يُحكى أنّ رجلاً عجوزاً كان يعيش في قرية بعيدة، وكان أتعس شخص على وجه الأرض، حتى أنّ كلّ سكان القرية سئموا منه، لأنَّه كان مُحبَطًا على الدوام، ولا يتوقّف عن التذمر والشكوى، ولم يكن يمرّ يوم دون أن تراه في مزاج سيء. وكُلّما تقدَّم به السنّ، ازداد كلامه سوءاً وسلبية… وقد كان سكّان القرية يتجنّبونه قدر الإمكان، فسوء حظّه أصبح مُعدياً. ويستحيل أن يحافظ أيّ شخص على سعادته بالقرب منه، فقد كان ينشر مشاعر السلبية والحزن والتعاسة لكلّ من حوله. لكن.. وفي أحد الأيام وحينما بلغ العجوز من العمر ثمانين عاماً، حدث شيء غريب، وبدأت إشاعة عجيبة في الإنتشار: "الرجل العجوز سعيد اليوم.. الرجل العجوز سعيد اليوم، إنه لا يتذمّر من شيء، والإبتسامة ترتسم على وجهه، بل إن ملامح وجهه قد أشرقت وتغيّرت تماماً!" تجمّع القرويون عند منزل العجوز، وبادره أحدهم بالسؤال: "ما الذي حدث لك؟" وهنا أجاب العجوز: "لا شيء مهمّ! ... لقد قضيتُ من عمري 80 عامًا أطارد السعادة بلا طائل.. ثمّ قرّرت بعدها أن أعيش من دونها، وأن أستمتع بحياتي وحسب، لهذا السبب أنا سعيد الآن!" لا تطارد السعادة...بدلاً من ذلك، إستمتع بحياتك! وإبدأ بداية جديدة بمنظور مختلف. بداية جديدة هي فرصة لإعادة تقييم الأهداف والرؤى، والبدء من جديد بتفاؤل، قد تكون البدايات الجديدة فرصة للتغيير أو للتطور الشخصي، حيث يمكن أن تمثل نقطة إنطلاق جديدة نحو مستقبل مشرق. من خلال الإستفادة من الخبرات السابقة وإكتساب الحكمة، يمكن أن تكون البدايات الجديدة محفزًا قويًا لبناء حياة أفضل، فهي لحظة تعكس فرصة جديدة للبدايات والتحولات، في هذا الوقت يكون لدينا الفرصة لإعادة التفكير في أهدافنا وتوجيهاتنا، وإعادة تقييم خططنا للمستقبل القادم. بالطبع، السنة الجديدة تمثل فترة إنتقالية هامة في حياة كل شخص منا، فهي تعكس نقطة تحول وبداية جديدة تحمل الكثير من الأمل والطموحات، تُعتبر فرصة للنظر إلى الماضي بتقدير وتقييم عملى، وفرصة لتحديد الأهداف وصياغة الطموحات المستقبلية بشكل أفضل وأعمق وأوقع. تمنحك السنة الجديدة الفرصة لإعادة تقييم أهدافك والنظر إلى آفاق جديدة، يكون لدينا الفرصة لوضع خطط وتحديد أولوياتنا للعام الجديد كما نحب أن نعيشه. وبالتالى هذا الوقت من السنة فهو فترة تعزز الروابط الإنسانية والإجتماعية والعائلية من خلال الإحتفالات والتجمعات العائلية وأيضاً مع الأصدقاء والأحباب. على الصعيد النفسي، تعتبر السنة الجديدة فرصة لإنطلاقه جديدة وتغيير إيجابي في الحياة، حيث يمكن أن تُحفز الأشخاص على تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية والعملية على تحسين أنفسهم وتطوير الذات. عزيزى القارئ ..إليك بعض النصائح لبداية سنة جديدة بشكل عملى وإيجابي: 1- وضع الأهداف: حدد أهدافك للعام الجديد، أكتبها بشكل واضح وحدد خططاً لتحقيقها، سواء كانت شخصية أو مهنية أو إجتماعية. 2- إعادة التقييم: قم بمراجعة العام الماضي، أنظر إلى الإنجازات والأخطاء وإستفيد منها لتحديد ما يجب تغييره أو تحسينه. 3- إستشر: إبحث عن المشورة إذا كنت بحاجة إلى ذلك، قد يساعدك محادثة مع أحد الأصدقاء أو الموجهين على رؤية الأمور بشكل أوسع وأشمل. 4- العناية بالصحة: ابدأ بجدول يومي جديد يركز على الصحة العامة والتغذية، سواء من خلال التمارين الرياضية أو الغذاء الصحي المفيد للجسم. 5- تطوير الذات: حدد مهارات جديدة ترغب في إكتسابها أو تطويرها، وكن ملتزماً بتحقيقها خلال العام الجديد عن تقسيمها لمراحل مختلفه وطورها بالتدريح. 6- إدارة الوقت: حدد كيف ستدير وقتك بشكل أفضل، إستخدم تقنيات الإدارة الفعّالة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، فالوقت قيمة كبيرة يجب إستثمارها أفضل إستثمار. 7- الإستمتاع والراحة: لا تنسى الإستراحة والإستمتاع بوقتك، قم بتخصيص وقت للهوايات والأشياء التي تحبها وأيضاً وقت للإستمتاع مع الأسرة والأصدقاء. 8- التفاؤل :ابدأ بتفاؤل وإيجابية، إعتقد أن العام الجديد سيحمل معه العديد من الفرص والتحديات التي يمكنك التغلب عليها وإنجازها بشكل قوى وفعال. إختر النصائح التي تناسب أهدافك وإحتياحاتك للتطوير، وحاول تطبيقها بشكل منتظم. باستمرارية وجديه، ستلاحظ التغييرات الإيجابية التي ستحدث في حياتك خلال العام الجديد. بدايات الأمور هي اللحظات التي تمنحنا الفرصة لإحداث تغييرات إيجابية في حياتنا. تمثل بدايات جديدة فرصة لتعلم الدروس من الماضي وتحديد الأهداف الجديدة، مما يمنحنا القوة للتطلع نحو مستقبل أفضل. البدايات تتيح لنا فرصة للنمو الشخصي والإكتشاف والتجارب الجديدة. عندما نعتبر البدايات فرصاً للتغيير والتطور بدلاً من مجرد مرحلة جديدة فقط، يمكن أن تكون محفزة لنا للسعي نحو تحقيق أهدافنا وتحقيق أحلامنا بشكل عملي وجاد. حساب النفس وتقييمها يمثلان جوانبًا أساسية في تطوير الذات والنمو الشخصي كل فترة وخصوصاً كل أول عام فهذا يعكس عملية تفحص الجوانب الداخلية للفرد، مثل القيم والمعتقدات والمهارات ونقاط الضعف والأهداف الشخصية. هذا العمل يمكن أن يساعد في فهم الذات بشكل أعمق وأكثر وضوحاً. يتضمن حساب النفس النظر الصادق والشفاف إلى دوافعنا وسلوكياتنا وكيفية تفاعلنا مع العالم من حولنا، هذا الفحص الذاتي يُمكننا من التعرف على ما يدفعنا ويشكلنا، ويمكننا من خلاله فهم أفضل لأنفسنا وما يمكننا تحقيقه من إنجازات نفسية وعملية، فتقييم الذات يساعد على حساب النفس فممكن أن يوجه الفرد نحو النقاط التي يحتاج إلى تطويرها، ويساعده في وضع خطط عمل للنمو الشخصي وتطوير العلاقة بين الفرد وربه. فهو يمهد الطريق لرحلة التحسين المستمر، مما يعزز الوعي بالذات ويساعد في تحقيق النمو والتطور الشخصي وتقليل الأخطاء مع النفس والغير والقرب من الله وإقامة علاقة مباشرة صادقة وشفافه بين الشخص وربه. لا تحاول أن تعيد حسابات الأمس وما خسرت فيه إلا لكى تتعلم من الأمس فقط بدون الندم عن ما فات.. فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى ولكن تعلم.. مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى، أنظر إلى تلك الأوراق التي تغطي وجه السماء، ودعك مما سقط على الأرض فقد صارت جزءًا منها. عليك أن تصدق أن أهدافك قابلة للتحقيق، فعندما تؤمن بذلك فإن عقلك يبحث عن وسائل تجعلها تتحقق، لا تجعل التردد يهزمك. نقطة. ومن أول السطر من أجل بداية جديدة. كل عام وأنتم بكل خير.