يشهد العالم المسيحي بجميع طوائفه خلال هذه الأيام موجه من الاستعدادات الهائله للأحتفال بأعياد القيامه المجيدة و أعياد الربيع أو كما يطلق عليها في مصر أسم أعياد شم النسيم .. فتســـود جميــــع دول العــالـــم حالـــه من البهجــــه و الفــرح و الســـرور و يكتســـــي الكــون بأكملـــه بالســــلام و الفـرح متلوناً بألوان الربيع المبهجة للروح و النفس.. و تتناســـج أفـــراح القيامه مع بهجه أعياد الربيع تاركــه ورائــها ثوب من ســلام النفــس المقتـــرن بالمســرات تتشح به النفس البشريه طوال أيام العام .. و من المتعارف منذ قديم الأزمنة أن عيد القيامه يأتي مقترناً دائماً بأعياد الربيع او ماقد يطلق عليه المصريين شم النسيم .. ففي القديم أستقر مجمع نيقيه علي ضروره وضع يوماً مخصصاً للاحتفال بقيامة المسيح و خاصاً انها حدثت في يوم أحد وحيث بدأ المسيحيون يتذكرون القيامة كل يوم أحد بعد حدوثها .. ورأى كثيرون أن التاريخ يجب أن يستمر بمجرد أن يحدد القادة اليهود تاريخ عيد الفصح كل عام ويمكن لقاده رجال الدين المسيحيين تحديد موعد عيد الفصح بالتحديد بعد ثلاثة أيام من عيد الفصح اليهودي. و بعد هذا الجدول الزمني كان من المفترض أن يكون عيد الفصح يومًا مختلفًا من الأسبوع كل عام ، ولا يأتي عيد القيامه إلا يوم الأحد مرة واحدة في العام ويعتقد البعض الآخر منذ أن قام الرب يسوع المسيح أن يوم الأحد هو اليوم الوحيد المناسب للاحتفال به و بذكري القيامه المجيدة . وفِي نفس الوقت و بينما كانت المسيحية تبتعد عن اليهودية و تتأخذ طريقاً أخر فكان بعضهم مترددًا في إقامة الاحتفال المسيحي على التقويم اليهودي وأخيرًا قرر مجمع نيقيا أن يتم الاحتفال بعيد الفصح يوم الأحد بعد اكتمال القمر الأول بعد الاعتدال الربيعي ومنذ تاريخ الاعتدال الربيعي الذي تغير من سنة إلى أخرى فقد يكون حساب التاريخ الصحيح صعباً. ولا تزال هذه هي الطريقة المستخدمة لتحديد عيد الفصح اليوم وهذا هو السبب في أن بعض السنوات لدينا عيد الفصح في وقت سابق ومختلف من السنوات الأخرى. وبما أن عيد الفصح هو إحياء لقيامة يسوع المسيح فسيظن البعض أنه لن يكون هناك مجال للوثنية ومع ذلك فإن عيد الفصح هو واحد من الأعياد الأكثر تشابكًا بالرمزية الوثنية وبعض من العادات والطقوس القديمة السائدة في الدوله الوثنية و ماقبل المسيحيه فكلمه إيستر.. ليس معروف أصلها بالتحديد ولكننا عند البحث نجد أن فيرنربل بيدي وهو راهب وعالم بريطاني يرجح أن أصل الكلمة قد تكون قد جاءت من الأصول الأنجلو ساكسونيه القديمة (إستراناموث أو إيستر أو إيستري) - ويقال انها كانت إلهة الربيع والخصوبة قديماً . ومع مرور الوقت كذلك قد نجد ان اقتران عيد القيامه بعيد شم النسيم او عيد الربيع الذي هًو في الأصل عيد مصري قديم احتفل به قدماء المصريين منذ عام 2700 قبل الميلاد وحددوه بميعاد الانقلاب الربيعي وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل يوم 25 من شهر برمهات وكانوا يحتفلون بالإعلان عن ذلك اليوم بليلة الرؤية حيث يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم الأكبر في الساعة السادسة من ذلك اليوم حين يظهر قرص الشمس قبل الغروب وخلال دقائق محدودة يبدو كأنه يجلس فوق قمة الهرم ويرى بعض المؤرخين أن الاحتفال به كان معروفاً ضمن أعياد هيليوبوليس ومدينة أون عاصمة مصر في العصور القديمة وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات حيث تتجدد الحياة وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو بدء خلق العالم وسجل على جدران المعابد أن المعبود رع يقوم في ذلك اليوم بالمرور في سماء مصر داخل سفينته المقدسة ويرسو فوق قمة الهرم الأكبر وعند الغروب و يبدأ رحلته عائدا للأرض صابغا الأفق باللون الأحمر رمزا لدماء الحياة الذي يبثها من أنفاسه إلى الأرض معلنا موت المعبود (ست) إله الشر .. لكن ما هو أصل تسمية شم النسيم أو عيد الربيع؟ ولماذا يحتفل المصريون به في مثل هذا التوقيت من كل عام؟ توصلت الدراسات الاثرية الحديثة إلى تفسير جديد لأصل تسمية شم النسيم تغاير ما عرف عن الأصل المستمد من كلمة شمو والتي تعني فصل الحصاد ويؤكد أن شم النسيم لم تحرف لفظيا كما يعتقد بعض علماء الآثار واللغة بل هي كلمة مصرية قديمة خالصة مرت بتطور عبر الزمن وكتبت في مصر القديمة (شم – سم) ثم نطقت في القبطية (شوم سيم) حتى وصلت إلى شم النسيم. ويضاف الي أن نظرية الباحثين الجديدة تستند إلـــى تفســـير حرف (ش) في اللغةالمصريةالقديمة والتي تكتب بشكل مستطيل يرمز إلى بركة المياه التي تتوسط الحدائق وكلمة شم تعني اخرج أو انزل أو تحرك وتم ربط مخصص أسفله لقدم إنسان مما تفيد الخروج إلى البركة ثم البومة والتي تعني حرف الميم وكلمة (سم) تعني نباتات أو بستانا ورسم المخصص للكلمة حزمة من النباتات. و علاقة أعياد الربيع او شم النسيم باليهودية والمسيحية مجرد صدفة حيث إن بني إسرائيل حين خرجوا من مصر كان ذلك اليوم يوافق موعد احتفال المصريين ببدء الخلق وأول الربيع (عيد شمو) وأطلق عليه اليهود يوم الخروج أو الفصح وهي كلمة عبرية معناها (اجتياز) وهكذا اتفق عيد الفصح العبري مع عيد شمو المصري ثم انتقل الفصح بعد ذلك إلى المسيحية لموافقته مع موعد عيد القيامة ولما انتشرت المسيحية في مصر أصبح عيد القيامة يلازم عيد المصريين القدماء حيث يأتي شم النسيم يوم الاثنين الذى يلي عيد القيامة وهو العيد الأكبر عند المسيحيين ويكون الأحتفال بهذا العيد يوم الأحد بعد فصح اليهود لا معهم ولا قبلهم. ويشار إلى أن الأكلات الشعبية المرتبطة بعيد شم النسيم لها أصول فرعونية مصرية قديمة لأن العيد نفسه هو عيد مصري قديم بالرغم من الاحتفال به في كثير من دول العالم .. لكن لماذا اختار المصريون تلك الطقوس المصاحبة له كتناول الفسيخ والبيض الملون والبصل ؟ نجد أن البيض يرمز إلى خلق الحياة كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد إخناتون.. ونقش البيض وزخرفته ارتبط بعادة قدماء المصريين وهي نقش الدعوات والأمنيات على البيض ثم يعلق في أشجار الحدائق لتحقيق الأمنيات مع الشروق و كذلك وجدت هذه العاده عند بعض الثقافات القديمة والمستمره حتي الأن مثل اليونانيون و بلاد روما والفينيقين و بلاد فارس والهندوس و الصينيون . وفي تقاليد الكهنه القديمة كان بيض الثعابين مقدس ورمز به للحياة. ونظر المسيحيون الأوائل إلى العلاقة التي تربط البيوض بالحياة وقرروا أن البيض يمكن أن يكون جزءا من احتفالهم بقيامه المسيح. في القرن الرابع ، قدم الناس البيض في الكنيسة ليكونوا مباركين. في عام 1290 سجل إدوارد الأول من إنجلترا شراء 450 بيضة للتلوين أو مغطاة بورق الذهب ثم أعطى البيض لأفراد الأسرة المالكة. وبمجرد قبول العرف بدأت تقاليد جديدة تنمو حوله فتم صبغ البيض باللون الأحمر القاني من أجل الفرح ، وفي ذكرى دم المسيح جاءت مسابقات دحرجة البيض إلى أمريكا من إنجلترا ربما كتذكير للفداء. مع انتشار المسيحية ارتبطت تقاليد ورموز واحتفالات الربيع الأكثر مألوفًا بعيد الفصح - فالمسيح يعود إلى الحياة بعد الموت واحدة من أقدم رموز الربيع في العالم هي البيضة. كان الشكل البيضاوي للبيضة هو نفس الشكل لقطرات المطر والبذور و هذان عنصران مهمان لإعطاء الحياة و البيضة نفسها تعد بحياة جديدة كما في فصل الربيع يتم تفريخ الطيور والعديد من الحيوانات الأخرى من البيض. في الواقع اعتقد الفرس والهندوس والمصريون أن العالم بدأقديماً ببيضة واحدة وفي الصين القديمة وروما واليونان أعطيت البيض كهدايا فصل الربيع. في بولاندا وروسيا تنفق الساعات على رسم تصاميم معقدة على بيض عيدالفصح. في إنجلترا أعطى أفراد العائلات المالكة البيض المغطى بالذهب كهدية عيد الفصح في العصور الوسطى. كان أشهر مصمم بيض عيد الفصح هو بيتر كارل فابرج. قام بتصميم البيض من الذهب والفضة والأحجار الكريمة الأخرى لملوك أوروبا وقياصرة روسيا. هذه البيوض لا تقدر بثمن الآن ويمكن العثور عليها فقط في المتاحف والمجموعات الخاصة.