فنون وثقافة

أمريكا والوشاح الأخضر

بقلم/ مرجريت إقلاديوس

يبدأ‭ ‬حالياً‭ ‬العد‭ ‬التنازلي‭ ‬علي‭ ‬بدء‭ ‬التجهيزات والأستعدادات لأكبر‭ ‬أحتفال‭ ‬علي‭ ‬مستوي‭ ‬بلاد‭ ‬العالم‭ ‬و‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬تحضيرها‭ ‬و‭ ‬تجهيزها‭ ‬بالأخص‮ ‬‭ ‬الولايات‭ ‬المتحده‭ ‬الأميريكيه‭ ‬و‭ ‬أيرلندا‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬والعواصم‭ ‬الأجنبيه‮ ‬‭ ..‬

‮ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬الأحتفال‭ ‬قريباً‭ ‬بــ‭ ‬الْيَوْمَ‭ ‬المخصص‭ ‬لــ‭ ‬سانت‭ ‬باتريك‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬حيث‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يوم‭ ‬وفاة‭ ‬القديس‭ ‬العظيم‭ ‬سانت‭ ‬باتريك‭ ‬الأيرلندي‭ ‬وبهذا‭ ‬اليوم‭ ‬تتعانق‭ ‬الطبيعه‭ ‬مع‭ ‬الطابع‭ ‬الديني‭ ‬لتثمر‭ ‬عن‭ ‬أحتفال‭ ‬ذو‭ ‬طابع‭ ‬مزدوج‭ ‬ومميز‭ ‬و‭ ‬خاص‮ ‬‭ ‬صابغاً‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ..‬

‮ ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الكنيسة‭ ‬الكاثوليكية‭ ‬فان‭ ‬الكنيسة‭ ‬الأرثوذكسية‭ ‬تبجل‭ ‬وتكرم‭ ‬باتريك‭ ‬خاصة‭ ‬الأرثوذكس‭ ‬الناطقين‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬فهوالذي‭ ‬ينسب‭ ‬إليه‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬المسيحية‭ ‬في‭ ‬أيرلندا‭ ‬الوثنية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الخامس‭ ‬الميلادي‭ ‬وفي‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬الميلادي‭ ‬تم‭ ‬اعتباره‭ ‬القديس‭ ‬الشفيع‭ ‬والراعي‭ ‬لأيرلندا‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬تشتهر‭ ‬ب‭”‬جزيرة‭ ‬الزمرد‭” ‬لجمال‭ ‬ريفها‮ ‬‭ ‬الأخضر‭ ‬طول‭ ‬العام‭ ‬رغم‭ ‬اشتهار‭ ‬ايرلندا‭ ‬بالضباب‭ ‬والأمطار‭ ‬طوال‭ ‬العام‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬جزيره‭ ‬الزمرد‭ ‬مصدر‭ ‬الهام‭ ‬للون‭ ‬الوطني‭ ‬لأيرلندا‭ .. ‬‮ ‬

وعن‭ ‬نشأته‭ ‬و‭ ‬مولده‭ ‬كصبي‭ ‬بريطاني‭ ‬روماني‭ ‬الأصل‭ ‬وليس‭ ‬أيرلندياً‭ ‬ومن‭ ‬أسره‭ ‬مسيحيه‭ ‬تقيه‭ ‬فكان‭ ‬والده‭ ‬شماساً‭ ‬وجده‭ ‬كاهناَ‭ ‬ولد‭ ‬بأسم‭ ‬‭”‬مايون‭ ‬سوكات‭”‬‭ ‬وقام‭ ‬بتغييراسمه‭ ‬إلى‭ ‬‭”‬باتريكيوس‭ ‬أو‭ ‬باتريك‭”‬‭ ‬الذي‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬المصطلح‭ ‬اللاتيني‭ ‬ل‭ ‬‭”‬شخصية‭ ‬الأب‭”‬،‭ ‬و‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬أصبح‭ ‬كاهناً‭ .. ‬وفي‭ ‬حوالي‭ ‬السادسة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬تم‭ ‬خطفه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬القراصنة‭ ‬الأيرلندين‭ ‬وأقتيد‭ ‬إلى‭ ‬أيرلندا‭ ‬كعبد‭ ‬يرعى‭ ‬الأغنام‭ ‬قرب‭ ‬الساحل‭ ‬مما‭ ‬جعله‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬أكثرقرباَ‭ ‬وتأملاَ‭ ‬لله‭ ‬وبعد‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬الهرب‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البحروالعوده‭ ‬إلى‭ ‬موطنه‭ ‬وإلتحق‭ ‬هناك‭ ‬ببعثه‭ ‬دينيه‭ ‬و‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مكانته‭ ‬كرجل‭ ‬دين‭ ‬وكاهن‭ ‬ثم‭ ‬أسقف‭ ‬بها‭ ‬مما‭ ‬ساعده‭ ‬للعوده‭ ‬مره‭ ‬أخري‭ ‬إلى‭ ‬أيرلندا‭ ‬الوثنية‭ ‬للتبشير‭ ‬وأصبح‭ ‬باتريك‭ ‬رسولاً‮ ‬‭ ‬للهداية‭ ‬والصلاح‭ ‬هناك‭ ‬وفتح‭ ‬المدارس‭ ‬وشيد‭ ‬الكنائس،‭ ‬وأنشئ‭ ‬الأديرة‭ ‬للرجال‭ ‬والنساء‭ ‬وعين‭ ‬القساوسة‭ ‬ورعاه‭ ‬روحانيين‭ ‬أقوياء‭ ‬وبدأ‭ ‬تعليم‭ ‬أهلها‭ ‬المسيحية‭ ‬و‭ ‬ظهرت‭ ‬حركه‭ ‬النهضه‭ ‬بوضوح‮ ‬‭ ‬ووجد‭ ‬فيها‭ ‬ملكاً‭ ‬وثنياً‭ ‬مستنيراً‭ ‬يدعى‭ ‬ليجير‭ ‬يجلس‭ ‬على‭ ‬العرش‭ ‬وعجز‭ ‬باتريك‭ ‬عن‭ ‬هداية‭ ‬هذا‭ ‬الملك‭ ‬إلى‭ ‬الدين‭ ‬المسيحي،‮ ‬‭ ‬ولكنه‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬عهد‭ ‬منه‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬مطلق‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬التبشيربهذا‭ ‬الدين‭. ‬وقاومه‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬كهنة‭ ‬البلاد‭ ‬الوثنيين‭ ‬وللأسف‭ ‬عرضوا‭ ‬البلاد‭ ‬لسحرهم‭ ‬وغيبوا‭ ‬عقول‭ ‬الأيرلنديين‭ ‬وقابل‭ ‬باتريك‭ ‬عملهم‭ ‬هذا‭ ‬بأن‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬الأهالي‮ ‬‭ ‬طقوس‭ ‬وصلوات‭ ‬طارده‭ ‬للارواح‭ ‬الخبيثة‮ ‬‭ ‬والسحر‭ ‬الأسود‭ ‬بمعونة‭ ‬طائفة‮ ‬‭ ‬من‭ ‬صغار‭ ‬الكهنه‭ ‬المسيحيين‭ ‬جاء‭ ‬بهم‭ ‬معه‭ ‬إليّ‭ ‬أيرلندا‮ ‬‭ ‬ليستعين‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬طرد‭ ‬الأرواح‭ ‬الشريره‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فأن‭ ‬سانت‭ ‬باتريك‭ ‬لم‭ ‬يهد‭ ‬أيرلندة‭ ‬كلها‭ ‬للمسيحيه‭, ‬بل‭ ‬بقيت‭ ‬فيها‭ ‬للوثنية‭ ‬جيوب‭ ‬منعزلة‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬آثار‭ ‬من‭ ‬الدين‭ ‬الوثني‭ ‬القديم‭ ‬وله‭ ‬طقوس‭ ‬خاصه‭ ‬به‭ .‬‮ ‬

ويحدثنا‭ ‬باتريك‭ ‬في‭ ‬‭”‬الاعترافات‭”‬‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬حين‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬السن‭ ‬عما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الأخطار‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬فيقول‭: ‬إن‭ ‬حياته‭ ‬تعرضت‭ ‬للخطر‭ ‬اثنتي‭ ‬عشرة‭ ‬مرة‭ ‬حتي‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬احد‭ ‬الايام‭ ‬قبض‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬ورفقائه‭ ‬وظلوا‭ ‬في‭ ‬الأسر‭ ‬أسبوعين،‭ ‬وهددوا‭ ‬بالقتل،‭ ‬ولكن‭ ‬بعض‭ ‬أصدقائهم‭ ‬أفلحوا‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬من‭ ‬قبضوا‭ ‬عليهم‭ ‬بإطلاق‭ ‬سراحهم‭ ..‬‮ ‬

وتقص‭ ‬الروايات‭ ‬المتواترة‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الأتقياء‭ ‬الصالحين‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬المدهشة‭ ‬عن‭ ‬أخلاق‭ ‬ومعجزات‭ ‬باتريك‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬ننيوس‭ (‬Nennius‭) ‬من‭ ‬أنه‭ ‬‭”‬رد‭ ‬البصر‭ ‬للعمي‭ ‬والسمع‭ ‬للصم،‭ ‬وطهر‭ ‬المجذومين،‭ ‬وأخرج‭ ‬الشياطين،‭ ‬وأعاد‭ ‬الأسرى،‭ ‬وأحيا‭ ‬تسعة‭ ‬من‭ ‬الموتى‭ ‬وكتب‭ ‬365‭ ‬كتابا‭ ‬‭”‬‭.. ‬و‭ ‬ومن‭ ‬الاساطيرالشائعه‭ ‬عن‭ ‬القديس‭ ‬باتريك‮ ‬‭ ‬انه‭ ‬أثناء‭ ‬فتره‭ ‬الصيام‭ ‬الكبير‭ ‬هاجمته‭ ‬ثعابين‭ ‬كثيره‭ ‬ولكنه‭ ‬طرد‭ ‬كل‭ ‬الثعابين‭ ‬من‭ ‬أيرلندا‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬زواحف‭ ‬أوثعابين‭ ‬بها‭.‬

وترمز‭ ‬قصه‭ ‬هذه‭ ‬الأسطورة‭ ‬الي‭ ‬طرده‭ ‬للوثنيه‭ ‬من‭ ‬ايرلندا‭ ‬وبداية‭ ‬الديانه‭ ‬المسيحيه‭ ‬بها‭ ‬و‭ ‬الأهتداء‭ ‬لوجود‭ ‬الخالق‭ ‬الواحد‭ ‬الأحد‭ ‬وهي‭ ‬ماتظهر‭ ‬في‭ ‬صورته‭ ‬المشهوره‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬يسحق‭ ‬الثعابين‭ ‬بصليبه‮ ‬‭ ‬السلتيك‭ ‬أسفل‭ ‬قدميه

‮ ‬وهـذا‭ ‬الصليـب‭ ‬مميـــز‮ ‬‭ ‬الشــكل‭ ‬و‭ ‬أتخـــــذه‭ ‬القـديـس‭ ‬باتريـــك‭ ‬رمــــزاً‮ ‬‭ ‬للمســـيحيه‮ ‬‭ ‬في‭ ‬ايرلنــدا‭ ‬متخذاً‭ ‬شكل‭ ‬قرص‭ ‬الشمس‭ ‬الدائري‮ ‬‭ ‬بداخله‭ ‬الصليب‭ ‬رمزاً‭ ‬و‭ ‬محاكاة‭ ‬لــــ‭ ‬إشراق‭ ‬المسيحيه‭ ‬عليهم‭ ‬ولطبيعه‭ ‬ايرلندا‭ ..‬‮ ‬

وللأسف‭ ‬لقد‭ ‬فقدت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياه‭ ‬سان‭ ‬باتريك‭ ‬المبكــره‭ ‬ممـــا‭ ‬جعلهـــا‭ ‬أكثـر‭ ‬غموضاً‭..‬‮ ‬

وقد‭ ‬يكون‭ ‬عيد‭ ‬القديس‭ ‬باتريك‭ ‬أكثر‭ ‬عيد‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬إذ‭ ‬تقام‭ ‬أحتفالات‭ ‬ضخمه‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬كثيره‭ ‬بخلاف‭ ‬إيرلندا‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬ذات‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬الايرلنديه‭ ‬الكبيره‭ ‬ويجسد‭ ‬هذا‭ ‬التنوع‭ ‬الجغرافي‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تحتفل‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‮ ‬‭ ‬إنتشار‭ ‬الإيرلنديين‭ ‬في‭ ‬بقاع‭ ‬العالم‭ ‬المختلفة‭ ‬إما‭ ‬طوعاً‭ ‬أو‭ ‬بحكم‭ ‬الضرورة‭ ‬خلال‭ ‬موجات‭ ‬الهجرة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬ايرلندا‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬6000‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬‮ ‬‭ ‬بسبب‭ ‬الحروب‭ ‬المدمرة‭ ‬أوالاضطهاد‭ ‬الديني‭ ‬والسياسي‭ ‬فيها‭ ‬أو‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ .‬

ويشعرالمرء‭ ‬بالوجــود‭ ‬الإيــرلندي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬إذ‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬عيد‭ ‬يحتفل‭ ‬به‭ ‬جميع‭ ‬الأمريكيين‭ ‬و‭ ‬جميع‭ ‬الطوائف‭ ‬الدينية‮ ‬‭ ‬وهولا‭ ‬يعتبر‭ ‬عطلة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬رغم‭ ‬كونـــه‭ ‬عطلة‭ ‬رســـمية‭ ‬في‭ ‬جمهوريـــة‭ ‬أيرلندا‭..‬

‮ ‬أما‭ ‬الطقوس‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬فهي‭ ‬تقوي‭ ‬الإعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬أعمق‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬وفاة‭ ‬قديس‭ ‬بل‭ ‬يتصل‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬الطبيعة‭ ‬من‭ ‬معاني‭ ‬أرتبطت‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ .‬‮ ‬

نجد‭ ‬ان‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطقوس‭ ‬والمظاهرالجليه‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أقامه‭ ‬الولائم‭ ‬وتشمل‭ ‬الأطعمة‭ ‬الأيرلندية‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأيرلنديين‭ ‬علي‭ ‬مستوي‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬و‭ ‬يرفع‭ ‬خلالها‭ ‬الحظر‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬أكل‭ ‬اللحوم‭ ‬بسبب‭ ‬الصوم‭ ‬فالملفوف‭ ‬الأخضر‭ ‬هي‭ ‬الوجبة‭ ‬التقليدية‭ ‬و‭ ‬لحم‭ ‬الخنزير‭ ‬المقدد‭ ‬والمسلوق،‭ ‬والخبز‭ ‬الأسمر‭ ‬الايرلندي،‭ ‬الحساء‭ ‬الايرلندي‭ ‬وحساء‭ ‬البطاطا‭ ‬والسجق‭ ‬والهريس،‭ ‬اللحم‭ ‬المحفوظ‭ ‬والحساء،‭ ‬وفطيرة‭ ‬الراعي،‭ ‬خبز‭ ‬البطاطس‭ ‬والحلوى‭ ‬السوداء‭ ‬والبيضاء‭ ‬والبيض‭ ‬المقلي‭ ‬والطماطم‭ ‬المقلية‭ ‬والكعك‭ ‬و‭ ‬البسكويت‭ ‬يصنع‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬ورقة‭ ‬نبات‮ ‬‭ ‬الشمروك‭ ‬أو‭ ‬النّفل‭ ‬ويرش‭ ‬عليه‭ ‬السكر‭ ‬الأخضراللون،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تقدم‭ ‬البارات‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬عصير‭ ‬التفاح‭ ‬والخمور‭ ‬والبيرة‭ ‬الإيرلندية‭ (‬مصبوغة‭ ‬أحياناَ‭ ‬بالأخضر‭ )‬‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬عيد‭ ‬القديس‭ ‬باتريك‭ ‬يأتي‭ ‬خلال‭ ‬الصوم‭ ‬الكبير‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬مسموح‭ ‬بأحتساء‭ ‬المشروبات‭ ‬الكحوليه‮ ‬‭ ‬وأن‮ ‬‭ ‬هناك‭ ‬قانون‮ ‬‭ ‬يقضي‭ ‬بذلك‭ ‬الا‭ ‬انه‭ ‬تم‭ ‬أستثناء‭ ‬هذه‭ ‬الليله‭ ‬للإحتفال‭ ‬بالعيد‭ ‬والسماح‭ ‬بالمشروبات‭ ‬في‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬الافراط‭ ‬في‭ ‬شرب‭ ‬الخمور‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الليله‭.‬‮ ‬

ولم‭ ‬يعد‭ ‬الأحتفال‭ ‬مقتصراًعلي‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬نري‭ ‬أن‭ ‬رواد‭ ‬الفضاء‭ ‬أحتفلوا‭ ‬به‭ ‬علي‭ ‬متن‭ ‬محطة‭ ‬الفضاء‭ ‬الدولية‭ ‬ونشرت‭ ‬صور‭ ‬لرائد‭ ‬الفضاء‭ ‬الكندي‭ ‬كريس‭ ‬هادفيلد‭ ‬يطفو‭ ‬و‭ ‬يغني‭ ‬مع‭ ‬طاقم‭ ‬المحطه‮ ‬‭ ‬وهم‭ ‬يرتدوا‭ ‬فقط‭ ‬اللـون‭ ‬الأخضـر‭ ‬ليـوم‭ ‬القديـس‭ ‬باتريك‭.‬‮ ‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬الكثيرين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬اللون‭ ‬الذي‭ ‬يرمز‭ ‬لسانت‭ ‬باتريك‭ ‬هو‭ ‬اللون‭ ‬الأخضر‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المؤرخون‭ ‬يقولون‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬القديس‭ ‬باتريك‮ ‬‭ ‬و‭ ‬هوى‭ ‬اللون‭ ‬الأزرق‭ ‬الخفيف‮ ‬‭ ‬و‭ ‬الهادئ‭ ‬المشرق‭ ‬وهو‭ ‬لون‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ينُظر‭ ‬في‭ ‬الأعلام‭ ‬الايرلندية‭ ‬القديمة‭ ‬وكان‭ ‬يستخدم‭ ‬على‭ ‬شارات‭ ‬وأعلام‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الأيرلندي‭ ‬والذي‭ ‬وسم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأوقات‭ ‬بوسم‭ ‬القيثاره‮ ‬‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬الاَلات‭ ‬الموسيقية‭ ‬ورمزاً‭ ‬للايرلنديين‭ ‬و‭ ‬كانت‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬مجالس‭ ‬الشعراء‭ ‬و‭ ‬الحكماء‭ ‬و‭ ‬ليس‭ ‬الموسيقين‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬أما‭ ‬اللون‭ ‬الأخضر‭ ‬تم‭ ‬اعتماده‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬فقط‮ ‬

فيرتدي‭ ‬المحتفلون‭ ‬اللون‭ ‬الاخضر‭ ‬و‭ ‬بواريك‭ ‬الشعر‭ ‬المستعار‭ ‬برتقالية‭ ‬اللون‭ ‬كلون‭ ‬شعر‭ ‬الشعب‭ ‬الأيرلندي‭ ‬الشهير‮ ‬‭ ‬و‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬لون‭ ‬العلم‭ ‬الأيرلندي‭ ‬و‭ ‬كذلك‭ ‬القبعات‭ ‬الخضراء‭ ‬‮ ‬‭ ‬ويخرجون‭ ‬في‭ ‬المسيرات‭ ‬العامة‭ ‬والاستعراضات‭ ‬الفنيه‭ ‬والمهرجانات‭ ‬والحفلات‭ ‬الموسيقيه‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬عروق‭ ‬من‭ ‬نبتة‭(‬shamrock‭ ‬الشامروك‭) ‬أوالنًفل‭ ‬الخضراء‭ ‬ويسيرون‭ ‬في‭ ‬جموع‭ ‬هائلة‭ ‬تكللها‭ ‬الألوان‭ ‬الخضراء‭ ‬الجميلة‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬اخضرار‭ ‬الطبيعة‭ ‬ويقال‭ ‬أن‭ ‬نبتة‭ ( ‬shamrock‭ ‬الشامروك‭) ‬أوالنفل‭ ‬ذو‭ ‬الثلاث‭ ‬ورقات‭ ‬نبات‭ ‬مقدس‭ ‬في‭ ‬أيرلندا‭ ‬القديمة‭ ‬لأنه‭ ‬يرمز‭ ‬الى‭ ‬ولادة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الربيع‮ ‬‭ ‬وقد‭ ‬أستخدمت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سانت‭ ‬باتريك‭ ‬لتوضيح‭ ‬العقيدة‭ ‬المسيحية‭ ‬من‭ ‬الثالوث‭ ‬المقدس‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬ساعدته‭ ‬في‭ ‬تبشيره‭ ‬والتى‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الشعار‭ ‬القومى‭ ‬للأيرلنديين‭ ‬حتي‭ ‬الأن‭ .‬

‮ ‬وتبيع‭ ‬المتاجر‭ ‬بطاقات‭ ‬تبادل‭ ‬التهنئة‭ ‬والأحجارالملساء‭ ‬المستخرجه‭ ‬من‭ ‬الطبيعه والتي‭ ‬ترمز‭ ‬لأحجار‭ ‬قلعه‮ ‬‭ ‬بلارني‭ ‬في‭ ‬أيرلند‭ ‬و‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬رمز‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬الأساطير‭ ‬الأيرلندية‭ ‬القديمة‭ ..‬كما‭ ‬تنتشر‭ ‬الزينات‮ ‬‭ ‬والعملات‭ ‬اللامعه‭ ‬وكذلك‭ ‬الماسكات‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬الجني‭ ( ‬lobaircin‭ ) ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬يعتقد‭ ‬أنها‭ ‬لاترتبط‭ ‬بالعيد‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬الحقيقه‮ ‬‭ ‬من‭ ‬الأساطير‭ ‬الفلكلوريه‭ ‬الأيرلندية‭ ‬التي‭ ‬تحكي‭ ‬أن‭ (‬lobaircin‭ )‬اسم‭ ‬أيرلندي‭ ‬أصلي‭ ‬لجني‭ ‬صغير‭ ‬جسدياً‭ ‬يشبه‭ ‬رجل‭ ‬عجوز‮ ‬‭ ‬طوله‭ ‬‮٢‬‭ ‬قدم‭ ‬وهو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الجن‭ ‬الذكور‭ ‬التي‭ ‬تسكن‭ ‬جزيرة‭ ‬أيرلندا‭ ‬و‭ ‬يرتدي‭ ‬مأزر‭ ‬من‭ ‬الجلد‭ ‬و‭ ‬قبعه‭ ‬ملتوية‭ ‬علي‭ ‬رأسه‭ ‬و‭ ‬تتواجد‭ ‬هذه‭ ‬الفئه‭ ‬من‭ ‬الجان‮ ‬‭ ‬لحماية‭ ‬الكنز‭ ‬الأسطوري‮ ‬‭ ‬الشهير‭ ‬في‭ ‬أيرلندا‮ ‬‭ ‬و‭ ‬الذي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬وعاء‭ ‬يشبه‭ ‬القدر‭ ‬مملوء‭ ‬بالعملات‭ ‬الذهبيه‭ ‬ويمكن‭ ‬لهذه‭ ‬الجان‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬سلطاتها‭ ‬السحرية‭ ‬لخدمة‭ ‬الخير‭ ‬أوالشر‭ ‬وفي‭ ‬معظم‭ ‬رويات‭ ‬وقصص‭ ‬الجان‮ ‬‭ ‬وصفت‭ ‬كمخلوقات‭ ‬خرافية‭ ‬غريبه‭ ‬الأطوار‭ ‬غير‭ ‬ضارة‭ ‬وفصيحه‭ ‬جداً‭ ‬لدرجه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬المحادثة‮ ‬‭ ‬جيدة‮ ‬‭ ‬وممتعه‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬و‭ ‬كذلك‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالعزلة‭ ‬والعيش‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬نائية‭ ‬و‭ ‬لتمرير‭ ‬الوقت‭ ‬اثناء‭ ‬حراسه‭ ‬الكنز‭ ‬فانهم‭ ‬يقومون‭ ‬بتصنيع‭ ‬الأحذية‭ ‬وذكر‭ ‬عنها‭ ‬أنها‭ ‬جان‭ ‬ثرية‭ ‬للغاية‭ ‬وترغب‭ ‬في‭ ‬إخفاء‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬سرية،‭ ‬والتي‭ ‬لايمكن‭ ‬أن‭ ‬يراها‭ ‬أويكتشف‭ ‬أحد‭ ‬مكانها‭ ‬وأن‭ ‬حدث‭ ‬صدفه‭ ‬ورأي‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬الجان‭ ‬فـأنها‭ ‬تصبح‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الجسدي‭ ‬كما‭ ‬تسحب‭ ‬و‭ ‬تضر‭ ‬البصر‭ ‬من‭ ‬عيون‭ ‬من‭ ‬يراها‭ ‬أو‭ ‬ينظر‭ ‬لها‭ ‬و‭ ‬تعرف‮ ‬‭ ‬الجان‭ ‬عن‭ ‬وجودها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬احداث‭ ‬أصوات‭ ‬مثل‭ ‬صوت‭ ‬مطرقه‭ ‬صانع‭ ‬الاحذية‭ ..‬

‮ ‬نعود‭ ‬الي‭ ‬الاحتفال‭ ‬بسان‭ ‬باتريك‮ ‬‭ ‬حيث‮ ‬‭ ‬تزين‭ ‬وترسم‭ ‬طرقات‭ ‬العروض‭ ‬والساحات‭ ‬باللون‭ ‬الأخضر‭ ‬وأحياناً‭ ‬تصبغ‭ ‬الأنهار‭ ‬ومياه‭ ‬النوافير‭ ‬بالصبغات‭ ‬الخضراء‭ ‬المؤقته‭ ‬وتزين‭ ‬المكاتب‭ ‬و‭ ‬بعض‭ ‬الأبنيه‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والغرف‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬باللون‭ ‬الأخضر‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬اخضرار‭ ‬الطبيعة‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬يعاقب‭ ‬عدم‭ ‬ارتداء‭ ‬تلميذ‭ ‬أو‭ ‬تلميذة‭ ‬أوالأشخاص‭ ‬ملابس‭ ‬و‭ ‬حلي‭ ‬خضراء‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬نفسه‭ ‬بقرصة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الممازحة‭ ‬و‭ ‬المداعبه‭ ‬كي‭ ‬يتذكر‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬يتكرر‭ ‬ذلك‭ ‬في‮ ‬‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ..‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى