ســـؤال صعـــب ســـتجيـــب عنـــه الايـــام القادمة يحير الخبراء والكتاب والمحللين السياسيين فى جميع انحاء العالم وذلك بعد الزواج الملكى الذى تم مؤخرا بين ميجان ميركيل الممثلة الامريكية الشهيرة والامير هارى وريث العرش البريطانى فهل يستطيع العملاق الامريكى ان يزعزع العرش البريطانى ويجعل بريطانيا الولاية رقم 51 فى الولايات المتحدة ام سيعود الثعلب البريطانى الى المستعمرة القديمة الولايات المتحدة مرة اخرى بعد ان كانت الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس فهل ستغيب الشمس ام ستشرق مرة اخرى. الكل ينتظر الكل يترقب ترقبا حذرا !! لقد تسلمت بريطانيا العظمى ادارة العالم بعد عصر الاكتشافات الجغرافية لمناطق وجزر وقارات جديدة فى اكبر المحيطات فى العالم كالميط الهادى والمحيط الاطلنطى والمحيط الهندى فهى تلت الامبراطورية الرومانية التى كانت تسيطر على العالم وتتحكم فيه حتى اصبحت بريطانيا العظمى وريثت الامبراطورية الرومانية عقب انهيارها ومنذ ذلك الزمن استطاعت بريطانيا تحت قيادة التاج الملكى والقوة العسكرية ان تضع يدها على المحاور الاستراتيجية البحرية التى تتحكم فى طرق التجارة البحرية الدولية بفضل اسطولها التجارى والعسكرى ايضا من خلال قواعد عسكرية على جزر استراتيجية فى البحار والمحيطات حتى اصبح يطلق على البريطانيين اسياد البحار. ولكن بعد انتصار الحلفاء على المحور فى الحرب العالمية الثانية بقيادة الولايات المتحدة التى كانت قوة عسكرية كبرى فى ذلك الوقت وسقوط المحور عام 1945 بدا الدور البريطانى العسكرى فى العالم يخبو وظل الدور السياسى باقيا حتى استطاعت الولايات المتحدة ان تسحب البساط من تحت اقدام باقى الحلفاء لتظل الدولة العظمى الاولى فى العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتى السابق وتفككه فتسلمت ادارة العالم كامبراطورية جديدة بديلة عن بريطانيا التى كانت عظمى فاصبحت الولايات المتحدة هى الدولة العظمى الاولى فى العالم بفضل قوتها العسكرية ونفوذها الاقتصادى وعملتها المسيطرة على الاقتصاد العالمى. ومع صعود الولايات المتحدة الى قمة العالم فلا نغفل الدور البريطانى المؤثر والذى لايزال مؤثرا على العقل والوجدان السياسى الامريكى حتى الان نظرا لعراقة بريطانيا بحضارتها وثقافتها المنفتحة على العالم اكثر وسيطرتها على مستعمراتها السابقة ثقافيا واجتماعيا حتى الان تتضح فيه بصمات البريطانيين ثقافة ولغة ودين احيانا ففى افريقيا واسيا والشرق الاوسط والولايات المتحدة واستراليا ونيوزلندة وغيرها فمكثت هذه البلاد تحت حكم التاج الملكى البريطانى لعقود طويلة فكانت بريطانيا العظمى بمثابة الدولة الام التى يتعلم منها الجميع الحضارة المدنية الحديثة فهى تركت مستعمراتها عسكريا وسياسيا ولكن لم تتركها ثقافيا واجتماعيا وتعليميا حتى الان. وهذا هو العنصر الاهم فى سياق الحديث وهذه النقطة الفاصلة التى تتحكم فى العلاقات الدولية فالشعب اهم من السلطة الحاكمة فى الدولة فالسيطرة الثقافية على الشعب تجعل هذا الشعب تابعا للدولة التىعلمته حتى وان تركت هذه البلاد وذهبت بعيدا. فهل تستطيع بريطانيا بتاريخها الطويل المؤثر فى اغلب دول العالم ان تستخدم قوتها الناعمة مرة اخرى ام ستلعب هذا الدور من خلال اشخاص سيكون لهم بالغ الاثر فى الفترة القادمة. ام سيتم التزاوج السياسى بين الولايات المتحدة وبريطانيا اى بين الدهاء والخبرة السياسية الطويلة المتمثلة بريطانيا والقوة العسكرية الهائلة المتمثلة فى الولايات المتحدة الامريكية.