حواراتعادل عطية

كاريزما تحاور الشيخ الدكتور مصطفى راشد

حاوره: عادل عطية

• الوضع الديني في مصر، محزن وكارثي.

• لنتعلم من دولة المغرب.

• مسيحيو مصر، ليسوا أهل ذمة.

• معركتنا الحقيقية، ضد فكر وليس أشخاص.

• ليس تجديداً، وإنما تصحيحاً للخطاب الديني.

• العِلمانية، فيها نجاة المسلمين والإسلام.

• التديّن الكاذب، أخطر من الالحاد.

• أؤمن باليهودية، والمسيحية.

• أؤيد التصالح مع من لم يحمل السلاح.

• سوف انتخب صاحب البرنامج  الأفضل، بغض النظر عن إسمه.

حاوره: عادل عطية

كاريزما تحاور الشـيـخ الدكتــور مصطفـى راشــد

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام من أجل السلام

 

– مسيرتـكم‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬بدأت وإلى‭ ‬ماذا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تصل؟

أعمل‭ ‬رئيساً‭ ‬للاتحاد‭ ‬العالمي‭ ‬لعلماء‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام،‭ ‬ومن‭ ‬موقعي‭ ‬هذا،‭ ‬حضرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الدولية‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬كمتحدث‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬أتباع‭ ‬الأديان،‭ ‬ودعيت‭ ‬للحديث‭ ‬أمام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬برلمانات‭ ‬العالم

‭ ‬مثل‭:‬ البرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والبرلمان‭ ‬الفرنسي،‭ ‬والأسترالي‭.‬

صدر‭ ‬لي‭ ‬28‭ ‬كتاباً،‭ ‬و‭ ‬989‭ ‬بحثاً‭ ‬منشوراً‭.‬

هدفي‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬أن‭ ‬يعم‭ ‬السلام‭ ‬العالم،‭ ‬ويعيش‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬حياة‭ ‬كريمة؛‭ ‬فكل‭ ‬البشر،‭ ‬اخوة‭ ‬واخوات

ينتسبون‭ ‬جميعاً‭ ‬إلى‭ ‬الأبوين‭ ‬الأولين‭: ‬آدم‭ ‬وحواء‭.‬

أعد‭ ‬بك‭ ‬الى‭ ‬بداياتي،‭ ‬هكذا‭ ‬قال‭ ‬شيخنا‭ ‬الجليل‭..‬

نشأت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬رشيد،‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬محافظة‭ ‬البحيرة،‭ ‬لأسرة‭ ‬بسيطة،‭ ‬متدينة‭ ‬بشكل‭ ‬مستنير،‭ ‬تعرف‭ ‬قيمـــــــة‭ ‬العلــــــم،‭ ‬والأخــــــلاق

وتحترم‭ ‬القانون‭ ‬والأصول،‭ ‬والمبادئ‭ ‬العظيمة‭.‬

‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬الاسكندرية،‭ ‬وهناك،‭ ‬ألتحقت‭ ‬بمعهد‭ ‬سموحة‭ ‬الأزهري،‭ ‬ثم‭ ‬كلية‭ ‬الشريعة‭ ‬والقانون‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر،‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬العالمية‭.‬‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬التحقت‭ ‬بأكاديمية‭ ‬السلام‭ ‬الدولية،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬الدكتوراة‭ ‬في‭ ‬مقارنة‭ ‬الأديــــــــان‭.‬

– كيف‭ ‬ترى‭ ‬الوضع‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬مصر؟

  ‬الوضع‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬محزن‭ ‬وكارثي؛‭ ‬فالتديّن‭ ‬الكاذب‭ ‬الجاهل،‭ ‬منتشر‭ ‬بين‭ ‬عموم‭ ‬الناس،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬95‭% ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬عندنا،‭ ‬اما‭ ‬جهلة،‭  ‬واما‭ ‬مدّعين،‭ ‬يكذبون‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬علناً‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة،‭ ‬ويضعون‭ ‬شريعة،‭ ‬ما‭ ‬انزل‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬سلطان،‭ ‬تتوافق‭ ‬وصفاتهم‭ ‬التي‭ ‬تتسم‭ ‬بالعنف‭ ‬والإجرامية؛‭ ‬لذا‭ ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬السيد‭ ‬الرئيس والمسئولين،‭ ‬منع‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية‭ ‬على‭ ‬الهواء حتى‭ ‬يتم‭ ‬فحص‭ ‬هؤلاء‭ ‬بمعرفة‭ ‬لجنة‭ ‬عليا‭: ‬نفسياً وتربوياً،‭ ‬وعلمياً‭. ‬دولة‭ ‬المغرب،‭ ‬كانت‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التحوّل؛‭ ‬فقد‭ ‬خصت‭ ‬دور‭ ‬العبادة،‭ ‬بالتعليم‭ ‬الديني دون‭ ‬سواها،‭ ‬وتحت‭ ‬الملاحظة؛‭ ‬حماية‭ ‬للناس‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الفكر‭ ‬المريض،‭ ‬الذي‭ ‬يُنمّي‭ ‬الكراهية‭ ‬والإرهاب،‭ ‬بصورة‭ ‬مباشرة،‭ ‬وغير‭ ‬مباشرة‭.‬

– دائماً‭ ‬تبدأ‭ ‬أحاديثك‭ ‬بتكريم‭ ‬موسى‭ ‬وعيسى،‭ ‬فهل‭ ‬أنت‭ ‬تؤمن‭ ‬باليهودية،‭ ‬والمسيحية،‭ ‬إيمانك‭ ‬بالإسلام؟

‭‬اليهودية‭ ‬والمسيحية،‭ ‬رسائل‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الله‭. ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬بها‭ ‬ليس‭ ‬بمسلم؛‭ ‬لأن‭ ‬القرآن‭ ‬عندما‭ ‬وصف‭ ‬المؤمن‭ ‬المسلم،‭ ‬قال‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬يؤمن‭ ‬بكل‭ ‬الكتب وكل‭ ‬الرسل،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الآية‭ ‬285‭ ‬من‭ ‬سورة‭ ‬البقرة‭ ‬،‭ ‬والآيتين‭ ‬150‭ ‬و152‭ ‬من‭ ‬سورة‭ ‬النساء‭.‬

– ما‭ ‬رأيك‭ ‬في‭ ‬مقولة‭ ‬أن‭ ‬المسيحي‭ ‬كافر؛‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬بالإسلام؟

‭‬من‭ ‬يضع‭ ‬الشــرع،‭ ‬أهـــذا‭ ‬القائــل،‭ ‬أم‭ ‬القـــــرآن‭ ‬والأحاديث‭ ‬الصحيحة؟‭!‬،‭ ‬فالقرآن‭ ‬والأحاديث‭  ‬الصحيحة‭ ‬لم‭ ‬تقل‭ ‬بأن‭ ‬اليهودي‭ ‬والمسيحي‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الكفر،‭ ‬بل‭ ‬قالت‭ ‬في‭ ‬32‭ ‬آية،‭ ‬أنهم‭ ‬أهل‭ ‬كتاب‭. ‬وفرّقت‭ ‬الآيات‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬المشركين‭ ‬الكفار‭. ‬ولا‭ ‬احد‭ ‬ينسـى‭ ‬قول‭ ‬نبينا،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬ممسكاً‭ ‬بالتوراة،‭ ‬في‭ ‬حادثة‭ ‬شهيرة‭: ‬”يجب‭ ‬أن‭ ‬يعلى‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬ولا‭ ‬يعلى‭ ‬عليــه”،‭ ‬كمــا‭ ‬أن‭ ‬الآيـــة‭ ‬55‭ ‬مـــن‭ ‬ســورة‭ ‬آل‭ ‬عمران،‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الذين‭ ‬اتبعوا‭ ‬عيسى‭ ‬فوق‭ ‬الذين‭ ‬كفروا‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬القيامة؛‭ ‬لذا‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬بكفر‭ ‬اليهود‭ ‬والمسيحيين،‭ ‬فقد‭ ‬أنكر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬من‭ ‬الدين‭ ‬بالضرورة،‭ ‬ويقع‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الكفر‭.‬

– هل‭ ‬الدواعش‭ ‬كفار،‭ ‬من‭ ‬وجهك‭ ‬نظرك؟

‭‬الدواعش‭ ‬بالفعل‭ ‬كفّــار؛‭ ‬لأنهـم‭ ‬كفــروا‭ ‬بشــرع‭ ‬الله‭ ‬الصحيح،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يأمر‭ ‬بالقتل،‭ ‬والحـرق،‭ ‬والتدميـــر واغتصاب‭ ‬النساء،‭ ‬وترويع‭ ‬الآمنين،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬القــرآن‭ ‬حرم‭ ‬دم‭ ‬كل‭ ‬البشر‭ ‬على‭ ‬إختلاف‭ ‬عقائدهم‭.‬

– هــل‭ ‬مسيحيو‭ ‬مصــر‭ ‬أهــل‭ ‬ذمــــة،‭ ‬كـمــا‭ ‬يـقــول‭ ‬السلفيين؟

بالقطع‭ ‬مسيحيو‭ ‬مصـر،‭ ‬ليسوا‭ ‬أهل‭ ‬ذمــة‭.. ‬فهــل‭ ‬أهل‭ ‬البلد،‭ ‬ونحن‭ ‬من‭ ‬أتى‭ ‬إليهم،‭ ‬نطلـق‭ ‬عليهــم‭ ‬أهـــل‭ ‬ذمـــة؟‭!. ‬وللعلــم‭ ‬الحملــة‭ ‬التي‭ ‬جـاءت‭ ‬مـع‭ ‬الخليـفــة‭ ‬عمرو‭ ‬بن‭ ‬العاص،‭ ‬رجعت‭ ‬بالكامل،‭ ‬ولم‭ ‬يتبــق‭ ‬منهــا‭ ‬إلا‭ ‬حوالي‭ ‬50‭ ‬فرداً،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭  ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬99‭% ‬مــن‭ ‬مسلمي‭ ‬مصر،‭ ‬هم‭ ‬نسل‭ ‬من‭ ‬أجداد‭ ‬أقباط‭.‬

– في‭ ‬المناهج‭ ‬الأزهرية،‭ ‬كقاعــــدة‭ ‬اســــتنــدت‭ ‬إليهــا‭ ‬فتوى‭ ‬صدرت‭ ‬عن‭ ‬الأزهر‭ ‬نفسه،‭ ‬تُحرّم‭ ‬إعدام‭ ‬قاتـل‭ ‬المسيحي‭.. ‬فما‭ ‬رأيك؟

إن‭ ‬قتل‭ ‬النفس‭ ‬التي‭ ‬حـرم‭ ‬الله‭ ‬إلا‭ ‬بـــالحـــق،‭ ‬تعتـبـــر‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الكبائر،‭ ‬وجريمة‭ ‬من‭ ‬أعظــم‭ ‬الجرائم فإذا‭ ‬كان‭ ‬الإسلام‭ ‬قد‭ ‬حـرّم‭ ‬الاعتـــداء‭ ‬على‭ ‬الحيــــوان عمـداً‭ ‬بــدون‭ ‬سبب،‭ ‬فمــا‭ ‬بالك‭ ‬بالإنسان‭ ‬العاقل‭ ‬الذي‭ ‬كرّمه‭ ‬الله‭!‬ ‬إن‭ ‬قتـــل‭ ‬العمـــد‭ ‬أو‭ ‬الغـــدر‭ ‬لا‭ ‬عفـــو‭ ‬فيــــه‭ ‬لا‭ ‬للأولياء‭ ‬ولا‭ ‬للسلطان،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬المقتول‭ ‬كافـــراً‭ ‬والقاتل‭ ‬حراً‭ ‬مسلماً‭. ‬فالقتل‭ ‬للقاتل‭ ‬دفعاً‭ ‬للفســاد‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬وهو‭ ‬حق‭ ‬لله‭ ‬لا‭ ‬للآدمي‭. ‬ولإسلام‭ ‬لم‭ ‬يفـــرق‭ ‬بين‭ ‬مسلم‭ ‬وغير‭ ‬مسلم،‭ ‬ومن‭ ‬يقول‭ ‬بغير‭ ‬ذلك،‭ ‬هو‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬تطبيـق‭ ‬شـــرع‭ ‬الله،‭ ‬بـــل‭ ‬تطبـيـــق‭ ‬شـــرع‭ ‬الشيطان‭ ‬لخلل‭ ‬في‭ ‬النفس،‭ ‬فإحـذروهــم‭. ‬وأمـــا‭ ‬مـــن‭ ‬قال‭ ‬ذلك‭ ‬بدون‭ ‬قصد‭ ‬وبالخطأ‭ ‬في‭ ‬الفهـــم‭ ‬والتفســـير فسوف‭ ‬يحاسبه‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬الاستخفاف‭ ‬بدماء‭ ‬خلقــه‭ ‬وتصديه‭ ‬للرأي‭ ‬والفتوى‭ ‬بلا‭ ‬إدراك،‭ ‬وبلا‭ ‬أدلة‭ ‬قاطعة‭ ‬مؤكدة‭.‬

– كيـف‭ ‬ترى‭ ‬تجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني؟

‬دعنا‭ ‬نتفق‭ ‬في‭ ‬القول‭: ‬”تصحيح‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني،‭ ‬وتنقية‭ ‬التراث‭ ‬من‭ ‬الأكاذيــب” وليس “تجديد”‭. ‬وهي‭ ‬مسئولية‭ ‬مشتركة‭ ‬بيــن‭ ‬الرئيس،‭ ‬والحكومة،‭ ‬ومجلس‭ ‬النــواب،‭ ‬فكلهــم‭ ‬مسئولون‭ ‬عما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬إرهــــــــاب لتركهم‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف،‭ ‬يقود‭ ‬منظومة‭ ‬التعليــم والصحافة‭ ‬والإعلام،‭ ‬والقضاء‭. ‬وسكوتهـــــم‭ ‬على‭ ‬أحكام‭ ‬السجن،‭ ‬والتنكيل‭ ‬بكل‭ ‬شخص،‭ ‬يقدم‭ ‬فكراً‭ ‬مستنيراً‭ ‬مسالماً‭.‬

أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تركهم‭ ‬العديـد‭ ‬من‭ ‬المتطــرفيــن‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬الحكومية،‭ ‬والأماكن‭ ‬السيادية،‭ ‬وتعمـدهم‭ ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬مفوضية‭ ‬عدم‭ ‬التمييز،‭ ‬التـي‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬الدستور،‭ ‬ورفضهم‭ ‬إلغاء‭ ‬مادة‭ ‬إزدراء‭ ‬الأديـان وعدم‭ ‬اعمال‭ ‬القانون‭ ‬مع‭ ‬المتطرفين‭ ‬المجـــــرميـــــن‭ ‬بحسم،‭ ‬وسماحهم‭ ‬بجلسات‭ ‬الصلح‭ ‬العرفيـة،‭ ‬التــي‭ ‬تخضع‭ ‬لجبروت‭ ‬المتطرف،‭ ‬وعدم‭ ‬إقالة‭ ‬المقصرين‭ ‬والمتخاذلين‭ ‬من‭ ‬المسئولين‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬الناس‭ ‬بالعدل‭ ‬والمساواة؛‭ ‬ليكونوا‭ ‬عبرة‭ ‬لغيرهم‭. ‬وأخطر‭ ‬الكــل،‭ ‬ســــكوتهــــم‭ ‬على‭ ‬المرتبــــات‭ ‬التي‭ ‬يتقاضاها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الدين،‭ ‬والصحافة‭ ‬والإعلام،‭ ‬بكشوف‭ ‬معلومة‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬الوهابية؛‭ ‬لدعم‭ ‬وإستمرار‭ ‬هذا‭ ‬الإرهـــاب،‭ ‬ونـــزيف‭ ‬الـــدم‭.‬

– ألا‭ ‬ننتظر‭ ‬دور‭ ‬الأزهر؟

هذا‭ ‬الملف‭ ‬”أمن‭ ‬قومي”،‭ ‬ولا‭ ‬يحتمل‭ ‬رفاهية‭ ‬التباطؤ‭. ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننتظر‭ ‬تحرك‭ ‬رجال‭ ‬الأزهر؛‭ ‬لأنهم‭ ‬سبب‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬فيه،‭ ‬بصمتهم‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬المليء‭ ‬بالعنف‭ ‬والدم،‭ ‬واستمرارهم‭ ‬في‭ ‬تدريس‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭ ‬المتخم‭ ‬بالأكاذيب‭ ‬المغرضة،‭ ‬في‭ ‬معاهدهم،‭ ‬وكتبهم‭ ‬الدراسية‭.‬

صحيح‭ ‬لدينا‭ ‬الشيخ‭ ‬الطيب،‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وهو‭ ‬رجل‭ ‬طيب‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬من‭ ‬يعملون‭ ‬معه،‭ ‬يحملون‭ ‬فكراً‭ ‬إخوانياً،‭ ‬سلفياً‭. ‬وهؤلاء‭ ‬هم‭ ‬الخطر‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬الإسلام،‭ ‬وأمن‭ ‬الوطن،‭ ‬والمواطن؛‭ ‬لأنهم‭ ‬ينسبون‭ ‬للإسلام ما‭ ‬في‭ ‬عقولهم‭ ‬وقلوبهم‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬شيطانية‭.‬

– لكن‭ ‬الدولة‭ ‬تبـــذل‭ ‬مجهـــوداً‭ ‬كبيـــراً‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهابيين،‭ ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬يسـقط‭  ‬للوطــن‭ ‬شـــهـــداء‭ ‬في‭ ‬المعركة‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب؟

‭‬للأسف،‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬تحارب‭ ‬الإرهاب،‭ ‬هي‭ ‬تحارب‭ ‬إرهابيين‭.. ‬ما‭ ‬إن‭ ‬يقتلوا‭ ‬حتى‭ ‬يحل‭ ‬محلهم‭ ‬إرهابيون‭ ‬غيرهم‭. ‬لذا‭ ‬المعركة‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬ستطول،‭ ‬وسوف‭ ‬تكلفنا‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الضحايا؛‭ ‬لأن‭ ‬بالداخل‭ ‬مفرخة،‭ ‬تفرخ‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬إرهابيين‭ ‬جدداً‭. ‬المعركة‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬تعني‭ ‬تجفيف‭ ‬منابعه،‭ ‬تعني‭ ‬غلق‭ ‬مفارخه،‭ ‬تعني‭ ‬تصحيح‭ ‬مسار‭ ‬الأزهر‭ ‬وخطابه،‭ ‬تعني‭ ‬التضييق‭ ‬على‭ ‬السلفيين،‭ ‬تعني‭ ‬تطهير‭ ‬المساجد‭ ‬والفضائيات‭ ‬الدينية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مارق‭ ‬يدعو‭ ‬للكراهية‭ ‬ويتهم‭ ‬الآخرين‭ ‬بالشرك‭ ‬والكفر،‭ ‬تعني‭ ‬تحويل‭ ‬شعار‭ ‬”الدين‭ ‬لله‭ ‬والوطن‭ ‬للجميع”‭ ‬لواقع‭ ‬نعيشه،‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬نطبق‭ ‬القانون،‭ ‬وأن‭ ‬نحكم‭ ‬بعقوبات‭ ‬رادعة‭ ‬لمن‭ ‬يخرج‭ ‬عليه،‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الدولة‭ ‬محايدة‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الديني،‭ ‬وأن‭ ‬يتساوى‭ ‬الجميع‭ ‬أمامها‭ ‬في‭ ‬إعلاء‭ ‬لمفهوم‭ ‬المواطنة‭.‬

– يقولون،‭ ‬بأن‭ ‬العِلمانية‭ ‬ضد‭ ‬الدين‭ ‬وهي‭ ‬كفر؛‭ ‬فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬لرجل‭ ‬دين‭ ‬مثل‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬راشد،‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬بأن‭ ‬العِلمانية‭ ‬فيها‭ ‬نجاة‭ ‬للمسلمين‭ ‬والإسلام؟

من‭ ‬قال‭ ‬أن‭ ‬العِلمانية‭ ‬كفر،‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬ماهي‭ ‬العِلمانية؟‭.. ‬فالعِلمانية‭ ‬تحترم‭ ‬الأديان،‭ ‬وتساوي‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬وتحكم‭ ‬بينهم‭ ‬بالعدل،‭ ‬وتحترم‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬وحتى‭ ‬الحيوان،‭ ‬وتُعلّي‭ ‬من‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني،‭ ‬وتُجرّم‭ ‬الكذب‭… ‬فهل‭ ‬الإسلام‭ ‬ضد‭ ‬ذلك؟‭!‬

كل‭ ‬البلاد‭ ‬طبقت‭ ‬العِلمانية‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية،‭ ‬لقد‭ ‬أرادوا‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬القاع،‭ ‬فاخترعوا‭ ‬كفر‭ ‬العِلمانية،‭ ‬لنظل‭ ‬متخلفين‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬نواحي‭ ‬الحياة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حاصل‭ ‬الآن‭!‬

– التديّن‭ ‬الكاذب‭ ‬أخطر‭ ‬من‭ ‬الإلحاد‭. ‬هل‭ ‬هذه‭ ‬دعوة‭ ‬صريحة‭ ‬منك‭ ‬للإلحاد؟

‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬دعوة‭ ‬للإلحاد،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬توضيح‭ ‬لخطر‭ ‬التديّن‭ ‬الكاذب‭ ‬على‭ ‬الإسلام؛‭ ‬فالملحد‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬رفضه‭ ‬للأديان،‭ ‬ولا‭ ‬يستخدم‭ ‬العنف‭. ‬أما‭ ‬أصحاب‭ ‬التديّن‭ ‬الكاذب،‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬داعش،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬وأمثالهم،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أساءوا‭ ‬لصورة‭ ‬الإسلام،‭ ‬وشوّهوه‭ ‬عند‭ ‬غير‭ ‬المسلم،‭ ‬بما‭ ‬فعلوه‭ ‬ويفعلونه‭ ‬باسم‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬تقتيل،‭ ‬وتدمير،‭ ‬وحرق،‭ ‬وزني،‭ ‬وسرقة‭ ‬وتدمير‭ ‬للتراث‭ ‬التاريخي‭ ‬للشعوب،‭ ‬حتى‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ظاهرة‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬”الإسلام‭ ‬فوبيا”،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬واجب‭ ‬عقلي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يثبت‭ ‬العكس‭!‬

– أيهما‭ ‬يكمل‭ ‬الآخر‭ :‬الدين‭ ‬أم‭ ‬الإنسانية؟

كلاهما‭ ‬يكمل‭ ‬بعضه؛‭ ‬فالدين‭ ‬رسالة‭ ‬روحية‭ ‬أخلاقية،‭ ‬تنظمها‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتضع‭ ‬القوانين‭ ‬والآليات‭ ‬لتطبيقها،‭ ‬كما‭ ‬تستخدم‭ ‬الإنسانية‭ ‬العقل‭ ‬الممنوح‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬لتغيير‭ ‬وتأويل‭ ‬النصوص‭ ‬لتواكب‭ ‬كل‭ ‬عصر،‭ ‬وتراعي‭ ‬مصالح‭ ‬الناس،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تصطدم‭ ‬المصالح‭ ‬بالنصوص‭ ‬الجامدة‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬البعض‭.‬

– هل‭ ‬تؤيد‭ ‬التصالح‭ ‬مع‭ ‬جماعة‭ ‬الاخوان‭ ‬المسلمين؟

  ‬مع‭ ‬انني‭ ‬امقت‭ ‬اسلوب‭ ‬الشلليلة،‭ ‬وتمزيق‭ ‬وحدة‭ ‬المؤمنين‭ ‬إلى‭ ‬كيانات،‭ ‬وجماعات،‭ ‬وفرق،‭ ‬واسماء‭ ‬مختلفة،‭ ‬إلا‭ ‬انني‭ ‬أؤيد‭ ‬التصالح‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يحمل‭ ‬السلاح‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة،‭ ‬وإعطائهم‭ ‬الفرصة‭ ‬ليكونوا‭ ‬معارضين‭ ‬سياسيين‭ ‬مسالمين‭ ‬بالرأي‭. ‬والافراج‭ ‬عن‭ ‬محمد‭ ‬مرسي،‭ ‬الرئيس‭ ‬المعزول،‭ ‬ووضعه‭ ‬بمنزله‭ ‬تحت‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية‭ ‬لمدة‭ ‬محددة؛‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬دمية،‭ ‬يحركها‭ ‬مكتب‭ ‬الإرشاد،‭ ‬فقد‭ ‬أساء‭ ‬لمصر‭ ‬بدون‭ ‬وعي،‭ ‬أو‭ ‬إدراك‭.. ‬أي‭ ‬أن‭ ‬القصد‭ ‬الجنائي‭ ‬منتفي‭ ‬عنده،‭ ‬بسبب‭ ‬عقله‭ ‬المتواضع‭.‬

– هل‭ ‬تؤيد‭ ‬ترشح‭ ‬السيسي‭ ‬لدورة‭ ‬رئاسية‭ ‬جديدة؟

كنت‭ ‬ممن‭ ‬انتخب‭ ‬السيسي‭ ‬ليكون‭ ‬رئيساً‭. ‬الآن‭ ‬السؤال‭ ‬سابق‭ ‬لأوانه؛‭ ‬فأنا‭ ‬محتاج‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬كل‭ ‬المرشحين،‭ ‬وبرنامج‭ ‬كل‭ ‬واحد،‭ ‬حتى‭ ‬اختار‭ ‬من‭ ‬يضع‭ ‬تنمية‭ ‬الإنسان‭ ‬المصري،‭ ‬وعقله،‭ ‬وحريته،‭ ‬وكرامته،‭ ‬والعدالة‭ ‬الإجتماعية‭ ‬والمساوة،‭ ‬والأخذ‭ ‬بأسباب‭ ‬العلم‭ ‬وإنهاء‭ ‬ظاهرة‭ ‬أطفال‭ ‬الشوارع‭ ‬والهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬كهدف‭ ‬قومي‭. ‬ووضع‭ ‬برنامج‭ ‬حقيقي‭ ‬للتقشف‭ ‬الحكومي‭ ‬وخفض‭ ‬نفقات‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬والمؤسسات‭ ‬السيادية،‭ ‬ومنع‭ ‬البلطجة‭ ‬والإزعاج‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬ومنع‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬من‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬سياسي؛‭ ‬لذا‭ ‬سوف‭ ‬انتخب‭ ‬صاحب‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬إسمه‭.‬

– هل‭ ‬ترى‭ ‬اسماء‭ ‬منافسة‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسي؟

من‭ ‬كوارث‭ ‬أنظمة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي،‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نُعد‭ ‬صفوفاً‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬للمستقبل؛‭ ‬وبذلك‭ ‬نصبح‭ ‬محكومين‭ ‬باختيار‭ ‬من‭ ‬نقول‭ ‬عنهم‭: ‬أفضل‭ ‬السيئين‭!‬

  ‬نحييك‭ ‬شيخنا‭ ‬الجليل،‭ ‬على‭ ‬عقلك‭ ‬المستنير؛‭ ‬فدين‭ ‬بلا‭ ‬عقل،‭ ‬عقل‭ ‬بلا‭ ‬دين‭!‬

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى