عادل عطية

أفكار – نـضـال النـهـار!

بقلم/ عادل عطية

ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬نهاراً،‭ ‬قالها‭ ‬مُعلم‭ ‬البشرية‭!‬

لكن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬بأهمية‭ ‬العمل،‭ ‬معتقداً‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أكمل‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬العالم

أبتعد‭ ‬عنه‭ ‬كثيراً،‭ ‬واستقر‭ ‬في‭ ‬راحة‭ ‬لا‭ ‬نهائية

تحيط‭ ‬به‭ ‬أجواق‭ ‬الملائكة‭ ‬بكرة‭ ‬وعشياً‭!‬

وهناك‭ ‬من‭ ‬يشتغل‭ ‬وكأن‭ ‬هناك‭ ‬عدداً‭ ‬لا‭ ‬نهائياً‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة،‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬عمل‭ ‬اليوم‭!‬

الله‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعمل؛‭ ‬لأنه‭ ‬مصدر‭ ‬كل‭ ‬حياة‭ ‬في‭ ‬العالم‭!‬

وينبغي‭ ‬علينا،‭ ‬نحــــن‭ ‬خليقتــــه،‭ ‬أن‭ ‬نحــــاكيـــــه

ونشاركه‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬على‭ ‬الأرض‭!‬

أنظر‭ ‬إلى‭ ‬هدف‭ ‬عملك‭..‬

فان‭ ‬كان‭ ‬هدفه،‭ ‬هو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المال،‭ ‬حباً‭ ‬فيـــه‭ ‬أو‭ ‬تسديداً‭ ‬لاستحقاقات‭ ‬ديونـــك؛‭ ‬فقـــد‭ ‬أصبــــح‭ ‬عملك‭ ‬نضال‭ ‬شاق‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭!‬

وان‭ ‬كان‭ ‬هدفك،‭ ‬أن‭ ‬تُنصب‭ ‬لك‭ ‬لوحة‭ ‬تذكارية‭ ‬لتمجيدك،‭ ‬فأعلم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فريقاً‭ ‬لا‭ ‬يحصى‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء،‭ ‬لم‭ ‬ينتظروا‭ ‬يوماً‭ ‬ذلك،‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬عنهم‭ ‬شيئاً،‭ ‬ولكنهم‭ ‬انتجوا‭ ‬في‭ ‬عصرهم‭ ‬وجيلهم‭ ‬أشياء‭ ‬بقيت‭ ‬عمراً‭ ‬مديداً‭ ‬بعد‭ ‬رحيلهم‭!‬

  ‬وان‭ ‬كان‭ ‬هدفك،‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬مكافآت‭ ‬سماوية،‭ ‬فمع‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬بعيدة‭ ‬جداً‭. ‬لكن‭ ‬مكافآت‭ ‬الله‭ ‬ليست‭ ‬أبدية‭ ‬فحسب،‭ ‬فالترقي‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬وزيادة‭ ‬المرتب،‭ ‬والمعيشة‭ ‬اللائقة‭ ‬التي‭ ‬نوفرها‭ ‬لأولادنا‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬عطاياه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭!‬

في‭ ‬عملك،‭ ‬لا‭ ‬تعمل‭ ‬كمن‭ ‬تحت‭ ‬مراقبة‭ ‬نظرات‭ ‬المدير،‭ ‬بل‭ ‬كن‭ ‬أميناً‭ ‬في‭ ‬عملك‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعمله‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬بدموع‭. ‬اعمل‭ ‬كمن‭ ‬يرضي‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬كمن‭ ‬يرضي‭ ‬الناس،‭ ‬اعمل‭ ‬بكل‭ ‬قلبك،‭ ‬وسيكون‭ ‬قلبك‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬عملك‭!‬

ان‭ ‬استثمار‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الجاد،‭ ‬ينتج‭ ‬أعظم‭ ‬الفرص‭  ‬لحل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬تواجهنا،‭ ‬وتواجه‭ ‬الآخرين،‭ ‬ويحقق‭ ‬للمرء‭ ‬ذاته،‭ ‬ويجلب‭ ‬الرضا،‭ ‬والفرح،‭ ‬ويجعل‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬يتكلم‭ ‬بثقة‭: ‬‭”‬أنا‭ ‬أعمل‭ ‬إذن‭ ‬أنا‭ ‬موجود‭”‬‭!…‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى