‬وانكار‭ ‬واخفاء‭ ‬دور‭ ‬الحضارات‭ ‬الأخرى‭ ‬وإيجابياتها‭ ‬وتضخيم‭ ‬سلبياتها‭ .‬‮ ‬

هذه‭ ‬الشعارات‭ ‬مع‭ ‬المبالغة‭ ‬فيها‭ ‬خلقت‭ ‬أجيالاً‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬المتطرف‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الحقائق‭ ‬ولم‭ ‬يسمح‭ ‬له‭ ‬بمعرفتها‭ ‬لأنه‭ ‬عاش‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬فكري‭ ‬صنعه‭ ‬المنتفعون‭ ‬والمتاجرون‭ ‬بالدين‭ ‬ومن‭ ‬صور‭ ‬سجن‭ ‬العقل‭ ‬الغرق‭ ‬في‭ ‬التفاصيل‭ ‬ونسيان‭ ‬الحقائق‭ ‬الكبرى‭ ‬الكلية‭ ‬مثلا‭ ‬أن‭ ‬الأديان‭ ‬هدفها‭ ‬إقامة‭ ‬العدل‭ ‬ونشر‭ ‬مكارم‭ ‬الأخلاق‭ ‬وتفسير‭ ‬النصوص‭ ‬وانتقائها‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬رغبات‭ ‬العنف‭ ‬والعنصرية‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتسلط‮ ‬والإقصاء‭.‬‮ ‬

فالتعصب‭ ‬والتطرف‭ ‬ممارسة‭ ‬أو‭ ‬خطاباً‭ ‬قائماً‭ ‬على‭ ‬الوهم‭ ‬أو‭ ‬الكذب‭ ‬بالشر‭ ‬فليس‭ ‬الإيمان‭ ‬بالفكرة‭ ‬هو‭ ‬الشر‭ ‬فلكل‭ ‬إنسان‭ ‬الحق‭ ‬بأن‭ ‬يعتقد‭ ‬بما‭ ‬يشاء‭ ‬ويؤمن‭ ‬بما‭ ‬يشاء‭ ‬ولكن‭ ‬تحويل‭ ‬الفكرة‭ ‬والاعتقاد‭ ‬إلى‭ ‬تعصب‭ ‬يحمل‭ ‬الفرد‭ ‬والجماعة‭ ‬على‭ ‬فرضها‭ ‬بالقوة‭ ‬هو‭ ‬الشر‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬الفكرة‭ ‬أو‭ ‬الاعتقاد‭ ‬أو‭ ‬الإيمان‭ ‬إلى‭ ‬معايير‭ ‬أقيس‭ ‬عليها‭ ‬حق‭ ‬الإنسان‭ ‬الآخر‭ ‬المختلف‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬فذلك‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يحول‭ ‬هذا‭ ‬المعيار‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬سلب‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬الآخر‭ ‬المختلف‭.‬

وعقلية‭ ‬النقل‭ ‬وتقديس‭ ‬النصوص‭ ‬دون‭ ‬تفكير‭ ‬حر‭ ‬ومناقشة‭ ‬لأقوال‭ ‬أصحاب‭ ‬الآراء‭ ‬ومحاولة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الحقائق‭ ‬والآراء‭ ‬الأخرى‭ ‬تقود‭ ‬الانسان‭ ‬إلى‭ ‬زنزانة‭ ‬فكرية‭ ‬وخلق‭ ‬الأساطير‭ ‬حول‭ ‬الماضي‭ ‬وتضخيم‭ ‬أدوار‭ ‬الأموات‭ ‬واختلاق‭ ‬القصص‭ ‬عن‭ ‬معجزات‭ ‬وكرامات‭ ‬لا‭ ‬يؤيدها‭ ‬العقل‭ ‬والعلم‭ ‬تبهر‭ ‬الشباب‭ ‬وتجعل‭ ‬فكرهم‭ ‬وعقولهم‭ ‬منقادة‭ ‬أوتوماتيكيا‭ ‬لتقديس‭ ‬القبور‭ ‬والأموات‭ ‬والماضي‭ ‬لأن‭ ‬نصف‭ ‬الحقيقة‭ ‬محجوب‭ ‬عنهم‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬اخطاء‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬الأسطوريين‭ ‬حتى‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬عبادة‭ ‬وتأليه‭ ‬بعض‭ ‬منهم‭ ‬وتحولت‭ ‬المذاهب‭ ‬إلى‭ ‬أديان‭ ‬وهناك‭ ‬تجهيل‭ ‬متعمد‭ ‬للناس‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬الحقائق‭ ‬والآراء‭ ‬الأخرى‭ ‬حتى‭ ‬تبقى‭ ‬فئات‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الإرهابيين‭ ‬والمتطرفين‭ ‬وأصحاب‭ ‬المصالح‭ ‬في‭ ‬الزعامة‭ ‬والمال‭ ‬والوجاهة‭ ‬والسياسة

فالتعصب‭ ‬دين‭ ‬المجرمين‭ ‬عبدة‭ ‬القوة‭ ‬الهمجية‭ ‬وطقوسهم‭ ‬فنون‭ ‬قتل‭ ‬وأيديولوجيتهم‭ ‬الجهل‭ ‬المقدس‭ ‬والظلام‭ ‬التعصب‭ ‬القاتل‭ ‬دين‭ ‬مستقل‭ ‬بذاته.‮ ‬

إذا‭ ‬سلبت‭ ‬إنساناً‭ ‬إمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومات‭ ‬ونعمة‭ ‬العقل‭ ‬يصبح‭ ‬آلة‭ ‬تقودها‭ ‬وتستغلها‭ ‬وتدمر‭ ‬صاحبها‭ ‬وهو‭ ‬مسرور‭ ‬ومتحمس‭ ‬لتدمير‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬هدف‭ ‬يرى‭ ‬جزءاً‭ ‬صغيراً‭ ‬من‭ ‬الحقائق‭ ‬عنه‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬معلومات‭ ‬مزيفة.‮ ‬

بعض‭ ‬الناس‭ ‬يسجن‭ ‬عقله‭ ‬في‭ ‬أهداف‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬مثل‭ ‬تشجيع‭ ‬الكرة‭ ‬أو‭ ‬جمع‭ ‬المال‭ ‬أو‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬وفي‭ ‬الحياة‭ ‬أهداف‭ ‬أجمل‭ ‬وأعظم‭ ‬هي‭ ‬المعرفة‭ ‬وعمل‭ ‬الخير‭ ‬ومحبة‭ ‬المساكين‭ ‬والتعلم‭ ‬والهوايات‭ ‬والمهارات‭ ‬والحرف‭ ‬ورؤية‭ ‬الطبيعة‭ ‬الجبال‭ ‬الأشجار‭ ‬الطيور‭ ‬الفراشات‭ ‬النجوم‭ ‬والبحار‭ ‬ومن‭ ‬المسالك‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬سجن‭ ‬العقل‭ ‬التربية‭ ‬الخاطئة‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬جاهلة‭ ‬منغلقة‭ ‬أو‭ ‬معلم‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬التعصب‭ ‬الديني‭ ‬أو‭ ‬العنصري‭ ‬وسرعة‭ ‬التصديق‭ ‬والانقياد‭ ‬والتقليد‭ ‬دون‭ ‬محاولة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الحقائق‭ ‬وسذاجة‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬ومستوى‭ ‬الذكاء‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يجعله‭ ‬يحاول‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المعرفة‭ ‬ويتقبل‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬له‭ ‬فوراً‭.‬‮ ‬

والمفاتيح‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬سجون‭ ‬العقل‭ ‬هي‭ ‬القراءة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬العلوم‭ ‬وعن‭ ‬مختلف‭ ‬الحضارات‭ ‬والأديان‭ ‬والعقائد‭ ‬والثقافات‭ ‬والبلدان‭ ‬والشعوب‭ ‬وقراءة‭ ‬الموسوعات‭ ‬العالمية‭ ‬ومعرفة‭ ‬اللغات‭ ‬والسفر‭ ‬بقصد‭ ‬المعرفة‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أمر‭ ‬والتفكير‭ ‬بأسلوب‭ ‬علمي‭ ‬منطقي‭ ‬وربط‭ ‬الأسباب‭ ‬بالمسببات‭ ‬والنظرة‭ ‬الشاملة‭ ‬للكون‭ ‬والحضارات‭ ‬والإنسانية‭ ‬واحترام‭ ‬الشعوب‭ ‬وحضاراتها‭ ‬ودورها‭ ‬وأثرها‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬الحالية‭ ‬والموازنة‭ ‬بين‭ ‬إيجابياتها‭ ‬وسلبياتها‭ ‬وزرع‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الحقائق‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬التعلم‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬الغرور‭ ‬والاستعلاء‭ ‬وأوهام‭ ‬التفوق‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬سجن‭ ‬عقلي‭ ‬لا‭ ‬فكاك‭ ‬منه‭ ‬ولا‭ ‬إفراج‭ ‬فالغرور‭ ‬يفصل‭ ‬الإنسان‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬والواقع‭ ‬والحياة.

وختاماً‭ ‬التطرف‭ ‬عرض‭ ‬لمرض‭ ‬وإذا‭ ‬كنا‭ ‬جادين‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬التطرف‭ ‬والتعصب‭ ‬علينا‭ ‬تجفيف‭ ‬منابعه‭ ‬الأولى‭ ‬وقطع‭ ‬جذوره‭ ‬الغائرة‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬المجتمعية‭ ‬فالتطرف‭ ‬والتعصب‭ ‬أساسهم‭ ‬عقيدة‭ ‬تدفع‭ ‬صاحبها‭ ‬إلى‭ ‬اعتقاد‭ ‬تملك‭ ‬الحقيقة‭ ‬المطلقة‭ ‬وبأن‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬باطل‭ ‬وهذا‭ ‬أساس‭ ‬المرض‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى