قد تكون نتيجة المشاكل التي جعلت من حياة الزوجين معاً أمراً مستحيلاً وبعد إستنفاذ جيمع الحلول والوصول إلى طريق مسدود هو الطلاق، ومما لا شك فيه أن الطلاق هو ليس بالأمر السهل على كِلا الطرفين بحيث يتأثر كِلاهما به بشكل مباشر وسلبي ويكون الأمر أكثر صعوبة في حال كان عند الزوجين أطفال، فيكون هؤلاء الأطفال أكثر عرضةً من غيرهم للتأثر النفسي والسلوكي بحيث إنّ الطفل يحتاج إلى أسرة سليمة وغير مفكّكة حتى ينمو بالشكل السليم والصحّي،فما هو تأثير الطلاق على الأطفال؟ يتأثر جميع الأطفال بالحياة الأسرية التي يترعرعون فيها إذ يراقب الأطفال عن كثب العلاقة بين والديهم (حتى وإن كنا لا نشعر بذلك ،وعندما تكون هذه العلاقة غير مستقرة وفاقدة للحب، يتسبب هذا في الكثير من الإرتباك وعدم الإستقرار لدى الأطفال. يتسبّب الطلاق بالكثير من الشكوك لدى الأطفال، فيشكّون في أنفسهم وكثيراً ما يُحمّلون أنفسهم مسؤولية المشاكل التي تحدث بين آبائهم. ويكبرون وهم يعيشون في عقدة الإحساس بالذّنْب والمسؤولية عن إنفصال والديهم، ويستمر ذلك معهم في الكثير من الحالات لفترة طويلة. يُسبب الطلاق ضغوطاتٍ نفسية شديدة على الأطفال، فالتغيير من أكثر المخاوف التي تواجه الطفل. ويتضمن الخوف من التغيير: تغيير المنزل، وغرفة النوم والمدرسة وحتى الجيران والأصدقاء والخ... فكم بلأحرى التغييرات الناجمة في حياتهم عند طلاق الوالدين؟!، فالطلاق يؤدي إلى تغيير حياتهم، مع تغيير في الروتين والعادات التي إعتادوا عليها. كل هذهِ التغييرات المفاجِئه تؤدي إلى الشعور بعدم الأمان والتشتُّت لدى هؤلاء الأطفال. وفي الكثير من الأحيان الأطفال الذين عاشوا تجربة طلاق الوالدين يعتقدون عندما يكبرون أنهم غير قادرون على إقامة علاقة جديّه طويلة المدى في حياتهم الشخصية، وبالتالي يمتنعون عن الزواج عموماً، حيث أظهرت الكثير من الإحصائيات أن الأطفال الذين تربوا في بيت مستقر أكثر قدرة على تكوين بيوت مستقرة. يؤثر الطلاق على حياة الطفل العلمية والدراسية: بحيث يعاني الأطفال الذين عاشوا تجربة طلاق الوالدين من مشكلة تدني مستوى التحصيل العلمي، وذلك بسبب حدوث المشاكل النفسية، وعدم توفر الأجواء المناسبة داخل الأسرة للدراسة، وفي حال إبتعاد الأم عن الطفل هذا يؤثر أكثر في ذلك، لأن الأم في الغالب هي من تقوم بتأسيس الطفل في المراحل الأولى من المدرسة، وإن عدم وجودها يشكل خطراً على تعليمه. أما في بعض دول العالم الثالث فيلجأ أطفال الآباء المطلقين إلى العمل من أجل توفير حاجياتهم الأساسية في حال عدم توفرها وهذا الأمر يجعلهم عرضة للإستغلال، والعمل بأجور متدنية مع مجهود بدني عالٍ لا يتوافق مع قدراتهم البدنية، وهذا يشكل خطراً على صحتهم البدنية والنفسية على حد سواء. أحبائي،الطلاق له أثر كبير على شخصية الأطفال نفسياً وإجتماعياً، حيث يعيشون بجروحهم العاطفية لمدة طويلة، كما يكونون أكثر عرضة للإكتئاب،الطلاق ليس بالشيء الهيّن عند الأطفال، فهو تجريد لهم من منازلهم، وعائلاتهم وآبائهم كما سبق وقلنا ،وأيضاً يفقدهم الشعور بالإستقرار والمشكلة أنه غالباً ما نعتقد أن الأطفال أشد قوة وسيتغلّبون على الظروف الصعبة، ولكن عادةً هم لا يقدرون أن يفعلوا ذلك دائماً. إذاً ما الحل؟ يجب على الوالدين المطلّقين التحدث مع أطفالهم بشكل صريح، والتأكيد عليهم بأنّهم سيظلون يحبونهم مهما حصل، ويجب أن يهتم كلاهما بقضاء الوقت مع الأطفال وعدم الإنشغال عنهم لفترات زمنية طويلة، والإهتمام برأيهم حول موضوع الطلاق مع محاولة تفسير الأسباب بشكل غير عدائي وبشكل مقنع. عدم الإكثار من التغييرات في حياة الأطفال، الأفضل أن يبقوا في نفس البيت وأن يزورهم الطرف الآخر بشكل مُنتظم والجلوس معهم والتحدث عن مشاكلهم ورغباتهم، وإتفاق الوالدين على كافة الأمور المتعلقة بأطفالهم سيجنّبهم العديد من المشاكل ويجعلهم يسيطرون على وضعهم، ويجب متابعة سلوك الأطفال بشكل دائم وتعديل السلوك السيئ بشكل فوري وبمساعدة كلا الوالدين. وفي النهاية أمنيتنا أن يكن كلا الزوجين على حذر في علاقتهم الزوجية، وليفكروا جيداً في حل مشاكلهم أولًا بأول، ويبعدوا عن التفكير بالطلاق ويفكروا بمستقبل أبنائهم المهدد بعد طلاقهم وعدم التفكير بأنانية بل بطريقة منطقية وروحية قبل كل شيء.