فنون وثقافة

كنوز الربيع

بقلم/ مرجريت إقلاديوس

يشهد‭ ‬العالم‭ ‬المسيحي‭ ‬بجميع‭ ‬طوائفه‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬موجه‭ ‬من‭ ‬الاستعدادات‭ ‬الهائله‭ ‬للأحتفال‭ ‬بأعياد‭ ‬القيامه‭ ‬المجيدة‭ ‬و‭ ‬أعياد‭ ‬الربيع‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬أسم‭ ‬أعياد‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭ ..‬

فتســـود‭ ‬جميــــع‭ ‬دول‭ ‬العــالـــم‭ ‬حالـــه‭ ‬من‭ ‬البهجــــه‭ ‬و‭ ‬الفــرح‭ ‬و‭ ‬الســـرور‭  ‬و‭ ‬يكتســـــي‭ ‬الكــون‭ ‬بأكملـــه‭ ‬بالســــلام‭ ‬و‭ ‬الفـرح‭ ‬متلوناً‭ ‬بألوان‭ ‬الربيع‭ ‬المبهجة‭ ‬للروح‭ ‬و‭ ‬النفس‭..‬

و‭ ‬تتناســـج‭ ‬أفـــراح‭ ‬القيامه‭ ‬مع‭ ‬بهجه‭ ‬أعياد‭ ‬الربيع‭ ‬تاركــه‭ ‬ورائــها‭ ‬ثوب‭ ‬من‭ ‬ســلام‭ ‬النفــس‭ ‬المقتـــرن‭ ‬بالمســرات‭ ‬تتشح‭ ‬به‭ ‬النفس‭ ‬البشريه‭ ‬طوال‭ ‬أيام‭ ‬العام‭ ..‬

و‭ ‬من‭ ‬المتعارف‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الأزمنة‭  ‬أن‭ ‬عيد‭ ‬القيامه‭ ‬يأتي‭ ‬مقترناً‭ ‬دائماً‭ ‬بأعياد‭ ‬الربيع‭ ‬او‭ ‬ماقد‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬المصريين‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭ ..‬

ففي‭ ‬القديم‭ ‬أستقر‭ ‬مجمع‭ ‬نيقيه‭ ‬علي‭ ‬ضروره‭ ‬وضع‭ ‬يوماً‭  ‬مخصصاً‭ ‬للاحتفال‭ ‬بقيامة‭ ‬المسيح‭ ‬و‭ ‬خاصاً‭ ‬انها‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬أحد‭  ‬وحيث‭ ‬بدأ‭ ‬المسيحيون‭ ‬يتذكرون‭ ‬القيامة‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬أحد‭ ‬بعد‭ ‬حدوثها‭ ..‬

ورأى‭ ‬كثيرون‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬يحدد‭ ‬القادة‭ ‬اليهود‭ ‬تاريخ‭ ‬عيد‭ ‬الفصح‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬ويمكن‭ ‬لقاده‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬المسيحيين‭ ‬تحديد‭ ‬موعد‭ ‬عيد‭ ‬الفصح‭ ‬بالتحديد‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬عيد‭ ‬الفصح‭ ‬اليهودي‭.‬

و‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الجدول‭ ‬الزمني‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عيد‭ ‬الفصح‭ ‬يومًا‭ ‬مختلفًا‭ ‬من‭ ‬الأسبوع‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬يأتي‭  ‬عيد‭ ‬القيامه‭ ‬إلا‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬العام‭ 

ويعتقد‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬الرب‭  ‬يسوع‭ ‬المسيح‭ ‬أن‭  ‬يوم‭ ‬الأحد‭  ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬الوحيد‭ ‬المناسب‭  ‬للاحتفال‭ ‬به‭ ‬و‭ ‬بذكري‭ ‬القيامه‭ ‬المجيدة‭ . ‬

وفِي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬و‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬المسيحية‭ ‬تبتعد‭  ‬عن‭ ‬اليهودية‭ ‬و‭ ‬تتأخذ‭ ‬طريقاً‭ ‬أخر‭  ‬فكان‭ ‬بعضهم‭ ‬مترددًا‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬الاحتفال‭ ‬المسيحي‭ ‬على‭ ‬التقويم‭ ‬اليهودي‭ ‬وأخيرًا‭ ‬قرر‭ ‬مجمع‭ ‬نيقيا‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الفصح‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬بعد‭ ‬اكتمال‭ ‬القمر‭ ‬الأول‭ ‬بعد‭ ‬الاعتدال‭ ‬الربيعي‭ ‬ومنذ‭ ‬تاريخ‭ ‬الاعتدال‭ ‬الربيعي‭ ‬الذي‭ ‬تغير‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬حساب‭ ‬التاريخ‭ ‬الصحيح‭ ‬صعباً‭. ‬

ولا‭ ‬تزال‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الطريقة‭ ‬المستخدمة‭ ‬لتحديد‭ ‬عيد‭ ‬الفصح‭ ‬اليوم‭  ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬السنوات‭ ‬لدينا‭ ‬عيد‭ ‬الفصح‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬ومختلف‭ ‬من‭ ‬السنوات‭ ‬الأخرى‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬عيد‭ ‬الفصح‭ ‬هو‭ ‬إحياء‭ ‬لقيامة‭ ‬يسوع‭ ‬المسيح‭ ‬فسيظن‭ ‬البعض‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬للوثنية‭  ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬عيد‭ ‬الفصح‭ ‬هو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الأعياد‭ ‬الأكثر‭ ‬تشابكًا‭ ‬بالرمزية‭ ‬الوثنية‭ ‬وبعض‭ ‬من‭ ‬العادات‭ ‬والطقوس‭ ‬القديمة‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬الدوله‭ ‬الوثنية‭ ‬و‭ ‬ماقبل‭ ‬المسيحيه‭ ‬فكلمه‭ ‬إيستر‭.. ‬ليس‭ ‬معروف‭ ‬أصلها‭ ‬بالتحديد‭ ‬ولكننا‭ ‬عند‭ ‬البحث‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬فيرنربل‭ ‬بيدي‭ ‬وهو‭ ‬راهب‭ ‬وعالم‭ ‬بريطاني‭ ‬يرجح‭ ‬أن‭ ‬أصل‭ ‬الكلمة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬جاءت‭ ‬من‭  ‬الأصول‭ ‬الأنجلو‭ ‬ساكسونيه‭ ‬القديمة‭  (‬إستراناموث‭ ‬أو‭ ‬إيستر‭ ‬أو‭ ‬إيستري‭) – ‬ويقال‭ ‬انها‭ ‬كانت‭ ‬إلهة‭ ‬الربيع‭ ‬والخصوبة‭ ‬قديماً‭ .‬

ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭  ‬كذلك‭ ‬قد‭ ‬نجد‭ ‬ان‭ ‬اقتران‭ ‬عيد‭ ‬القيامه‭ ‬بعيد‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭  ‬او‭ ‬عيد‭ ‬الربيع‭  ‬الذي‭ ‬هًو‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬عيد‭ ‬مصري‭ ‬قديم‭  ‬احتفل‭ ‬به‭ ‬قدماء‭ ‬المصريين‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2700‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬وحددوه‭  ‬بميعاد‭ ‬الانقلاب‭ ‬الربيعي‭ ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يتساوى‭ ‬فيه‭ ‬الليل‭ ‬والنهار‭ ‬وقت‭ ‬حلول‭ ‬الشمس‭ ‬في‭ ‬برج‭ ‬الحمل‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬برمهات‭ ‬وكانوا‭ ‬يحتفلون‭ ‬بالإعلان‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬بليلة‭ ‬الرؤية‭ ‬حيث‭ ‬يجتمعون‭ ‬أمام‭ ‬الواجهة‭ ‬الشمالية‭ ‬للهرم‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬حين‭ ‬يظهر‭ ‬قرص‭ ‬الشمس‭ ‬قبل‭ ‬الغروب‭ ‬وخلال‭ ‬دقائق‭ ‬محدودة‭ ‬يبدو‭ ‬كأنه‭ ‬يجلس‭ ‬فوق‭ ‬قمة‭ ‬الهرم‭ ‬ويرى‭ ‬بعض‭ ‬المؤرخين‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬كان‭ ‬معروفاً‭ ‬ضمن‭ ‬أعياد‭ ‬هيليوبوليس‭ ‬ومدينة‭ ‬أون‭ ‬عاصمة‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬القديمة‭ ‬وكانوا‭ ‬يحتفلون‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الأسرات‭ ‬حيث‭ ‬تتجدد‭ ‬الحياة‭ ‬وكانوا‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬بدء‭ ‬خلق‭ ‬العالم‭ ‬وسجل‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬المعابد‭ ‬أن‭ ‬المعبود‭ ‬رع‭ ‬يقوم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬بالمرور‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬مصر‭ ‬داخل‭ ‬سفينته‭ ‬المقدسة‭ ‬ويرسو‭ ‬فوق‭ ‬قمة‭ ‬الهرم‭ ‬الأكبر‭ ‬وعند‭ ‬الغروب‭ ‬و‭ ‬يبدأ‭ ‬رحلته‭ ‬عائدا‭ ‬للأرض‭ ‬صابغا‭ ‬الأفق‭ ‬باللون‭ ‬الأحمر‭ ‬رمزا‭ ‬لدماء‭ ‬الحياة‭ ‬الذي‭ ‬يبثها‭ ‬من‭ ‬أنفاسه‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬معلنا‭ ‬موت‭ ‬المعبود‭ (‬ست‭) ‬إله‭ ‬الشر‭ ..‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أصل‭ ‬تسمية‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭ ‬أو‭ ‬عيد‭ ‬الربيع؟‭ ‬ولماذا‭ ‬يحتفل‭ ‬المصريون‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام؟

توصلت‭ ‬الدراسات‭ ‬الاثرية‭ ‬الحديثة‭ ‬إلى‭ ‬تفسير‭ ‬جديد‭ ‬لأصل‭ ‬تسمية‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭ ‬تغاير‭ ‬ما‭ ‬عرف‭ ‬عن‭ ‬الأصل‭ ‬المستمد‭ ‬من‭ ‬كلمة‭ ‬شمو‭ ‬والتي‭ ‬تعني‭ ‬فصل‭ ‬الحصاد‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭ ‬لم‭ ‬تحرف‭ ‬لفظيا‭ ‬كما‭ ‬يعتقد‭ ‬بعض‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬واللغة‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬كلمة‭ ‬مصرية‭ ‬قديمة‭ ‬خالصة‭ ‬مرت‭ ‬بتطور‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‭ ‬وكتبت‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬القديمة‭ (‬شم‭ ‬–‭ ‬سم‭) ‬ثم‭ ‬نطقت‭ ‬في‭ ‬القبطية‭ (‬شوم‭ ‬سيم‭) ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭.‬

ويضاف‭ ‬الي‭ ‬أن‭ ‬نظرية‭ ‬الباحثين‭ ‬الجديدة‭ ‬تستند‭ ‬إلـــى‭ ‬تفســـير‭ ‬حرف‭ (‬ش‭) ‬في‭ ‬اللغةالمصريةالقديمة‭ ‬والتي‭ ‬تكتب‭ ‬بشكل‭ ‬مستطيل‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬بركة‭ ‬المياه‭ ‬التي‭ ‬تتوسط‭ ‬الحدائق‭ ‬وكلمة‭ ‬شم‭ ‬تعني‭ ‬اخرج‭ ‬أو‭ ‬انزل‭ ‬أو‭ ‬تحرك‭ ‬وتم‭ ‬ربط‭ ‬مخصص‭ ‬أسفله‭ ‬لقدم‭ ‬إنسان‭ ‬مما‭ ‬تفيد‭ ‬الخروج‭ ‬إلى‭ ‬البركة‭ ‬ثم‭ ‬البومة‭ ‬والتي‭ ‬تعني‭ ‬حرف‭ ‬الميم‭ ‬وكلمة‭ (‬سم‭) ‬تعني‭ ‬نباتات‭ ‬أو‭ ‬بستانا‭ ‬ورسم‭ ‬المخصص‭ ‬للكلمة‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬النباتات‭.‬

و‭ ‬علاقة‭  ‬أعياد‭ ‬الربيع‭ ‬او‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭ ‬باليهودية‭ ‬والمسيحية‭ ‬مجرد‭ ‬صدفة‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬حين‭ ‬خرجوا‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬يوافق‭ ‬موعد‭ ‬احتفال‭ ‬المصريين‭ ‬ببدء‭ ‬الخلق‭ ‬وأول‭ ‬الربيع‭ (‬عيد‭ ‬شمو‭) ‬وأطلق‭ ‬عليه‭ ‬اليهود‭ ‬يوم‭ ‬الخروج‭ ‬أو‭ ‬الفصح‭ ‬وهي‭ ‬كلمة‭ ‬عبرية‭ ‬معناها‭ (‬اجتياز‭)  ‬وهكذا‭ ‬اتفق‭ ‬عيد‭ ‬الفصح‭ ‬العبري‭ ‬مع‭ ‬عيد‭ ‬شمو‭ ‬المصري‭ ‬ثم‭ ‬انتقل‭ ‬الفصح‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬المسيحية‭ ‬لموافقته‭ ‬مع‭ ‬موعد‭ ‬عيد‭ ‬القيامة‭ ‬ولما‭ ‬انتشرت‭ ‬المسيحية‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬أصبح‭ ‬عيد‭ ‬القيامة‭ ‬يلازم‭ ‬عيد‭ ‬المصريين‭ ‬القدماء‭ ‬حيث‭ ‬يأتي‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الذى‭ ‬يلي‭ ‬عيد‭ ‬القيامة‭ ‬وهو‭ ‬العيد‭ ‬الأكبر‭ ‬عند‭ ‬المسيحيين‭ ‬ويكون‭ ‬الأحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬العيد‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬بعد‭ ‬فصح‭ ‬اليهود‭ ‬لا‭ ‬معهم‭ ‬ولا‭ ‬قبلهم‭.‬

ويشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأكلات‭ ‬الشعبية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بعيد‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭ ‬لها‭ ‬أصول‭ ‬فرعونية‭ ‬مصرية‭  ‬قديمة‭ ‬لأن‭ ‬العيد‭ ‬نفسه‭ ‬هو‭ ‬عيد‭ ‬مصري‭ ‬قديم‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ .. ‬لكن‭ ‬لماذا‭ ‬اختار‭ ‬المصريون‭ ‬تلك‭ ‬الطقوس‭ ‬المصاحبة‭ ‬له‭ ‬كتناول‭ ‬الفسيخ‭ ‬والبيض‭ ‬الملون‭ ‬والبصل‭ ‬؟

نجد‭ ‬أن‭ ‬البيض‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬الحياة‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬متون‭ ‬كتاب‭ ‬الموتى‭ ‬وأناشيد‭ ‬إخناتون‭.. ‬ونقش‭ ‬البيض‭ ‬وزخرفته‭ ‬ارتبط‭ ‬بعادة‭ ‬قدماء‭ ‬المصريين‭ ‬وهي‭ ‬نقش‭ ‬الدعوات‭ ‬والأمنيات‭ ‬على‭ ‬البيض‭ ‬ثم‭ ‬يعلق‭ ‬في‭ ‬أشجار‭ ‬الحدائق‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمنيات‭ ‬مع‭ ‬الشروق‭ ‬و‭ ‬كذلك‭ ‬وجدت‭ ‬هذه‭ ‬العاده‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬الثقافات‭ ‬القديمة‭ ‬والمستمره‭ ‬حتي‭ ‬الأن‭ ‬مثل‭ ‬اليونانيون‭ ‬و‭ ‬بلاد‭ ‬روما‭ ‬والفينيقين‭ ‬و‭ ‬بلاد‭ ‬فارس‭ ‬والهندوس‭ ‬و‭ ‬الصينيون‭ .‬

وفي‭ ‬تقاليد‭ ‬الكهنه‭ ‬القديمة‭ ‬كان‭ ‬بيض‭ ‬الثعابين‭ ‬مقدس‭   ‬ورمز‭ ‬به‭ ‬للحياة‭.‬

ونظر‭ ‬المسيحيون‭ ‬الأوائل‭ ‬إلى‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬البيوض‭ ‬بالحياة‭  ‬وقرروا‭ ‬أن‭ ‬البيض‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬احتفالهم‭ ‬بقيامه‭ ‬المسيح‭.‬

في‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ ‬،‭ ‬قدم‭ ‬الناس‭ ‬البيض‭ ‬في‭ ‬الكنيسة‭ ‬ليكونوا‭ ‬مباركين‭. ‬

في‭ ‬عام‭ ‬1290‭ ‬سجل‭ ‬إدوارد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬إنجلترا‭ ‬شراء‭ ‬450‭ ‬بيضة‭ ‬للتلوين‭ ‬أو‭ ‬مغطاة‭ ‬بورق‭ ‬الذهب‭ ‬ثم‭ ‬أعطى‭ ‬البيض‭ ‬لأفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬المالكة‭.‬

وبمجرد‭ ‬قبول‭ ‬العرف‭ ‬بدأت‭ ‬تقاليد‭ ‬جديدة‭ ‬تنمو‭ ‬حوله‭ ‬فتم‭ ‬صبغ‭ ‬البيض‭ ‬باللون‭ ‬الأحمر‭ ‬القاني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الفرح‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬ذكرى‭ ‬دم‭ ‬المسيح‭ ‬جاءت‭ ‬مسابقات‭ ‬دحرجة‭ ‬البيض‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬إنجلترا‭ ‬ربما‭ ‬كتذكير‭ ‬للفداء‭.‬

مع‭ ‬انتشار‭ ‬المسيحية‭ ‬ارتبطت‭ ‬تقاليد‭ ‬ورموز‭ ‬واحتفالات‭ ‬الربيع‭ ‬الأكثر‭ ‬مألوفًا‭ ‬بعيد‭ ‬الفصح‭ – ‬فالمسيح‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬بعد‭ ‬الموت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬رموز‭ ‬الربيع‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬هي‭ ‬البيضة‭.‬

كان‭ ‬الشكل‭ ‬البيضاوي‭ ‬للبيضة‭ ‬هو‭ ‬نفس‭ ‬الشكل‭ ‬لقطرات‭ ‬المطر‭ ‬والبذور‭ ‬و‭ ‬هذان‭ ‬عنصران‭ ‬مهمان‭ ‬لإعطاء‭ ‬الحياة‭ ‬و‭ ‬البيضة‭ ‬نفسها‭ ‬تعد‭ ‬بحياة‭ ‬جديدة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الربيع‭ ‬يتم‭ ‬تفريخ‭ ‬الطيور‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الحيوانات‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬البيض‭. ‬

في‭ ‬الواقع‭ ‬اعتقد‭ ‬الفرس‭ ‬والهندوس‭ ‬والمصريون‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬بدأقديماً‭ ‬ببيضة‭ ‬واحدة‭ ‬وفي‭ ‬الصين‭ ‬القديمة‭ ‬وروما‭ ‬واليونان‭ ‬أعطيت‭ ‬البيض‭ ‬كهدايا‭ ‬فصل‭ ‬الربيع‭. ‬

في‭ ‬بولاندا‭ ‬وروسيا‭ ‬تنفق‭ ‬الساعات‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬تصاميم‭ ‬معقدة‭ ‬على‭ ‬بيض‭ ‬عيدالفصح‭. ‬

في‭ ‬إنجلترا‭ ‬أعطى‭ ‬أفراد‭ ‬العائلات‭ ‬المالكة‭ ‬البيض‭ ‬المغطى‭ ‬بالذهب‭ ‬كهدية‭ ‬عيد‭ ‬الفصح‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى‭.‬

كان‭ ‬أشهر‭ ‬مصمم‭ ‬بيض‭ ‬عيد‭ ‬الفصح‭ ‬هو‭ ‬بيتر‭ ‬كارل‭ ‬فابرج‭. ‬قام‭ ‬بتصميم‭ ‬البيض‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬والفضة‭ ‬والأحجار‭ ‬الكريمة‭ ‬الأخرى‭ ‬لملوك‭ ‬أوروبا‭ ‬وقياصرة‭ ‬روسيا‭. ‬هذه‭ ‬البيوض‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن‭ ‬الآن‭ ‬ويمكن‭ ‬العثور‭ ‬عليها‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬المتاحف‭ ‬والمجموعات‭ ‬الخاصة‭. ‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى