تقاريرحواراتعاجلفنون وثقافة
وداعـــاً مــفـيــد…
كاريزما فى حوار لا تنقصه الصراحة..مع الراحل العظيم الكاتب والإعلامى الكبير مـفـيـد فـوزى قبل وفاته بأسابيع
كاريزما فى حوار لا تنقصه الصراحة..مع الراحل العظيم الكاتب والإعلامى الكبير مـفـيـد فـوزى قبل وفاته بأسابيع.
– تجربتى مع الألم كشفت لى أن عافيتى هى رأس مالى.
– نشر الوعى مسؤلية القائمين على الإعلام المصرى وهو ليس فى أفضل حالاته.
– الغلظة السكانية يجب أن تكون هدفاً للحـوار المجتمعى.
– الشهرة..نعمـة لكنها..أخذت منى راحتى.
– الراديو..ونس العمر.. فى ليالى الوحدة !.
– التواصل الإجتماعى دخل إلى حياتنا وحولها إلى تباعد.. قبل الكورونا.
– لازلت أستمتع بصوت عبد الحليم وأشتاق إلى ضحكة من القلب.
– كواليس أحدث كتبى وهو حكايات لها معنى وربما مغزى.
من المؤكد أن الحوار مع أشهر محاور صحفي وتليفزيوني في مصر لم يكن طريقه مفروشا بالورود ..بل كان محفوفا بالقلق الذي يغلفه الامتنان لأستاذ تعلم منه الكثيرون لغة الحوار وأسلوبه وأدواته وكنت واحدة من هؤلاء..
تجربة الألم الأخيرة التي مر بها الأستاذ مفيد فوزي بسلام والحمد لله وتكللت بالشفاء لم تكن مثل أي تجربة عند أي إنسان آخر..
الشعور بالألم جعله غير قادر علي الكتابة أو الأكل أو ارتداء ملابسه ..إلا بالمساعدة.
وعلي الرغم من انه دوما صاحب المبادرة في طرح الأسئلة والبحث عن المعلومة إلا أنه وافق علي دعوتي لإجراء الحوار وكنا في ضيافته.. عندما زار القاهرة بعد غياب إمتد لأكثر من عشر سنوات الإعلامى الأستاذ وائل لطف الله
الناشر ورئيس تحرير صحيفة كاريزما عندما جاء إلي القاهرة برفقة الجالية المصرية التي زارت مصر مؤخرا.. واليكم التفاصيل..
– بادر الأستاذ مفيد فوزي وائل لطف الله بسؤاله عن رؤيته لمصر كيف يراها بعد عشر سنوات من الهجرة ؟
– واكتشفنا أن الأستاذ هو الذي يجري الحوار ويدير دفته وأجاب وائل قائلا:
أنا خريج إعلام جامعة القاهرة.. وهاجرت إلي الولايات المتحدة وعندي صحيفة أمريكية عربية ورقية تطبع وتوزع فى كاليفونيا وبعض الولايات وموقع إلكترونى وقناة هناك.. أما عن إنطباعي في ما رأيته في الشارع المصري فإنني أشعر إنه بخير بفضل الناس الطيبين إنني أراهن علي أصالة رجل الشارع في مصر..
أما الجيل الجديد فهو جيل راقي، ومتعلم يعرف كيف يتكلم، وكيف يتعلم ويطور نفسه.
– وكتب إهداء كتابه الأخير (كواليس)
إلي المصري الجدع في أمريكا .. الأخ وائل لطف الله مع تحياتي مفيد فوزي..
وقد أشار الأستاذ مفيد فوزي إلي اللقاء في فقرته الأسبوعية التي يقدمها مع الإعلامي تامر أمين في برنامجه (آخر النهار) الذي يذاع علي (قناة النهار الفضائية) قال الأستاذ مفيد في حديثه التليفزيوني وائل شاب نجح في الإعلام وأقام في أمريكا لمدة عشر سنوات ولديه صحيفة وقناة في أمريكا إنتهزت فرصة وجوده معي وقبل أن يستجوبني ويجري حديثا ويصورني سألته..
– قلت له يا وائل رد علي هذه الأسئلة :
قال لي باليقين ؟.. قلت له باليقين..
– قلت: ما الذي بهرك في مصر؟
طرق وكباري لا حدود لها في مصر مبهرة علي مستوي العالم.
– قلت له: إيه إللى معذبك فى مصر؟
شبرا.. لم تتغير مكدسة بالبشر.
– قلت له: حقيقة شبرا إيه؟
شايلة أضعاف حمولتها.
– قلت له: القيادة في شورارع مصر..؟
قال: سيرك .
– قلت له : الأخلاق ؟
قال: تحسنت بدليل أنني لم اسـمع عن أي بنت يتم التحرش بها في الطريق العام
– قلت له كيف تري البنات في مصر ..؟
قال: صرن أقوي وأكثر إستقلالية.
– قلت له كيف تري المصري من داخله؟
قال: عنده رغبة قوية جدا في إتقان شـغله إلا قليلا..
واختتم الأستاذ مفيد فقرته التليفزيونية بالإشادة بــ وائل لطف الله المصري المقيم في أمريكا وسط مصريين بقوله عجبني لأنه عايش في أمريكا وسط مصريين ولم ينفصل عن الواقع المصري.
من بنوار الحياة نتأمل..
وهنا بدأ الحوار مع الأستاذ مفيد فوزي عن رؤيته للإعلام المصري وقال إنه ليس في أفضل حالاته او تجلياته ولابد من التطوير والإهتمام بالبرامج الثقافية وبرامج الأطفال إلى جانب الإهتمام بالجانب التوعوى والتثقيفى خاصة للشباب، مؤكدا أن مسؤولية صناعة الوعى تقع علي كاهل القائمين على الإعلام.
وأضاف قائلا انه يحرص علي قراءة الصحف الورقية يومياً..
فـضـفـضــة..
ـ قلت له: دعني أسالك عن لحظات الألم التي مررت بها..كيف تراها بعد أن تم الشفاء والحمد لله؟
عشت ألما مفاجئا حيث سقطت في الشارع وأصيبت يوم الثاني والعشرون من يناير 2022 في كتفي الأيمن بشرخ.. وكانت هناك صعوبة في إستخدام يدي اليمني ولا استطيع أن ارفعها كما ينبغي.. ومع العلاج الطبيعي إجتزت هذه الفترة..حيث تعلمت بمساعدة طبيب العلاج الطبيعي أن أتحرك واقوي العضلة التي أصيبت.. وأحاول أن أنهض وأرتدي ملابسي بشكل فردي كما تعودت ..
واعتبر أنها فترة تأمل سواء قصرت أم طالت وعرفتني الناس بشكل حقيقي جدا في القرب والبعد..
وبالتأمل علمتني التجربة أيضا كيف أدرك أن عافيتي هي رأس مالي وليس شيء آخر.و أدركت إدراكاً عميقاً أن لكل إنسان نصيب من الألم.. أخطره نفسي واقله عضوى.. تعلمت أن الحذر لا يمنع قدر..وان العين صابتني ورب العرش نجاني.
جــيــــــل زمــــــان..
ـ ســألتــه..كيف تــراقب ما يحــدث في الحياة الآن؟
انني أشاهد وأراقب ما يجري في الحياة بمنظار عاقل..من المؤكد أنني صاحب ماضي .. والماضي لا يمكن إنكاره إطلاقا.. شاهدت مصر في عصورها الخمسة.. ولو هاجرت الدهشة من صدري معني ذلك..أنني أسدلت الستار علي حياتي.
ـ مــاذا أحبـبـت مـن تقــالــيــــد جـيـلـــك وتفتقده الآن؟
جيل زمان كان جيلا يعيش حياته كما يهوي
كانت نبرته هادئة.. ويلتزم بالقيم..هو جيل الحشمة والفساتين الطويلة والشعر المنسدل..
لم يكن في حياتنا إلا التليفون الأسود القابع في ركن من أركان البيت..ولم نعرف الرسائل الصوتية أو الترند…أو الشعر المنكوش..
كنت أري دائماً الحياة بمنظار بسيط..
ليس فيه تعقيداً، ويبدو أن العقد قد ادخرت فيما بعد لهذا الزمن الغريب.
ـ هل تأثرت المرأة في رأيك ؟
المرأة زمان كانت ملابسها بسيطة جداً..
ولست أدري ما الذي جري لها الآن فقد تفتحت زهورا كثيرة.. ودخلت أوروبا بكل ثقلها في حياتنا وأفسدتها.. وإستطاعت أن تغير الملبس والمأكل ولغة التعامل وأشياء كثيرة لم تكن في حياتنا..ولكن لا يزال صعيد مصر بريئاً من هذه التعاملات..ولا يزال أهل النوبة أصحاب أفكار ولغة ومنهج.
السلام النفسي..
_وأضاف أن حياء المرأة أجمل ما فيها..ولكنه أصيب_هذه الأيام _ بعورة.. عندما دخلت التكنولوجيا إلي حياتها بهذه القوة.. أفادتها في الوقت.. لكنها أفسدت عليها أشياء كثيرة كانت تنعم بها..أهمها السلام والهدوء.. والناس صاروا يتدخلون في شئون بعضهم أكثر مما ينبغي وتعلموا النميمة التي صارت علما كبيرا للأسف.!.
_في المقابل ندرت الموهبة..ولم تعد هناك مواهب عظيمة ..لكن هناك إرادة للتغيير..
وإرادة العمل ولعلها أعلي إرادة الآن في مصر.. مشاريع ضخمة كبيرة عندما تنتهي ستعطي رفاهية إجتماعية وصفاء ذهنيا وراحة نفسية وبالتالي يذهب النم..
ونحن نعاني بشدة من الغلظة السكانية ويجب علي المجتمع أن يتخذ خطوات جادة لوقف هذا الزحام وهذه الغلظة السكانية.
ـ ماذا فعل الموبايل بنا في رأيك..؟
الموبايل أحدث في الحياة جلجلة شديدة ودوياً هائلاً وتوتراً في النفوس ومع ذلك سهل الحياة في أشكال معينة ولم يسهلها في أشياء آخري، وقد صار الموبايل أحد أدوات التباعد الجسماني من قبل الكورونا..
هذا الوباء العابر للقارات.. القادم من الصين أو من حيث لا ندري والذي جعل الدنيا كلها أون لاين..
ولعل أسوا شيء دخل في حياتنا هو هذا التواصل الذي هو في واقع الأمر تباعد شديد في المسافات.. إلي جانب أن الدراما أدخلت العنف إلي البيوت ونقلته إلي الأزواج والأولاد.
عــــادات يـــومـــيــــة..
ـ وهنا سالت الكاتب مفيد فوزي عن عاداته اليومية ..؟
أجاب بقوله.. أصحو في السابعة والنصف أو الثامنة صباحا.. أتصفح معظم الصحف اليومية وأحرص علي قراءة الصحف الورقية.. واري أنها باقية.. أبد الدهر.
_ القراءة هي الزاد الوحيد الذي يجعل لك أسلوبا.. ولكن هناك أشياء أخذت الناس من القراءة.. أخطرها.. الغزو الكروي.. ولو كان عشر عشاق الكرة يقرؤون.. لكنا من أكبر وأعظم الأمم.
_ لا يزال الراديو في حياتي لصيقاً بجواره..
خصوصاً في الليالي المرة التي عشت فيها وحيدا فهو صديقي.. الراديو بالنسبة لي .. ونس العمر.. ومن المؤكد أن إبهار شاشات التليفزيون سحب بعض الإهتمام من الراديو.
_ نصيبي من الإصرار كبير ومنهجي في الحياة هو المباشرة لأن المجاملة تحمل بعض الزيف أحيانا.
_ في رأيي أن الرومانسية في هذا العصر موجودة لكن سحبا كثيرة تحاول أن تحجبها..
وقد رايتها في دموع عينيي ابنتي حنان عندما تحركت أطراف أصابعي لأول مرة بعد الإصابة.
_ واستطرد قائلا.. لمعلوماتك أنا لم ألعب القمار في حياتي، ولم أدخن سيجارة واحدة ولو علي سبيل التجربة.. وأكره التدخين بشدة، وحينما أدخل مكاناً فإنني أتلمس إذا كان هناك تدخين أم لا؟
لانني سوف اخرج من المكان..مدخن سلبي!.
اسمع عبد الحليم حافظ
دعني أسال من يطربك هذه الأيام ولمن تستمع ؟؟
توقفت أذناي عند جبار لعبد الحليم حافظ وحبيتك بالصيف لفيروز وجفنه علم الغزل لعبد الوهاب وكل مواويل العظيم وديع الصافي، وأم كلثوم في كل أغانيها.
لكن أذناي لم تقف أبدا عند أغاني الجيل الجديد.. او عمرو دياب ولم أطرب له علي الإطلاق وأري أن نجاحه إجتماعياً ولابد أن يكون مزدانا بفتاة جميلة.
وليس معني هذا أنني لا أعيش عصري ..
إنما لا أجد متعة علي الإطلاق في أي شيء حتي الضحك ..الذي صار الآن.. ضحكاً فيه زغزغة ليس ضحك عادل إمام النقي الذي ينقي القلب .. الضحك الآن مفتعل وفي بعض البرامج يضحكون بلا سبب..!
ضــــــريـــبــة الـشـــهــــرة..
وهنا سالت المحاور مفيد فوزي ماذا أضافت لك الشهرة وماذا أخذت منك؟؟
أضافت لي معرفة الناس.. لكنها سحبت مني التمتع بالخصوصية، من المؤكد أنني عندما أجلس في مكان ما.. ألاحظ أن العيون ترمقني وتكسر هنائي وتستطيع في بعض الأحيان أن تحولني إلي ممثل ..
الشهرة معناها أن الإنسان يصبح مثلا أعلي لغيره وهي قيمة كبيرة يرزقنا بها الله سبحانه وتعالي.. أن تكون مشهوراً بين الناس وتعرف أسمك أو حتي صوتك ولكن.. لها ضريبة فكل خطوة أو كلمة أو تصرف أو سلوكاً.. محسوباً علي الإنسان ما لم يكن راقياً.
وهنا سألت أشهر محاور ..كيـف تنظر إلي هذه الأشياء ؟
– الــتــرنــد؟
– كارثة الكوارث لأنه يحط من القيم لست أدري تلك التي خلعت ملابسها وظهرت عارية وأرادت أن تأخذ الترند وأعتقد أنه بأموال آو بدون لست ادري.
– ما هي الحكمة التى تؤمن بها ؟؟
_ العين صابتني ورب العرش نجاني.
_ نصيحة تهمس بها لبنات اليومين دول؟
إحــــتــــشــــمــــــــــن.
_ رأي لحفيدك ؟
– إتعلم عربي كويس.
_ نصيحة تهمس بها لابنتك حنان مفيد فوزي؟
_ حافظي علي السخرية في أسلوبك.
_ ما هو نصيبك من الإصرار ؟
_ كبير .
_ الذكاء الاجتماعي كيف تراه مهما ؟
نصف نجاح عبد الحليم حافظ ذكاء إجتماعي يعرف أعياد الميلاد وأعياد الزواج الذكاء الإجتماعي هو ذكاء أساساً وإجتماعي
لأنه رغبة في أن يسعد المحيطين به.
_ المجاملة والمباشرة الي أي مدي في حياتك ؟
_ منهجي المباشرة في الحياة ..أما المجاملة فيها زيف أحيانا .
_ هل توجد رومانسية في هذا العصر؟
الرومانسية موجودة لكن سحباً كثيرة تحاول ان تحجبها .
_ ماذا تمثل لك القراءة ؟
_ هي الزاد الوحيد الذي يجعل لك أسلوبا.
بـــــرواز مـنـفـصـــــل..
كــــوالـــيـــــس
أحدث ما قدم الأستاذ مفيد فوزي.. للمكتبة العربية كتاب (كواليس) صدر عن سلسلة كتاب اليوم برئاسة الأستاذ علاء عبد الهادي وكتب في مقدمته أن الكواليس هي سيناريو الشيء الذي يحدث ولابد أن تكون له رسالة تصل الي القاريء بطريقة غير مباشرة حيث يلتمس المعني من خلال كلماتي..حكايات لها معني وربما مغزي ..
وقد أهدي الكتاب الي حفيده شريف جاء فيه:
(إلي حفيدي شريف ليقرأ باللغة العربية..
كواليس ما كتبه جدو علي مر السنين..
لعله يستملح شيئا من رحلتي في الحياة).
جاءت حكايات الكتاب قصيرة مختصرة تتضمن مواقف لا تنسي في الحياة بداية من أيام الطفولة والصبا والمدرسة في بني سويف وحكايات أول صحيفة كتب فيها أخبار العمارة التي يسكن فيها وجيرانه مرورا بجريدة الحائط في المدرسة والتي أعترف فيها بالرقابة لأول مرة في حياته مع مدرس اللغة الفرنسية الذي وضع ورقة سوداء علي جملة (ليست هكذا التربية يا حسين أفندي) الذي كان يضرب التلاميذ بالمسطرة علي أطراف أصابعهم عند فشلهم في تصريف الأفعال في اللغة الفرنسية..
وإنتقل للكلام عن كشاف المواهب الراحل كامل الشناوي الذي كشف موهبتة الصحفية وكان يقول له الجملة عندك فيها إيقاع موسيقي كما اكتشف موهبة كل من صلاح جاهين، وبليغ حمدي.
وإنتقل إلي رحلته مع الكتاب أحمد بهاء الدين وموسي صبري وتوفيق الحكيم، وتناول حكاية خاصة مع زوجته الراحلة السيدة آمال العمدة علي رصيف الحب
وحكايات موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والكاتب محمد حسنين هيكل وفاروق حسني، وطه حسين والعندليب عبد الحليم حافظ والسندريلا سعاد حسني وفاتن حمامة ونادية لطفي والدكتور أحمد زويل ولفيف من نجوم المجتمع في كافة المجالات..
(حكايات لها معني وربما مغزي).
