عبير حلمى

إسـم فـى معنــى…

بقلم/ عبير حلمى

هناك بعض الأمور في حياتنا يكون لنا دخل فيها و البعض الأخر ليس لنا حق الإختيار لها وتلك الأمور التي يقع علينا حق الإختيار لها غالبًا تجلب لنا السعادة وفي بعض الأحيان تجلب لنا الشقاء والتعاسة، لو تم الإختيار بشكل خاطىء أو إختيار متسرع وبدون تمييز.

لذلك يجب علينا الحذر وكل الحذر في واقع إختيارنا ودقه الإختيار والهدف والنتيجة من ذلك الإختيار بدراسة وحكمة لكي تكون إختياراتنا سليمة وجيدة، وتكون إختيارتنا المدروسة بدقة سبب سعادة لنا ولكل من حولنا.

لكن هناك بعض الأمور ليس لنا يد فيها نهائي وتفرض علينا للأسف، وأحيانا تكون سبب راحة لنا والحين الآخر تكون سبب ضيق ومشاكل ومضايقات متعدده لنا لا حصر لها، وتتسبب في بعض الأزمات النفسية أيضا للبعض والبعض الآخر يحاول وضع حل بطريقة أو آخرى ولكن في أغلب الأمور ومعظم الظروف لا يتم تصحيح المسار بطريقة رسمية تمنح الراحة والهدوء والسلام في نفوس البشر.

ومن أمثلة تلك الظروف أو الأمور التي تكون خارج عن إرادتنا في واقع الأمر ومنها عدم قدرتنا على الإختيار ليوم الميلاد ويوم مقابلة وجة الله الكريم وما بينهم من حياة طويلة أو قصيرة حسب أمر الله عز وجل فكل هذا ليس لنا خيار فيه و أيضًا إختيار أسماءنا هكذا،
اسماءنا للأسف كما يقال مش اختيارنا ونجبر عليها في شهادة الميلاد إلي شهادة الوفاة وما بينهم طول الحياة من شهادات وأوراق رسمية منها البطاقة وجواز السفر وأوراق الدراسة وخلافه …..
حتى ورق الزواج الرسمي محكوم بذلك الإسم دون أدنى إعتراض من كل واحد فينا، وهذا أشبه بالكابوس للبعض وللآخريين أحيانا مصدر سعادة وفرح وراحة بال أحياناً، و نحن هنا ليس بصدد من له إسم راضي عنه أو فرحان به لأنه يحمل في طياته معنى سامي أو يشير لأحد الأبطال أو العظماء أو نجوم المجتمع المفضلين لنا على جميع الأصعدة الفنية والرياضية…..الخ.

أو ذلك الإسم الذي يمنح الطاقة الإيجابية ويمنح روح المرح والسعادة مثلاً في كل ذلك صاحب الإسم لم يعترض أو يكون سبب لمشاكل أو ضيقات له، و لكن من المحزن والمؤسف أن يكون من له حق الاختيار لكل أمور حياته لم يكن لديه القدره على قبول أو رفض أهم قرار في حياته وهو إسمه الذي يصبح جزء من كيانه في كل مراحل عمره ومناسباته السعيدة، وأيضًا غير السعيدة فهو لا يتغير حسب المواقف طبعا ولا حسب مراحل العمر ولا حسب رغبتنا، وياليت كان هذا الإسم يقابل من كل البشر الرضى و القبول من كل الشخص بما له و ما عليه من معنى أو صفه، وأن يتقبل إسمه ويتعامل معاه أيضًا وكأنه من اختاره لنفسه تمامًا وهذا لم يحدث بالطبع، ولكن هناك حالات رغم عدم إختيار إسمها طبعاً إلا أنهم راضيين وبكل قوة وشدة وفرح على ذلك وكأنه إختيارهم تماماً وذلك يرجع لقوة الإيمان والثقة بالله والثقة بالأهل أنهم اختاروا بعد تدقيق وبحث في معنى الاسم وتم إختياره عن قناعة لهذا الإسم المحبب لهم.

وهنا نقول أحياناً داخل قلوبنا الحمدلله لا نجد أعظم منه إسم ولا نتمنى غيره على الإطلاق، وهنا وصلنا لما هو أهم …….
وهو لو إعتراضنا على الإسم الذي وقع إختياره يوم ميلادنا وفرض علينا طوال حياتنا ونحن غير راغبين هذا الإسم أو معناه أو صفاته أو… أو… أو، وقد نكون غير راضين تماما على واقع ذلك التسمية والبعض يحاول تعديله أو تغيره، والبعض الآخر يختار لنفسة إسم شهرة أو إسم دلع أو يحاول تغيره في السجلات وتبدأ رحلة العذاب والشقاء على حسب نوع إختيار أحد الحلول هذه، ولو تم اختيار إسم الدلع وهو غالباً بإختيار أحد أفراد الأسرة أيضاً ونحن في المَّهد وذلك نوع من أنواع الدلع والمداعبة… والمحبة الخاطئة بالفعل … وهنا نقصد ما تعنيه الكلمة تماما فعلا فهو فعل خاطئ يتسبب في مشاكل عديده للأطفال منذ الصغر، فأغلبها عقد نفسية وضيق وغضب وكره للإسم ولصاحب الإسم نفسه و للشخص الذي يقوم بالدلع والتدليل، و أحياناً آخرى يكون السبب هنا ولادة مشاعر الاستياء أو الانتقام أو التقليد لبعض أصحاب هذه الأسماء وهذا كارثه أخرى، فقد يكون صاحب هذا الإسم المفروض مأخوذ من فيلم أكشن أو عنف أو رعب مثلا، ففي هذه الحالة هنا يكون تقليد أعمى يؤثر بالسلب غالباً على حياة هذا الطفل.

أسباب تجعل من إبنك طفل حزين مكتئب:

1- تلك الإسم الدلع يسبب له حرج وضيق بين زملاءه في المدرسة ويكون سبب سخرية منه أيضًا.

2- يشعر في الصغر وكأنه شخصين ولكل منهم إسم ويرفض أحدهما وغالباً يرفض إسمه الأصلي ويعود ويتعود على الأسم المستعار (الدلع).

3- وهناك طفل يرفض الإسمين وكأنه يطلب الحرية، وكل ذلك بسبب سوء إختيار الإسم المناسب من أول يوم.

فالبعض يجد في إسمه مصدر القوة والثبات والفخر والنصره والعزة والشموخ أيضًا، والبعض الآخر يتلمس الشفاء ويصبح ذلك الإسم بمثابة وجع دائم وألم لم يطيب منه، وأحيانا يكون جرح غائر في كرامة الإنسان أو سبب حدوث كارثه حقيقية في حياته منها إرتكاب أحد الجرائم بسبب ذلك الإسم مثلا في حالة المشاجرة مع زميل دراسة للسخرية من تلك الإسم وصاحبه فتحدث الكارثة وهي…..

المشاجرة بينهم وتكون نتيجتها كارثة، تكون بمثابة جريمة حقاً وأحياناً مع ضعف النفس البشرية فصاحب الإسم مثلاً يقوم بالإنتحار أو القتل العمد أو غير عمد وفي كلتا الحالتين فهو بسبب غضبه من السخرية من إسمه.

هنا ومن هذا المنبر الإعلامي وهي الصحافة المستنيرة للعقول المثقفة الواعية الباحثة عن العلم والحقيقة والتطور… النصح والإرشاد للحذر من إختيار أسماء أولادنا فلذات أكبادنا، فنحن هنا بصدد بعض النصائح المفيده جداً لحياة أولادكم:

أولاً: على كل أم أثناء فترة الحمل إختيار إسم واحد لا غير للمولد لو كان ذكر واسم واحد لا غير للمولودة لو كانت أنثى.

ثانيا: يكون الإسم ذو معنى إيجابي فمن خلاله تتكون شخصية الإنسان وتؤثر فيه وتتأثر حياته كلها به وهذا ما سنقدمه في العدد القادم.

وتأثير الإسم على حياتنا وبعض المعاني لبعض الأسماء الناجحه بسبب الأسم والعكس بالعكس.

ثالثا: نرجو عدم إطلاق إسم آخر على الطفل نهائياً وذلك من باب الحرص على أن يحب الطفل المدرسة بالفعل، ويستجيب للمعلم في أي نداء له وأن يحب إسمه ولا يرفضه بسبب إسم الدلع ويكون له شخصيه مستقلة …الخ.

رابعا: يكون الإسم ذو معنى معروف للطفل ويكون ذو فخر له ويكون مختار بعناية خاصة ويكون في محتواه يدل على هاوية الطفل وهذا شيء يؤثر بالإيجاب عنده والحماس الوطني لدي الأطفال بالأخص.

ويكون ذلك الإسم له مثال وقدوة حسنه من أبطال التاريخ يحتذى به أو أحد المشاهير ذو أعمال وطنية مشهود لهم وخلافه لكي يكون بمثابة القدوة الحقيقية والمثل الحي للطفل، أو يكون شخص ناجح جداً كمثال وقدوه أيضًا له في حياتة و يختار على إسم أحد أفراد العائلة بس بشرط يكون شخص محبوب جداً من الجميع وناجح أيضًا، وهنا نصيحة جديدة … لا تقارن طفلك بأي أحد أبدًا مع نظيره على كافة أمور الحياة حتى لو يحمل نفس الاسم.

سنتكلم أيضا في الأعداد القادمة عن المقارنات وما تسببه من مشاكل نفسية وصحية عند الأطفال والكبار أحياناً، وهنا نرجوا الحذر حينما نختار أسماء أولادنا وبناتنا، فهو ما يصاحب إبنك طول حياتة ويكون سبب فرح وسعادة وراحة نفسيه وسلوكية له، أو يكون سبب اكتئاب و تعاسة في حياتة للأبد، وسوف نعرض في العدد القادم بعض المعاني الهامة للأسماء وبعض القصص والحكايات كانت بسبب تلك الاسماء من نجاح أو فشل، الحذر كل الحذر في الإختيار وخصوصاً إختيار الإسم سواء الحقيقي أو الشهرة لما له تأثير على المستقبل فعلياً.

*ملخص هام*

– إسم في معنى يساوي قصة حياة…

– إسم في معنى يؤدي إلى النجاح أو إلى الفشل…

– إسم في معنى يحقق السعادة أو الشقاء…

– إسم في معنى هو تاريخ وحضارة للمجتمع وللشعوب…

– إسم في معنى هو عمل الله في حياتنا من خلال الرضى والقبول والشكر…

– إسم في معنى ….حرية ومواطنة…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى