فادى يوسف

نودع عام … لنستقبل باقى العمر

بقلم/ فادى يوسف

تأتي‭ ‬السنة‭ ‬الجديدة‭ ‬معلنة‭ ‬انتهاء‭ ‬سنة‭ ‬مضت‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬وشر‭ ‬وتبدأ‭ ‬سنة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬وكالعادة‭ ‬نستقبل‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬بعبارات‭ ‬مختلفة‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬نستقبل‭ ‬عاما‭ ‬جديد‮  ‬بفرحة‭ ‬وسعادة‭ ‬ننتظرها‭ ‬بفارغ‭ ‬الصبر‭ ‬لكي‭ ‬نحتفل‭ ‬بها‭ ‬ونهنئ‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭ ‬ونودع‭ ‬سنة‭ ‬ماضية‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬التي‭ ‬مضت‭ ‬وتكون‭ ‬مليئة‭ ‬بالخيرات‭ ‬وتتحقق‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬الأمنيات‭.‬

وعلينا‭ ‬ان‭ ‬نطوي‭ ‬صفحة‭ ‬العام‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬الحلو‭ ‬والمر‭ ‬حتى‭ ‬السعادة‭ ‬والحزن‭ ‬نلملم‭ ‬أشياءه‭ ‬نجمعها‭ ‬ونتركها‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬زوايا‭ ‬الذاكرة‭ ‬نستعد‭ ‬للفرق‭ ‬بصمت‭ ‬ونودع‭ ‬عام‭ ‬لنستقبل‭ ‬باقي‭ ‬العمر‭.‬

بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأمنيات‭ ‬السعيدة‭ ‬بالسنة‭ ‬الجديدة‭ ‬فإن‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬هي‭ ‬فرصة‭ ‬لاختبار‭ ‬فرص‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭ ‬طبعا‭ ‬فبلغة‭ ‬الزمن‭ ‬السنوات‭ ‬مجرد‭ ‬فاصل‭ ‬بين‭ ‬أيام‭ ‬شهر‭ ‬انقضى‭ ‬وشهر‭ ‬يتبعه‭ ‬لكن‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬بداية‭ ‬لسنة‭ ‬جديدة‭ ‬بلغة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والسياسة‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الإنساني‭ ‬هي‭ ‬سنوات‭ ‬تنقضي‭ ‬من‭ ‬أعمارنا‭.‬

ففي‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬مع‭ ‬قرب‭ ‬استقبال‭ ‬السنة‭ ‬الجديدة‭ ‬تراودنا‭ ‬الأفكار‭ ‬نفسها‭.. ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬جديد‭ ‬نتذكر‭ ‬حياتنا‭ ‬وأحلامنا‭ ‬وطموحاتنا‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬نحقق‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬نستطع‭ ‬تحقيقه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬سبقه‭ ‬لأن‭ ‬الذي‭ ‬مضى‭ ‬للأسف‭ ‬كان‭ ‬بسرعة‭ ‬البرق‭ ‬ولم‭ ‬نتمكن‭ ‬خلاله‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬كثير‭ ‬مما‭ ‬كنا‭ ‬نتمناه‭ ‬ويكون‭ ‬الحل‭ ‬بأن‭ ‬نضع‭ ‬كل‭ ‬آمالنا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬الأمنيات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تتشابه‭ ‬كثيراً‭ ‬فمعظمها‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬تحقيق‭ ‬دخل‭ ‬أكبر‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬أفضل‭ ‬وشراء‭ ‬سيارة‭ ‬أحدث‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬أكبر‭ ‬و‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬أفضل‭ ‬وأحيانا‭ ‬تتعلق‭ ‬الأمنية‭ ‬بتكوين‭ ‬أسرة‭ ‬أو‭ ‬إنجاب‭ ‬الأطفال‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمنيات‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬أفكارنا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬ونعقد‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬تحقيقها‭ ‬لكن‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬عدة‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬نكتشف‭ ‬أن‭ ‬طموحاتنا‭ ‬وأمنياتنا‭ ‬أخذت‭ ‬تتراجع‭ ‬أمام‭ ‬المد‭ ‬الجارف‭ ‬لمتطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬المتسارعة‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬حتى‭ ‬بالتقاط‭ ‬الأنفاس‭ ‬فنجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬نرحل‭ ‬أمنياتنا‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬القادم‭!!‬

المشكلة‭ ‬هي‭ ‬أننا‭ ‬نضع‭ ‬أمنيات‭ ‬غير‭ ‬محددة‭ ‬المعالم‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للقياس‭ ‬أو‭ ‬بلا‭ ‬نهاية‭ ‬وبلا‭ ‬برنامج‭ ‬زمني‭ ‬وأحياناً‭ ‬تكون‭ ‬غير‭ ‬واقعية‭ ‬وغير‭ ‬قابلة‭ ‬للتطبيق‭!! ‬تعلمت‭ ‬شيئاً‭ ‬يساعدني‭ ‬عندما‭ ‬أحدد‭ ‬أمنيات‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬حيث‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬لماذا‭ ‬نريد‭ ‬هذه‭ ‬الأمنيات‭ ‬وما‭ ‬التأثير‭ ‬أو‭ ‬التغيير‭ ‬الذي‭ ‬ستحدثه‭ ‬فينا‭ ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكتب‭ ‬قائمة‭ ‬بكل‭ ‬رغباتك‭ ‬للعام‭ ‬الجديد‭ ‬ثم‭ ‬تختار‭ ‬أهم‭ ‬12‭ ‬رغبة‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬12‭ ‬شهراً‭ ‬بحسب‭ ‬الأولوية‭ ‬وتكتب‭ ‬قائمة‭ ‬بكل‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحقيقها‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المنصرم‭ ‬وتراجعها‭ ‬باستمرار‭ ‬عندما‭ ‬يخيم‭ ‬الإحباط‭ ‬أو‭ ‬التراجع‭ ‬على‭ ‬مزاجك‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأيام‭ ‬ثم‭ ‬تحب‭ ‬شخصا‭ ‬ما‭ ‬وتجعل‭ ‬شخصا‭ ‬جديدا‭ ‬يحبك‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وتقرأ‭ ‬كتابا‭ ‬جديدا‭ ‬لتطوير‭ ‬المعرفة‭ ‬لديك‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬وتمارس‭ ‬الرياضة‭ ‬والهوايات‭ ‬التي‭ ‬تفضلها‭ ‬فهي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تصفية‭ ‬الذهن‭ ‬وتنشيط‭ ‬الذاكرة‭ ‬وإطالة‭ ‬العمر‭ ‬وتبعث‭ ‬السعادة‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬وتتعلم‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬شيئاً‭ ‬جديداً‭ ‬وتكافئ‭ ‬نفسك‭ ‬كلما‭ ‬حققت‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬طموحاتك‭ ‬وتجعل‭ ‬أحاديثك‭ ‬إيجابية‭ ‬دائما‭ ‬وتؤمن‭ ‬بنفسك‭ ‬حتى‭ ‬يؤمن‭ ‬بك‭ ‬الآخرون‭.‬

صديقى‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬‮ ‬وبداية‭ ‬عام‭ ‬جديد …‬‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬موسم‭ ‬من‭ ‬حياتك‭ ‬اليوم‭ ‬؟‭ ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الآحلام‭ ‬والطموحات‭ ‬‮ ‬التي‭ ‬على‭ ‬قلبك‭ ‬للوصول‭ ‬اليها‭ ‬؟؟

ولكننى‭ ‬اشجعك‭ ‬على‭ ‬الأستمتاع‭ ‬بهذه‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أفضل‭ ‬أيام‭ ‬عمرك‭ ‬إذا‭ ‬قررت‭ ‬أنت‭ ‬ذلك‭ ‬بالسعادة‭ ‬قرار‭ ‬وليست‭ ‬صدف‭ ‬وتمنياتي‭ ‬لك‭ ‬بكل‭ ‬نجاح‭ ‬وتقدم‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬المميز‭ ‬‮0202‬‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬أنطلاق‭ ‬لقطار‭ ‬أنجازات‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬ولا‭ ‬يهدأ‭ ‬فكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بألف‭ ‬خير‭.‬‮ ‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى