سلوى رزق

بين الحق والباطل دهراً

بقلم/ سلوى رزق

منذ‭ ‬بدء‭ ‬الخليقة‭ ‬وبات‭ ‬الحق‭ ‬يتصارع‭ ‬مع‭ ‬الباطل‭ ‬وللان‭ ‬المصارعة‭ ‬مستمرة‭ ‬بل‭ ‬واشد‭ ‬صراعا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ …. ‬وكثيرا‭ ‬وفي‭ ‬حالات‭ ‬كثيرة‭ ‬ينتصر‭ ‬الباطل‭ ‬لان‭ ‬وسائله‭ ‬سهلة‭ ‬بعدم‭ ‬الامانة‭ ‬وبالكذب‭ ‬وبالغش‭ ‬وبالخداع‭ … ‬الحق‭ ‬لايمكنه‭ ‬ان‭ ‬يقسو‭ ‬او‭ ‬يقتل‭ ‬او‭ ‬يغدر‭ ‬باحد‭ … ‬الباطل‭ ‬يمكنه‭ ‬فعل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بمهارة‭ ‬فهو‭ ‬قاتل‭ ‬القتيل‭ ‬والذي‭ ‬يمشي‭ ‬في‭ ‬جنازته‭ … ‬الحق‭ ‬مقيد‭ ‬بقيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬ووصايا‭ ‬الهية‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬عدم‭ ‬طاعتها‭ ‬بينما‭ ‬الباطل‭ ‬متسيب‭ ‬يفعل‭ ‬مايشاء‭ ‬ويسلك‭ ‬حسب‭ ‬هواه‭ ‬بلا‭ ‬ضابط‭ ‬لذلك‭ ‬فالوسائل‭ ‬عديدة‭ ‬امامه‭ ‬والباب‭ ‬مفتوح‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬اي‭ ‬طريق‭ ‬يسلكه.‭ ‬

ولكن‭ ‬احبائي‭ ‬للحق‭ ‬قوة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬فهي‭ ‬اسم‭ ‬الله‭ ‬القوي‭ ‬الجبار‭ ‬القادر‭ ‬علي‭ ‬كل‭ ‬شئ‭ … ‬فالله‭ ‬فهو‭ ‬الحق‭ ‬وجميع‭ ‬الاديان‭ ‬السماوية‭ ‬تؤمن‭ ‬بهذا‭ ..‬‭. ‬وهذا‭ ‬الايمان‭ ‬السليم‭ ‬لاسم‭ ‬الله‭ ( ‬الحق‭ ) ‬يشجع‭ ‬الانسان‭ ‬ان‭ ‬يحيا‭ ‬بالحق‭ ‬وليس‭ ‬بالباطل‭ … ‬ولذا‭ ‬علي‭ ‬النقيد‭ ‬يوجد‭ ‬اناسا‭ ‬شبهوا‭ ‬الباطل‭ ‬بثعلب‭ ‬ماكر‭…  ‬واخرين‭ ‬قالوا‭ ‬في‭ ‬الامثال‭ ‬ان‭ ‬الصدق‭ ‬عز‭ ‬والباطل‭ ‬ذل‭ … ‬ومثل‭ ‬اخر‭ ‬يقول‭ ‬بقاء‭ ‬الباطل‭ ‬في‭ ‬غفلة‭ ‬الحق‭ ‬عنه‭ … ‬الاحمق‭ ‬يغضب‭ ‬من‭ ‬الحق‭ ‬والعاقل‭ ‬يغضب‭ ‬من‭ ‬الباطل‭ …  ‬من‭ ‬طلب‭ ‬حقه‭ ‬اقترب‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬ومن‭ ‬طلب‭ ‬باطله‭ ‬بعد‭ ‬عن‭ ‬الله‭ … ‬نصرة‭ ‬الحق‭ ‬شرف‭ ‬ونصرة‭ ‬الباطل‭ ‬سرف‭ …  ‬الحق‭ ‬الذي‭ ‬بني‭ ‬علي‭ ‬باطل‭ ‬فهو‭ ‬باطل‭ … ‬من‭ ‬ظن‭ ‬ان‭ ‬الباطل‭ ‬سينتصر‭ ‬علي‭ ‬الحق‭ ‬فقد‭ ‬اساء‭ ‬الي‭ ‬الله‭ …  ‬لذا‭ ‬سميت‭ ‬مقالتي‭ ‬البسيطة‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ( ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬والباطل‭ ‬دهرا‭ ) ‬فعلا‭ ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬والباطل‭ ‬دهرا‭ ‬ابديا‭ ‬كناية‭ ‬عن‭ ‬مدي‭ ‬الفرق‭ ‬بينهما‭ ‬ومدي‭ ‬نوعية‭ ‬الحياة‭ ‬بالحق‭ ‬او‭ ‬بالباطل‭ … ‬فجميعنا‭ ‬نحيا‭ ‬كبشر‭ ‬ولكن‭ ‬امامنا‭ ‬اختيارين‭ ‬اما‭ ‬ان‭ ‬نحيا‭ ‬بالحق‭ ‬او‭ ‬نعيش‭ ‬بالباطل‭ … ‬وكم‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الحياتية‭ ‬التي‭ ‬تقابل‭ ‬الانسان‭ ‬منا‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬بين‭ ‬ان‭ ‬يحيا‭ ‬بالحق‭ ‬ام‭ ‬بالباطل‭ ‬مثلا‭ ‬في‭ ‬علاقاتنا‭ ‬بوظائفنا‭ …  ‬في‭ ‬تربية‭ ‬ابنائنا‭ … ‬في‭ ‬معاملاتنا‭ ‬المادية‭ …. ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬باقاربنا‭ … ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بالعبادة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لله‭ … ‬في‭ ‬حب‭ ‬الاخرين.‭ ‬

في‭ ‬مد‭ ‬العون‭ ‬للمحتاجين‭ … ‬في‭ ‬الدعاء‭ ‬لجميع‭ ‬المسبيين‭ ‬والمساجين‭ … ‬في‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬المرضي‭ ‬لمن‭ ‬حولنا‭ … ‬في‭ ‬ابتسامة‭ ‬لاحد‭ ‬محبط‭ ‬وعلي‭ ‬حافة‭ ‬الهاوية‭ ‬للانتحار‭ … ‬في‭ ‬عدم‭ ‬اغتياب‭ ‬الاخرين‭ ‬وتمزيقهم‭ ‬بالحديث‭ ‬السئ‭ ‬عنهم‭ …. ‬في‭ ‬زيارات‭ ‬اماكن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬اللذين‭ ‬تركوهم‭ ‬ذويهم‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬وقت‭ ‬لديهم‭ ‬للسؤال‭ ‬والاطمئنان‭ ‬عليهم‭ … ‬وكم‭ ‬من‭ ‬الاعمال‭ ‬التي‭ ‬عن‭ ‬طريقها‭ ‬نحفر‭ ‬لحياتنا‭ ‬نهر‭ ‬للحق‭ ‬الابدي‭ ‬الذي‭ ‬بمثابة‭ ‬نهرا‭ ‬ننهل‭ ‬منه‭ ‬حبا‭ ‬حقا‭ ‬وسلاما‭ ‬حقيقيا‭ ‬وطمانينة‭ ‬غير‭ ‬مزيفة‭ ‬وخدمة‭ ‬نفسية‭ ‬لمعالجة‭ ‬انفسنا‭ ‬بالتعايش‭ ‬بالحق‭ ‬الحقيقي‭ ‬للحياة‭ ‬مع‭ ‬الاخرين‭  …‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى