كم كانت ممتعه الرحلة ولكن كانت قاسيه في نفس الوقت، تحمل ما تعنيه الكلمات من معاني وأحاسيس، بعد أكثر من عشر سنوات من الغربة كان لي لقاء مع أمي الغالية.. مصر أم الدنيا بكل ملامحها الماضية الأصيلة والعتيقة وملامحها الحاضره شديدة الزحام في معظم الأماكن، وأيضا منشأتها العملاقة في زمن قصير وإنجازات كبيرة في الشوارع والبيوت والنفسيات والصراعات.. زحام زحام منقطع النظير في كل شئ.
يهيئ إليك انك لا تستطيع العيش في هذا المجتمع المتضخم من ملامح قاسية وممارسات عشوائية رغم كل الشغف والإشتياق، ملامح التعاسه وأيضا ملامح الأمل والإنطلاق والبشاير.. مجموعة مشاعر متضادة وكلها في وقت واحد علي وجوه المصريين.
غريبة أنتي يا أمي.. أقصد مصر في كل أطوارها في نفس لحظة اليأس يولد الأمل والإيمان وفي نفس موقف الدجر والتمرد تولد مشاعر الحمد والشكر.
شعب عريق بملامح منهكة تكاد تكون عبثية، رغم حبي لبلدي ولشعب بلدي.. ورغم إلتماسي للشعب عن تصرفاته وأفعالة نتيجة قسوه الحياة وتضخم المعيشة وكثرة المتطلبات والزحام المميت، لكن يجب أن يتعلم جزء كبير من الشعب الإلتزام والجدية والمصداقية وقليل من القناعة والرضا والتفاؤل، والإيمان بالفكرة والتعاون الجماعي علي تطبيقها والعيش بشكل كريم أدمي.
لا أعلم لماذا رجل الشارع أصبح يصطدم بالعربات الماره في الطرقات بكل عنف وكأن حياتة ليس لها ثمن.. فقط ليستطيع أن يعبر الشارع من منتصف الطريق، لا أعلم من المقصر ويموت منا الكثير والكثير كل يوم بهذه الطريقة، العربات والإنسان في صراع مستمر علي مدار الساعة، حتى السيارات لا تهتم بمن يعبر الشارع وكأن لا شئ يعبر في الطريق.. أما بخصوص العربات والسير فوق بعضهم البعض حرفياً لا يوجد قواعد أي شخص يلتزم بها وتشاهد العربات منتشرة في الشوارع بمنتهي العشوائية واللا مبالاه وصراع مميت مع السائر علي الأقدام والعربات، إما أن يكسب السباق مع السيارة أو السيارة الماره تنهي علي السائر بالأقدام وتكتم أنفاسه في نفس الوقت لتحقيق إنجاز السير بعشوائية في شوارع المحروسة، يا لها من قصص غريبة ومفزعة فهذه الظاهرة في معظم الطرقات لأكون منصف وليست جميع الطرقات.
ذهبت إلي منزلي القديم لم أجده كما تركته أصبح غارق وسط أكوام من العمارات العشوائية والتكاتك الماره يمين وشمال في نفس الصف الواحد للإتجاه رغم منزلي في حي شبرا العريق وللأسف كانت الصدمة لا يوجد شارعي المحبوب كما تركته، وإناس لا يدركون ماذا يفعلون وأين يذهبون ولماذا يفعلون فكل شخص منهم في دوامة الحياة القاسية وطمع وجشع الأيام نتيجه للحاجه، شعب غريب الأطوار لا شئ يرضيه فهو شعب إتفق علي أنه لا يتفق علي أي شئ للأسف غير فى المحن والأزمات تجده على قلب رجل واحد.
أتيحت لي الفرصة لمناقشة بعض سائقى التاكسي فوجئت بسخط غريب علي الحاله رغم الإشاده والإعتراف بالإنشاءات عالية المستوي من الطرق والكباري والمدن الجديدة، شعب لا يعرف طريق الصبر.. أعلم أن الكلمات أسهل من التجربه والواقع المعاش ولكن دعونا نعطي فرصة للبلد تستنشق رحيق الحرية من الزحام والأفكار العتيقة دعونا نساعد ونبني ونعبر بها إلي مكان ومكانه أفضل مما هي عليه الآن، لان مصر فعلا بلد عريق يحترمها كل أجنبي بالخارج وهذا ليست بشعارات ولكن عن تجربة شخصية حقيقية مُختبره عن طريق معاملاتي بالخارج، فمصر لها ثقل كبير وموقع إستراتيجي ممتاز، وإن كان على الغلاء والتضخم فهذا يوجد بدول العالم أجمع وليس فى مصر فقط، دعونا ننطلق ونخرج من عنق الزجاجة..
بالتأكيد من خلال إستمرار المواطن المصرى في دوره الإيجابى ومسيرته السياسية والإجتماعية من خلال المشاركة في الإنتخابات بالداخل والخارج، حيث إن هذه المشاركة تعتبر إستمراراً للمساهمة في تطور البلاد والعمل على بناء مستقبل أفضل للوطن والمواطن المصرى. يمكننا التشديد على أهمية إستكمال العمل الجماعي الذي بدأناه كأفراد وبمثابة مجتمع واحد من بداية الثورة وهذا من خلال التصويت وتعزيز الديمقراطية والمساواة في الفرص لجميع فئات المجتمع والإيمان والثقة بما يقدمة أبناء الوطن فى هذه المرحلة والإختيار لمن يصلح بشكل جاد وواعى ولا ننساق وراء تيارات غريبة تغير مسار البلد عكس خطاها الآن.
مسيرة من العمل الجاد بين البناء والتنمية والنهوض بمقدرات الدولة على كافة المستويات خلال السنوات الماضية ونقله بل قفزات جريئة.. ومن أجل مصر التى نحلم بها، لم أجد شخص مناسب لهذه المرحلة القادمة غير المرشح السيد الرئيس/عبد الفتاح السيسي في الإنتخابات الرئاسية ٢٠٢٤، وهذا من وجهة نظرى وما شاهدته من إنجازات فى رحلتي السابقة لمصر والغياب عنها أكثر من عشر سنوات، هنكمل المشوار معاً نحو الجمهورية الجديدة.. صوتك أمانة لكى نكمل الحلم.
قصة حياتك تُكتب مع أول نفس يخرج منك بعد الولادة.. قصة حياتك إكتبها إنت بإيدك متسمحش لحد يكتبلك سطورها وتفاصيلها، لأن لا يوجد شخص يفهمك ويعلم ظروفك تماماً أكثر من نفسك، كل سطر فيها بيتكون من مجموعة لحظات وثوانى ودقائق وساعات وأيام وشهور وسنوات وكل باب فيها يتكون من حقبه زمنيه تعيش فيها بنفسك وتجاربك الشخصية.
أكيد يوجد أبواب من قصة حياتك لا تستطيع السيطرة عليها مثل النشئة والتربية والبيئة واللغة والثقافة وخلافة…الخ.
بعض الناس لا تنتبه إلى أن كل لحظة تعيشها وتمر عليك فهى تكتب وتسطر تفاصيل حياتك وهذا بدوره يقدم لنا قصة حياتك وخبراتك وكفاحك، ما دمت ماشى فى الحياة.. إتعلم إفرح إستمتع بكل لحظه فيها، كل لحظة في هذه الحياة نعمه ومنحه من الله عز وجل، منحك عمر وصحة وأمل وحياة وإرادة والقدرة على الإختيار، منحك عمل ونجاح، منحك أهل وصحبه وأحباب ووطن تفتخر به فى كل مكان.
ارسم حياتك كيفما تشاء وعلى قدر إستطاعتك عيش بكل سطر يُكتب فيها وبكل تفاصيلها، إصنع تاريخ يذكرك به الأجيال من بعدك، إصنع أمل وحياة وإجعل الناس تتعلم منك ومن خبراتك، أترك بصمة مشرفه ومشرقة، كثيرون هم من يعشقون شغفهم وحلمهم حتى النخاع.. لكن ظروف معينة أجبرتهم على التوقف عن حلمهم أو التنازل عن جزء كبير منه، هم ليسوا بفاشلين فتاريخهم يروي المحن والإنتكاسات والحواجز التي مروا بها وإستطاعوا التغلب عليها للوصول إلى مستوى ما، ومنهم ربما من لم يسعفه الحظ لتأريخ حقبته وإنجازاتة ونجاحاته، لكن متأكد أنه كان يبلي بلاءً حسناً لهذا، لا تقارن نفسك أبداً بأحد فأنت لا تعلم شيئاً عن ظروفه الخفية التي منعته من الإستمرار في شغفه وتحقيق حلمه وصحة إختياراته.
إذاً عليك أن تقارن نفسك بنفسك فقط وأن تواصل التقدم إلى الأمام دائماً، فقط إعمل كل ما يتطلب منك من مجهود وعمل جاد.. يوماً ما سيأتي دورك، حاول أن تصنع تاريخاً لنفسك ولأسرتك ولوطنك حتى لا تتحسر على أيام عطائك وقوتك.
مسألة وقت.. كل شئ في حياتنا مسألة وقت.. مسألة وقت.. نمشي في موضوع، ومسألة وقت ننتظر نتيجة الموضوع، ومسألة وقت تظهر ثمار مجوهداتنا.. مسألة وقت.. خليك مثابر وإنتظر نتيجة عملك ومجهودك وإختياراتك..
مسألة وقت..
وفى النهاية هذه البلد (مصر) مباركة فيقول الكتاب المقدس
“بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلًا: «مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ».” (إش 19: 25)، فهي بلد الرسل والأنبياء.
شكراً عزيزى القارئ لوصولك معى إلى هذه المحطة من رحلتىوسأنتظرك إن شاء الله على خير فى سنة جديدة كلها أمل وصحة وخير وإنجازات وحياة مباركة ، كل عام وأنتم بكل خير.