حـــــــلـــــــم يـــــــوســـــــف كما كان ليوسف حلماً ، انا ايضاً لي حلم . زهرة اللوتس والخطيئة النبيله زهرة اللوتس هي عنوان الخلق عند قدماء المصريين ،. هي رمز الخلود، وهي أقدس الأزهار وسيدة العطور . سجلها المصريون في نقوشهم منذ فجر التاريخ...زهرة اللوتس كانت حلماً جميلاً طالما راودني ان احصل علي بصمتها في برنامجي التليفزيوني (بصمه) لكن زهرتي هي زهرة لوتس من لحم ودم .عندما دارت الكاميرات وجاء صوت المخرج عبر الـ earpiece بالعد التنازلي لبدء اللقاء4-3-2-1.....(go) جاءت هذه الكلمة كأنها المفتاح السحري لمغارة علي بابا افتح ياسمسم ، لحظة ذابت فيها المسافات الشاسعة بين ارض الاهرامات كيمت العظيمة حيث تجلس زهرة اللوتس في غرفة مكتبها الأنيق ، وبيني علي الجانب الاخر من الكرة الارضيّة علي ضفاف المحيط الهادي في بلاد العم سام داخل الاستوديو .وبفضل آلهة العلم كان الاله Skype احد آلهة الاتصالات هو من أتاح لنا تحقيق ذلك الحلم الجميل ودخلت زهرة اللوتس الي مدار الجدي تحيرت للحظات في بداية اللقاء مع من ابدأ ؟ الشاعرة، الناقدة، المترجمة، المعمارية ، كاتبة مقال الرأي ، الصوفية، العلمانيه ، العاشقه لمصر.لكني وجدت نفسي ابدأ من احدب نوتردام رواية الكاتب الفرنسي يكتور هوجو ، تلك البوابه الذهبيه التي دلفت منهالعالم الفكر والابداع ، ثم انعطف الحوار الي الشاعرة جبرانية الهوي وعشقها الصوفي لذلك النبي جبران وتحدثنا عن نزار الذي حل في المرأه وكتب علي لسانها اعذب الأبيات ، تحدثنا عن الطباشير ، تحدثنا عن بعض دواوينهاواسمائها المنتقاه بعنايه ،قارورة الصمغ، قطاع طولي في الذاكره، علي بعد سنتيمتر من الارض، سألتها عن صانع الفرح في حياتها. ثم انتقلنا الي بلاط صاحبة الجلاله وكم لها من صولات وجولات علي صفحاتها، اكتفينا بالحديث عن مقال بعنوان العيون النظيفة ،تدعو فيه ان تعتاد العين علي الجمال حتي ترفض القبح ، مقال آخر عن رساله غاضبة أرسلت للانسانه الرقيقه والراقيه نصيرة الحيوان السيده/ امينه ثروت اباظه احتجاجاً علي ما يلاقيه الحيوان المسكين من ظلم في بلادنا ، وكيف غضبت زهرة اللوتس حزناً علي احفاد من قدسوا تعاليم ماعت، اللذين تغيرت سلوكياتهم ، تحدثنا عن مقال لها بعنوان هذا الرجل احبه ، انتابني الفضول ان اعرف ذلك الرجل المحظوظ ، واكتشفت انني ايضاً احب هذاالرجل، فمن منا لا يحب قاهر الظلام عميد الفكر والأدب دكتور طه حسين . الشيطان ايضاً كان حاضراً .. شيطان الشعر ، فالشعر له شيطان مزعج ولحوح قالت انه يأتي بلا استأذان وعندما يأمر لابد ان يطاع لانه ان تدلل عذب صاحبه ، فالشعر يأتي به الشيطان وقتما شاء لايملك الشاعر رفاهية التأجيلهو من يفرض كل التفاصيل من صور وتفاعيل وأوزان وقوافي ، هو من يحرك بحور الشعر علي هواه . حكت لي زهرة اللوتس انهاارادت ان تكتب مقالاً فكرياًتحرض فيه الفارس يوسف ذيدان ان يظل ممتطياًجواده قابضاً علي معول الفكر ليفتح كوة في الجدار ، وصفته انه شخصيه استثنائية فارقه ،قالت انه يكسر الشرانق ، ووعدت ان تجعلنا نحصل علي بصمة هذا المفكر الكبير في (برنامج بصمه .ارادت ان تكتب عنه وله مقالاً فكرياً لكن الشيطان انحرف بمسار المقال الي منطقة شعريه فجاء المقال اقرب الي قصيده سمعناهاكامله في بصمه، سيمفونيه فكريه لمقال شعري بصوتهاخلال الجزء الثاني من الحلقه ، كما افادت انها ستنشرها في جريدة كاريزماالعدد القادم. تحدثنا مع زهرة اللوتس المعمارية عن عبقرية العماره الفرعونيه وتفردها ولماذالا تحمل منشآتنا تلك البصمه الفرعونيه ،تحدثنا مع زهرة اللوتس المواطنه المصريه عن تلك الخانه الغبيه في بطاقة الهويه ،ان كنا دوله مدنيه حقاً لماذا الإصرار علي بقاء خانة الديانة، ثم انتقلنا للحديث عن المغفور له الراحل التعليم في بلادنا الدكتور وسيم السيسي جوجل المصريات في احد لقآته في برنامج بصمه اقترح اسمهاضمن مجموعة حكماء ممكن ان يشكلوا كونسلتوالمحاولة اعادة الحياه للراحل العزيز، لذا سألتهاان بحثنا عن تعليم راقي لخلق اجيال متحضره، كيف تري حصة الدين!! حكت لنا واقعة الغبي المغيب الذي يحمل يافطة مكتوب عليها نطالب بطرد الأقباط الغزاه، وكيف استفزها غباؤه اكثر من شره، تجولنا كثيراًفي عقل وقلب زهرة اللوتس، كانت سباحه في فضاء فسيح لعقل ينبض وقلب يفكر ما السبيل في وطن أسير لظلام فرضه أعداء الحياة. ثم انعطف الحوار الي زهرة اللوتس كمترجمة، سألتها ان كان الشعر يفقد مذاقه عندما يتم ترجمته، قالت الترجمة ما هي الا الخطيئة النبيلة .. جاء التعبير صادما، معادلة صعبة بكل المقاييس، كيف يجتمع الضدان. الخطيئة والنبل، الخطيئةغير الخطأ، الخطأ قد يكون نبيلا لكن الخطيئة هي فعل الاثم ذاته، فكيف يكون فعل الاثم نبلا أو كيف للنبل ان يكون خطيئة، اليست الترجمةهي النوافذ التي نطل منها علي ابداعات العوالم الآخري والثقافات الآخري، لولا الترجمة ماعرفنا شعر شكسبير وروايات توليستوي، لما عرفنا أساطير الإغريق والرومان وحكايات الف ليلة وليلة بل لما عرفنا تاريخ اجدادنا المصريين القدامى الذي سطروه بحروف من نور علي أوراق البردي والمسلات وجدران المعابد، لكن دهشتي هذه لم تروق لهـا قالت : يوسف انا مترجمة .. واستطردت تشرح هذه المقولة الصادمة، لان الترجمة تأخذ الشعر من رحم الي رحم انها نوع من انواع السرقة مولود تنزعه من ارضه وتسافربه في أرض اخري وهذا يعتبر جريمه تفقده المذاق وتجعل روحه مسخاً ، الشعر روح وكيان. الشعر كائن حي يتنفس هواء اللغة المصنوع منها وضربت مثلا عن القمر . فالقمر في ثقافتنا. يعني الجمال. عندما يصف الحبيب حبيبته مشبهاً إياها بالقمر المضيء بينما القمر .. نفس القمر في اللغه الالمانيه يعتبر كائن مدعي لانه كيان مظلم أصلاً يستمد الضياء من الشمس فالنور ليس نابعا من داخله ، إذاً اذا وصف الألمان شخصا بالقمر فهذا ذماً وليس مدحاً، هو اتهام بالكذب والادعاء والتباهي بشيء ليس يملكه. هكذا يكون ترجمة الشعر خطيئة لكنها نبيلة لان هدفها نقل المعرفة ولهذا شددت ان من يتصدي لترجمة الشعر لابد ان يكون شاعراً لينقل الروح وليس الحرف وهنا يكون قتل الروح خطيئة ونقل الفكر نبلاً. وكلاهما معاً( الخطيئة النبيلة ) .. حوار عقلي شيق استمتعت به علي المستوي الشخصي وكيف لا .. وهي نجمتي المفضلة زهرة اللوتس ذلك المخلوق الجميل الباحث دوماً عن الجمال . وقبل ان اختم حواري معها. . سألتها الطفلة القابعة بداخلها( فافي ) ألا تنصحها أحياناً ان تكف عن مشاغبة الدبابير ومهاجمتهم في اعشاشهم تحاشيا لشرهم وبذاآتهم فانتفضت بداخلها روح ايزيس مأكدة انها لا تخشي الدبابير ومن اجل كيمت ومن اجل الحق والجمال لن تري الخطأ وتغمض عينيها تحية لزهرة اللوتس .. وشكراً لها ان حققت حلماً من احلام يوسف ..اعزائي قراء كاريزماالرشيقه.. اتمني ان اكون تركت لكم بصمه بلون النور للعقول وبسمة بطعم الفرح للشفاه.. الي اللقاء في العدد القادم . آسف جداً نسيت أقول لكم من هي زهرة اللوتس انها العظيمه .. فاطمة ناعوت . ارجو متابعة الحلقات علي الــــ YouTube ابحث عن :برنامج بصمه - يوسف متي https://www.facebook.com/groups/644644192305155/permalink/1192210044215231/ رابط الحلقة الاولي