أين من حاكموك يا أبّرَ الأبرياء أين من أتهموك وبظلم أدانوك أقاموا الأسوار ورفعوا الجدار وقاموا بالإختفاء وراء ادعاءات باطله وراء اتهامات ظالمه لم يمنعهم الحياء عن الكذب وعن البهتان فأين أنت..وأين هم الآن؟ حاكموك وهم المذنبون بجريهم وراء الظنون وتركوك وحدك فى البستان بلا رفيق أو صدر حنون أبعدوا عنك الأصدقاء بتأويل للكلام وبالإفتراء ضائعة حياتهم وبلا مضمون وتعبيرات وجوههم بلهاء رؤوسهم فارغة بلا أذهان فأين أنت..وأين هم الآن؟ لم يجدوا فيك علّةً أيها البار غير أنهم لم يعرفوك يا فاحص الكلى والقلوب ياعالم الأسرار أين مرضاهم ومن شفيت أين موتاهم ومن أقمت أين السامريه أين منك المجدليه وكم من خطاة قد سامحت أين هيرودس وقيافا وحنان أين أنت..وأين هم الآن؟ حاكموك من وصمتهم بالرياء أدانوك يا أنقى الأنقياء من يصلون أوقاتهم ويصومون طقوسهم كى يظهروا للناس أتقياء وجوههم من الخارج مبيّضَه ونياتهم على السوء مبيّتَه إلى العيون فقط ينظرون وأنت تنظر القلوب ولا يعلمون لم يفهموك يا ابن الإنسان فأين أنت..وأين هم الآن؟ أهانوك ياجبل الكبرياء ياآخر شمعة تضئ ليالى الشر السوداء ياآخر زهرة تفئ برائحة بخور السماء ياشجرة الحياة المثمره فى صحارى الغربة والتوهان فأين أنت..وأين هم الآن؟ قتلوك يا أوفى الأوفياء قتلوك وكنت هواهم وآخر حب أتاهم فى زمن عَزّ فيه الوفاء أشبعتهم بالحنان وشعروا معك بأمان لم يجدوه فى الأقرباء وبدلاً من الإمتنان لأجمل زمن عاشوه لأوفى حب عرفوه راحوا فى غفلة النسيان فأين أنت..وأين هم الآن؟ سلموا أنفسهم للضياع وتشتتوا فى البقاع إنتقام عدالة السماء لا أمل لهم ولا رجاء جزاء إحسا نٍ بِشَرٍ جازوك رفضوك وأنت الحبيب وانساقوا وراء وهم غريب فليس لهم معك نصيب من ديارهم أخرجوك فاستحقوا لعنة الآباء إلى الأبد وحتى الإنقضاء ولم يعودوا شعبك الذى كان فأين أنت..وأين هم الآن؟ لماذا أتيت إليهم كان حبك كثيراً عليهم فلم يتحملوه وأهملوه كأنهم لم يكونوا يوماً عاشوه أتيت إليهم كالصباح الجديد لكنهم أحبوا الظلماء ورفضوا الفجر الوليد تركوا الواحة الخضراء وفضلوا التيه فى الصحراء فلم يعد لهم فى فكرك مكان وأين أنت..وأين هم الآن؟ أنت على عرشك مخضب بدماء نَزَفت بمرارة فى بيت الأحباء أنت فى عليائك مكلل بالمجد مبجل فى سمائك وأتممت الوعد قدرتك تملأ الدنيا وكلمتك هيا العليا على الأرض وفى السماء أنت كما أنت وسنوك لاتبلى أروع جمالاً من البشر لا أطيب ولا أحلى أيدت شعبك بالرجاء ولم يعد للخطية سلطان فأين هم … أين هم الآن؟