تقاريرنيفين جرجس

كـنيسـتـنـا الحـلـوة

بقلم/ نيفين جرجس

تطلق‭ ‬كلمة‭ ‬غربه‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬يعيش‭ ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬ليست‭ ‬وطنه‭ ‬الاصلى‭ ‬فهو‭ ‬فى‭ ‬غربه‭ ‬او‭ ‬شخص‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬مجموعه‭ ‬اشخاص‭ ‬هم‭ ‬وفى‭ ‬معظم‭ ‬الاحوال‭ ‬يشعر‭ ‬الفرد‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الغربه‭ ‬بالحنين‭ ‬الى‭ ‬وطنه‭ ‬الاصلى‭ ‬او‭ ‬بيته‭ ‬واصدقاءه‭ ‬ومعارفه.‭ ‬

الكنيسه‭ ‬تعلمنا‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬على‭ ‬اننا‭ ‬مؤمنين‭ ‬مغتربين‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الارض‭ ‬فهذا‭ ‬ليس‭ ‬وطننا‭ ‬الحقيقى‭ ‬بل‭ ‬لنا‭ ‬وطنا‭ ‬سماويا‭ ‬هو‭ ‬الاعظم‭ ‬وينبغى‭ ‬الاستعداد‭ ‬له‭ ‬ونحن‭ ‬بعد‭ ‬على‭ ‬الارض‭.‬

الكنيسة‭ ‬القبطية‭ ‬الأرثوذكسية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الكنائس‭ ‬الأرثوذكسية‭ ‬المشرقية،‭ ‬وهي‭ ‬مؤسسة‭ ‬على‭ ‬تعاليم‭ ‬القديس‭ ‬مرقس‭ ‬الذي‭ ‬رافق‭ ‬مار‭ ‬بطرس‭ ‬وبولس‭ ‬وكان‭ ‬يخدمهما‭ ‬وكان‭ ‬بطرس‭ ‬يسميه‭ ‬ابنه‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬بطرس‭ ‬الأولى‭: ‬يسلم‭ ‬عليكم‭ ‬مرقس‭ ‬ابني‭ ‬في‭ ‬بطرس‭ ‬الرسالة‭ ‬الأولى،‭ ‬الأصحاح‭ ‬5‭ ‬الآية‭ ‬13،‭ ‬ومرقس‭ ‬بشَّر‭ ‬بالمسيحية‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬الحاكم‭ ‬الروماني‭ ‬‭”‬نيرون‭”‬‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الأول،‭ ‬بعد‭ ‬حوالي‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬بشارة‭ ‬المسيح‭ ‬وصعوده‭ ‬إلى‭ ‬السماوات،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬شخص‭ ‬يؤمن‭ ‬بالمسيح‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬إسكافيا‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬القديس‭ ‬مرقس‭ ‬بمجرد‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬لإصلاح‭ ‬حذائه‭ ‬الذي‭ ‬اهترأ‭ ‬من‭ ‬السفر،‭ ‬فصرخ‭ ‬الإسكافي‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬عندما‭ ‬دخلت‭ ‬الإبرة‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬يده،‭ ‬وهنا‭ ‬بدأ‭ ‬القديس‭ ‬مرقس‭ ‬يشرح‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬الله‭ ‬وكيف‭ ‬أتى‭ ‬المسيح‭ ‬لخلاص‭ ‬البشر‭ ‬فآمن‭ ‬الإسكافي‭ ‬وأهل‭ ‬بيته‭.‬

فى‭ ‬الغربه‭ ‬بيكون‭ ‬همنا‭ ‬الاول‭ ‬والاخير‭ ‬ازاى‭ ‬نربى‭ ‬اولادنا‭ ‬بتعاليم‭ ‬كنسيه‭ ‬صحيحه‭ ‬بعيده‭ ‬عن‭ ‬تقاليد‭ ‬وعادات‭ ‬المجتمعات‭ ‬الغربيه‭ ‬فالطفل‭ ‬منذ‭ ‬نعومه‭ ‬اظافره‭ ‬يواظب‭ ‬على‭ ‬مدارس‭ ‬الاحد‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬مشاركته‭ ‬فى‭ ‬انشطه‭ ‬الكنيسة‭ ‬من‭ ‬مؤتمرات‭ ‬ورحلات‭ ‬حتى‭ ‬ممارسه‭ ‬الرياضه‭ ‬التى‭ ‬تتم‭ ‬فى‭ ‬قاعة‭ ‬الالعاب‭ ‬داخل‭ ‬الكنيسة‭ ‬للحرص‭ ‬على‭ ‬سلامته‭ ‬وعدم‭ ‬اختلاطه‭ ‬بالغرباء.‭ ‬

أول‭ ‬تخوف‭ ‬بيكون‭ ‬لدى‭ ‬الاهالى‭ ‬ازاى‭ ‬اولادنا‭ ‬يمارسوا‭ ‬شعائرهم‭ ‬الدينيه‭ ‬داخل‭ ‬الدول‭ ‬الخارجيه‭ ‬بأمان‭ ‬لان‭ ‬الاشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يهاجروا‭  ‬بطبيعه‭ ‬الحال‭  ‬اكتسبوا‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬البيئه‭ ‬المحيطه‭ ‬بها‭ ‬وايضا‭ ‬هناك‭ ‬تخوف‭ ‬اخر‭ ‬وهو‭ ‬هل‭ ‬الكنائس‭ ‬جوه‭ ‬مصر‭ ‬زى‭ ‬بره‭ ‬مصر‭.‬

كنيستنا‭ ‬القبطيه‭ ‬الارثوذكسية‭ ‬من‭ ‬الكنائس‭ ‬لن‭ ‬تتغير‭ ‬باختلاف‭ ‬المكان‭ ‬لديها‭ ‬مبادئ‭ ‬وعادات‭ ‬راسخه‭ ‬منذ‭ ‬بدايتها‭ ‬واهمها‭ ‬هو‭ ‬نقل‭ ‬الكنائس‭ ‬المصرية‭ ‬الى‭ ‬بلاد‭ ‬المهجر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاسلوب‭ ‬والتنشئه‭ ‬والتربيه.‭ ‬

وهناك‭ ‬تخوف‭ ‬اخر‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬الموجوده‭ ‬خارج‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ممارسه‭ ‬الحريه‭ ‬واختلاف‭ ‬الثقافات‭ ‬الموجوده‭ ‬فيها‭ ‬لذا‭ ‬الكنيسه‭ ‬تقوم‭ ‬بالدور‭ ‬التربوى‭ ‬وما‭ ‬الذى‭ ‬نستطيع‭ ‬اخذه‭ ‬والذى‭ ‬نستطيع‭ ‬تركه‭.‬

تختلف‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬قاطبة‭ ‬فالعادات‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬توارثته‭ ‬الأجيال‭ ‬من‭ ‬أفعال‭ ‬وأقوال‭ ‬وتبقى‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬والطقوس‭ ‬الدينية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

حينما‭ ‬هاجرنا‭ ‬الى‭ ‬امريكا‭ ‬وجدنا‭ ‬مالم‭ ‬نتوقعه‭ ‬كنائس‭ ‬عامره‭ ‬بالخدمه‭ ‬كهنه‭ ‬هدفهم‭ ‬الاول‭ ‬جلب‭ ‬النفوس‭ ‬الى‭ ‬مذبحها‭ ‬وضم‭ ‬الاطفال‭ ‬الى‭ ‬خورسها‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬نتمناه‭ ‬ان‭ ‬تضم‭ ‬الكنيسه‭ ‬ابنائها‭ ‬الى‭ ‬حضنها.‭ ‬

من‭ ‬الكنائس‭ ‬التى‭ ‬نستطيع‭ ‬ان‭ ‬نشيد‭ ‬بها‭ ‬سان‭ ‬جون‭ ‬كنيسه‭ ‬عامره‭ ‬بالاباء‭ ‬الكهنه‭ ‬المميزين‭ ‬وخدمه‭ ‬الاطفال‭ ‬وجلب‭ ‬الشباب‭ ‬مجموعة‭ ‬هائله‭ ‬من‭ ‬الخدام‭ ‬والخادمات‭ ‬بخلاف‭ ‬الامكانيات‭ ‬التى‭ ‬توفرها‭ ‬الكنائس‭ ‬لخدمه‭ ‬ابنائها‭ ‬الجدد‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ولكن‭ ‬دعونا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬خدمه‭ ‬الكورال‭ ‬اطفال‭ ‬ترتل‭ ‬مثل‭ ‬الملائكه‭ ‬فى‭ ‬توب‭ ‬ابيض‭ ‬جميل‭ ‬تراتيل‭ ‬مصرية‭ ‬وانجليزية‭ ‬والحان‭ ‬خدمة‭ ‬تستحق‭ ‬ان‭ ‬نشيد‭ ‬بها‭ ‬وتدريبات‭ ‬استمرت‭ ‬لثلاث‭ ‬شهور‭ ‬لكى‭ ‬يكلل‭ ‬الرب‭ ‬عملهم‭ ‬بالنجاح‭ ‬ابناءنا‭ ‬فى‭ ‬يد‭ ‬امينه‭ ‬وهى‭ ‬يد‭ ‬الكنيسة‭ ‬ولكن‭ ‬نحن‭ ‬علينا‭ ‬الالتزام‭ ‬معهم‭ ‬وحرصنا‭ ‬على‭ ‬تواجدهم‭ ‬داخل‭ ‬الكنيسة‭.‬

ايضا‭ ‬من‭ ‬الاشياء‭ ‬الهامه‭ ‬التى‭ ‬تحرص‭ ‬عليها‭ ‬الكنائس‭ ‬فى‭ ‬الغرب‭ ‬خدمه‭ ‬لابنائها‭ ‬نشر‭ ‬الرساله‭ ‬البابويه‭ ‬من‭ ‬البابا‭ ‬وارسالها‭ ‬وترجمتها‭ ‬الى‭ ‬18‭ ‬لغه‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬ويعمل‭ ‬بفريق‭ ‬الترجمه‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬شخص‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬وايضا‭ ‬كنيستنا‭ ‬حريصه‭ ‬على‭ ‬ربط‭ ‬الكنيسه‭ ‬الام‭ ‬بكنائس‭ ‬وشعب‭ ‬المهجر.‭ ‬

ايضا‭ ‬ابانا‭ ‬الطوباوى‭ ‬قداسه‭ ‬البابا‭ ‬تواضروس‭ ‬الثانى‭ ‬حريص‭ ‬على‭ ‬التواجد‭ ‬وسط‭ ‬ابناؤه‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬يقول‭ ‬انا‭ ‬بطريرك‭ ‬وخدمتى‭ ‬ان‭ ‬اتفقد‭ ‬اولادى‭ ‬وانا‭ ‬هنا‭ ‬بحب‭ ‬اشوفهم‭ ‬وجها‭ ‬لوجه البابا‭ ‬معروف‭ ‬بتواجده‭ ‬وسط‭ ‬الشباب‭ ‬حيث‭ ‬اطلق‭ ‬عليه‭ ‬البعض بابا‭ ‬الشباب‭ ‬لنشاطه‭ ‬الغير‭ ‬عادى‭.‬

نحن‭ ‬فى‭ ‬الغرب‭ ‬لا‭ ‬نشعر‭ ‬بالوحده‭ ‬لان‭ ‬لدينا‭ ‬ام‭ ‬تضمنا‭ ‬داخل‭ ‬محضرها‭ ‬واباء‭ ‬ترعى‭ ‬شئون‭ ‬ابنائها‭ ‬جميعنا‭ ‬اسرة‭ ‬كبيرة‭ ‬ونشعر‭ ‬بالامان‭ ‬على‭ ‬ابنائنا‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى