صحة وتغذية

لصوص الضحكات

بقلم دكتور/ بـاســم أيـوب - Dr. Basim Ayoub, MD, FHM, DABOM

هل ستصدقني عزيزي القاريء -و لّا هتضحك عليا؟!- أن الأبحاث أشارت أنه بمجرد التفكير و الإستعداد لمشاهدة فيلم كوميدي و قبل مشاهدته، تخبرنا متخصصة علم تجديد الشباب و عمر الخلايا cell aging biology الدكتورة الإنجليزية روز آن كيني Rose Ann Kenny أن

– نسبة هورمون الكورتيزول تنخفض أكثر من ٥٠٪؜

– نسبة هورمون الأدرينالين تنخفض أيضاً. 

– نسبة هورمون الدوبامين تنخفض.  

– زيادة الإندورفينات و هي مسكنات و مضادات ألم طبيعية فعالة جداً!.

و هذا ما قد لا يصدقه عقل عن ما قد يحدث في جسمك قبل الضحكة! تخيل بقى! واخدلي بالك انت؟! مع و بعد الضحك؟

يلا نضحك مع بعض على الناس اللي مش عايزه تضحك!.

وتخيل واوعى تضحك، ولا أقولك، ده هدفي أساساً ، إضحك! – مش بس البني آدم اللي بيعرف يضحك!، 

ديه ليستة List قصيرة جدا من حوالي ٦٥ حيوان بيضحكوا لما بيلعبوا زي بني آدم تمام، حيوانات بتضحك علشان تعرف تعيش صح، زي ما هو مفروض يعني تضحك بس كتيييير، مش بيضحكوا بس ده كتير منهم بيدغدغو -بيزغزغوا بالعامية المصرية الجميلة – أطفالهم! علشان الكود في جيناتهم قايلهم وهم مصدقينه اكتر من بني آدم بكتير، اللي ممكن يبقى بالمصري “دمه تقيل قوي” وما يضحكش خالص، كأن الضحك عيب ولا جريمة!

-الكلب – الدولفين – الغوريلا والشمبانزي – الفيل – الفئران – الببغاء وبعض الطيور.

عزيزي القاريء المبتسم اللي بتضحك دلوقتي! (لو مكشر، من فضلك “فك شوية” مش مستاهلة)

تعد الضحكة بمثابة أرخص و أسرع و أمتع و أسهل دواء لخفض الضغط و تقليل الستريس و الحفاظ على شرايين القلب من التصلب و شرايين المخ ايضاً و زيادة كفاءة الدورة الدموية، فيعد الضحك -خصوصا الجرعات اللي من العيار التقيل- ، رياضة سهلة رائعة لعضلة القلب و الحجاب الحاجز و الاكتاف و البطن و بعدها “انبساط” العضلات و حضرتك كمان يمكن “تنبسط” و تفك (كناية مقصودة) pun intended هنا،  

أوعى تضحك، ولا أقولك إضحك عليا علشان صحتك أهم مني!،

لو قلتلك أن الأبحاث العلمية أشارت إلى زيادة تعزيز المناعة ضد العدوى بالفيروسات و البكتيريا الضارة ، عن طريق زيادة معدلات الأجسام المضادة و كفاءة الخلايا الليمفاوية T Cells في وظائفها المعقدة جدا بعد ضحكة قصيرة، و لا حتى ابتسامة جميلة من القلب، و أنا في مخيلتي ان الخلايا تكافئك لما انت بتضحكهم بردو، لأنك انت اللي قررت تتفرج على فيلم يضحك أو تضحك مع صحابك و لا حتى مع نفسك على نفسك! خلاياك و هورموناتك بتضحك معاك بقى! مجازيا يا أبو ضحكة جنان انت!

لو الخالق مش عارف كويس قوي إن الضحك صحي جدا جدا ما كانش خلاه معدي  contagious، نعم حضرتك حاجة كده شبه التثاؤب، الضحك معدي جدا و ممكن تلاقي نفسك “فطسان” من الضحك و مش عارف تاخد نفسك خلاص! في قعدة ناس بتضحك، و انت لسه داخل عليهم، و لا تعرفش  لسه بيضحكوا ليه و لازعلو إيه أصلا! و لو مش عارف تضحك من غير ما تعرف الموضوع جرب تبتسم و تحاول تضحك معاهم، لأن بعض الأبحاث أشارت أن الجسم مش بيعرف يميز قوي بين الابتسامة الحقيقة و المصطنعة! و يكافئك كأنك يا عم “المكشر ليه”، كأنها حقيقية من قلبك، و انت في الحقيقة يمكن ما تستاهلهاش 

نظام Fake It Till You Make It كده! بس عطاء ربنا بلا حدود بقى!

الضحك من أذكى طرق فك المشاكل، و الغضب، و تشتيت الانتباه و التركيز في موضوع معصب حد و “منرڤزه” قوي، و لا يمكن عايز و بيتلكك يتخانق، لو عرفت تضحكه، سواء بتغيير الموضوع، و لا نكته، و لا حتى بتعليق على نفسك، باتساع صدر و كبر دماغ عاقلة بيسموه Self Depricating Comment or effacing at times! و احيانا افضل افتتاحية لموضوع جد قوي، هو دخلة تضحك الموجودين و “تفكهم” من كتر “الفُكاهة” -كناية طبعا-، و صدقني ممكن تحقق اكتر بكتير بالطريقة ديه في حياتك عموما، و تكسب ود ناس كتير كانت أصلا مش طايقاك (و أنا منهم لو لغاية دلوقتي “مكلضم” بالعامية المصرية الرهيبة الشارخة)، لأنك هتبقى سبب سعادة و مووود حلو و ضحك بقى، مش لازم هلس ، لأنه في أنواع من الضحك كتييير، و بالتالي اتجاه تاني خالص لحياتك، حقيقي الجدية مطلوبة أحيانا -قليل قوي- (علشان خاطري ما تحاولشي تضحك الدكتور بتاعك في الشفوي مثلا و لا تستظرف و تقولي بعدها سقطت في المتحان بسببي)، بس صدقني، و ما تضحكشي عليا و لا أقولك ماشي إضحك أنا نفسي “تموت” من الضحك هاهاها، لو قلتلك الناس في معظم البلاد الغربية الثقافة مش بس بتبتسم، لأ كمان بتضحك، في الجنازات (اللي المفروض لطم و عويل و تلطيش في ثقافتنا العربية و يمكن حكم لبس أسود مؤبد!!)، في الغرب بقى الناس ديه بتحتفل بحياة الراحلين، و تضحّك الناس اللي جايه تعزي على مواقف من حياة الميت (تخيل في مصر عملت كده!!)، علشان الحزن مش بيرجع حد من الموت، و بتبقى مشاعر مختلطة مزيج عجيب من دموع الفراق، و ابتسامات و ضحكات نوع جنائزي طبعا، مع سرد ذكريات المتوفي في كلمة التأبين eulogy اللي لطالما في أمريكا مثلا شملت مواقف “تهلك من الضحك” للمتوفي و تسمع “كركعة” ضحك من قلب المكان من بره المبنى أصلا، تفتكر في فرح جوه!! الضحك مش استهزاء الضحك احتياج إنساني طبيعي ١٠٠٪؜ و ما أفقرك كإنسان، مهما كانت فلوسك كتير- لو ما بتعرفش تضحك مع الناس و أحياناً من النضج انك تتعلم ازاي تضحك على نفسك و غباوة قرارات زمان،عملتها في حياتك “كنت فاكرها صح” و قتها! اضحك حتى لو على نفسك! النتيجة صحة و طول عمر بإذن الله!

و لمحبي التفاؤل كأسلوب حياة، أثبتت الأبحاث العلمية كما أشارت دكتورة روز آن كيني في كتابها الرائع “ضد العَجَز  Age Proof” أن المتفائل قد يعيش ٧ سنين أطول من نظيره المتشائم، و تفاوتت الأرقام من بضع سنوات ل ١٥ عاما! اوعى تكون بتضحك عليها! لأ إضحك علشان صحتك تبقى أحسن! و الصورة كمان هتطلع حلوة مع تكتوكاية حكاية لو حضرتك بتضحك و “باسم”!

اضحك علشان تخس بسرعة، لأن هورمونات أخرى كثيرة لها علاقة بالجوع و الشبع بتتأثر بطريقة رائعة مذهلة و النتيجة شبع لفترات أطول، و عدم الاحتياج لإدمان السكريات لمحاولة بائسة لطالما تبوء بالفشل في التخلص من الإكتئاب، و النتيجة قد تكون سمنة بسبب الحزن و الستريس و ادمان الاكل لتعزيز المزاج لساعات قليلة على حساب صحتك، بينما الضحكة مش بس ممكن تشبع جسمك و نفسك و روحك، بل بتحرق سعرات كمان، ممكن توصل ل ٥٠ سعر يوميا لو “فطست من الضحك” مع صاحبك حبيبك او شريك حياتك اللي بتحبه و لا فيلم كوميدي لممثل حتى لو مش طايقه! إضحك بقى!

إضحك، علشان تزود الناقل العصبي السيروتونين Serotonin اللي بتلهث وراء زيادته في الخلايا العصبية في المخ كل شركات الأدوية، و تتفنن في صناعة عقاقير من شأنها رفع نسبة هذا الناقل العصبي Neurotransmitter للتخلص من الإكتئاب و لتحسين المزاج و المود Mood Enhancer، و ليه تدفع فلوس $$$ و “تتكبد” يا كبدي (حلوة تتكبد مش كده؟!) كمان أعراض جانبية كتير لهذه العقاقير، اللي منها مشاكل جنسية، و زيادة نسب الانتحار، نعم، حضرتك قريت صح، العقاقير ديه بعضها من اعراضة الجانبية زيادة نسب الإنتحار! و تحس كده “انت مش انت”، مبسوط “سيكة” بالعامية المصرية “شوية” و لا “حَبّه” و “سِنّه”، لكن مش قوي و مش عارف تقرح قوي و لا عارف تحزن قوي، احساس يجنن حضرتك ممكن! و كل ده ليه، و الحل ممكن يبقى جرعتين تلاته ضحك من القلب يوميا، ما تخليهمش هم اللي “يضحكوا عليك” و ياخدو فلوسك، و العلاج رباني مجرد قعدة حلوة مع صحابك و عيلتك في العيد و راس السنة و الكريسماس و الأعياد و كده، (كل سنة و حضراتكم طيبين و مبتسمين و دايما بتضحكوا عليا و أنا مش عارف أكتب مقالة “محترمة” زي الناس بقى! مش عارف، لأني فطسان من الضحك أصلا و أنا بأكتبها و مش فارق معايا حد يضحك عليا أساساً يمكن؟!

بس خسارة الظاهر كل ما بنكبر في العمر بتزيد همومنا و آلامنا، و تقل ضحكاتنا! نعم علميا و إحصائيا، الأطفال الطبيعية ممكن تضحك ٣٠٠ – ٤٠٠ مرة يوميا، بينما حضرتك -مش أنا لأني واحد بيتلكك يضحك- بتضحك بمعدل ١٥ مرة يوميا! بس!! يمكن شغل مش بتحبه؟ يمكن شريك حياة مش بيضحك و لا بيزغزغك؟ يمكن علاقة سامة متطفلة على حياتك Parasitic؟ يمكن صداقة سامة؟ ضغوط الحياة ما أكثرها! يمكن مرض و لا فقدان عزيز؟ يا عزيزي القاريء، كل الحاجات ديه اسمها الحياة! و لكن صدقتي و صدقيني، في ايديك توقف الكرة الأرضية -مجازيا- بتاعة حياتك لحظات و تشوف ايه اللي بضحكك و تزوده و تكتر منه، و ايه اللي بيعكنن عليك و على اللي خلفوك و مطهقك في عيشتك و تعملّه كده Mute في ريموت تحكم تلفاز حياتك!, ما تسمحشي لحد يسرق فرحتك و بهجتك و ضحكتك لأن ده “لص ضحكات” و بيسرق مش بس سعادتك يا صحتك و سنيييين من عمرك، لو مش بتحب المواجهة، امشي! من غير و لا كلمة! أو “بحلق” و “احلقله” بالعامية المصرية المتكعبشة! و لو بتحب المواجهة و غاوي خناقات! قوله و قوليلها! ليه عايز تضايقني! “وقف من فضلك كفاية STOP”  انت اللي بتسوق عربية حياتك! ما تركبشي فيها “لصوص ضحكات” و اوعى تخلي حد تاني يسوقها و انت تقرر مين مكمل معاك مشوار العمر اللي هيبقى مليا مش بس سنين بل ضحكات، و بكده مش بس تضيف سنين لحياتك بل حياة في سنينك! (يخرب بيت سنينه اللي معكنن عليك يا قمر)!

لازم تدور كويس في حياتك على نوعين من الناس:

1. بيضحكك ويفطسك من الضحك وتكتر منه ومن أمثاله – وابعتلي شويه والنبي.

2. بيسلبك سعادتك ويمتص الأكسجين من غرفة “سعادتك” وسعادة حياتك ويسرق منك حقك في انك تضحك كتييييير قوي كل يوم و كل وقت! إهرب منه لحياتك! كابوس بإيديك تصحى منه و تبقى مش بس Ghost Buster لكن Laughter Thieves Buster! مطارد لصوص الضحكات!

خد قرارك النهاردة انك تضحك لو مش متعود تضحك و تبتسم كتير، دايما تبقى بسمتك على وشك و ما تفارقكش، زي حاجة بتلبسها على وشك، زي النظارة كده، لان من خلال “نضارة” البسمة على وشك الحلو ال “باسم” هتشوف كله حاجة بطريقة جديدة احسن بكتير “بمبي بمبي” على رأي سعاد حسني الله يرحمها، كانك بتعمل Upgrade و تجديد لتلفزيون كان “متنيل ب ٦٠ نيله” ابيضّ و اسود و بقى “فخيم” و ملون بقى! خلي البسمة و الضحكة قرار السنة الجديدة ٢٠٢٤ و أسلوب حياة من دلوقتي! خلي بسمتك تنور حياتك و تسطع ضوء تفاؤل على كل حد بيقابلك، و حياته تبقى أحسن لأنه النهارد قابلك و شاف وشك ال “بسام” و مش بس كده ضحكتوا مع بعض و على بعض! (لسه مش بتضحك؟! إضحك يخرب بيت اللي بالي بالك تعبتني!)

أنا شخصيا على قد ما أقدر دايما مبتسم، و دايما بأدور على أسباب و ناس و مواقف و حاجات تضحكني، و مش باخرج من غرفة مريض و أنا مبسوط قوي إلا لما هو و عيلته يرتدوا أحلى ابتسامة على وجوهم، و يا سلام لما بأعرف أفطس مريضي من الضحك، بأبقى سعيد سعادة غامرة! و أنا بأصدق إن التفاؤل و الضحك بيعجل من الشفاء! و انت لازم تصدق لأنه كلام علمي ١٠٠٪؜ مش “بطيخ” يا “سكر”، يا حلو انت يا حلو!

د. “باسم” أيوب دكتور بيتلكك علشان يضحك ويضحك الناس معاه حتى لو عليه!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى