عدم التركيز عند الأطفال: يُواجه العديدُ من الأهالي مشكلةَ ضعف التركيز عند أطفالهم، على الرغمِ من عدم وجود أيّ من الظروف الطارئة المسبّبة لهذا الضعف، كولادةِ أخ جديد مثلاً، أو الانتقالِ إلى منزل آخر وغيرها، ويلجأ بعضُهم إلى العقابِ والضغط على الطفلِ كحلٍّ لهذه المشكلة، والصحيح أنّ هذا من شأنِه زيادة المشكلة لا حلّها؛ حيث سيلجأ الطفل عندَها للتخلّصِ من المهامّ الموكلة إليه بطريقةٍ أو بأخرى تجنّباً للعقاب فقط. من الجديرِ بالذكر أنّ مجرّد عدم التركيز عند الطفل لا يشكّل خطراً أو مشكلة، فغالبيّة الأطفال يمرّون بمرحلة عدم التركيز في سنّ معيّن، أو لفترةٍ قصيرة، أو لظروفٍ محيطة بهم كما ذكرنا بدايةً. لذلك سنعرضُ في هذا المقال بعضَ المظاهر التي تدلّ على وجود مشكلة عدم التركيز عند الأطفال، إضافة إلى بعض الحلول والنصائح لزيادة التركيز عندهم. مظاهر عدم التركيز عند الأطفال: تكونُ هذه المظاهر معتَبـــَرة عنــــد ظهــور غالبيّتهــا في أكثـــرِ مــن مكــان كالبيت والمدرسة مثلاً، ولمدّة تزيدُ عــن ثــلاثــــة شــهور، وهي كالتــالي: -صعوبة إتمام عمل معيّن وإكماله وصولاً للنهاية. - البدْء بعمل آخر قبل الانتهاء من العمل الأول. - عدم القدرة على المثابرة والتحمّل لفتراتٍ مستمرّة. -التعرّض للتشتت والسرحان بشكل سهل. -الذاكرة قصيرة المدى، بمعنى مواجهة الطفل صعوبة عند تذكّر المطلوب منه. - فقدان الأشياء ونسيان أماكنها. -انعدام التنظيم أو قلّته. الرغبة في المسح - الامّحاء - بشكل مستمرّ أثناء تعلّمه للكتابة. علاج عدم التركيز عند الطفل - استشارة المدرّس حولَ هذه المشكلة خصوصاً إذا كانت تحدث مع الطفل خلال الدوام المدرسيّ فقط، فربّما يكون هناك مشكلة في طريقة التدريس أو غيرها. - منح الطفل مزيداً من الوقت للتعبير عن مشاعره، خصوصاً إذا كانت الأسرة تمرّ بظروف نفسيّة صعبة، كالانفصال مثلاً. -إجراء الفحوصات الّلازمة لحاسّة السمع للتأكّدِ من سلامتِه وعدم وجود مشكلات تتعلّق به؛ فهناك من يسمع بشكلٍ جيّد، إلّا أنّ المعلوماتِ لا تصل كاملة إلى المخّ؛ الأمر الذي يجعل الطفلَ مندفعاً ومشتتاً أو كثير الحركة. - منحه المزيد من الوقت للتسلية والترفيه، وذلك بإعطائه أنشطة متنوّعة تعزّزُ الحركة والإبداع. بالإمكان تدريب الطفل على هجاء الكلمات، ثمّ تكليفه بكتابتها على بطاقات باستخدام الألوان التي يحبّها، كي يعودَ لها لاحقاً في المراجعة مثلاً. - تغيير مكان الطفل إذا لزمَ الأمر؛ فبدلاً من جعل مقعد مكتبه مواجهاً لغرفة مفتوحة أو شبّاك، ليكن مواجهاً للحائط مثلاً. -استبدال أسلوب الأسئلة المملّة بأسلوب استخدام الأوامر البسيطة سهلة التنفيذ؛ فمثلاً لا تقل للطفل: ألا يمكنك إيجاد حقيبتك؟ ، بل قل له: اذهب وأحضر حقيبتك الآن. -استبدال توجيه الأوامر السلبيّة بإصدار التعليمات الإيجابية المباشرة، فبدلاً من القول: أبعد قدمك عن المقعد ،قل له: ضع قدمك على الأرض ، فإنّ استخدام العبارة الأولى قد يدفع الطفل لإبعاد قدمه عن المقعد ووضعها على المكتبة مثلاً وليس على الأرض.