إنها ليست قطرة دم، إنها قطرة حب! إننا نعيش في عالم واحد،وقد خلقنا الله في إختلافات كثيرة لنتعاون ولنساعد بعضنا بعضاً. إن دمي الذي أعطيه في التبرع، إنه من أجل محبتي للرب ولإخي الإنسان،أساعد الذي هو خليقة الله، بغض النظر عن الجنس أو الدين أو الهوية. وبشكلٍ عام، الحالة التي لا يُصَرَّح فيها بالتبرع هي أن التبرع بالدم ممكن أن يضر بالمتبرع،وعلى سبيل المثال يُمنَع التبرع بالدم في حالات مثل نقص الوزن أو مشاكل ضغط الدم أو غيره، لذلك لو تبرع شخص وهو على علم بأن حالته لا تسمح، فهذا يُصبح نوع من حالات الإنتحار البطيء، وهذا ما لا تباركه الكنيسة،لذا يتم عمل الفحوصات الطبية السريعة اللازمة قبل التبرع للتأكد من أن المتبرع لن يتضرر وأن المتلقي لن يناله الضرر كذلك. ومن الجدير بالذكر أن مئات الكنائس والمؤسسات الخيرية والإنسانية في كل العالم، تقوم بحملات منظمة للتبرع بالدم مرة أو مرتان كل عام،وهذه فرصة رائعة تُمنح من خلالها الفرصة لكل إنسان أن يعيش ويأخذ بركة فضيلة العطاء. أحبائي،يحدثنا السيد المسيح في الموعظة على الجبل فيقول وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ، لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً متى3:6 وهكذا قرر لنا السيد المسيح في هذا الأمر مبدأ الخدمة المستترة، فهي المخفية عن أعين الناس لكنها ظاهرة ومعروفة أمام الله. ومن أعظم هذه الخدمات هي خدمة التبرع بالدم فأنت تتبرع بدمك ولا تعرف إلى مَنْ يذهب وأيضاً مَنْ يأخذ الدم لا يعرف من أين أتى. ولكن الذي يجب أن تعرفه أنك يمكن أن تساهم في إنقاذ حياة إنسان لا تعرفه بتبرعك هذا. لأجل هذا أدعوكم جميعاً للتبرع بالدم في الحملات التي تنظمها الجهات المعنية. أحبائي يقول الكتاب المقدس فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ" يعقوب17:4 فمن يوضع أمامه فرصة لعمل الخير ثم يدير ظهره، فهذا بالتأكيد يحسب عليه وليس له،فينبغي أن تنتهز الفرص لعمل الخير في كل يوم، واليوم الذي يعبر دون أن تمارس فيه الخير والمحبة للآخرين بغض النظر عن شخصياتهم أو دينهم أو مدى قربهم لك فهذا اليوم لا تحسبه من عمرك! وتذكر أنه لقد كان السيد المسيح يجول يصنع خيراً أعمال 38:10 بجسب الكتاب المقدس. تذكر أن العطاء دون طلب يكون أعظم،مثل الصداقة التي بدون مصالح تكون أروع. كن مثل الشجرة تعطي وهي صامته،وإن إسـعـاد الأخرين، غرس تزرعـــه لغيــرك فيثمــر في قلبـك. وكن كالشمعة التي لا تخسر شيئاً عنــــدما تضيء شمعــة أخـرى، بــــل بلأحرى يزداد النور ويتلاشى الضلام.