رحل عن عالمنا ولكنه باقى بشهاده التاريخ عاش بطلاً وإنتقل دون تقديـر من الـدولة!؟ بارليف أقوى خط تحصين دفاعى فى التاريخ العسكرى الله سمح بالمشكله ولكنه وضع الحل معهـا. رحل عن عالمنا اللواء باقى زكى ولكنه باقى بشهاده التاريخ صاحب الشخصيه الوطنيه المصريه التى حينما تراه ترى فيه روح مصريه تجرى فى عروقه مياه النيل كان على اتم الاستعداد ان يقدم شهادته ولا يفرط فى شبر من ارض وطنه بطل مصرى من طراز فريد متواضع لحد الخجل صوته هادىء ولا تفارق وجهه الابتسامه استطاع بدراسته الهندسيه ان يكون صاحب اعظم فكره فى حرب اكتوبر ونكاد ان نجزم لولا فكرته ما كان انتصار اكتوبر فكرته استطاعت ان تسحق العدو الاسرائيلى. اللواء باقى زكى يوسف من مواليد 1931 وقد تخرج في كلية الهندسة بجامعة عين شمس قسم ميكانيكا سنة 1954 والتحق بالقوات المسلحة في نهاية عام 1954 وعمل في القوات المسلحة بجميع الرتب والمواقع المختلفة حتى نال رتبة لواء في 1984. وبدأ العمل في بناء السد العالي في أثناء خدمته وطلب وقتها من القوات المسلحة ضباطاً مهندسين متخصصين وكان له النصيب الأكبر في اختيارهم وعاد إلى صفوف القتال بعد نكسة .1967 كان من حسن حظى مقابلته ثلاث مرات بمنزله بضاحيه مصر الجديدة فى كل مره اجلس معه ساعات طويله اتعلم منه المعنى الحقيقى للوطنيه كان يسرد احداث خط بارليف وكانه يحكى قصه فيلم من بطولته رسم معالمها بيده وكان يشاركه البطوله ابنائنا من القوات المسلحه. كان يقول دائما ان ربنا وضع المشكله ووضع الحل معها ليظهر مجد الله الفكره التى اربكت العدو الاسرائيلى ولم تخطر على باله ابدا والتى قللت الخسائر فى الارواح من 30000 الف جندى الى 80 شهيد وكان الفضل فى النجاح السريه التامه واهتمام القاده. كتب عنه احمد عادل هاشم انه اول مقاتل عرفته الحروب البشريه يستغنى فى قتاله عن المدافع البارود ويستخدم المياه ووصفه الكاتب الكبير محمود فوزى بالعبقرى الذى ازال خط بارليف. تحدث سياده اللواء باقى كثيرا وقال فى 5 يونيه 67 حدثت النكسه وانا لم احب هذا المسمى ولكنه كان كمين دولى وقعت فيه مصر وقتها مصر كانت تسير فى اتجاه التنميه العربيه ولم يروق هذا للدول العظمى اعطت اسرائيل معدات عسكريه وتم تحديد الموعد 5 يونيه تم غلق جو المعركه ولم يكن هناك اى اتصال بين أبنائنا، اسرائيل اعطت الاشاره و وصلت القوات السرائيليه الى شرق القنال وقائدهم قال وقتها نصر فاق كل احلامى وهذا لم يكن نصر كان كمين دبر لمصر. وقتها قرر الرئيس جمال عبد الناصر ان يترك مقاليد الحكم فثار الشعب لانه كان يريد بقائه واعطى الشعب تفويضا جديدا للرئيس ان يكمل المسيره التى بداها ووقتها تم رفع شعار ما اخذ بالقوه لا يسترد الا بالقوه وبعد حرب الاستنزاف اساس نصر 73 اعاد بناء القوات المسلحه من جديد اعاد قواتنا من اليمن وتم تدريب قواتنا فى سيناء على اعلى مستوى تم تعيينى رئيس فرع مركبات الفرقه 19 مشاه التي اخذت اوضاعها على الضفه الغربيه للقناه فى نطاق الجيش الثالث صيانه واصلاح فى مايو 69 الفرقه 19 اخذت امر بالعبور وتحطيم خط بارليف وفتح الثغرات فيها قائد الفرقه وقتها كان اركان حرب سعد زغلول عبد الكريم قام بجمع قياده الفرقه شرح المهمه وتم شرح الساتر الترابى الذى يبلع طوله 120 متر وعرضه 12 متر ميله زاويه قائمه 80 درجه شرق القناه وتم شرح المعدات المتنوعه والمتقدمه وحقول الالغام تم شرح فكر فتح الثغرات بالمفرقعات والديناميت وبالمدفعيه المكثفه وقنابل الطيران والقنابل النوويه واقل زمن لفتح ثغره واحده من 12 الى 15 ساعه والخسائر 20 % غير المصابين وبعد انصاتى جيدا لما قيل قمت برفع يدى لقائد الفرقه قال لى يا باقى انت تتحدث فى الاخر لانك سوف تحمل هذا الحمل على عاتقك. رديت قلت اتحدث فيما قيل الان وسمح لى بالكلام فقلت انه ساتر ترابى وبه معدات واسلاك شائكه وقوات بالهجمه المرتده لمواجهه اى شئ يعبر. الله سمح بالمشكله ولكن وجد الحل معها طلمبات كبسه يتم تثبيتها على زوارق خفيفه فى القنال تسحب المياة وتضخها من خلال مدافع المياة على الساتر الترابى بميل 80 درجه تسقط فى قاع القنال بالمفرقعات والمعدات بما عليه كل هذه عناصر قوه بالنسبه لهم ولكن هذه مراكز قوى لنا وهذا ماتم عمله فى السد العالى وبشهاده خبراء العسكرية السوفيتية أكدوا أنّ الساتر الترابي لا يمكن تحطيمه إلا بقنبلة نووية وبالطبع لم تكن مصر تملك واحدة منها وكان من المستحيل استعمالها نظراً لتلاصق القوات المصرية والإسرائيلية. إحدى المعضلات الكبرى في عملية اقتحام خط بارليف كيفية فتح ثغرات فى الرمال والأتربة التي لا تؤثر فيها الصواريخ لعبور ناقلات الجنود والمدرعات والدبابات إلى سيناء وحينما تحدثت فى الفكره وجدت سكون داخل الاجتماع وفتح باب المناقشات والبعض خشى لان الثغرات لا تفتح قلت استحاله لانه قانون نيوتن الثانى ونظريه المقذوف ابتدى قائد الفرقه يسال فى الوقت والعرض وحين اطمئن وتم الاتصال بقائد الفرقه وذهبنا له تانى يوم صباحا وتم حضور رئيس الفرع المركزى وذهبنا الى هيئه العمليات ورد نائب رئيس هيئه العمليات وشرحنا الفكره رد قال لى هي متجيش الا كدا وذهبت الى مدير المهندسين ورد كل رمل السد العالى شلناه بالطريقه كدا وحينما عدت كنت اخشى فى نقطه واحده هو التجريف و العلاقه بين البشبورى والطرمبه. ذهبت لكى ابحث جيدا عما كنا نفعله فى السد العالى وحينما تأكدت من صياغه الفكره ذهبت الى قائد الفرقه، طلب منى كتابه التقرير دون الدخول فى تفاصيل. عدت لكتابه التقرير كل ما اكتب ورقه اقوم بتمزيقها كان الوقت الثامنة والنصف ضرب التليفون الساعه 10 يسالنى قائد الكتيبه عن التقرير قلت له سيادتك لم تقول عن الموعد التى تريد فيه التقرير قال لى حالا ذهبت له وكتبت التقرير وطلب منى كتابه الفكره فى ورقه صغيره لتوصيل الفكره الى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكتبت طرمبات ماصه كبسه قويه تقوم بسحب المياة من القنال وتضخها بقوه اندفاع كبيره جداً على الساتر الترابى الموجود امامنا مباشرتاً المياة تحرك الرمال من مكانها الرمال تنزل من الساتر مباشرة الى قاع القنال مع استمرار تدفق المياة، سيتم فتح الثغره بعمق الساتر الترابى اياً كان هذا العمق وبالعرض اياً كان عرضه . بعدها باسبوع قال لى اين المسوده الخاصه بالتقرير احضرتها له قام بحرقها شعرت بالقلق وقتها وقال لى عرضنا الفكره على الرئيس جمال عبد الناصر واخذت حيز الاهتمام فهذا الكلام اصبح سرى للغايه وانتقل وقتها الكلام من مجرد فكره الى حيز التفكير حوالى 300 تجربه للتاكد من نجاحها اول تجربه فى سبتمبر عام 69 فى حلوان على طرمبه من السد العالى تعمل بالكهرباء على ساتر ترابى تم اقامته فى حلوان اخذت وقت 4 ساعات اخر تجربه كانت فى جزيره البلاح داخل القنال بجانب العدو وتم تصوير العمليه كاملا ولم ياخذ باله احد ينظرون ولا يبصرون وتم فتحها فى 3 ساعات ومن وقتها تقرر استخدام الفكره اسلوب التجريف فى حرب 73 . يوم 6 اكتوبر بدأت الحرب الساعه 2 ظهراً وتم فتح اول ثغره الساعه 6 مساءً و10 مساءً تم فتح 60 ثغره نزل من الساتر الترابى الذى لا يقهر 90 الف متر مكعب. العدو كان ينظر وتاخر فى الهجمه المضاده واصبح الساتر الترابى لا سيطره عليه من جانب العدو واصبح العدو مثل الفأر يدخل فى الجبال خوفا من الجيش المصرى. تم تسجيل الفكره باسمى ولكن لم يتم الافصاح بمن قام بها إلا بعد 25 عام فيما كان يخص تقدير الدوله تقديرى وجائزتى هى رفع العلم المصرى على ضفه القنال وخروج العدو الاسرائيلى امامنا مهزوما ورجوع الجنود وهم منتصرين الى ابنائهم واليوم ارى مصر نحو الافضل و الرئيس السيسى يشبه الزعيم جمال عبد الناصر وجهان لعمله واحده ولكن يفرق بينهم الزمن. نعت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثاني، بطلًا من أبطال مصر الشجعان اللواء مهندس باقي زكي يوسف صاحب فكرة استخدام قوة دفع المياه في حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣ لهدم الساتر الترابي خط بارليف الذي كان وقتهار رمزاً لتفوق العدو وسيطرته التامة على الضفة الشرقية لقناة السويس، ليفتح الطريق أمام قوات مصر الباسلة للعبور وقالت الكنيسة في نعيها إنه سيذكر التاريخ والوطن حفيد مهندسي مصر العظام بناة الأهرام وصانعي الحضارة والإرث الإبداعي الكبير، عالمين وواثقين أن لأمانة اللواء مهندس باقي زكي يوسف في عمله مكافأة ومجازاة لدى الله في ملكوت السماوات. وكنا نامل ان تقام له جنازه عسكريه لانه خدم الوطن طويلا ولم ياخذ حقه ولكن تكريمه سيتم فى السماء وسيبقى باقياً فى قلوبنا رمزاً للوطنيه اللواء باقى زكى يوسف. فى النهايه نستطيع ان نقول وداعا للرجل الذى خدم مصر بكل ما استطاع من جهد وتفكير وداعاً لمن حطم احلام العدو الاسرائيلى وداعاً لكل القيود التى وضعها لنا العدو فى محاوله منه لكسر إرادة المصريين. تحيـه منى وتقديــر للرجـل الذى علمنى معنى الوطنيه انا وابناء جيلى وعزاء من جريدة كاريزما لروحـه الطاهره ولاسرته الغاليه الذى ظلت تعطى للوطن الكثيرا.