حواراتوائل لطف الله

سعادة السفيرة لمياء مخيمر فى أول حوار صحفى بجريدة عربية تصدر من أمريكا

Exclusive لــ كـاريـزمـا - حوار: وائل لطف الله

عندما‭ ‬نتحــدث‭ ‬مع‭ ‬السفيرة‭ ‬لميـاء‭ ‬مخيمـر‭ ‬وتجربتــهـا‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬فــإنـنـــا‭ ‬نتحــدث‭ ‬عــن‭ ‬شخصيــة‭ ‬دبــلــومــاســيـــة‭ ‬مخــضــرمــة‭ ‬من‭ ‬الطــراز‭ ‬الأول،‭ ‬صاحبــة‭ ‬كاريزمــا‭ ‬مميزة‭ ‬مثقفة‭ ‬سياسية‭ ‬إجتماعية‭ ‬متطورة‭ ‬و‭ ‬مُحبة‭ ‬للفنون‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬ومميز‭.‬

الإسم‭ :‬‭‬السفيرة‭ ‬لمياء‭ ‬على‭ ‬حمــادة‭ ‬مخيـمــر

ولدت‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬مواليـد‭ ‬الاسـكنــدريــة‭     

المنصب‭ ‬الحالي‭ :‬قنصل‭ ‬عام‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬فى‭ ‬4‭ ‬سبتمبر‭ ‬2015

المناصب‭ ‬السابقة‭:‬

‭ – ‬مـدير‭ ‬إدارة‭ ‬التخطـيــط‭ ‬الســياسي‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمــات‭ ‬الــدوليــــة‭ ‬بــــوزارة‭ ‬الخــارجــيــة‭.‬

‭- ‬ نــائـــب‭ ‬مســــاعــد‭ ‬وزيــــــر‭ ‬الخــــارجـيـــة‭ ‬للشئون‭ ‬القانونية‭ ‬الدولية‭.‬

‭- ‬ ســفيــر‭ ‬جمهوريــة‭ ‬مصـر‭ ‬العربيــة‭ ‬لــدى‭ ‬الفــاتــيــكــان‭ ‬6‭ ‬نوفمبر‭ ‬2008‭.‬

‭ – ‬وزير‭ ‬مفوض‭ ‬بمكتب‭ ‬وزيــر‭ ‬الخـارجيـــة‭.‬

‭- ‬ مستشار‭ ‬بالبعثـة‭ ‬الدائمـة‭ ‬لجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

‭ – ‬سكرتير‭ ‬أول‭ ‬بالادارة‭ ‬القــانــونيــة‭ ‬بـوزارة‭ ‬الخارجية‭.‬

‭ – ‬نــــائــــب‭ ‬قنصــل‭ ‬عـــام‭ ‬جمهـــورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬رومــــــا‭.‬

‭- ‬ سـكرتيـر‭ ‬ثـالث‭ ‬بالادارة‭ ‬القـانونيــة‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية‭.‬

المؤهلات‭ ‬الدراسية‭:‬

ليسانس‭ ‬حقوق‭ ‬مــن‭ ‬جامعــة‭ ‬الإسكنــدرية‭.‬

مــاجيســتــيــر‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬القـانونيــة‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬نيويورك‭.‬‮ 

مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬وشغلها‭ ‬لمناصب‭ ‬دبلوماسية‭ ‬قوية‭ ‬أسوة‭ ‬بالرجال‭ ‬مظهر‭ ‬إيجابي،‭ ‬تشهد‭ ‬مصر‭ ‬لتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬قدراتها،‭ ‬فالسفيرة‭ ‬المصرية‭ ‬لمياء‭ ‬علي‭ ‬حمادة،‭ ‬أثبتت‭ ‬نجاحها‭ ‬في‭ ‬ترقيتها‭ ‬من‭ ‬منصب‭ ‬لآخر،‭ ‬لتكون‭ ‬شاهداً‭ ‬على‭ ‬نجـاح‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭.‬

‭ ‬فتلك‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬أوراقها‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬نوفمبــر‭ ‬2008‭ ‬لتصبــح‭ ‬ســفيــرة‭ ‬جمهورية‭ ‬مصــر‭ ‬العــربــيــة‭ ‬لــدي‭ ‬الكــرســي‭ ‬الــرسولي‭ ‬بالفـاتـيــكـــان‭ ‬تحملــت‭ ‬مسـؤوليــة‭ ‬كبيـــرة‭.‬

استدعتها‭ ‬الحكومة‭ ‬المصريــة‭ ‬في‭ ‬ينايــر‭ ‬2011‭ ‬للتشاور‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تصريحات‭ ‬من‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬بنديكتــوس‭ ‬السـادس‭ ‬عشــر،‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬الشأن‭ ‬الداخلي‭ ‬المصري‭ ‬بعــد‭ ‬الحادث‭ ‬الإرهابــي‭ ‬بتفجيــر‭ ‬كنيســة‭ ‬القــديســين‭ ‬في‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬حيث‭ ‬طالب‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬بحماية‭ ‬المسيحيين‭ ‬من‭ ‬التجاوزات‭ ‬ومظــاهــر‭ ‬عــدم‭ ‬التســامح‭ ‬الــدينــي،‭ ‬ولكن‭ ‬بعــدهــا‭ ‬أرســلت‭ ‬الفاتيكــان‭ ‬رسائل‭ ‬إيجابية‭ ‬وتطلعت‭ ‬إلى‭ ‬طي‭ ‬صفحة‭ ‬الخلاف‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬فقررت‭ ‬الخارجية‭ ‬المصرية‭ ‬إعادة‭ ‬السفيرة‭ ‬لميــاء‭ ‬لمواصلة‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬فبراير‭ ‬2011‭.‬

وفـي‭ ‬حـركـــة‭ ‬ترقيـــات‭ ‬شمـلــت‭ ‬204‭ ‬من‭ ‬السفراء‭ ‬والـوزراء‭ ‬المفوضيـن‭ ‬والمستشارين‭ ‬والسكرتـــاريـــة‭ ‬الأول‭ ‬والثـــواني‭ ‬والثوالث‭ ‬والملحقين،‭ ‬أصدرتها‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬فبراير‭ ‬2012،‭ ‬تم‭ ‬ترقيتها‭ ‬من‭ ‬درجة‭ ‬وزيراً‭ ‬مفوضاً‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬سفير،‭ ‬لتنهي‭ ‬فترة‭ ‬عملها‭ ‬كسفيرة‭ ‬لدي‭ ‬الفاتيكان‭ ‬في‭ ‬31‭ ‬أغسطس‭ ‬2012‭ ‬بعد‭ ‬تحملها‭ ‬المسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭.‬

‏وفي‭ ‬إطـــار‭ ‬خطــــة‭ ‬لإعــــادة‭ ‬الهيكلة‭ ‬لوزارة‭ ‬الخــارجية،‭ ‬أصــــدر‭ ‬نبــيــــل‭ ‬فهمـــي،‭ ‬وزير‭ ‬الخــارجيــة‭ ‬الأسبق‭ ‬حــركــــة‭ ‬تســــكيــــن‭ ‬لمساعديــن،‭ ‬قــرر‭ ‬خلالــهــا‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬أغسطس‭ ‬2013،‭ ‬تســكيــن‭ ‬السفيــرة‭ ‬لميــــاء‭ ‬مخيمر‭ ‬كمدير‭ ‬لإدارة‭ ‬التخطيط‭ ‬السياسي‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬ثم‭ ‬تولت‭ ‬بعدها‭ ‬منصب‭ ‬قنصل‭ ‬عام‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬فـي‭ ‬لــوس‭ ‬أنــجــلــوس‭ ‬فى‭ ‬4‭ ‬سبتمبر‭ ‬2015‭.‬

‭-‬ برجـــاء‭ ‬القـــاء‭ ‬ضوء‭ ‬على‭ ‬أهـم‭ ‬محطـــات‭ ‬النشـــأة‭ ‬وتأثيـــرهــا‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬السفيرة‭ ‬لمياء‭ ‬مخيمر‭ ‬الدبلوماسـيـة،‭ ‬بالإضـافة‭ ‬إلى‭ ‬النقـاط‭ ‬الفارقة‭ ‬في‭ ‬مسيرتك‭ ‬المهنية؟‭ ‬

الـســفـيـــرة‭: ‬بــــدأ‭ ‬مشـــــوار‭ ‬حياتي‭ ‬المهنية‭ ‬بإنضمامى‭ ‬للسلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬فى‭ ‬ديسمبر‭ ‬1986‭ ‬بعــد‭ ‬تخــرجــي‭ ‬فى‭ ‬كليـــة‭ ‬الحقوق‭ ‬جامعــة‭ ‬الاسكنــدرية،‭ ‬الدبلوماســي،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬رحلة‭ ‬إثبات‭ ‬الذات‭ ‬كبنت‭ ‬مصرية‭ ‬من‭ ‬الاسكندرية،‭ ‬وكنت‭ ‬أقطع‭ ‬الطريق‭ ‬بين‭ ‬القاهرة‭ ‬والاسكندرية‭ ‬يومياً‭ ‬بحيث‭ ‬أسافر‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬فجراً‭ ‬وأعود‭ ‬فى‭ ‬المساء‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬عملى‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬أسرتى‭. ‬وظللت‭ ‬أقوم‭ ‬بهذا‭ ‬المجهود‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬أثبت‭ ‬فيها‭ ‬لنفسي‭ ‬ولأسرتي‭ ‬ولرؤسائي‭ ‬اننى‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬المسئولية‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬د‭. ‬نبيل‭ ‬العربي‭ -‬وهو‭ ‬من‭ ‬اختارنى‭ ‬للعمل‭ ‬معه‭ ‬فى‭ ‬الإدارة‭ ‬القانونية‭ ‬بالوزارة‭- ‬يعلم‭ ‬بموضوع‭ ‬سفرى‭ ‬اليومي‭. ‬وما‭ ‬ان‭ ‬علم‭ ‬حتى‭ ‬استدعاني،‭ ‬وطلب‭ ‬مني‭ ‬أن‭ ‬أخذ‭ ‬بعض‭ ‬الملفات‭ ‬لدراستها‭ ‬‭”‬‭ ‬على‭ ‬البحر‭” ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحدث،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬دلالة‭ ‬كافية‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬الإدارة‭ ‬الراقي‭ ‬والذي‭ ‬يعتني‭ ‬بتفاصيل‭ ‬حياة‭ ‬المرؤسين‭ ‬ومشاكلهم‭.‬

وتعــد‭ ‬نيــويــورك‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬محطات‭ ‬حياتي‭ ‬المهنية‭ ‬نظراً‭ ‬لأن‭ ‬تجربة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تشكل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬مهنياً‭ ‬وتجعله‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬وثيقة‭ ‬بما‭ ‬يدور‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬حيث‭ ‬استمر‭ ‬عملى‭ ‬فى‭ ‬الوفد‭ ‬الدائم‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭. ‬تفاوضت‭ ‬على‭ ‬عشرات‭ ‬القرارات‭ ‬والاتفاقيـــات‭ ‬لكن‭ ‬تبقـى‭ ‬اتفاقيــة‭ ‬إنشــــاء‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ – ‬وهي‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬النظام‭ ‬الأساسى‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭- ‬هى‭ ‬من‭ ‬أثرى‭ ‬وأروع‭ ‬التجارب‭ ‬التى‭ ‬عشتها‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العملى‭ ‬أو‭ ‬الإنساني‭. ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬المفاوض‭ ‬الأساسي‭ ‬لمصر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الآلية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬حلماً‭ ‬يراود‭ ‬الإنسانية‭ ‬منذ‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬وظلت‭ ‬بندا‭ ‬على‭ ‬بنود‭ ‬اللجنة‭ ‬القانونية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تتم‭ ‬مناقشته‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1946‭ ‬ولا‭ ‬يتوصل‭ ‬في‭ ‬شأنه‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭. ‬وظل‭ ‬الوضع‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انتهت‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬وأصبح‭ ‬المناخ‭ ‬الدولي‭ ‬مهيئاً‭ ‬لإنشاء‭ ‬آلية‭ ‬دولية‭ ‬قضائية‭ ‬دائمة‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الاختصاص‭ ‬العالمى‭ ‬فى‭ ‬مسائل‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي‭ ‬الدولى‭.‬

وقد‭ ‬توجت‭ ‬تجربتي‭ ‬الثرية‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬بحصولي‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬فى‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬من‭ ‬جامعـة‭ ‬نيــويــورك‭ ‬LLM‭ ‬والتي‭ ‬كنت‭ ‬أعد‭ ‬لها‭ ‬أثناء‭ ‬عملى‭ ‬بالوفد‭.‬

عدت‭ ‬بعدها‭ ‬للقاهرة‭ ‬لأعمل‭ ‬فى‭ ‬مكتب‭ ‬السيدة‭ ‬فايزة‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭ ‬وزيرة‭ ‬الدولة‭ ‬للشئون‭ ‬الخارجية‭ ‬لمدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬فيها‭ ‬عملت‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬بموضوعات‭ ‬ذات‭ ‬طبيعة‭ ‬الاقتصادية‭. ‬

فى‭ ‬عـــام‭ ‬2008‭ ‬عيــنــت‭ ‬سفيــراً‭ ‬لمصــر‭ ‬لــدى‭ ‬الفـاتيــكــان‭ ‬وحتــى‭ ‬2012‭ ‬وكانــت‭ ‬مهمــة‭ ‬ليست‭ ‬بالهينة‭. ‬تعرفت‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬الفكر‭ ‬الكاثوليكي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬بالطبع‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭. ‬فمصر‭ ‬لها‭ ‬مكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬لدى‭ ‬الفاتيكان‭ ‬بوصفها‭ ‬الدولة‭ ‬المسلمة‭ ‬الأكبر‭ ‬والأهم‭ ‬والأكثر‭ ‬محورية‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬أما‭ ‬مصر‭ ‬فتتعامل‭ ‬مع‭ ‬الفاتيكان‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬دولة‭ ‬أى‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬سياسي‭ ‬وليس‭ ‬ديني‭. ‬ولدينا‭ ‬علاقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬معه‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1947‭ ‬فنحن‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬مسلمة‭ ‬وأول‭ ‬دول‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تقيم‭ ‬علاقات‭ ‬مع‭ ‬الفاتيكان،‭ ‬ولا‭ ‬تسبقنا‭ ‬إلا‭ ‬لبنان،‭ ‬فقد‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتها‭ ‬قبل‭ ‬مصر‭ ‬بشهرين‭ ‬فقط،‭ ‬أخذا‭ ‬فى‭ ‬الاعتبار‭ ‬الوضعية‭ ‬الخاصة‭ ‬للعلاقة‭ ‬بينهما‭. ‬

كما‭ ‬توليت‭ ‬بنشاط‭ ‬ملف‭ ‬الأراضي‭ ‬المقدسة‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الهامة‭ ‬مع‭ ‬الفاتيكان‭ ‬لوجود‭ ‬نقاط‭ ‬اتفاق‭ ‬كثيرة‭ ‬بيننا‭ ‬حول‭ ‬موضوعاته‭. ‬وأيضاً‭ ‬ملف‭ ‬حوار‭ ‬الأديان‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الرائـجة‭ ‬فى‭ ‬هــذه‭ ‬الأيــــام‭.‬

‭ -‬الســـفيـــرة‭ ‬لميـــاء‭ ‬مخيـمـــر‭ ‬شـــخصيـــة‭ ‬دبلومـــاســـية‭ ‬رفيعـة‭ ‬ذات‭ ‬خبـــرة‭ ‬متميـزة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬في‭ ‬العمـل‭ ‬الدبلـــومـــاسي،‭ ‬برجـاء‭ ‬التفضـــل‭ ‬بإلقـــاء‭ ‬الـــدور‭ ‬التـــي‭ ‬تلعبه‭ ‬المـرأة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي؟

الـســفـيـــرة‭: ‬بدايةً‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬عمل‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المصري‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1962،‭ ‬أي‭ ‬مـا‭ ‬يـزيد‭ ‬على‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تثبت‭ ‬فيها‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬انها‭ ‬إضافة‭ ‬حقيقية‭ ‬للعمل‭ ‬الدبلومـاسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬وما‭ ‬تميزت‭ ‬به‭ ‬دبلوماسياتنا‭ ‬في‭ ‬مقاربات‭ ‬هادئة‭ ‬للمشكلات‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬أنسب‭ ‬الحلول،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معالجة‭ ‬متأنية‭ ‬للقضايا‭. ‬ومنذ‭ ‬اليوم‭ ‬الاول،‭ ‬أكدت‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬أن‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسـي‭ ‬ليس‭ ‬دوراً‭ ‬تجميلياً‭ ‬أو‭ ‬مستحدثاً،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬أصيل‭ ‬وركن‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المصرية،‭ ‬التي‭ ‬اعدت‭ ‬وأهلت‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الدبلوماسيات‭ ‬المصريات‭ ‬النابهات‭ ‬اللاتي‭ ‬ارتقين‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬العمل‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬وصــولاً‭ ‬إلى‭ ‬المنــاصــب‭ ‬الــوزاريــة‭ ‬والــدوليـة‭ ‬المرموقة،‭ ‬في‭ ‬شهادةً‭ ‬عملية‭ ‬بمدى‭ ‬فاعلية‭ ‬دورهن‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المصرية‭. ‬وخلال‭ ‬هذا‭ ‬المشوار‭ ‬برزت‭ ‬شخصيات‭ ‬رائدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدبلوماسيات‭ ‬المصريات،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬السيدة‭ ‬السفيرة‭ ‬هدى‭ ‬المراسي‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬دبلوماسية‭ ‬تلتحق‭ ‬بالسلك‭ ‬الدبلوماسي‭”‬‭ ‬وأود‭ ‬أن‭ ‬اشير‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬ماذكره‭ ‬السفير‭ ‬جمال‭ ‬منصور‭ – ‬رحمه‭ ‬الله‭- ‬في‭ ‬مذكراته،‭ ‬والتي‭ ‬أشاد‭ ‬فيها‭ ‬بأداء‭ ‬المراسي‭ ‬وشجاعتها‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬أثناء‭ ‬عملها‭ ‬تحت‭ ‬رئاسته،‭ ‬وقبولها‭ ‬للتطوع‭ ‬بالقيام‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المهام،‭ ‬التي‭ ‬تنصل‭ ‬من‭ ‬القائم‭ ‬بها‭ ‬الزملاء‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬البعثة‭. ‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإنه‭ ‬يحق‭ ‬لمصر‭ ‬أن‭ ‬تفخر‭ ‬بأن‭ ‬نسبة‭ ‬تمثيل‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬اعلى‭ ‬النسب‭ ‬التمثيل‭ ‬في‭ ‬خارجيات‭ ‬العالم‭ ‬والتي‭ ‬بلغ‭ ‬30‭% ‬من‭ ‬اجمالي‭ ‬عدد‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬المصريــيــن،‭ ‬ولا‭ ‬اغفــل‭ ‬في‭ ‬هـــذه‭ ‬المناســـبة‭ ‬الاشارة‭ ‬الى‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬خيرة‭ ‬الدبلوماسيات‭ ‬المصريات‭ ‬اللائي‭ ‬لمعت‭ ‬أسماءهن‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والسياسي‭ ‬واللائي‭ ‬تقلد‭ ‬بعضهن‭ ‬حقائب‭ ‬وزارية‭ ‬هامة‭ ‬أو‭ ‬مناصب‭ ‬دولية‭ ‬رفيعة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭. ‬مثل‭ ‬والسفيرات‭ ‬هدى‭ ‬المراسي‭- ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬سابقاً‭- ‬والسفيرات‭ ‬بهيجة‭ ‬عرفة‭ ‬وعبلة‭ ‬فهمي،‭ ‬والسيدة‭ ‬الوزيرة‭ ‬ميرفت‭ ‬التلاوي،‭ ‬السيدة‭ ‬الوزيرة‭ ‬فايزة‭ ‬أبو‭ ‬النجا‭  ‬السيدة‭ ‬الوزيرة‭ ‬مشيرة‭ ‬خطاب،‭ ‬والسيدة‭ ‬الوزيرة‭ ‬نبيلة‭ ‬مكرم،‭ ‬والسفيرات‭ ‬ماجدة‭ ‬شــاهـيــن،‭ ‬منى‭ ‬عمر،‭ ‬نـائــلـة‭ ‬جبــر،‭ ‬دولت‭ ‬حســـن‭ ‬وغيــرهــن‭ ‬الكثيرات‭ ‬ممن‭ ‬يضيق‭ ‬عن‭ ‬ذكرهــن‭ ‬المجــال،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاجيال‭ ‬الجــديـــــدة‭ ‬مــن‭ ‬الــدبلوماسيات‭ ‬الواعدات‭.‬

‭ -‬من‭ ‬هو‭ ‬المثل‭ ‬الأعلى‭ ‬للسفيرة‭ ‬لمياء‭ ‬مخيمــر‭ ‬عـلـى‭ ‬المســتوى‭ ‬الشخصـــي‭ ‬والمهنـي،‭ ‬ومــــا‭ ‬هو‭ ‬الاثر‭ ‬الـذي‭ ‬تــركه‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬حيـــاتهـــا‭ ‬ومسيرتهــا‭ ‬المهنـيــة‭؟‬

الـســفـيـــرة‭:‬عـلـى‭ ‬المســــــتوى‭ ‬الشــــخصي‭ ‬كــان‭ ‬والــدي‭ ‬رحمـه‭ ‬الله‭ – ‬وكان‭ ‬محـاميــاً‭ ‬نابهاً‭- ‬هو‭ ‬النبراس‭ ‬الذي‭ ‬اهتديت‭ ‬على‭ ‬نوره،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬غرسه‭ ‬فيَ‭ ‬من‭ ‬إعلاء‭ ‬قيــــم‭ ‬الإنســــانية‭ ‬والعـــدالــــة‭ ‬والإحســاس‭ ‬بـالمســؤليــة‭ ‬وأمانـــــة‭ ‬الكلمــــة‭ ‬والشجــاعة‭ ‬الادبيــة،‭ ‬وهــو‭ ‬ما‭ ‬دفعنــي‭ ‬لاحقاً‭ ‬لدراسة‭ ‬القانون،‭ ‬لأســير‭ ‬على‭ ‬دربه‭ ‬ما‭ ‬استطعت‭.‬

عــلــى‭ ‬المســتوى‭ ‬المهني‭ ‬كان‭ ‬الدكتور‭ ‬نبيل‭ ‬العربي،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأسبق‭ ‬ومندوب‭ ‬مصر‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬والقاضي‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬ورجل‭ ‬القانون،‭ ‬هو‭ ‬القدوة‭ ‬والمثل‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتلاقي‭ ‬معايير‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بحرفة‭ ‬واقتدار،‭ ‬مع‭ ‬امتلاك‭ ‬لأدوات‭ ‬هذا‭ ‬العمل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العقلية‭ ‬القانونية،‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬المواقف‭ ‬والوصول‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬منطقية‭. ‬وقد‭ ‬علمني‭ ‬دكتور‭ ‬نبيل‭ ‬العربي‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬إنساناً‭ ‬قبل‭ ‬اي‭ ‬شيء،‭ ‬يتفهم‭ ‬مشكلات‭ ‬من‭ ‬يعملون‭ ‬معه‭ ‬ويبادر‭ ‬إلى‭ ‬مساعدتهم‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لها،‭ ‬مما‭ ‬يخلق‭ ‬بيئة‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬العمل،‭ ‬تدفع‭ ‬بالأفراد‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬والإنتاج‭ ‬بأقصى‭ ‬طاقاتهم‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العلمي،‭ ‬فيأتي‭ ‬أستاذي‭ ‬الــدكتــور‭ ‬جــورج‭ ‬أبــي‭ ‬صعــب،‭ ‬أســتــاذ‭ ‬الـقــانــون‭ ‬الــدولــي‭ ‬المـعــروف‭ ‬علـى‭ ‬رأس‭ ‬الشخصيـــات‭ ‬التـي‭ ‬أحدثت‭ ‬أبلـغ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬حـيــاتـي‭ ‬العلميــة‭. ‬والـذي‭ ‬أعـتــبـــره‭ ‬أبـــاً‭ ‬روحياً‭ ‬لطالما‭ ‬أسهمت‭ ‬نصائحه‭ ‬لي‭ ‬وآراؤه‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬عقليتي‭ ‬العلمية

ما هى التحديات التى واجهت السفيرة لمياء مخيمر فى مستهل عملها في الولايات المتحـدة كقنصــل عام فى لــوس أنجلوس، وكيف تغلبت على هذه العقبــات؟

السفيرة‭: ‬أود‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬أن‭ ‬اعبر‭ ‬عن‭ ‬سعادتي‭ ‬وفخري‭ ‬بالجالية‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬الغربي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،حيث‭ ‬تزخر‭ ‬بأمثلة‭ ‬فاخرة‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬الذين‭ ‬حققوا‭ ‬نجاحات‭ ‬ملموسة،‭ ‬واندمجوا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي،‭ ‬بما‭ ‬حقق‭ ‬لهم‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭. ‬وأشير‭ ‬إلى‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬القول‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬واجهتني‭ ‬صعوبات‭ ‬محددة‭ ‬إبان‭ ‬تولي‭ ‬منصبي‭ ‬كقنصل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬انضباط‭ ‬العمل‭ ‬القنصلي‭ ‬في‭ ‬البعثة،‭ ‬هو‭ ‬الإرث‭ ‬الذي‭ ‬تركه‭ ‬لي‭ ‬زملائي‭ ‬السابقين‭ ‬من‭ ‬القناصل‭ ‬العامين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مهد‭ ‬لي‭ ‬الارضية‭ ‬الصلبة‭ ‬لكي‭ ‬انطلق‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬أرحب‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الجالية‭ ‬والإندماج‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬الغربي‭. ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬هي‭ ‬كيفية‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬المصريين‭ ‬أينما‭ ‬كانوا‭ ‬،‭ ‬وخلق‭ ‬رابطة‭ ‬حميمة‭ ‬تحث‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬اللجوء‭ ‬للقنصلية‭ ‬والتواصل‭ ‬معها‭ ‬بدون‭ ‬تردد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬انشاء‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وهي‭ ‬عملية‭ ‬صعبة،‭ ‬نظراً‭ ‬لإحجام‭ ‬الغالب‭ ‬الأعم‭ ‬من‭ ‬مواطنينا‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬البعثات‭ ‬القنصلية‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الضرورة‭. ‬وقد‭ ‬قمت‭ ‬ومازلت‭ ‬بجهود‭ ‬كبيرة‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬أطياف‭ ‬الجالية،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الفعاليات‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬مناسباتهم‭ ‬الخاصة‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اجراء‭ ‬اللقاءات‭ ‬الدورية‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬وسان‭ ‬فرانسيسكو،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬الأخرى‭ ‬التابعة‭ ‬لنطاق‭ ‬اختصاص‭ ‬القنصلية‭ ‬العامة‭. ‬كما‭ ‬اقوم‭ ‬حالياً‭ ‬بالترتيب‭ ‬للقيام‭ ‬بزيارات‭ ‬لأبناء‭ ‬الجالية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الولايات،‭ ‬لمناقشة‭ ‬أوضاعهم‭ ‬وبحث‭ ‬كيفية‭ ‬تقديم‭ ‬أية‭ ‬تسهيلات‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعمل‭ ‬البعثة‭.‬

‭-‬ ما هى‭ ‬نوعيـة‭ ‬الخدمـات‭ ‬التي‭ ‬تقـدمـهــا‭ ‬القنصليات‭ ‬المصرية‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬اختصاصها‭؟‬

السفيرة‭: ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬ان‭ ‬الخدمات‭ ‬القنصلية‭ ‬تنقسم‭ ‬إلى‭ ‬شقين‭ ‬أو‭ ‬منظورين‭ ‬إذا‭ ‬أحببت‭ ‬أن‭ ‬تسميها‭ ‬،‭ ‬الاول‭ ‬وهو‭ ‬المنظور‭ ‬التقليدي‭ ‬المكتبي‭ ‬،‭ ‬والخاص‭ ‬بقيام‭ ‬البعثات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والقنصلية‭ ‬بالنيابة‭ ‬عن‭ ‬كافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬كافة‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬استخراج‭ ‬مستندات‭ ‬رسمية‭ ‬أو‭ ‬اعتمادها‭ ‬والتصديق‭ ‬عليها،‭ ‬واستخراج‭ ‬لوثائق‭ ‬السفر‭ ‬أو‭ ‬بطاقات‭ ‬الرقم‭ ‬القومي،‭ ‬وشهادات‭ ‬الميلاد‭ ‬وغيرها،‭ ‬وهو‭ ‬الامر‭ ‬الخاضع‭ ‬بالطبع‭ ‬لآليات‭ ‬مختلفة‭ ‬تفرضها‭ ‬متطلبات‭ ‬الجهات‭ ‬الأصلية‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬والمعايير‭ ‬الحاكمة‭ ‬لهذه‭ ‬العملية‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬انهاء‭ ‬الإجراءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالزواج‭ ‬او‭ ‬الطلاق‭ ‬والوفاة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الشئون‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمواطنين،‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬لتقديم‭ ‬أي‭ ‬مساعدة‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬بعينها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يخضع‭ ‬لقوانين‭ ‬الدولة‭ ‬المحلية‭ ‬والأطر‭ ‬الحاكمة‭ ‬والواردة‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬المصري‭ ‬والمحددة‭ ‬لإختصاصات‭ ‬وحدود‭ ‬تحرك‭ ‬السفارات‭ ‬والقنصليات‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬وكذا‭ ‬تنظيم‭ ‬حضور‭ ‬وفود‭ ‬لجان‭ ‬التجنيد‭ ‬والرقم‭ ‬القومي‭ ‬لإصدار‭ ‬بطاقات‭ ‬للمواطنين‭ ‬او‭ ‬لمراجعة‭ ‬مواقفهم‭ ‬التجنيدية‭. ‬ومتابعة‭ ‬مواقف‭ ‬المواطنين‭ ‬المصريين‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬الامريكية‭. ‬بجانب‭ ‬القيام‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬بالإشراف‭ ‬على‭ ‬امتحانات‭ ‬‭”‬ابناؤنا‭ ‬في‭ ‬الخارج‭”‬‭ (‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مكتب‭ ‬ثقافي‭ ) ‬وكذا‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الفعاليات‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تقيمها‭ ‬القنصلية‭ ‬أو‭ ‬الجالية،‭ ‬ومتابعة‭ ‬الملفات‭ ‬التجارية‭ ‬والترويج‭ ‬للشركات‭ ‬المصرية‭ ‬وفتح‭ ‬الأسواق‭.‬

‭-‬ تحـدثــت‭ ‬ســيادتـك‭ ‬عن‭ ‬المفهـوم‭ ‬التقـليــدي،‭ ‬فهل‭ ‬هنــاك‭ ‬مفهــوم‭ ‬غير‭ ‬تقليدي،‭ ‬وما‭ ‬تقصدينه‭ ‬بذلك؟

السفيرة‭ :‬إن‭ ‬المنظور‭ ‬غير‭ ‬التقليدي‭ ‬هو‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬نظري‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬والخاص‭ ‬بالتواصل‭ ‬مع‭ ‬الجالية‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أماكن‭ ‬تجمعاتها‭ ‬وحضور‭ ‬جميع‭ ‬مناسباتها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حرصت‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الاول،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سياسة‭ ‬معلنة‭ ‬مفادها‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬الجالية‭ ‬يمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬الجالية‭ ‬بأكملها،‭ ‬وقد‭ ‬قمت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬بالتواجد‭ ‬أينما‭ ‬وجدت‭ ‬الجالية،‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬أفرادها،‭ ‬وداعمةً‭ ‬ومؤيدةً‭ ‬لكل‭ ‬جهد‭ ‬محمود‭ ‬لتوحيد‭ ‬أطيافها،‭ ‬ولا‭ ‬يفوتني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬القنصلية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬حفلات‭ ‬جمع‭ ‬التبرعات‭ ‬سواء‭ ‬لمستشفى‭ ‬الدكتور‭ ‬مجدي‭ ‬يعقوب‭ ‬أو‭ ‬مستشفى‭ ‬57357‭ ‬انتهاءً‭ ‬بمستشفى‭ ‬أبو‭ ‬الريش‭ ‬للأطفال‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬إيماني‭ ‬باتساع‭ ‬دور‭ ‬القنصليات‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬وارد‭ ‬في‭ ‬اوامر‭ ‬التكليف‭ ‬الرسمية‭ ‬أو‭ ‬محددات‭ ‬الإختصاصات‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭.‬

‭-‬ ما‭ ‬هي‭ ‬الخدمـات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استحداثها‭ ‬بعد‭ ‬توليكم‭ ‬منصبـكم‭ ‬كقنصل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس؟

السفيرة‭ :‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬وذكرته‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناسبات‭ ‬فإن‭ ‬الخدمات‭ ‬القنصلية‭ ‬ثابتة‭ ‬ومحددة‭ ‬طبقاً‭ ‬للقوانين‭ ‬المحلية‭ ‬والمصرية،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بان‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬واسع‭ ‬للتحرك‭ ‬في‭ ‬‭”‬‭ ‬كيفية‭ ‬تأدية‭ ‬الخدمة‭”‬‭ ‬والشكل‭ ‬الذي‭ ‬تصل‭ ‬به‭ ‬للمواطن،‭ ‬لتعميق‭ ‬احساسه‭ ‬بالانتماء‭ ‬للوطن،‭ ‬واهتمام‭ ‬الوطن‭ ‬بالمصريين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وحدبه‭ ‬على‭ ‬مصالحهم،‭ ‬وهي‭ ‬حقيقة‭ ‬واقعة‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬احبذ‭ ‬الخوض‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬تفاصيلها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬اتهم‭ ‬بعدم‭ ‬الموضوعية‭ ‬بحكم‭ ‬منصبي‭. ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أود‭ ‬ان‭ ‬أؤكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بكافة‭ ‬اجهزتها‭ ‬تعمل‭ ‬بالفعل‭ ‬لخدمة‭ ‬المواطنين‭ ‬المصريين‭ ‬ككل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اهتمام‭ ‬خاص‭ ‬بأبناءنا‭ ‬المغتربين‭. ‬فقد‭ ‬افردت‭ ‬لهم‭ ‬وزارة‭ ‬خاصة،‭ ‬ويكفي‭ ‬ان‭ ‬أدلل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬اشير‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬السيدة‭ ‬وزيرة‭ ‬الهجرة‭ ‬زارت‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬عدد‭ ‬مرات،‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬الجاري‭ ‬بصحبة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬الحدث‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬إحدى‭ ‬تجمعات‭ ‬الجالية‭ ‬المصرية‭ ‬لدعم‭ ‬مستشفى‭ ‬أبو‭ ‬الريش‭ ‬للأطفال‭. ‬كما‭ ‬قمت‭ ‬فور‭ ‬تسلمي‭ ‬مهام‭ ‬منصبي‭ ‬في‭ ‬لوس‭ ‬أنجوس‭ ‬بتفعيل‭ ‬آليات‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءتها،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬في‭ ‬إمكان‭ ‬أي‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬بالتواصل‭ ‬مع‭ ‬القنصلية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الفيسبوك‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬الرد‭ ‬الفوري‭ ‬والآلي‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬سؤاله،‭ ‬أو‭ ‬باستمهاله‭ ‬للرد‭ ‬عليه‭ ‬تليفونياً‭ ‬او‭ ‬عبر‭ ‬البريد‭ ‬الالتكتروني،‭ ‬أيهما‭ ‬أنسب‭ ‬له‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬التواصل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬موقع‭ ‬البعثة‭ ‬على‭ ‬الانترنت‭. ‬ويمكن‭ ‬الدخول‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬القنصلية‭ ‬على‭ ‬الفيسبوك‭ ‬والذي‭ ‬يوضح‭ ‬نسبة‭ ‬سرعة‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬المواطنين،‭ ‬وكذا‭ ‬على‭ ‬تطبيقات‭ ‬تقييم‭ ‬المواقع‭ ‬على‭ ‬الانترنت‭ ‬مثل‭ ‬Yelp‭ ‬والتي‭ ‬توضح‭ ‬حصول‭ ‬القنصلية‭ ‬على‭ ‬معدلات‭ ‬تقييم‭ ‬مرتفعة‭ “‬حتى‭ ‬بالمعايير‭ ‬الغربية‭”‬‭ ‬التي‭ ‬نعرف‭ ‬يقيناً‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬المجاملة‭.‬

‭-‬ يحدث‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخلط‭ ‬بيـن‭ ‬المواطنيــن‭ ‬حــول‭ ‬مفهــوم‭ ‬ووظيفــة‭ ‬كــل‭ ‬من‭ ‬السفارة‭ ‬والقنصليــة،‭ ‬برجــاء‭ ‬التفضــل‭ ‬بالتعريف‭ ‬بالفارق‭ ‬بين‭ ‬الاثنين؟

السفيرة‭: ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬أن‭ ‬السفارة‭ ‬تتولى‭ ‬مسئولية‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬المقر‭ ‬وتشكل‭ ‬المظلة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬القنصليات‭ ‬ومختلف‭ ‬الماكتب‭ ‬الفنية‭ ‬التابعة‭ ‬للجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬والتي‭ ‬تكون‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬البعثة‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬كما‭ ‬تتضمن‭ ‬أقسام‭ ‬قنصلية‭ ‬لرعاية‭ ‬مصالح‭ ‬المواطنين‭ ‬السابق‭ ‬ذكرها،‭ ‬وأنه‭ ‬نظراً‭ ‬للطبيعة‭ ‬الخاصة‭ ‬للنظام‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الامريكي،‭ ‬واتساع‭ ‬المسافات،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬أتاح‭ ‬للقنصليات‭ ‬والقنصليات‭ ‬العامة‭ ‬تقوم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عملها‭ ‬برعاية‭ ‬مصالح‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬اختصاص‭ ‬جغرافي‭ ‬محدد،‭ ‬وتشمل‭ ‬اختصاصاتها‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬ان‭ ‬ذكرته‭ ‬في‭ ‬السؤال‭ ‬السابق‭. ‬حريةً‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬لمتابعة‭ ‬والإشراف‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والثقافية،‭ ‬وبعض‭ ‬الملفات‭ ‬السياسية‭ ‬ذات‭ ‬الصبغة‭ ‬المحلية‭ ‬طبقاً‭ ‬لما‭ ‬تقتضيه‭ ‬الظروف‭ ‬واعتبارات‭ ‬الصالح‭ ‬العام،‭ ‬للدولة‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬هي‭ ‬طموحاتكـم‭ ‬مــن‭ ‬خــلال‭ ‬منصبكـم‭ ‬كقنصــل‭ ‬عــام‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المهني‭ ‬أو‭ ‬الشخصي؟

السفيرة‭:‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬مهنة‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬القليلة‭ ‬التي‭ ‬يتلاشى‭ ‬فيها‭ ‬الحد‭ ‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬الشخصي‭ ‬والمهني،‭ ‬فالدبلوماسي‭ ‬الذي‭ ‬يمضي‭ ‬عمره‭ ‬يتنقل‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬لآخر‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬تطلعات‭ ‬بلاده‭ ‬وحماية‭ ‬مصالحها،‭ ‬يصبــــح‭ ‬بعــــد‭ ‬خــــدمــــة

‭ ‬طويلة‭ ‬تتجاوز‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬،‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬منوط‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬واجبات،‭ ‬هو‭ ‬هدفه‭ ‬الاسمى‭ ‬والوحيد،‭ ‬وعليه‭ ‬فإني‭ ‬أطمح‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬جالية‭ ‬مصرية‭ ‬قوية‭ ‬،‭ ‬موحدة‭ ‬ومتجانسة،‭ ‬تشمل‭ ‬كافة‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري،‭ ‬وان‭ ‬أرى‭ ‬أبناء‭ ‬بلدي‭ ‬الأعزاء‭ ‬في‭ ‬تواصل‭ ‬دائم‭ ‬وفعال‭ ‬مع‭ ‬الوطن،‭ ‬فلا‭ ‬غنى‭ ‬لاي‭ ‬طرف‭ ‬منهم‭ ‬عن‭ ‬الآخر‭ ‬،‭ ‬فالفرع‭ ‬يسقط‭ ‬بلا‭ ‬أصل‭ ‬،‭ ‬والأصل‭ ‬عارٍ‭ ‬بلا‭ ‬فروع‭. ‬كما‭ ‬أضع‭ ‬نص‭ ‬عيني‭ ‬هدفاً‭ ‬أعتبره‭ ‬أساسياً‭ ‬وهو‭ ‬دعم‭ ‬قنوات‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الاجيال‭ ‬وخاصة‭ ‬الجيلين‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬او‭ ‬مع‭ ‬الوطن‭.‬

‭- ‬ رجاء‭ ‬التفضل‭ ‬بإلقاء‭ ‬الضــوء‭ ‬عــلــى‭ ‬اتفــاق‭ ‬التــآخي‭ ‬بيـن‭ ‬الجيزة‭ ‬ولوس‭ ‬أنجلوس‭.‬

السفيرة‭: ‬قمت‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اتفاق‭ ‬التآخي‭ ‬بين‭ ‬مدينة‭ ‬الجيزة‭ ‬ولوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬برفع‭ ‬علم‭ ‬المحافظة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬احتفالية‭ ‬أقيمت‭ ‬خصيصاً‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭. ‬تم‭ ‬رفع‭ ‬أعلام‭ ‬المدن‭ ‬التوأم‭ ‬مع‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬بمناسبة‭ ‬افتتاح‭ ‬المنتزه‭ ‬الوطني‭ ‬الثامن‭ ‬والثلاثين‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬التزام‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬بالاستمرار‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬الإنفتاح‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬ومدن‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬وأن‭ ‬المدينة‭ ‬تستمد‭ ‬إرثها‭ ‬وتقاليدها‭ ‬من‭ ‬انصهار‭ ‬مهاجرين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وبما‭ ‬حملوه‭ ‬معهم‭ ‬إلى‭ ‬وطنهم‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬،‭ ‬شكلت‭ ‬الوعي‭ ‬الجمعي‭ ‬لسكان‭ ‬المدينة‭. ‬والتي‭ ‬يأتي‭ ‬انضمام‭ ‬الجيزة‭ ‬مؤخراً‭ ‬إلى‭ ‬كوكبة‭ ‬المدن‭ ‬ذات‭ ‬اتفاقيات‭ ‬التآخي‭ ‬مع‭ ‬مدينة‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬كاحد‭ ‬حلقات‭ ‬هذا‭ ‬الانفتاح‭. ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬حرص‭ ‬المدن‭ ‬والمحافظات‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬وبما‭ ‬يسهل‭ ‬نقل‭ ‬الخبرات‭ ‬والتجارب‭ ‬المتبادلة‭ ‬،‭ ‬ويعمق‭ ‬من‭ ‬أطر‭ ‬التواصل‭ ‬المجتمعي‭ ‬والحضاري‭. ‬

‭- ‬كلمـة‭ ‬مـن‭ ‬قنـصـل‭ ‬مصـر‭ ‬في‭ ‬ولايــات‭ ‬الســاحـل‭ ‬الغــربــي‭ ‬للمصريين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

السفيرة‭: ‬أدعو‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وخاصةً‭ ‬ولايات‭ ‬الساحل‭ ‬الغربي،‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬بجد‭ ‬وعزم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي‭ ‬لتحقيق‭ ‬كافة‭ ‬طموحاتهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬وأؤكد‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬هو‭ ‬مفخرة‭ ‬لوطنهم،‭ ‬كشان‭ ‬أي‭ ‬أم‭ ‬تسعد‭ ‬بنجاح‭ ‬ابنائها،‭ ‬أدعوهم‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬الوطن‭ ‬ومؤسساته،‭ ‬فكما‭ ‬ذكرت‭ ‬سابقاً‭ ‬فمصر‭ ‬وأبناءها‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬الآخر،‭ ‬أدعوهم‭ ‬إلى‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬ربط‭ ‬الابناء‭ ‬من‭ ‬الاجيال‭ ‬الجديدة‭ -‬الجيلين‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭- ‬بالوطن‭ ‬وهمومه‭ ‬وقضاياه،‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬وطن‭ ‬بلا‭ ‬هموم‭ ‬ومشكلات،‭ ‬ولعلي‭ ‬استعير‭ ‬هنا‭ ‬كلمة‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭ ‬‭(‬مصر‭ ‬وطن‭ ‬يعيش‭ ‬فينا‭ ‬وليست‭ ‬وطناً‭ ‬نعيش‭ ‬فيه‭.‬

فى النهـايـةً‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أشـيد‭ ‬بدور‭ ‬جريدة‭ ‬كاريزما،‭ ‬وإني‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬نموذجاً‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬لما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عليه‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬لأبناء‭ ‬الجالية‭ ‬للخروج‭ ‬بمنتج‭ ‬نهائي‭ ‬مشرف،‭ ‬كهذا‭ ‬النموذج‭ ‬الذي‭ ‬سيخرج‭ ‬للنـور‭ ‬في‭ ‬عـدده‭ ‬الأول‭. ‬لتـكـون‭ ‬حلقــة‭ ‬للوصــل‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الجالية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مناقشة‭ ‬الموضوعات‭ ‬محل‭ ‬اهتمامهــم،‭ ‬وتنــاولها‭ ‬لكافة‭ ‬مشكلاتهم‭ ‬والعمــل‭ ‬علـى‭ ‬تقديــم‭ ‬حلــول‭ ‬لهــا،‭ ‬واود‭ ‬أن‭ ‬أؤكـد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يتمناه‭ ‬أي‭ ‬سفيــر‭ ‬أو‭ ‬قنصـل‭ ‬عــام‭ ‬لبـلاده‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬هو‭ ‬إمتلاك‭ ‬أدوات‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬الفعالة،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬كاريزما‭ ‬تجسـيـــداً‭ ‬عمليـــاً‭ ‬لهـــا‭ … ‬فكــل‭ ‬تمنياتي‭ ‬لهـــا‭ ‬بالنجاح‭.‬

أسرة‭ ‬صحيفة‭ ‬كاريزما‭ ‬تتقدم‭ ‬بكل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لسعادة‭ ‬السفيرة‭ ‬لمــيـــــاء‭ ‬مخيمـــــر‭ ‬على‭ ‬تشجيعها‭ ‬وتبنيها‭ ‬ودعمها‭ ‬لفكـرة‭ ‬الجـريــدة‭ ‬وسياساتها‭ ‬ونشاطاتها‭ ‬التى‭ ‬تخدم‭ ‬الجاليــة‭ ‬المصــرية‭ ‬بأمريكا‭ ‬ونتمنـى‭ ‬لسعادتها‭ ‬كل‭ ‬النجاح‭ ‬والتوفيق‭ ‬فى‭ ‬مشوارها‭ ‬المـهــنـــى‭ ‬والإنســـانى‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى