عادل عطيةمقالات عادل

أوراق من ديسمبر!

بقلم/ عادل عطية

  ‬أجتاز‭ ‬مؤشر‭ ‬منتصف‭ ‬الليل،‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬نجم‭ ‬مشع،‭ ‬يومض‭ ‬ببهاء‭ ‬وجلال‭ ‬فوق‭ ‬هامتي،‭ ‬وينير‭ ‬الدرب‭ ‬الممتد‭ ‬صوب‭ ‬المستقبل‭ ‬البعيد‭!‬

  ‬بثقة‭ ‬أحمل‭ ‬معي‭ ‬أوراقي،‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬كتبتها‭ ‬قبل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة‭!‬

  ‬أوراق،‭ ‬لا‭ ‬أكفّ‭ ‬عن‭ ‬تدوينها،‭ ‬مع‭ ‬انني‭ ‬أبدو،‭ ‬في‭ ‬الغالب،‭ ‬فاقداً‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬طبيعتي‭ ‬البشرية‭ ‬الضعيفة‭ ‬الواهنة‭!‬

  ‬أوراق،‭ ‬تتضمن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬الماضي،‭ ‬وتشمل‭ ‬على‭ ‬تذكير‭ ‬بتعويض‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬نفذت‭ ‬مني‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬الحياة،‭ ‬مثل‭: ‬الحنان،‭ ‬والصبر،‭ ‬والاحتمال‭! 

  ‬أوراق،‭ ‬أعاهد‭ ‬فيها‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة بأن‭ ‬أكون‭: ‬زوجاً‭ ‬مثالياً،‭ ‬وأباً‭ ‬صالحاً،‭ ‬وأخاً‭ ‬طيباً،‭ ‬وصديقاً‭ ‬وفياً‭ ‬مخلصاً،‭ ‬وأن‭ ‬أكون‭ ‬بركة‭ ‬للآخرين‭!‬

  ‬أوراق،‭ ‬تبزغ‭ ‬وتشرق‭ ‬من‭ ‬حروفها‭ ‬آمال‭ ‬وردية،‭ ‬بأن‭ ‬أحمل‭ ‬قلباً‭ ‬جديداً

وروحاً‭ ‬جديدة،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬الشهور‭ ‬الاثنا‭ ‬عشر‭ ‬الوليدة،‭ ‬أحسن‭ ‬سنوات‭ ‬العمر‭!‬

  ‬كم‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬اجتمعت‭ ‬إلى‭ ‬نفسي لأتأمل‭: ‬كيف‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أبدأ‭ ‬عاماً‭ ‬جديداً

خاضعاً‭ ‬لإرادة‭ ‬الله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الكون،‭ ‬مثمراً‭ ‬بالمجد،‭ ‬والقوة،‭ ‬والظفر‭!‬

  ‬وكم‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬تبقى‭ ‬وعودي‭ ‬وقراراتي‭ ‬حبراً‭ ‬على‭ ‬ورق؛‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬جديد،‭ ‬وكأنه‭ ‬لم‭ ‬يبدأ‭ ‬بعد‭!‬

  ‬ورغم‭ ‬هزائمي‭ ‬المتكأة‭ ‬على‭ ‬ارادتي‭ ‬الفانية‭ ‬المتلاشية،‭ ‬أواسي‭ ‬ذاتي،‭ ‬قائلاً‭: ‬ان‭ ‬مجرد‭ ‬تدوين‭ ‬تعهداتي‭ ‬المخلصة‭ ‬للعام‭ ‬الجديد،‭ ‬لهو‭ ‬اعتراف‭ ‬صادق‭ ‬مني

بانني‭ ‬غير‭ ‬راضِ‭ ‬عن‭ ‬أسلوب‭ ‬حياتي

وانني‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬التغيير‭ ‬والتجديد

والسير‭ ‬بجدية‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل،‭ ‬مجاهداً‭ ‬بإخلاص‭ ‬ودأب‭ ‬في‭ ‬طرد‭ ‬العادات‭ ‬السيئة،‭ ‬والتصرفات‭ ‬القاسية‭ ‬المقترنة‭ ‬بماضيّ‭!‬

  ‬هل‭ ‬مازلت‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أصنع‭ ‬مستقبلاً‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجديد؟‭..‬

ذلك‭ ‬هو‭ ‬السؤال‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬عام‭!‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى