هل سألت نفسك في مرة ليه فيه ناس بتعجّز بسرعة وناس بتعيش وتفضل شباب طول العمر؟! إيه السر؟... هل تعلم عزيزي القاريء أن جسم الإنسان قد يحتوي على عشرات التريليونات من الخلايا البشرية وكل منها أعقد من مدينة القاهرة في عز "الضهرية" وسط الزحمة؟! وهذا ما أشار إليه العلماء عند النظر والفحص الميكروسكوبي الإلكتروني الوظيفي! سلط العلم حديثا في غضون القرون الثلاثة الماضية ضوءه على بروتينات مذهلة حديثة اسمها سيرتوينات SIRTUINS ويختلف عدد أنواعها في الكائنات ولكن في البني أدم عددها ٧، وتختص هذه السرتوينات العجيبة الوظيفة بصيانة الجسم، ولو تخيلت عزيزي أن جسم الإنسان مكتب مليء بالموظفين بمختلف التخصصات، فمن الممكن وصف وظيفة السرتوينات بقسم الصيانة والتنظيف Housekeeping ودون تعقيد علمي لا داعي له، السرتوينات على علاقة وطيدة بالأحماض الأمينية DNA وطريقة لفها حول بكرة SPOOL من الهستونات Histones, وعلى حسب الاحتياج تساعد بل قد تتحكم في لف أو فك خيط الاحماض الأمينية حول هذه البكرة، وهذا له علاقة وطيدة بالمؤثرات الخارجية و منها المعجّزات AGEs مثلًا ، مواد بروتينية دهنية اسمها الــ AGEs Advanced Glycation End Products وهو اسم اختاره الباحثون بعبقرية يحسدوا عليها! حيث ربطوا تأثير هذه المواد بمعنى الاسم "العمر AGEs"، هذه ال AGE’s التي ساسميها أنا هنا للتبسيط "المعجّزات" يعني حاجات بتكبرنا سنا بسرعة أعلى، وهذه عبارة عن مواد دهنية بروتينية تم "تسكرها" بالسكر في الجسم في عملية اسمها التسكر GLYCATION، من الأخر عملية تنتج على أية حال طالما نعيش ونأكل نتيجة الأيض والحرق حتى في أفضل وأكمل طرق أسلوب الحياة، لأن الإنسان مائت كده كده! ولكن لو زادت عن حدها الطبيعي نتيجة سوء نوع الاكل مثلا، أو حرقه أو بسبب نوعه "حيواني" وتعرضه لطريقة طهي حارقه جافه قد تتضاعف هذه "المعجّزات" AGE’s إلى ١٠٠ ضعف، مما يؤدي إلى هرولة وإسراع قطار عمر الخلايا والنتيجة شيخوخة خلوية مبكرة جدا كما لو كان شكل الإنسان 80 وهو يناهز عمر الستين، وكلما زادت المأكولات الحيوانية من اللحوم والدواجن وألبان مشبعة الدهون وزادت درجة حرارتها من قلي وشوي(Roasting, grilling & broiling) وحرق وتسخين سريع إلى درجات عالية جدا في وقت قليل جدا، كلما أدى هذا إلى زيادة رهيبة, اضعاف مضاعفة, عشرات المئات من المعجّزات AGEs وهذه من شأنها أن تقلل من كفاءة السرتوينات في وظيفتها سابقة الذكر المهمة جدا والتي لها علاقة بصيانة الخلايا و تأخير الشيخوخة المبكرة للخلايا وبالتالي للجسم كله! وبكل بساطة طريقة الطهي ونوع الأكل قد تكون من أهم العوامل التي تتحكم في كفاءة صيانة هذه البروتينات للأحماض الأمنية في الجسم البشري، وقد أشارت بعض الأبحاث في هذه المجالات إلى أن معدل عدد هذه المعجّزات يوميا للفرد في مدينة مثل مدينة نيويورك يصل إلى Kunits 15,000. ولكن السؤال هل طريقة طهي الأكل أهم.. أم نوع الأكل؟!والإجابة بكل بساطة نوع الأكل، فعند شوي البطاطا الحلوة في الفرن مثلا قد ينجم عن هذا اقل من 100 كيلو وحدة من تلك المعجزات الغير مرغوب فيها ، بينما شوي قطعة لحمة أو ستيك في نفس الفرن لنفس الوقت قد ينجم عنه من 5000 إلى 10,000 كيلو وحدة من تلك المعجزات وهذه تؤدي إلى زيادة الالتهابات في الجسم، مقاومة الأنسولين، تصلب الشرايين، أخطاء الخلايا مما يؤدي إلى سرطانات، شيخوخة مبكرة، تجاعيد الجلد مبكرا، الزهايمر مبكر، مرض السكر النوع الثاني، أمراض القلب والأزمات القلبية والسكتات الدماغية المبكرة والكثير من الأمراض الأخرى التي تنجم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن الشيخوخة المبكرة للخلايا ولكن من اشهر الطرق التي تؤدي إلى شيخوخة مبكرة بسبب هذه المعجزات التي تصل إلى عشرات بل مئات الأضعاف في أيامنا هذه بسبب التركيز على أكل اللحوم معظم الوقت والقليل من الخضروات والبقول والفواكه، فعلى سبيل المثال هذه النوعية من المأكولات حتى لو تم طهيها بالشوي مثلا وهي طريقة طهي غير صحية ستحتوي على القليل جدا من هذه المعجزات مقارنة باللحوم المشوية، نتكلم عن عشرات بالكثير مئات حتى مع الطهي ولكن عندما نتحدث عن فراخ ولحوم نتحدث عن الآلافات من هذه المعجّزات)من العجيب أن لحم الضأن من أقل اللحوم التي تحتوي على المعجّزات(. من أشهر طرق التأثير السلبي على مــجـــــددات الشــبــاب الســرتــويــنــات SIRTUINS وهي ٧ بروتينات داخل خلايانا ثلاثة منها داخل الميتوكوندريا وثلاثة داخل النواة وأخر واحدة داخل الخلية نفسها وخارج الميتوكوندريا والنواة! حيث كثرة هذه المعجّزات تؤدي بطريقة مباشرة إلى ضعف أداء بروتينات مجددات الشباب مما يؤدي إلى شيخوخة مبكرة في الخلايا! ما هي أفضل المأكولات للحفاظ على وظائف مجددات الشباب وتعزيزها إلى أقصى الدرجات؟ أشارت الأبحاث أن اللحوم المصنعة السوسيس والهوت دوج والهام والبرجر وهذه الانواع من اللحوم والتي تحتاج إلى طرق طهي عادة شوي أو قلي مما يؤدي إلى الآلافات من المعجّزات في كل وجبة مما قد يصل إلى عشرات الآلاف يومياً من المعجّزات في حين كلما زادت الخضروات والبقول والفواكة والحبوب الكاملة بطريقة طهي بطيئة وصحية غير جافة، مع اضافة الليمون الذي يحتوي على فيتامين سي او الخل والكركم والأوريجانو وعصير الطماطم حيث كل من هذه الإضافات يقلل من تأثير طريقة الطهي على زيادة المعجّزات في الأكل بنسبة قد تصل إلى تقليل إلى حد 50%، حتى لو كنا نتكلم عن طهي اللحوم فاستعمال الخل أو الليمون أو هذه الانواع من البهارات بمختلف أنواعها بالذات الكركم والزعتر والفلفل الاسود والكمون وعصير الطماطم، يؤدي إلى تقليل مدمرات الجسم التي تدعي المعجّزات AGEs! وهذه دعوة مني في هذه المقالة للإكثار من السلطات الخضراء بالخل والثوم والطماطم والبهارات بمختلف أنواعها ولا مانع من اضافة القليل من الفواكة التي تناسب نوع السلطات حيث تحتوي هذه الوجبة من السلطة مع اضافة بعض البقول او الكنوا على القليل جدا من المعجّزات وتحتوي على الكثير جداً من مضادات الأكسدة مضادات التهابات ومضادة السرطانات ومضادات حيوية طبيعية وبالتالي مضادات المعجّزات وتعمل هذه معاً يد في يد على تعزيز وظائف مجددات الشباب، حيث تعمل في أبهى صورها لتحافظ على شباب الخلايا! وقد أشارت بعض الأبحاث إلى دور "الحركة بركة" في حياتنا حيث وجد أن الكثير من مصابي مرض السكري النوع الثاني ومقاومة الأنسولين وتصلب الشرايين لما تحتويه اجسامهم من كميات مهولة من المعجّزات في الدم والخلايا بسبب عدم الحركة والذي يعمل على زيادة المعجّزات واضعاف وظيفة صيانة بروتينات السرتوينات مما يؤدي إلى التهابات مزمنة وسرطانات وأمراض مبكرة نتيجة للشيخوخة خلوية مبكرة! وأشارت الأبحاث إلى فوائد الصيام بالماء لتقليل المعجّزات وزيادة السرتوينات! وهذه هي الخلاصة زيادة الأكل النباتي الذي يحتوي على أقل الكميات الممكنة من المعجّزات الشريرة Evil AGEs ويحتوي على أكثر كميات ممكنة من مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن دون الثمن الباهظ وتكلفة لا داعي لها من كثرة المعجّزات التي تؤذي الجسم، ولا أقصد منع اللحوم تماما، رغم الإشارة لبعض الأبحاث أنه عند منع اللحوم تماما ومنع الأكل الحيواني تماما، وهو الحياة النباتية التي يعيشها أقل من ١٠٪ على كوكب الأرض من البني أدمين! قد يؤدي هذا إلى زيادة العمر حوالي ٧ سنوات كما أشار الكاتب الشهير د .كولن كامبل Dr. Collin Campbell في أشهر أبحاث التغذية في القرن العشرين المدعو البحث الصينيThe China Cornell Oxford study حيث أشارت هذه الأبحاث لارتباط كثرة الأكل الحيواني بالأمراض خصوصاً عندما تكون لحوم مصنعة كما أشارت هيئة البحوث للسرطان العالمية IARC وهي تحت اشراف هيئة الصحة العالمية WHO في عام 2015 بأن اللحوم المصنعة مسرطنة من الدرجة الأولى! واللحوم عموما حتى غير المصنع منها قد تلعب دورا ثانويا في زيادة نسبة السرطان وهذا قد يكون نتيجة زيادة هرمون IGF-1 الذي ينتجه الكبد نتيجة كثرة البروتينات الحيوانية والألبان والجبن والفراخ والأسماك عموما في الاكل! و من أهمها سرطان القولون على سبيل المثال! ولكن ماذا تفعل عزيزي القارئ إن كانت هذه هي المأكولات التي يحبها اكثر من 7,000,000,000 بني آدم على الأرض من حوالي مجمل 8,000,000,000 بني آدم؟ في رأيي وبعد قراءة آلاف الأبحاث والكتب في مجال التغذية والتخسيس الصحي أن الإنسان قد يتمتع بصحة وافرة عندما يأكل أكثر من %80 من الأكل من خضروات وبقول وفواكة وحبوب كاملة وبذور صحية والمكسرات الخام أو المحمصة والزيوت الصحية كزيت الزيتون ودون زيوت غير صحية أو مهدرجة والــ 20% المتبقية تمثل اللحوم المطهية بطرق صحية مع الإضافات الصحية من الخل والبهارات والليمون وعصير الطماطم مما يؤدي إلى تقليل نسبة المعجّزات في هذه المأكولات مما يعزز من وظيفة بروتينات مجددات الشباب مما يؤخر ويمنع ويحول دون الشيخوخة المبكرة، وأسهل طريقة لحدوث هذا تخصيص يومين بالأسبوع لإضافة اللحوم إلى الأكل وأن يكون التركيز في الأكل على الأكل النباتي حيث يتمتع هذا بأكثر وأروع أنواع مضادات التهابات ومضادات السرطان! والألياف وهذه الأخيرة تساعد على صحة الجثمان الجرثومي الهائل المدعو المايكرو بيوم والذي تتخطى عدد خلاياه المئة تريليون خلية 100,000,000,000,000 في جسم البني آدم وغذاؤه الرئيسي هو الألياف الذائبة والنشا المقاوم وهما متوفرين فقط في الأكل النباتي من خضروات وبقول وحبوب كاملة ومكسرات حيث لا تحتوي اللحوم والألبان ولا الفراخ ولا الأسماك على أي نوع من انواع الألياف، ولهذا سميت بالألياف النباتية وهى كربوهيدرات ومنها غير ذائب وهو يساعد على زيادة حجم البراز مما يؤدي إلى الشبع وبالتالي التخسيس وصحة الأمعاء والجهاز الهضمي عموما ومنها الذائبة وهي غذاء مباشر للبكتيريا وتؤدي هذه إلى اجود أنواع البكتيريا النافعة في الأمعاء ومنع كثرة البكتيريا الضارة في الأمعاء، مما يؤدي إلى انتظام لا مثيل له في الجهاز الهضمي ومنع القولون العصبي وتقرحات القولون وأمراض الجهاز الهضمي عموما وأيضا يساعد على مثالية عملية الهضم والامتصاص وابطاء بل منع عملية الشيخوخة المبكرة! د .باسم أيوب محامي الأكل النباتي المحكوم عليه ظلماً بتهمة قلة البروتينات.